تقول مصادر دبلوماسية إن هناك مسارين في الملف السوري أحدهما ميداني والآخر سياسي فعلى المستوى السياسي هناك اتفاق أميركي ـ روسي من خلال جنيف الأول حاول الأميركيون تحريفه أكثر من مرة عبر تفسيرهم المناقض لجوهر الاتفاق وحتى الآن ما زال هناك كباش سياسي أميركي مع روسيا فالإدارة الأميركية تصعّد أحياناً من خطابها السياسي والإعلامي لكي يصاب حلفاؤها في المنطقة بخيبة أمل.

وتضيف: ما يحصل في نيويورك هو وضع منهج عمل يتم تدريجياً التفاهم عليه من خلال الملف الكيماوي وكيفية متابعته وبلورة مؤتمر جنيف الثاني وموعد انعقاده وإذا تمت قراءة خطاب الرئيس أوباما بدقة يمكن الاستنتاج بأن هناك نفساً أميركياً جديداً وكأننا أمام مرحلة جديدة في السياسة الخارجية الأميركية فكلام الرئيس أوباما أن إدارته لن تعمل على إسقاط النظام في إيران وأنها مع الحل السياسي للملف النووي والاعتراف بحق إيران بنووي سلمي قابله الإيراني بطرح سياسة خارجية تقوم على الانفتاح والحل العملي في سورية وطرح ملف خُلوّ الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل يضاف إلى ذلك اعتراف فرنسي بدور فاعل لإيران في حل القضية السورية وهذا يعني مشاركتها في مؤتمر جنيف الثاني.

وتعتبر المصادر أن الروسيّ يريد أن تكون التفاهمات مع الأميركيين ليس بشأن سورية فقط ولكن على مستوى الشرق الأوسط ككل بما في ذلك الموضوع الفلسطيني بالإضافة إلى موضوع أفغانستان والانسحاب الأميركي المرتقب منها وموضوع باكستان كل هذه الملفات تحتاج إلى تفاهم روسي ـ أميركي حقيقي لأنه لم يعد بمقدور الولايات المتحدة وحدها أن تحل المشاكل الدولية خصوصاً بعدما أثبتت روسيا قدرتها على مجاراة أميركا في إنشاء حلف غير معلن قوامه دول البريكس وإيران وسورية.

 

وتقول المصادر أن تركيا فتحت خطوط تواصل جديدة مع إيران وخطوطاً مماثلة مع العراق الدولة وليس التنظيمات المسلحة التي تدعمها وهي تحاول في الوقت نفسه ترتيب أوضاعها مع العراق بصورة أفضل لإعادة الثقة بين البلدين خوفاً من أن ينتقل ملف الإرهاب إلى أراضيها بشكل أوسع.

المحور الروسي ـ الإيراني ـ السوري ـ حزب الله هو في موقع أكثر راحة من الأميركي وحلفائه في المنطقة وهو لذلك يضع شرطاً أساسياً يتعلق بضرب الإرهاب في سورية ودعم الدولة السورية على الصعيد الدولي وهذا الأمر اتفق عليه الروسي والأميركي في مؤتمر الدول الثماني الذي عقد في إيرلندا.

وما يجب التركيز عليه هو أن المشكلة الأساسية التي يواجهها الأميركي هي في مَنْ يمثل المعارضة في أي مؤتمر دولي يعقد في جنيف خصوصاً بعد إعلان فصائل وتنظيمات مسلحة بأسماء مختلفة عدم اعترافها بالائتلاف الوطني وبالحكومة الانتقالية وأنهما لا يمثلان التنظيمات المسلحة التي تقاتل على الأرض السورية.

وترى المصادر أن ما يحصل في سورية على الأرض حالياً هو محاولة تلميع صورة الجيش الحر فلواء التوحيد وهو تنظيم تابع للإخوان المسلمين أعلن انضمامه إلى جبهة النصرة والتحالف معها مع العلم أن الجيش الحر ليس له حضور ونفوذ على الأرض.

وتعتقد المصادر أن السعودية غير مرتاحة للاتفاق الأميركي ـ الروسي وهي قد تعمد إلى عرقلة أي اتفاق بشأن الحل السياسي للأزمة السورية من خلال توحيد القوى المتطرفة بقيادة الأمير بندر لكي يظهر للأميركي قدرته على إفشال أي حل سياسي وهو لذلك يحاول تسعير القتال في أكثر من منطقة في سورية وفي المقابل الجيش السوري يوجه ضربات قاصمة لهم.

وتختم المصادر الدبلوماسية فتقول إن التحولات الميدانية لصالح الدولة السورية والجيش السوري أدت إلى انكشاف هيمنة الجماعات القاعدية على العصابات المسلحة السورية الأمر الذي بدأت حكومة رجب طيب أردوغان تشكو من وطأته وانعكاسه على أمنها الداخلي. وبينما تستمر المعارك بين الجماعات المسلحة في أكثر من منطقة سورية وما يحصل من تهديدات متبادلة في ما بينها واتهامات حول عمالة بعض هذه التنظيمات إلى الدول الغربية تدل المؤشرات الميدانية على تقدم كبير للجيش السوري في اجتثاث بؤر الإرهاب في حين حقق الرئيس بشار الأسد حضوراً نوعياً حاسماً في لغته وخطابه السياسي في توصيف ما تشهده سورية على أنه معركة بين الدولة السورية وفلول تنظيمات القاعدة وفروعها.

وقد طغت أحاديث الرئيس الأسد ومفرداته على وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية بينما يعيش معسكر الحرب من دول المنطقة وغيرها حالة من الإحباط والانكفاء بعد فشل المجموعات الإرهابية المتطرفة من تحقيق أي اختراق جدي تحت شعار تعديل موازين القوى على الأرض.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-28
  • 10893
  • من الأرشيف

إطلالات الأسد الإعلامية زادت من إحباط معسكر العدوان

تقول مصادر دبلوماسية إن هناك مسارين في الملف السوري أحدهما ميداني والآخر سياسي فعلى المستوى السياسي هناك اتفاق أميركي ـ روسي من خلال جنيف الأول حاول الأميركيون تحريفه أكثر من مرة عبر تفسيرهم المناقض لجوهر الاتفاق وحتى الآن ما زال هناك كباش سياسي أميركي مع روسيا فالإدارة الأميركية تصعّد أحياناً من خطابها السياسي والإعلامي لكي يصاب حلفاؤها في المنطقة بخيبة أمل. وتضيف: ما يحصل في نيويورك هو وضع منهج عمل يتم تدريجياً التفاهم عليه من خلال الملف الكيماوي وكيفية متابعته وبلورة مؤتمر جنيف الثاني وموعد انعقاده وإذا تمت قراءة خطاب الرئيس أوباما بدقة يمكن الاستنتاج بأن هناك نفساً أميركياً جديداً وكأننا أمام مرحلة جديدة في السياسة الخارجية الأميركية فكلام الرئيس أوباما أن إدارته لن تعمل على إسقاط النظام في إيران وأنها مع الحل السياسي للملف النووي والاعتراف بحق إيران بنووي سلمي قابله الإيراني بطرح سياسة خارجية تقوم على الانفتاح والحل العملي في سورية وطرح ملف خُلوّ الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل يضاف إلى ذلك اعتراف فرنسي بدور فاعل لإيران في حل القضية السورية وهذا يعني مشاركتها في مؤتمر جنيف الثاني. وتعتبر المصادر أن الروسيّ يريد أن تكون التفاهمات مع الأميركيين ليس بشأن سورية فقط ولكن على مستوى الشرق الأوسط ككل بما في ذلك الموضوع الفلسطيني بالإضافة إلى موضوع أفغانستان والانسحاب الأميركي المرتقب منها وموضوع باكستان كل هذه الملفات تحتاج إلى تفاهم روسي ـ أميركي حقيقي لأنه لم يعد بمقدور الولايات المتحدة وحدها أن تحل المشاكل الدولية خصوصاً بعدما أثبتت روسيا قدرتها على مجاراة أميركا في إنشاء حلف غير معلن قوامه دول البريكس وإيران وسورية.   وتقول المصادر أن تركيا فتحت خطوط تواصل جديدة مع إيران وخطوطاً مماثلة مع العراق الدولة وليس التنظيمات المسلحة التي تدعمها وهي تحاول في الوقت نفسه ترتيب أوضاعها مع العراق بصورة أفضل لإعادة الثقة بين البلدين خوفاً من أن ينتقل ملف الإرهاب إلى أراضيها بشكل أوسع. المحور الروسي ـ الإيراني ـ السوري ـ حزب الله هو في موقع أكثر راحة من الأميركي وحلفائه في المنطقة وهو لذلك يضع شرطاً أساسياً يتعلق بضرب الإرهاب في سورية ودعم الدولة السورية على الصعيد الدولي وهذا الأمر اتفق عليه الروسي والأميركي في مؤتمر الدول الثماني الذي عقد في إيرلندا. وما يجب التركيز عليه هو أن المشكلة الأساسية التي يواجهها الأميركي هي في مَنْ يمثل المعارضة في أي مؤتمر دولي يعقد في جنيف خصوصاً بعد إعلان فصائل وتنظيمات مسلحة بأسماء مختلفة عدم اعترافها بالائتلاف الوطني وبالحكومة الانتقالية وأنهما لا يمثلان التنظيمات المسلحة التي تقاتل على الأرض السورية. وترى المصادر أن ما يحصل في سورية على الأرض حالياً هو محاولة تلميع صورة الجيش الحر فلواء التوحيد وهو تنظيم تابع للإخوان المسلمين أعلن انضمامه إلى جبهة النصرة والتحالف معها مع العلم أن الجيش الحر ليس له حضور ونفوذ على الأرض. وتعتقد المصادر أن السعودية غير مرتاحة للاتفاق الأميركي ـ الروسي وهي قد تعمد إلى عرقلة أي اتفاق بشأن الحل السياسي للأزمة السورية من خلال توحيد القوى المتطرفة بقيادة الأمير بندر لكي يظهر للأميركي قدرته على إفشال أي حل سياسي وهو لذلك يحاول تسعير القتال في أكثر من منطقة في سورية وفي المقابل الجيش السوري يوجه ضربات قاصمة لهم. وتختم المصادر الدبلوماسية فتقول إن التحولات الميدانية لصالح الدولة السورية والجيش السوري أدت إلى انكشاف هيمنة الجماعات القاعدية على العصابات المسلحة السورية الأمر الذي بدأت حكومة رجب طيب أردوغان تشكو من وطأته وانعكاسه على أمنها الداخلي. وبينما تستمر المعارك بين الجماعات المسلحة في أكثر من منطقة سورية وما يحصل من تهديدات متبادلة في ما بينها واتهامات حول عمالة بعض هذه التنظيمات إلى الدول الغربية تدل المؤشرات الميدانية على تقدم كبير للجيش السوري في اجتثاث بؤر الإرهاب في حين حقق الرئيس بشار الأسد حضوراً نوعياً حاسماً في لغته وخطابه السياسي في توصيف ما تشهده سورية على أنه معركة بين الدولة السورية وفلول تنظيمات القاعدة وفروعها. وقد طغت أحاديث الرئيس الأسد ومفرداته على وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية بينما يعيش معسكر الحرب من دول المنطقة وغيرها حالة من الإحباط والانكفاء بعد فشل المجموعات الإرهابية المتطرفة من تحقيق أي اختراق جدي تحت شعار تعديل موازين القوى على الأرض.

المصدر : نور الدين الجمال/ البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة