يبدو أحمد الجربا من أضعف الشخصيات التي حاولت المعارضة السورية إبرازها وتسويقها. يتفق كثيرون على أن هذه المعارضة لم تنجح حتى الان في تقديم شخصية قيادية تتمتع بكاريزما وحضور.

الفشل كان نصيبها في محاولتها الجادة للبحث عن قائد يقوم بدور المحرك والمحفّز والمعبّر عن آمال من تمثل فضلا عن إقناع الغرب سلطة ورأي عام. اختبرت المعارضة شخصيات من مستويات مختلفة ومشارب شتى. لجأت الى العلماني الغربي الهوى برتبة مثقف كبرهان غليون، ثم ذهبت الى طرف النقيض مع معاذ الخطيب الاسلامي وإمام المسجد. ومرّت على عبد الباسط سيدا بحجة إرضاء الاقليات، لترسو مؤخراً على أحمد الجربا. ما هي ميزات رئيس الائتلاف السوري المعارض؟ ما هي مقوماته القيادية؟ ماذا عن الكاريزما والحضور؟ عن التاريخ والانجازات؟ الاجابات تبدو متواضعة وغير مقنعة. العامل الحاسم هو قربه من المملكة العربية السعودية التي أرادت من خلال تعيينه توجيه رسالة الى قطر مفادها أن الرياض هي التي تمسك بالخيوط المحركة للإئتلاف وأن الاخير هو حصتها في المعارضة السورية والجربا هو عنوان " التبعية".

 

أحمد الجربا: بين الأمنيات والوقائع

 

الانطباع الاول الذي يتكون عن الجربا بعد نشاطاته السياسية الاولى يذهب باتجاه شخصية سلبية غير مبادرة. يبدو الجربا كمن يؤدي دوراً مطلوباً منه لا أكثر ولا أقل. يشبه ممثلاً من الدرجة الثانية لا ينجح بإقناع مشاهديه. سرعان ما يتأكد الانطباع مع الاطلالات الاعلامية. في ظهوره منذ حوالي الشهر مع مارسيل غانم في "كلام الناس" أظهر الجربا "خفة " سياسية لا تليق بالمنصب الذي يشغله. تفاخر رئيس "الإئتلاف المعارض" بمعلوماته الدقيقة والصحيحة التي لا تترك مجالاً للشك. قال بتعالٍ واضح " أنا أول شخص في العالم أبلغته الولايات المتحدة الاميركية بقرار عدوانها على دمشق وبموعده"، وليكون بمستوى الابلاغ الجلل لم يعلن الموعد المزعوم حفاظاً على السرية التي تتطلبها مثل هذه المواقف التاريخية! ويكمل الجربا طرحه السياسي الاستراتيجي فيخبرنا أن "النظام يلفظ أنفاسه الاخيرة". أما الموقف - المعلومة المترتب عن هذه المعطيات المؤكدة، فهو "ارفض الكلام عن جنيف 2 ألا بعد العدوان". ومرت الايام. العدوان تبخّر ومن المؤكد أن اصدقاء الجربا الاميركيين لم يبلغوه بقراراتهم الجديدة. حالة الصراخ والعويل التي اصابت الجربا وزملاءه تؤكد الامر. أما النظام فحصل على جرعات من الاوكسيجين. استطاع الرئيس بشار الاسد تسجيل نقاط في مرمى الخصوم ما يؤمن له استمرارية وصموداً لزمن ليس بقصير. أما قوات الجربا المسلحة فدخلت بحالة اقتتال ذاتي على طريقة " تأكل أبناءها". لم يجد رئيس الائتلاف وزميلاه غليون وكيلو خياراً سوى التوجه الى نيويورك ليبلغوا أسيادهم استعدادهم للمشاركة بمؤتمر جنيف المؤتمر نفسه الذي أصر الجربا على عدم حصوله إلا بعد "العدوان". إلّا أن اللافت في الزيارة الاميركية هو المؤتمر الصحفي الذي عقده الجربا. الاخير ظهر مشتّتاً. طلب أكثر من مرة إعادة الاسئلة حتى التي وجهت اليه باللغة العربية، والجربا لا يتكلم الانكليزية. قام بالترجمة زميل له في "الائتلاف". بدا المترجم أكثر حضورا وارتياحا من رئيسه السياسي. لم يتردد في تجميل وتعزيز إجابات الجربا من خلال إضافات لم يقلها رئيس "الائتلاف". ذروة الارتباك وقعت عند طرح صحافي سؤالا حول لقاء الجربا بأوباما. مزج الجواب بين الامنيات والحقائق. أوحت الاجابة بأن اللقاء حاصل وهو من ضمن برنامج الزيارة، لكن سرعان ما استدرك الجربا موضحاً انه من الضروري ان يعود الى المنطقة كمن يقول بأن وقته ضيق ولا يسمح له بإجراء اللقاء، ثم ينتهي الجواب بالكلام عن التواصل المستمر مع جون كيري وعن انتظار موعد أوباما في وقت ما لم يحدده!

 

لم يتخلَ الجربا عن الارباك والتشتت إلا عند توجيهه عتباً للصحفيين المشاركين في مؤتمره الصحفي. الجربا عاتب ومستاء لأنّ الاسئلة لم تتطرق الى حزب الله. أخذ الجربا الكلام وعلى طريقة التلميذ الذي يردد درساً تمّ تلقينه إياه، كرّر المواقف العدائية التي اطلقها في حلقة "كلام الناس" تجاه المقاومة. الاسلوب يشبه الى حد التماهي أداء فريق 14 اذار في لبنان. لا وجود لبرنامج سياسي واضح يقدم للشعب السوري. يكفي تحميل مسؤولية كل موبقات وفشل المعارضة السورية للحزب المقاوم. الامر لا يفاجىء فعقاب صقر كان حاضراً في استوديو "كلام الناس" الباريسي حيث تمّت استضافة الجربا. وقد يكون صقر زوّد الجربا بالنصائح الضرورية قبل رحلته الى نيويورك.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-28
  • 9640
  • من الأرشيف

عنوان " التبعية "...رئيس" الائتلاف " المعارض يؤدي دوراً لا يتقنه

يبدو أحمد الجربا من أضعف الشخصيات التي حاولت المعارضة السورية إبرازها وتسويقها. يتفق كثيرون على أن هذه المعارضة لم تنجح حتى الان في تقديم شخصية قيادية تتمتع بكاريزما وحضور. الفشل كان نصيبها في محاولتها الجادة للبحث عن قائد يقوم بدور المحرك والمحفّز والمعبّر عن آمال من تمثل فضلا عن إقناع الغرب سلطة ورأي عام. اختبرت المعارضة شخصيات من مستويات مختلفة ومشارب شتى. لجأت الى العلماني الغربي الهوى برتبة مثقف كبرهان غليون، ثم ذهبت الى طرف النقيض مع معاذ الخطيب الاسلامي وإمام المسجد. ومرّت على عبد الباسط سيدا بحجة إرضاء الاقليات، لترسو مؤخراً على أحمد الجربا. ما هي ميزات رئيس الائتلاف السوري المعارض؟ ما هي مقوماته القيادية؟ ماذا عن الكاريزما والحضور؟ عن التاريخ والانجازات؟ الاجابات تبدو متواضعة وغير مقنعة. العامل الحاسم هو قربه من المملكة العربية السعودية التي أرادت من خلال تعيينه توجيه رسالة الى قطر مفادها أن الرياض هي التي تمسك بالخيوط المحركة للإئتلاف وأن الاخير هو حصتها في المعارضة السورية والجربا هو عنوان " التبعية".   أحمد الجربا: بين الأمنيات والوقائع   الانطباع الاول الذي يتكون عن الجربا بعد نشاطاته السياسية الاولى يذهب باتجاه شخصية سلبية غير مبادرة. يبدو الجربا كمن يؤدي دوراً مطلوباً منه لا أكثر ولا أقل. يشبه ممثلاً من الدرجة الثانية لا ينجح بإقناع مشاهديه. سرعان ما يتأكد الانطباع مع الاطلالات الاعلامية. في ظهوره منذ حوالي الشهر مع مارسيل غانم في "كلام الناس" أظهر الجربا "خفة " سياسية لا تليق بالمنصب الذي يشغله. تفاخر رئيس "الإئتلاف المعارض" بمعلوماته الدقيقة والصحيحة التي لا تترك مجالاً للشك. قال بتعالٍ واضح " أنا أول شخص في العالم أبلغته الولايات المتحدة الاميركية بقرار عدوانها على دمشق وبموعده"، وليكون بمستوى الابلاغ الجلل لم يعلن الموعد المزعوم حفاظاً على السرية التي تتطلبها مثل هذه المواقف التاريخية! ويكمل الجربا طرحه السياسي الاستراتيجي فيخبرنا أن "النظام يلفظ أنفاسه الاخيرة". أما الموقف - المعلومة المترتب عن هذه المعطيات المؤكدة، فهو "ارفض الكلام عن جنيف 2 ألا بعد العدوان". ومرت الايام. العدوان تبخّر ومن المؤكد أن اصدقاء الجربا الاميركيين لم يبلغوه بقراراتهم الجديدة. حالة الصراخ والعويل التي اصابت الجربا وزملاءه تؤكد الامر. أما النظام فحصل على جرعات من الاوكسيجين. استطاع الرئيس بشار الاسد تسجيل نقاط في مرمى الخصوم ما يؤمن له استمرارية وصموداً لزمن ليس بقصير. أما قوات الجربا المسلحة فدخلت بحالة اقتتال ذاتي على طريقة " تأكل أبناءها". لم يجد رئيس الائتلاف وزميلاه غليون وكيلو خياراً سوى التوجه الى نيويورك ليبلغوا أسيادهم استعدادهم للمشاركة بمؤتمر جنيف المؤتمر نفسه الذي أصر الجربا على عدم حصوله إلا بعد "العدوان". إلّا أن اللافت في الزيارة الاميركية هو المؤتمر الصحفي الذي عقده الجربا. الاخير ظهر مشتّتاً. طلب أكثر من مرة إعادة الاسئلة حتى التي وجهت اليه باللغة العربية، والجربا لا يتكلم الانكليزية. قام بالترجمة زميل له في "الائتلاف". بدا المترجم أكثر حضورا وارتياحا من رئيسه السياسي. لم يتردد في تجميل وتعزيز إجابات الجربا من خلال إضافات لم يقلها رئيس "الائتلاف". ذروة الارتباك وقعت عند طرح صحافي سؤالا حول لقاء الجربا بأوباما. مزج الجواب بين الامنيات والحقائق. أوحت الاجابة بأن اللقاء حاصل وهو من ضمن برنامج الزيارة، لكن سرعان ما استدرك الجربا موضحاً انه من الضروري ان يعود الى المنطقة كمن يقول بأن وقته ضيق ولا يسمح له بإجراء اللقاء، ثم ينتهي الجواب بالكلام عن التواصل المستمر مع جون كيري وعن انتظار موعد أوباما في وقت ما لم يحدده!   لم يتخلَ الجربا عن الارباك والتشتت إلا عند توجيهه عتباً للصحفيين المشاركين في مؤتمره الصحفي. الجربا عاتب ومستاء لأنّ الاسئلة لم تتطرق الى حزب الله. أخذ الجربا الكلام وعلى طريقة التلميذ الذي يردد درساً تمّ تلقينه إياه، كرّر المواقف العدائية التي اطلقها في حلقة "كلام الناس" تجاه المقاومة. الاسلوب يشبه الى حد التماهي أداء فريق 14 اذار في لبنان. لا وجود لبرنامج سياسي واضح يقدم للشعب السوري. يكفي تحميل مسؤولية كل موبقات وفشل المعارضة السورية للحزب المقاوم. الامر لا يفاجىء فعقاب صقر كان حاضراً في استوديو "كلام الناس" الباريسي حيث تمّت استضافة الجربا. وقد يكون صقر زوّد الجربا بالنصائح الضرورية قبل رحلته الى نيويورك.

المصدر : بثينة عليق


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة