دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد أسابيع من لهجة الحرب الأمريكية عاشت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مناخات إيجابية على كل الصعد، خصوصا فيما يتعلق بإيران والبرنامج النووي الإيراني، وحصول التفاهم الروسي الأمريكي على استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب سورية بنزع سلاحها الكيماوي ولكن دون الإشارة الى أية تهديد بالحرب أو بالعقوبات ضد سورية.
فرنسا، التي كانت رأس الحربة في التصعيد وفي لغة الحرب والقتال، بدأ رئيسها عملية التراجع في الطائرة التي أقلته من باريس الى مالي للمشاركة في عملية تنصيب رئيس مالي الجديد (أبو بكر كيتا)، حسب بعض الصحفيين الفرنسين الذين رافقوه بالطائرة. وتراجع الرئيس الفرنسي عن كلامه الذي وعد فيه بتسليح المعارضة السورية – في رد على سؤال صحفي - صعب التأكد منه.
روحاني وهولند
وتحدثت مصادر غربية رفيعة المستوى عن فحوى اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني حسن روحاني بنظيره الفرنسي (فرانسوا هولند)، وقالت إن الرئيس الفرنسي قال لنظيره الايراني "نريد منكم ضمانات حول السلاح النووي والسلاح الكيماوي ونريد أن تساعدوا في حصول عملية انتقال سياسية في سورية". فأجاب روحاني: "نحن ليس لدينا مشكلة في أن تسلم سورية سلاحها الكيماوي وليس لدينا اي اعتراض".
وتقول المصادر ان روحاني افهم الفرنسي ان إيران وروسيا مستعدتان ان تنقلا الكيماوي السوري الى الدول التي تطالب بضمانات إذا أرادت ذلك، وأضافت المصادر نفسها أن الرئيس الإيراني قال للرئيس الفرنسي بخصوص سورية: "الرئيس بشار الأسد سوف يترشح لانتخابات العام 2014 في سورية". وقالت المصادر إن كلام روحاني كان يحمل في طياته الشرط الذي يمكن من خلال تنفيذه القيام بعملية تسليم الكيماوي دون اية عراقيل.
السعودية: نصرالله يتصرف كانه القوة الوحيدة في المنطقة
المصادر الغربية رفيعة المستوى قالت ان الاعتراض الكبير على التوافق الذي بدا في الأمم المتحدة كان من قبل السعودية التي تخشى أن يأتي أي اتفاق دولي بين روسيا وايران وامريكا على حساب نفوها في المنطقة لذلك فهي تستميت في رفض هذا التوافق وتسعى جهدها لإفشاله. وأضافت المصادر أن السعوديين كانوا غاضبين جدا من الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وأبلغوا الغربيين ان نصرالله يعتقد أنه القوة الوحيدة الموجودة في المنطقة، مضيفة أن عبدالله بن عبد العزيز تفاجأ بالنبرة العالية في خطاب نصرالله، خصوصاً أنه حاول التخفيف من حدة الاحتقان مع ايران في الفترة الأخيرة عبر دعوة روحاني للحج هذا العام. وقالت المصادر أن خشية السعودية تعاظمت خلال الأسبوعين الماضيين مع ورود تقارير عن اجتماعات أمنية بين العراق وايران وتركيا.
اجتماعات أمنية ثلاثية
وأفادت أن كلاً من ايران والعراق وتركيا بدأت منذ فترة اجتماعات أمنية لوضع بروتوكول تعاون امني على الحدود بين البلدان الثلاثة، وتبادل المعلومات حول الجماعات الإرهابية ومراقبة الحدود وتنقل الإرهابيين عبر الحدود بين البلدان الثلاثة. وقد حصل لحد الآن ثلاث اجتماعات بهذا الصدد بين الأطراف الثلاثة، وهذا ما يقلق السعودية التي ترى بوادر تراجع تركي كبير ظهرت في تصريحات رئيس البرلمان التركي الأسبوع الماضي والتي دعا فيها من طهران لحل سياسي في سوريا، تزامنا مع المباحثات الثلاثية والتي تقلق السعودية.
دور فرنسي جديد
وتابعت المصادر الغربية رفيعة المستوى أن المسار السياسي الروسي الأمريكي الجديد إذا تم كما هو مخطط له فسوف تلعب فيه فرنسا هولند مع إيران نفس الدور الذي لعبته فرنسا ساركوزي مع سوريا عام 2007. وتقول المصادر نفسها ان الولايات المتحدة سوف توكل لفرنسا أمر التقارب مع إيران حتى لا تحرج نفسها وتستطيع إدارة اوباما العمل حول الموضوع الكيماوي السوري وحول الملف النووي الإيراني بعيدا عن نفوذ جماعات الضغط في واشنطن.
المصادر الغربية تقول إن ما يهم "إسرائيل" حاليا هو اتمام عملية تسليم السلاح الكيماوي السوري فقط لا غير.
المصدر :
نضال حمادة/المنار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة