تقف الأزمة السورية عند مفترق طرق حيوي وحساس من حيث تزامن التطورات الميدانية العسكرية والإنقلابات التي شهدتها فصائل ” المعارضة ” الإرهابية والأقل إرهاباً ، وحالة إلتهام ديناصوراتها التي تعتنق ” الإسلام الجديد ” ديناً ، وتمارس على الأرض السورية فحش إعتبار هذه الأرض محطةً أخيرة لما قبل الإرتحال إلى جنان ” الإسلام الجديد ” ، بلياليها الحمراء وفحشها ” الشرعي ” ، وما بين التطورات والتصريحات واللقاءات التي تتسارع وتتوافد أنبائها من دهاليز المبنى ” الأممي شكلاً والصهيوني فعلاً ” في نيويورك .. .

 

يفترض بكل من يجيد قراءة ألف باء السياسة أن لا يتسرع في الحكم على التقارب الحذر بين واشنطن وطهران ليجيره في إطار الصفقات التي يفترض حسب أولئك أن أهم ” السلع الضحايا ” لها هي مصالح كيان العدو ومستقبل سوريا . هذه نظرة تجافي المنطق والتاريخ والعقل ، لأن الولايات لا تملك قرار نفسها بالمطلق لتنسى أو تتناسى أن إيران وعلى مدار عقودٍ مضت كانت ولا زالت ألد أعداء الولايات المتحدة من خلال عدائها لتل أبيب ، ولا تملك إدارة الرئيس أوبام بالمطلق تحديد سياساتها العامة لتبيع وتتاجر بمصالح من يلعب الدور الأكثر فعاليةً في قراراتها وتوجهاتها ، صهاينة ” إسرائيل ” وشركاؤهم في الغرب ، والأهم في الولايات المتحدة ذاتها ، هذا المجمع الماسوني الذي يتلاعب إلى جانب هذا الدور بمن لا حول له ولا قوة من زمرة ” الصهانية الأعراب الرعاع ” التي لا تملك قرار نفسها ولا أدنى تأثير عل قرارات ” الصهاينة النبلاء ” . هذا من جهة ، وأما طهران فالمنطق والعقل ينبئان أن نوابغ قادتها يدركون تماماً أن تسليمهم لمفاتيح أبواب قلاع منعتهم ” وأعني الحليف الدمشقي الوفي ” هو مقدمة لتسليم مفاتيح قلاع منعتهم في جنوب لبنان ، غني عن القول هنا أن قادة طهران وسياسييها المخضرمين هم أذكى بكثير من أن يخدعوا بعناق ودي أو سلامٍ حار من كيري لظريف أو برسالةٍ ودية من أوباما لروحاني … .

 

الحقيقة التي تنبأ عن نفسها أيضاً ، تقول أن طهران الدولة العظيمة الصاعدة التي فرضت حضورها وصوتها ورأيها و إرادتها لا يمكن لها أن تأمن جانب رعاة أمن بني صهيون وحماتهم ، لا يمكن لها في ذات الوقت أن تغامر بكل ما راكمته على مدار ما يزيد عن أربعة عقود من فرضٍ لهيبة طهران وحضورها ومكانتها بمساعدة حليفيها في محور المقاومة . فلنبتعد إذاً عن أوهام الحليف الذي باع حلفاؤه وخانهم وغدر بهم لحساب مكتسبات يعلم هو قبل غيره أنها آنية وأن ما قد يليها هو الكارثة والجحيم . إنه نصرٌ واضح مشترك للدبلوماسية الإيرانية بشراكة سورية ، على سياسة التحريض التي إنتهجتها الحكومات الأعرابية التي كان شغلها الشاغل على مدار السنوات الماضية بشكل خاص رسم صورة الشيطان الأكبر الإيراني وترسيخها في عقول أبناء المنطقة والغرب و حشد ” الإمكانات العسكرية الأعرابية ” التي كان عمادها ما أكل الزمان عليه وشرب من الأسلحة الغربية التي لا تتناسب مع روح العصر وتقنيات السلاح المتطور ، والتي كلفت رغم ذلك عشرات المليارات من الدولارات من الخزائن المستملكة للأسر الحاكمة في مضارب قبائل سعود وثاني والصباح وخليفة .. .

 

وكما يحق لنا أن نخوض بالمقابل وبكثير من المديح الذي تستحقه القيادة الإيرانية في إنجازات دبلوماسيتها التي قلبت الطاولة على رأس هولاند الذي كان أول المبادرين والمتهافتين للتقارب مع القيادة الإيرانية بعد أن كانت فرنسا أشد المعارضين لمجرد أن يدرج إسم إيران ضمن قائمة الدول التي يفترض أن تلتئم وفودها على طاولة جنيف . واجبنا أن نلفت إلى التنازلات المتلاحقة المتسارعة التي انتهجتها إدارة أوباما تجاه طهران بدءًا بالإتصالات السرية التي كانت قنواتها كما هو معلوم خارجية لندن ، وصولاً إلى الإتصالات التي تحولت إلى العلن على أساسٍ من الندية لتتوج أخيراً بلقاء وزيري خارجية البلدين جون كيري ومحمد جواد ظريف ، اللقاء الذي تزامن مع لقاء وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا ، والذي دام ساعتين وكان حسب الطرفين ،، مثمراً ، و وضع أسس الحلول لكل العناوين العريضة و المسائل الخلافية وشكل أساساً لمشروع القرار الأممي المرتقب حول الكيميائي السوري .. وما بعده … .

 

كذا لا يحق لنا في المقابل أن ننسى أو نتناسى أن الصمود السوري العظيم كان أهم العوامل التي جعلت إنجازات القيادة الإيرانية على الصعيد السياسي والدبلوماسي ممكنة وقابلة للإنجاز والتحقيق بعد أن كانت شبه مستحيلة ، فلولا هذا الصمود الذي دفع ثمنه ولا يزال الوطن السوري بكل مكوناته لما كان الغرب مضطراً بحال من الأحوال إلى تقديم أية تنازلات مباشرة لإيران وروسية لتكون في ذات الوقت تنازلات غير مباشرة للقيادة السورية ، وهو الذي لم يفعل طوال السنوات التي مضت ، ولكان على العكس من ذلك إنتقل إلى ” الخطة ب ” من إستهداف محور المقاومة لتكون إيران الهدف الذي يلي إسقاط الدولة السورية وحزب الله المقاوم ، هذه الحقيقة يعيها القادة الإيرانيون تماماً وتشكل العنوان الأعرض في رسم نهجهم المقاوم وفرض سياسة بلادهم على أعداء محور المقاومة الإقليميين والدوليين ،ودائماً بالتنسيق والتشاور مع الحليف الروسي و السوري وحزب الله … .

 

التطورات الميدانية على الأرض السورية عجلت بدورها في إنجاز الإتفاق الأمريكي الروسي على مشروع القرار الذي سحب البساط من تحت أقدام المهرج فرنسوا أولاند و وزير خارجيته ، إضافةً لعبدة المأمور الصهيوني من أصحاب الدشاديش ، وفي مقدمتهم ” خيال المآتة سعود الفيصل ” ، القرار يفترض أن يحظى برضى وقبول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ، فالتمدد الأفعواني الطاغي “لداعش الكفر ” وزحفها الدراماتيكي نحو معاقل من يشتركون وإياها في الكفر ويختلفون معها في خارطة ما بعد طغيان وسيطرة الكفر بالوطن والإنسان والأديان على مساحاتٍ محددة من الأرض السورية ، كان عاملاً فاصلاً وحاسماً في محاربتها لهم وبدء معركتها الإستباقية معهم والتي كان عنوانها الأبرز ، “قطع رؤوس شركاء الأمس في قطع الرؤوس ” ، والتي بدأتها بإعداماتٍ متلاحقة لعناصر من ما يسمى بالجيش الحر ،، رمياً بالرصاص أو ذبحاً حلالاً على الطريقة الإسلامية ، لكنه ورغم أنه يلقى بشكل مباشر أو غير مباشر تغطيةً غربية وضوءًا أخضراً مستتراً من إدارة أوباما ، إلا أنه وعلى مبدأ ” البطاقة التي آن أوان حرقها ” ، كان عاملاً حاسماً في قرع أجراس الإنذار في أروقة العديد من أجهزة المخابرات سيما بين الكبار ولكلٍ أسبابه ودوافعه . فيما لم يرتو بعد مدمني شرب الدماء من بني جلدتنا القديمة “وأقول القديمة . لأن لا قوة في الكون يمكن لها أن تقنع السوري بعد اليوم أن يرتضي إرتداء ذات الجلدة الجرباء التي كانت ، فإما تجديدٌ للخلايا وإما تحولٌ لإرتداء الجلدة السورية دون غيرها .. هذا ما يؤمن به معظم السوريون هذه الأيام بعد نكبتهم ” …. .

 

من البديهي أن أجهزة المخابرات الصهيوأمريكية تحديداً لا تقرع أجراسها بدوافع أخلاقية أو إنسانية ، و إنما هي خطوة أولية تستبق خطواتٍ مرحلية لاحقة قد تفرضها التطورات و تستند إلى فكرة ضرورة القيام بتحرك عاجل لكبح جماح الإرهاب الذي يحرق البشر والحجر في سوريا ، وبدعوى الخشية من إنتقال ألهبة نيرانه إلى دول جوار سوريا كمحطة أولى قبل أن تنتقل بعدها إلى “منازل “من مدها بالوقود وأعطاها عيدان الثقاب من دول الغرب الصهيوني الذي سوق لهذه الفكرة ومهد لها . يضاف إلى هذا وذاك دعوى حماية الأقليات التي تتعرض للإبادة والتهجير على أيدي أحفاد أبي جهل . المهزلة هنا أن ضمائر تلك الحكومات تصحو بأوامر أجهزة مخابراتها وليس من خلال الحس الإنساني أو الوازع الأخلاقي ، فتدمير الكنائس والأديرة ليس وليد اليوم أو الأمس و مسلسل قتل أبناء من لا يؤمن بأبي جهل على الهوية لم تك أولى حلقاته الدموية مجازر ريف اللاذقية .. لكن هذه القضية وتلك تبقيان في خزائن صهاينة الغرب ” كالجوكر في لعب الورق ” متى آن أوانها تم تظهيرها للعلن … .

 

تشير كثيرٌ من المعطيات إلى إتجاه حلف العدوان في المستقبل القريب أو البعيد نحو معركة قتل الديناصورات الإسلامية القواعدية على الأرض السورية بعد أن وصلت سن البلوغ والفحولة ، ولكن ليس قبل أن تنجز مهامها في تدمير ما لم يدمر من سوريا أرضاً وشعباً وجيشاً وبنيةً مجتمعية ، تدميراً يشمل الحاضر والمستقبل .. على أن يتم الإبقاء على فراخ وبيوض تلك الديناصورات التي لا بد ستلزم لغير زمن وغير مهام وغير أرض .. وأما عن طريقة القتل فلن تعدم الشياطين التي أنجبت تلك الديناصورات الوسيلة .. فإما الإكتفاء بخنقها على الأرض السورية ( لنلاحظ هنا الإعلانات المتكررة لحكومة اردوغان عن إغلاق المعابر مع سوريا بعد استيلاء داعش على المناطق القريبة منها ، وحالة الإستنفار الإعلامي الغربي بشكل خاص ، المركز و الفجائي لتظهير وحشية ودموية الوحوش المتأسلمة ) ، وتركها في هكذا حال تنهش بعضها بعضاً ، ليتكفل الجيش السوري بباقي المهمة ويقضي على فلولها ، وإما التدخل رسمياً وبشكل مباشر بدعوى عجز الجيش السوري في مرحلة ما ؟؟!!! عن القيام بالتصدي لتلك المهمة .. ( إبادة الديناصورات المتأسلمة ) .. ، أو لناحية إستغلال الثغرة التي يشملها القرار الأممي المرتقب ، والمتعلقة بجواز التدخل العسكري في حال لم تلتزم دمشق بتطبيق بنود القرار .. أو” وهنا بيت القصيد ” في حال تكرار إستخدام السلاح الكيماوي !! . الكيماوي في هذه الحالة قد يكون سلاحاً كيماوياً حقيقياً ، وقد يكون كيماوي إعتنق الإسلام الجديد على الطريقة الداعشية ، وفي كلتا الحالتين سوف يصار إلى إستخدامه كقميص عثمان .. وشماعةً تعلق عليها كل تجاوزات القانون الدولي الراهنة والمستقبلية … .

  • فريق ماسة
  • 2013-09-27
  • 8493
  • من الأرشيف

في الحرب على سورية.. الإسلام الكيماوي وقميص عثمان

تقف الأزمة السورية عند مفترق طرق حيوي وحساس من حيث تزامن التطورات الميدانية العسكرية والإنقلابات التي شهدتها فصائل ” المعارضة ” الإرهابية والأقل إرهاباً ، وحالة إلتهام ديناصوراتها التي تعتنق ” الإسلام الجديد ” ديناً ، وتمارس على الأرض السورية فحش إعتبار هذه الأرض محطةً أخيرة لما قبل الإرتحال إلى جنان ” الإسلام الجديد ” ، بلياليها الحمراء وفحشها ” الشرعي ” ، وما بين التطورات والتصريحات واللقاءات التي تتسارع وتتوافد أنبائها من دهاليز المبنى ” الأممي شكلاً والصهيوني فعلاً ” في نيويورك .. .   يفترض بكل من يجيد قراءة ألف باء السياسة أن لا يتسرع في الحكم على التقارب الحذر بين واشنطن وطهران ليجيره في إطار الصفقات التي يفترض حسب أولئك أن أهم ” السلع الضحايا ” لها هي مصالح كيان العدو ومستقبل سوريا . هذه نظرة تجافي المنطق والتاريخ والعقل ، لأن الولايات لا تملك قرار نفسها بالمطلق لتنسى أو تتناسى أن إيران وعلى مدار عقودٍ مضت كانت ولا زالت ألد أعداء الولايات المتحدة من خلال عدائها لتل أبيب ، ولا تملك إدارة الرئيس أوبام بالمطلق تحديد سياساتها العامة لتبيع وتتاجر بمصالح من يلعب الدور الأكثر فعاليةً في قراراتها وتوجهاتها ، صهاينة ” إسرائيل ” وشركاؤهم في الغرب ، والأهم في الولايات المتحدة ذاتها ، هذا المجمع الماسوني الذي يتلاعب إلى جانب هذا الدور بمن لا حول له ولا قوة من زمرة ” الصهانية الأعراب الرعاع ” التي لا تملك قرار نفسها ولا أدنى تأثير عل قرارات ” الصهاينة النبلاء ” . هذا من جهة ، وأما طهران فالمنطق والعقل ينبئان أن نوابغ قادتها يدركون تماماً أن تسليمهم لمفاتيح أبواب قلاع منعتهم ” وأعني الحليف الدمشقي الوفي ” هو مقدمة لتسليم مفاتيح قلاع منعتهم في جنوب لبنان ، غني عن القول هنا أن قادة طهران وسياسييها المخضرمين هم أذكى بكثير من أن يخدعوا بعناق ودي أو سلامٍ حار من كيري لظريف أو برسالةٍ ودية من أوباما لروحاني … .   الحقيقة التي تنبأ عن نفسها أيضاً ، تقول أن طهران الدولة العظيمة الصاعدة التي فرضت حضورها وصوتها ورأيها و إرادتها لا يمكن لها أن تأمن جانب رعاة أمن بني صهيون وحماتهم ، لا يمكن لها في ذات الوقت أن تغامر بكل ما راكمته على مدار ما يزيد عن أربعة عقود من فرضٍ لهيبة طهران وحضورها ومكانتها بمساعدة حليفيها في محور المقاومة . فلنبتعد إذاً عن أوهام الحليف الذي باع حلفاؤه وخانهم وغدر بهم لحساب مكتسبات يعلم هو قبل غيره أنها آنية وأن ما قد يليها هو الكارثة والجحيم . إنه نصرٌ واضح مشترك للدبلوماسية الإيرانية بشراكة سورية ، على سياسة التحريض التي إنتهجتها الحكومات الأعرابية التي كان شغلها الشاغل على مدار السنوات الماضية بشكل خاص رسم صورة الشيطان الأكبر الإيراني وترسيخها في عقول أبناء المنطقة والغرب و حشد ” الإمكانات العسكرية الأعرابية ” التي كان عمادها ما أكل الزمان عليه وشرب من الأسلحة الغربية التي لا تتناسب مع روح العصر وتقنيات السلاح المتطور ، والتي كلفت رغم ذلك عشرات المليارات من الدولارات من الخزائن المستملكة للأسر الحاكمة في مضارب قبائل سعود وثاني والصباح وخليفة .. .   وكما يحق لنا أن نخوض بالمقابل وبكثير من المديح الذي تستحقه القيادة الإيرانية في إنجازات دبلوماسيتها التي قلبت الطاولة على رأس هولاند الذي كان أول المبادرين والمتهافتين للتقارب مع القيادة الإيرانية بعد أن كانت فرنسا أشد المعارضين لمجرد أن يدرج إسم إيران ضمن قائمة الدول التي يفترض أن تلتئم وفودها على طاولة جنيف . واجبنا أن نلفت إلى التنازلات المتلاحقة المتسارعة التي انتهجتها إدارة أوباما تجاه طهران بدءًا بالإتصالات السرية التي كانت قنواتها كما هو معلوم خارجية لندن ، وصولاً إلى الإتصالات التي تحولت إلى العلن على أساسٍ من الندية لتتوج أخيراً بلقاء وزيري خارجية البلدين جون كيري ومحمد جواد ظريف ، اللقاء الذي تزامن مع لقاء وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا ، والذي دام ساعتين وكان حسب الطرفين ،، مثمراً ، و وضع أسس الحلول لكل العناوين العريضة و المسائل الخلافية وشكل أساساً لمشروع القرار الأممي المرتقب حول الكيميائي السوري .. وما بعده … .   كذا لا يحق لنا في المقابل أن ننسى أو نتناسى أن الصمود السوري العظيم كان أهم العوامل التي جعلت إنجازات القيادة الإيرانية على الصعيد السياسي والدبلوماسي ممكنة وقابلة للإنجاز والتحقيق بعد أن كانت شبه مستحيلة ، فلولا هذا الصمود الذي دفع ثمنه ولا يزال الوطن السوري بكل مكوناته لما كان الغرب مضطراً بحال من الأحوال إلى تقديم أية تنازلات مباشرة لإيران وروسية لتكون في ذات الوقت تنازلات غير مباشرة للقيادة السورية ، وهو الذي لم يفعل طوال السنوات التي مضت ، ولكان على العكس من ذلك إنتقل إلى ” الخطة ب ” من إستهداف محور المقاومة لتكون إيران الهدف الذي يلي إسقاط الدولة السورية وحزب الله المقاوم ، هذه الحقيقة يعيها القادة الإيرانيون تماماً وتشكل العنوان الأعرض في رسم نهجهم المقاوم وفرض سياسة بلادهم على أعداء محور المقاومة الإقليميين والدوليين ،ودائماً بالتنسيق والتشاور مع الحليف الروسي و السوري وحزب الله … .   التطورات الميدانية على الأرض السورية عجلت بدورها في إنجاز الإتفاق الأمريكي الروسي على مشروع القرار الذي سحب البساط من تحت أقدام المهرج فرنسوا أولاند و وزير خارجيته ، إضافةً لعبدة المأمور الصهيوني من أصحاب الدشاديش ، وفي مقدمتهم ” خيال المآتة سعود الفيصل ” ، القرار يفترض أن يحظى برضى وقبول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ، فالتمدد الأفعواني الطاغي “لداعش الكفر ” وزحفها الدراماتيكي نحو معاقل من يشتركون وإياها في الكفر ويختلفون معها في خارطة ما بعد طغيان وسيطرة الكفر بالوطن والإنسان والأديان على مساحاتٍ محددة من الأرض السورية ، كان عاملاً فاصلاً وحاسماً في محاربتها لهم وبدء معركتها الإستباقية معهم والتي كان عنوانها الأبرز ، “قطع رؤوس شركاء الأمس في قطع الرؤوس ” ، والتي بدأتها بإعداماتٍ متلاحقة لعناصر من ما يسمى بالجيش الحر ،، رمياً بالرصاص أو ذبحاً حلالاً على الطريقة الإسلامية ، لكنه ورغم أنه يلقى بشكل مباشر أو غير مباشر تغطيةً غربية وضوءًا أخضراً مستتراً من إدارة أوباما ، إلا أنه وعلى مبدأ ” البطاقة التي آن أوان حرقها ” ، كان عاملاً حاسماً في قرع أجراس الإنذار في أروقة العديد من أجهزة المخابرات سيما بين الكبار ولكلٍ أسبابه ودوافعه . فيما لم يرتو بعد مدمني شرب الدماء من بني جلدتنا القديمة “وأقول القديمة . لأن لا قوة في الكون يمكن لها أن تقنع السوري بعد اليوم أن يرتضي إرتداء ذات الجلدة الجرباء التي كانت ، فإما تجديدٌ للخلايا وإما تحولٌ لإرتداء الجلدة السورية دون غيرها .. هذا ما يؤمن به معظم السوريون هذه الأيام بعد نكبتهم ” …. .   من البديهي أن أجهزة المخابرات الصهيوأمريكية تحديداً لا تقرع أجراسها بدوافع أخلاقية أو إنسانية ، و إنما هي خطوة أولية تستبق خطواتٍ مرحلية لاحقة قد تفرضها التطورات و تستند إلى فكرة ضرورة القيام بتحرك عاجل لكبح جماح الإرهاب الذي يحرق البشر والحجر في سوريا ، وبدعوى الخشية من إنتقال ألهبة نيرانه إلى دول جوار سوريا كمحطة أولى قبل أن تنتقل بعدها إلى “منازل “من مدها بالوقود وأعطاها عيدان الثقاب من دول الغرب الصهيوني الذي سوق لهذه الفكرة ومهد لها . يضاف إلى هذا وذاك دعوى حماية الأقليات التي تتعرض للإبادة والتهجير على أيدي أحفاد أبي جهل . المهزلة هنا أن ضمائر تلك الحكومات تصحو بأوامر أجهزة مخابراتها وليس من خلال الحس الإنساني أو الوازع الأخلاقي ، فتدمير الكنائس والأديرة ليس وليد اليوم أو الأمس و مسلسل قتل أبناء من لا يؤمن بأبي جهل على الهوية لم تك أولى حلقاته الدموية مجازر ريف اللاذقية .. لكن هذه القضية وتلك تبقيان في خزائن صهاينة الغرب ” كالجوكر في لعب الورق ” متى آن أوانها تم تظهيرها للعلن … .   تشير كثيرٌ من المعطيات إلى إتجاه حلف العدوان في المستقبل القريب أو البعيد نحو معركة قتل الديناصورات الإسلامية القواعدية على الأرض السورية بعد أن وصلت سن البلوغ والفحولة ، ولكن ليس قبل أن تنجز مهامها في تدمير ما لم يدمر من سوريا أرضاً وشعباً وجيشاً وبنيةً مجتمعية ، تدميراً يشمل الحاضر والمستقبل .. على أن يتم الإبقاء على فراخ وبيوض تلك الديناصورات التي لا بد ستلزم لغير زمن وغير مهام وغير أرض .. وأما عن طريقة القتل فلن تعدم الشياطين التي أنجبت تلك الديناصورات الوسيلة .. فإما الإكتفاء بخنقها على الأرض السورية ( لنلاحظ هنا الإعلانات المتكررة لحكومة اردوغان عن إغلاق المعابر مع سوريا بعد استيلاء داعش على المناطق القريبة منها ، وحالة الإستنفار الإعلامي الغربي بشكل خاص ، المركز و الفجائي لتظهير وحشية ودموية الوحوش المتأسلمة ) ، وتركها في هكذا حال تنهش بعضها بعضاً ، ليتكفل الجيش السوري بباقي المهمة ويقضي على فلولها ، وإما التدخل رسمياً وبشكل مباشر بدعوى عجز الجيش السوري في مرحلة ما ؟؟!!! عن القيام بالتصدي لتلك المهمة .. ( إبادة الديناصورات المتأسلمة ) .. ، أو لناحية إستغلال الثغرة التي يشملها القرار الأممي المرتقب ، والمتعلقة بجواز التدخل العسكري في حال لم تلتزم دمشق بتطبيق بنود القرار .. أو” وهنا بيت القصيد ” في حال تكرار إستخدام السلاح الكيماوي !! . الكيماوي في هذه الحالة قد يكون سلاحاً كيماوياً حقيقياً ، وقد يكون كيماوي إعتنق الإسلام الجديد على الطريقة الداعشية ، وفي كلتا الحالتين سوف يصار إلى إستخدامه كقميص عثمان .. وشماعةً تعلق عليها كل تجاوزات القانون الدولي الراهنة والمستقبلية … .

المصدر : نمير سعد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة