ما يحصل في نيويورك وخصوصاً على المستوى الإيراني الأميركي، وبين الروس والأميركيين يوحي بانفراجاتٍ كبيرة فهل نحن أمام تحولٍ فعلي في المنطقة؟

.. انظروا إلى هذه الصورة، الثلاثة يبتسمون.. من كان يعتقد قبل شهر أن جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف وكاثرين أشتون الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي سيتبادلون الابتسامات على طاولة واحدة؟

هذا ما حدث في نيويورك.. عادت الدبلوماسية تسكت قرعقة السلاح وأصوات التهديد بالعدوان على سورية وسط استعداد لعقد مؤتمر جنيف 2 في فترة قريبة، بعد أن يمهد له لقاء ثلاثي بين كيري ولافروف والإبراهيمي وتبشر باحتمال فتح صفحة جديدة بين الغرب وإيران، فيكون قبول ببرنامج نووي سلمي بشروط معينة مقابل رفع تدريجي للعقوبات..

خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك كان عنوان الانفراج؛ أكد الشيخ الموسوم بالاعتدال ما قالته إيران مراراً من أن السلاح النووي مرفوض في شرعها ودينها وخاطب أميركا وأوباما بالاسم، ودعا للسلام مقابل العنف وشجب الهولوكوست، داعياً إسرائيل للانضمام إلى معاهدة منع انتشار النووي.

الرئيس الأميركي باراك اوباما قال من جانبه إن أميركا لا تريد تغيير النظام الإيراني واعترف بحق إيران بالنووي السلمي.

 

من الصعب التفكير بأن ما يقوله الرئيس روحاني ووزير خارجيته منفصل عن التوافق التام مع مرشد الثورة الإمام علي خامنئي.

فتحت الأبواب، كان الراعي الروسي حاضراً كل التفاصيل، يقال إن بعض التفاصيل نوقشت أصلاً بين الأميركيين والروس منذ فترة بعيداً عن الأوروبيين وغيرهم نوقش بعضها في قمة العشرين الأخيرة.

كل عبارة تصدر الآن عن نيويورك مدروسة وتوحي بالكثير، فأن يقول كيري إن الوزير الإيراني قدم عرضاً مختلفاً من حيث الرؤية للمستقبل وقد اتفقنا على الاستمرار بالعمل فهذا عنوان تحول هام.

وأن يهدد المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي بالاستقالة ما لم يتفق كيري ولافروف فهذا يعني أن أزمتي سورية وإيران هما فعلاً على مفترق مهم، والأهم أن أوباما الذي أزعج الإسرائيليين كثيراً، لا بل أقلقهم بتبادل الانفتاح مع روحاني ربط التسوية الفلسطينية الإسرائيلية بالبرنامج النووي الإيراني.

وما يحصل على الأرض يشي بالكثير؛ فأن يعنف القتال بين الجهاديين والمتطرفين من جهة والجيش الحر من جهة ثانية، وأن تصدر عن بعض قادة الجيش الحر تصريحات تعلن الانشقاق عن الائتلاف أو ترفض مشاركة إيران فهذا يعني أن ثمة تحولات تحصل على مستوى الإقليم، وهنا يسأل المرء عن السعودية وتركيا وغيرهما؛ هل هما جزء من التسويات أم لا، وهل التناحر العسكري بين المسلحين على أرض سورية يوحي بتباين وجهتي نظرهما أم لا؟

يبدو أننا نشهد مرحلة بداية التسويات، ولكن الدرب سيبقى محفوفاً بالألغام والسؤال الأهم حول سورية كيف سيتفق الروس والأميركيون بشأن الأسد؟ وكيف ستكون المرحلة الانتقالية والحكومة العتيدة وهل تم التمهيد فعلاً لجنيف2 أم ليس بعد؟

أسئلة كثيرة ولكن المهم أن ما يحصل بين إيران وموسكو وواشنطن عنوان لتحولات مفصلية لو نجح.. وأما فلاديمير بوتين فلا شك أنه في هذه اللحظات يشعر بسعادة كبيرة، وفقا" لقناة الميادين.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-27
  • 10363
  • من الأرشيف

هل نحن أمام تحولٍ فعلي في المنطقة؟

  ما يحصل في نيويورك وخصوصاً على المستوى الإيراني الأميركي، وبين الروس والأميركيين يوحي بانفراجاتٍ كبيرة فهل نحن أمام تحولٍ فعلي في المنطقة؟ .. انظروا إلى هذه الصورة، الثلاثة يبتسمون.. من كان يعتقد قبل شهر أن جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف وكاثرين أشتون الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي سيتبادلون الابتسامات على طاولة واحدة؟ هذا ما حدث في نيويورك.. عادت الدبلوماسية تسكت قرعقة السلاح وأصوات التهديد بالعدوان على سورية وسط استعداد لعقد مؤتمر جنيف 2 في فترة قريبة، بعد أن يمهد له لقاء ثلاثي بين كيري ولافروف والإبراهيمي وتبشر باحتمال فتح صفحة جديدة بين الغرب وإيران، فيكون قبول ببرنامج نووي سلمي بشروط معينة مقابل رفع تدريجي للعقوبات.. خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك كان عنوان الانفراج؛ أكد الشيخ الموسوم بالاعتدال ما قالته إيران مراراً من أن السلاح النووي مرفوض في شرعها ودينها وخاطب أميركا وأوباما بالاسم، ودعا للسلام مقابل العنف وشجب الهولوكوست، داعياً إسرائيل للانضمام إلى معاهدة منع انتشار النووي. الرئيس الأميركي باراك اوباما قال من جانبه إن أميركا لا تريد تغيير النظام الإيراني واعترف بحق إيران بالنووي السلمي.   من الصعب التفكير بأن ما يقوله الرئيس روحاني ووزير خارجيته منفصل عن التوافق التام مع مرشد الثورة الإمام علي خامنئي. فتحت الأبواب، كان الراعي الروسي حاضراً كل التفاصيل، يقال إن بعض التفاصيل نوقشت أصلاً بين الأميركيين والروس منذ فترة بعيداً عن الأوروبيين وغيرهم نوقش بعضها في قمة العشرين الأخيرة. كل عبارة تصدر الآن عن نيويورك مدروسة وتوحي بالكثير، فأن يقول كيري إن الوزير الإيراني قدم عرضاً مختلفاً من حيث الرؤية للمستقبل وقد اتفقنا على الاستمرار بالعمل فهذا عنوان تحول هام. وأن يهدد المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي بالاستقالة ما لم يتفق كيري ولافروف فهذا يعني أن أزمتي سورية وإيران هما فعلاً على مفترق مهم، والأهم أن أوباما الذي أزعج الإسرائيليين كثيراً، لا بل أقلقهم بتبادل الانفتاح مع روحاني ربط التسوية الفلسطينية الإسرائيلية بالبرنامج النووي الإيراني. وما يحصل على الأرض يشي بالكثير؛ فأن يعنف القتال بين الجهاديين والمتطرفين من جهة والجيش الحر من جهة ثانية، وأن تصدر عن بعض قادة الجيش الحر تصريحات تعلن الانشقاق عن الائتلاف أو ترفض مشاركة إيران فهذا يعني أن ثمة تحولات تحصل على مستوى الإقليم، وهنا يسأل المرء عن السعودية وتركيا وغيرهما؛ هل هما جزء من التسويات أم لا، وهل التناحر العسكري بين المسلحين على أرض سورية يوحي بتباين وجهتي نظرهما أم لا؟ يبدو أننا نشهد مرحلة بداية التسويات، ولكن الدرب سيبقى محفوفاً بالألغام والسؤال الأهم حول سورية كيف سيتفق الروس والأميركيون بشأن الأسد؟ وكيف ستكون المرحلة الانتقالية والحكومة العتيدة وهل تم التمهيد فعلاً لجنيف2 أم ليس بعد؟ أسئلة كثيرة ولكن المهم أن ما يحصل بين إيران وموسكو وواشنطن عنوان لتحولات مفصلية لو نجح.. وأما فلاديمير بوتين فلا شك أنه في هذه اللحظات يشعر بسعادة كبيرة، وفقا" لقناة الميادين.

المصدر : سامي كليب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة