دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
طالما نشرت المواقع العلمية نتائج دراسات تتعلق بلغة الجسد وما تفضحه هذه الحركة العفوية أو تلك ما يحاول الإنسان أن يخفيه، حتى أصبح الكثير من غير المختصين يترجمون هذه اللغة، بل ويستخدمونها سلاحا في تواصلهم مع الآخرين للإيحاء بأمور ربما لا يفضلون التعبير عنها لفظا.
أما من يكتفي بالإلمام بهذه اللغة فيقتصر اهتمامه بها على فك رموز محادثه، والتعرف من خلال ذلك على حقيقة مشاعره وصدقه. بطبيعة الحال هذا ممكن في حال كان التواصل مباشرا بالصوت والصورة كما يُقال. لكن ماذا لو كان هذا التواصل بالهاتف النقال وبدون التقاط نبرة الصوت على الجانب الآخر، وإنما بواسطة الرسائل النصية القصيرة، أو عبر مواقع إلكترونية ؟ سيما وأن المواقع الإلكترونية تعد تربة خصبة للراغبين بعدم الكشف عن شخصياتهم الحقيقية والذين يفضلون الكذب على الصدق، فيتصرفون بالطريقة التي يريدونها بحرية وبدون رقيب. بينت دراسة حديثة أجراها فريق علماء في جامعات بريغهام يونغ ونبراسكا وأريزونا أن الإنسان قادر على الكشف عن 54% من حالات الكذب أثناء تبادل الحديث المباشر، وأن الإنسان المخادع يكشف نفسه ببطئه في كتابة الرسالة النصية، كما أنه كثيرا ما يعدل في نص الرسالة مما يجعلها أقصر من المعتاد.
فقد نجح الفريق بتصميم نموذج إلكتروني يسمح بالكشف عن الكذب في وسائل الاتصال غير المباشر، واستخدم هذا النموذج في تجربة خضع لها أكثر من 100 طالب. في إطار التجربة كان ينبغي على الطلاب التواصل مع طرف افتراضي، طرح فيها 30 سؤالا، والكذب في 50% من إجاباتهم. رصد العلماء أن الوقت المستغرق لكتابة الإجابة الكاذبة أطول من وقت الإجابة الصادقة بنسبة 10%. وهذه نسبة قد تبدو ضئيلة يصعب ملاحظتها، لكنها ربما تدفع المراوغين إلى اتخاذ الحيطة لعدم كشف أمرهم، والحرص على التباطؤ في كتابة الأجوبة الصادقة .. بنسبة 10% أيضا.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة