حث الرئيس الإيراني حسن روحاني المجتمع الدولي على العمل بصورة بناءة من أجل إطلاق حوار وطني في سورية مؤكدا استعداد بلاده "للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية و/المعارضة/ وإنه يجب أن تقرر شعوب المنطقة مصيرها بنفسها".

وأضاف روحاني في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية الليلة الماضية قبيل حضوره الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم انه "يجب علينا معالجة الظلم والخصومات التي تغذي العنف والتوتر في العالم" موضحا أن أحد الجوانب الرئيسية لالتزامات إيران السياسية هو التفاعل البناء والجهود المخلصة في التعامل مع دول الجوار والدول الأخرى من أجل تحديد وتأمين الحلول.

وقال بعد 10 اعوام من الأخذ والرد فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني تبين لنا بوضوح ما لا ترغب جميع الأطراف المعنية بتحقيقه وهي نفس الديناميكية المتبعة في التعامل مع سورية.

وتابع روحاني "أنه يمكن لهذا النهج أن يكون مفيدا للجهود الرامية إلى منع الصراعات الباردة من التحول إلى ساخنة.. ولكن لتجاوز المآزق سواء بالنسبة إلى سورية أو البرنامج النووي لإيران أو علاقاتها مع الولايات المتحدة فنحن بحاجة لهدف أعلى وبدلا من التركيز على كيفية منع الأمور من التفاقم نحن بحاجة إلى التفكير والحديث حول كيفية جعل الأمور أفضل".

وقال الرئيس روحاني إن المجتمع الدولي يواجه تحديات كثيرة في العالم الجديد كالإرهاب والتطرف والتدخل العسكري الأجنبي إضافة إلى الاتجار بالمخدرات والجرائم الالكترونية والتعدي الثقافي كل ذلك ضمن إطار دولي كرس منطق القوة والهيمنة في العالم.

وأشار الرئيس الإيراني إلى أنه يتوجب ايلاء اهتمام لتعقيدات القضايا المطروحة بهدف التوصل إلى حلول لها موضحا أن نهج الدبلوماسية البناء لا يعني التنازل عن حقوق أحد بل يعني الانخراط مع النظراء على أساس المساواة والاحترام المتبادل لمعالجة المخاوف المشتركة وتحقيق الأهداف المشتركة.

وتابع "للأسف فانه في كثير من الأحيان لا تزال الأحادية تلقي بظلالها على نهج البناء حيث يتحقق أمن أحد الأطراف على حساب انعدام الأمن لدى الآخرين وما يتبع ذلك من عواقب وخيمة" مضيفا أنه بعد عقد من الزمن وحربين في العراق وأفغانستان وبعد هجمات الحادي عشر من أيلول لا يزال تنظيم القاعدة والمتطرفون المتشددون يعيثون فسادا في المنطقة.

وقال روحاني "إن سورية جوهرة الحضارة أصبحت مسرحا لأعمال عنف مفجعة بما في ذلك الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي ندينها بشدة وفي العراق بعد 10 سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لا يزال العشرات يفقدون حياتهم بسبب العنف كل يوم كما يحدث ذلك في أفغانستان أيضا".

وأوضح الرئيس الإيراني أن النهج الانفرادي الذي "يمجد القوة الغاشمة ويولد العنف" عاجز تماما عن حل القضايا التي نواجهها جميعا مثل الإرهاب والتطرف لأن لا أحد في مأمن من العنف المتطرف حتى وإن كان هذا التطرف على بعد آلاف الأميال وقد رأى الأمريكيون هذه الحقيقة قبل 12 عاما.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-19
  • 13308
  • من الأرشيف

روحاني للواشنطن بوست: سورية جوهرة الحضارة أصبحت مسرحا لأعمال عنف مفجعة

حث الرئيس الإيراني حسن روحاني المجتمع الدولي على العمل بصورة بناءة من أجل إطلاق حوار وطني في سورية مؤكدا استعداد بلاده "للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية و/المعارضة/ وإنه يجب أن تقرر شعوب المنطقة مصيرها بنفسها". وأضاف روحاني في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية الليلة الماضية قبيل حضوره الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم انه "يجب علينا معالجة الظلم والخصومات التي تغذي العنف والتوتر في العالم" موضحا أن أحد الجوانب الرئيسية لالتزامات إيران السياسية هو التفاعل البناء والجهود المخلصة في التعامل مع دول الجوار والدول الأخرى من أجل تحديد وتأمين الحلول. وقال بعد 10 اعوام من الأخذ والرد فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني تبين لنا بوضوح ما لا ترغب جميع الأطراف المعنية بتحقيقه وهي نفس الديناميكية المتبعة في التعامل مع سورية. وتابع روحاني "أنه يمكن لهذا النهج أن يكون مفيدا للجهود الرامية إلى منع الصراعات الباردة من التحول إلى ساخنة.. ولكن لتجاوز المآزق سواء بالنسبة إلى سورية أو البرنامج النووي لإيران أو علاقاتها مع الولايات المتحدة فنحن بحاجة لهدف أعلى وبدلا من التركيز على كيفية منع الأمور من التفاقم نحن بحاجة إلى التفكير والحديث حول كيفية جعل الأمور أفضل". وقال الرئيس روحاني إن المجتمع الدولي يواجه تحديات كثيرة في العالم الجديد كالإرهاب والتطرف والتدخل العسكري الأجنبي إضافة إلى الاتجار بالمخدرات والجرائم الالكترونية والتعدي الثقافي كل ذلك ضمن إطار دولي كرس منطق القوة والهيمنة في العالم. وأشار الرئيس الإيراني إلى أنه يتوجب ايلاء اهتمام لتعقيدات القضايا المطروحة بهدف التوصل إلى حلول لها موضحا أن نهج الدبلوماسية البناء لا يعني التنازل عن حقوق أحد بل يعني الانخراط مع النظراء على أساس المساواة والاحترام المتبادل لمعالجة المخاوف المشتركة وتحقيق الأهداف المشتركة. وتابع "للأسف فانه في كثير من الأحيان لا تزال الأحادية تلقي بظلالها على نهج البناء حيث يتحقق أمن أحد الأطراف على حساب انعدام الأمن لدى الآخرين وما يتبع ذلك من عواقب وخيمة" مضيفا أنه بعد عقد من الزمن وحربين في العراق وأفغانستان وبعد هجمات الحادي عشر من أيلول لا يزال تنظيم القاعدة والمتطرفون المتشددون يعيثون فسادا في المنطقة. وقال روحاني "إن سورية جوهرة الحضارة أصبحت مسرحا لأعمال عنف مفجعة بما في ذلك الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي ندينها بشدة وفي العراق بعد 10 سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لا يزال العشرات يفقدون حياتهم بسبب العنف كل يوم كما يحدث ذلك في أفغانستان أيضا". وأوضح الرئيس الإيراني أن النهج الانفرادي الذي "يمجد القوة الغاشمة ويولد العنف" عاجز تماما عن حل القضايا التي نواجهها جميعا مثل الإرهاب والتطرف لأن لا أحد في مأمن من العنف المتطرف حتى وإن كان هذا التطرف على بعد آلاف الأميال وقد رأى الأمريكيون هذه الحقيقة قبل 12 عاما.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة