في موازاة تحقيق روسيا تقدما دبلوماسيا في موضوع الأزمة السورية، بإلغاء عدوان عسكري أميركي كان قائما على سورية، فان الدولة السورية مصممة على تسجيل تقدم في الميدان يلاقي حلا سياسي يطبخ على نار هادئة أحيانا وساخنة أحيانا أخرى، فمع تراجع العدوان الأميركي على سورية ، بذريعة استخدام «السلاح الكيميائي» في معاركه مع المتمردين عليه، فان الحسم العسكري الداخلي بات العنوان الذي يتقدم على ما عداه، وان القيادتين السياسية والعسكرية، قررتا إنهاء عملية «درع دمشق» بأسرع وقت ممكن، وفق ما ينقل زوار العاصمة السورية عن مسؤولين بارزين فيها، يبدون ارتياحهم إلى ما انتهت إليه قضية استخدام «السلاح الكيميائي» من خلال اتهامات سيقت ضد النظام من قبل أميركا وحلفائها الأوروبيين والعرب، وان الجيش السوري وُضع بجهوزية تامة للرد على أي عمل عسكري أميركي محتمل، وان الضربات العسكرية التي قال عنها الرئيسي الأميركي باراك اوباما أنها ستكون محدودة، كان الرد بالنسبة إلينا سيكون شاملاً وفق ما ينقل الزوار عن مصادر قيادية سورية بارزة، التي تشير إلى أن الفرق العسكرية في الجيش العربي السوري لم تستخدم أو تزج في مواجهة المعارضة المسلحة، بل إن فرقا عدة ما زالت في قواعدها ومراكزها في مواجهة العدو الإسرائيلي في الجولان، وأخرى تنتظر أن تقوم قوات أميركية وأطلسية أو عربية بعملية عسكرية.

فالجهوزية للرد على العدوان الأميركي ما زالت قائمة، وهي الرسالة التي وصلت إلى الإدارة الأميركية، وأدت إلى هذا الانكفاء الأميركي، بعدما قدمت موسكو مبادرتها لوضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية وانتساب سورية إلى منظمة حظر استخدام هذه الأسلحة، وفق ما تقول المصادر، إذ أن قبول سورية بالمبادرة وجهوزيتها للرد على العدوان، أحرجا اوباما وفتحا له باب الخروج من الورطة، إلا أن سورية اشترطت أن توقف أميركا وحلفاؤها مساعدة «الإرهابيين» للبدء بحوار داخلي، وهذا ما تقوم به روسيا من خلال اتصالاتها بأميركا، من أجل توظيف المبادرة الروسية والترحيب الدولي لجهة وقف العمل العسكري الخارجي، ليواكب ذلك انعقاد «مؤتمر جنيف ـ2»، الذي تأخر عاماً ونصف العام تقريباً، وكانت الكرة دائماً في ملعب ما سمي بـ«أصدقاء سوريا» الذين لم ينجحوا في تأمين وفد معارض موحد للجلوس إلى طاولة الحوار مع السلطة السورية، وهو الموضوع الذي ما زال مطروحاً، ولا جواب عليه.

وانعقاد مؤتمر «جنيف ـ2 » يتقدم، والبحث بين روسيا وأميركا هو على من يحضره وجدول أعماله والمرحلة الانتقالية، وقد تم تكليف الموفد الاممي ـ العربي الأخضر الإبراهيمي التحضير لهذا المؤتمر في تشرين الأول بعد الاتفاق على موعده بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، الذي أكد على الحل السياسي، حيث تواجه الإدارة الأميركية ضغطاً عربياً وتحديداً من السعودية وقطر وكذلك من تركيا، ألا يشارك الرئيس السوري بشار الأسد أو من يمثله المؤتمر،...

وحتى الوصول إلى توافق على انعقاد المؤتمر لحل الأزمة السورية، فان القيادة السورية عقدت اجتماعاً واتخذت قراراً بالقيام بعملية عسكرية واسعة تجتث كل البؤر الأمنية حول دمشق وبسط سلطة الدولة على كل ريف دمشق في الغوطتين الشرقية والغربية، إذ تشير المصادر القيادية السورية، إلى أن معركة الغوطة الشرقية شارفت على نهايتها، وستكون حتى نهاية الشهر الجاري قد تحررت كلياً من المسلحين، حيث سيتم التركيز فيما بعد على الغوطة الغربية، في القلمون ويبرود والبنك، والمناطق المجاورة للحدود مع لبنان في عرسال ومحيطها.

وإذا ما نجحت  الدولة في تحقيق هذا الانجاز العسكري الذي تتحدث عنه القيادة السورية، وفق ما ينقل الزوار عنها، وبأن الرئيس الأسد شخصياً ترأس اجتماعات للقادة والضباط في الجيش، وطلب منهم وقف معارك الاستنزاف التي يلجأ إليها المسلحون وإنهاء معركة «درع دمشق» وفرض الأمن في كل ريف العاصمة، واستكمال ما بدأه الجيش في حلب بتطهيرها من المسلحين بعد العمليات العسكرية الناجحة التي تمت في القصير والخالدية وريف حمص، وفتح الطريق بين دمشق والساحل السوري.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-19
  • 9803
  • من الأرشيف

الرئيس الأسد طلب من قادة الجيش السوري وضباطه إنهاء عملية «درع دمشق» واستكمال تطهير حلب

في موازاة تحقيق روسيا تقدما دبلوماسيا في موضوع الأزمة السورية، بإلغاء عدوان عسكري أميركي كان قائما على سورية، فان الدولة السورية مصممة على تسجيل تقدم في الميدان يلاقي حلا سياسي يطبخ على نار هادئة أحيانا وساخنة أحيانا أخرى، فمع تراجع العدوان الأميركي على سورية ، بذريعة استخدام «السلاح الكيميائي» في معاركه مع المتمردين عليه، فان الحسم العسكري الداخلي بات العنوان الذي يتقدم على ما عداه، وان القيادتين السياسية والعسكرية، قررتا إنهاء عملية «درع دمشق» بأسرع وقت ممكن، وفق ما ينقل زوار العاصمة السورية عن مسؤولين بارزين فيها، يبدون ارتياحهم إلى ما انتهت إليه قضية استخدام «السلاح الكيميائي» من خلال اتهامات سيقت ضد النظام من قبل أميركا وحلفائها الأوروبيين والعرب، وان الجيش السوري وُضع بجهوزية تامة للرد على أي عمل عسكري أميركي محتمل، وان الضربات العسكرية التي قال عنها الرئيسي الأميركي باراك اوباما أنها ستكون محدودة، كان الرد بالنسبة إلينا سيكون شاملاً وفق ما ينقل الزوار عن مصادر قيادية سورية بارزة، التي تشير إلى أن الفرق العسكرية في الجيش العربي السوري لم تستخدم أو تزج في مواجهة المعارضة المسلحة، بل إن فرقا عدة ما زالت في قواعدها ومراكزها في مواجهة العدو الإسرائيلي في الجولان، وأخرى تنتظر أن تقوم قوات أميركية وأطلسية أو عربية بعملية عسكرية. فالجهوزية للرد على العدوان الأميركي ما زالت قائمة، وهي الرسالة التي وصلت إلى الإدارة الأميركية، وأدت إلى هذا الانكفاء الأميركي، بعدما قدمت موسكو مبادرتها لوضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية وانتساب سورية إلى منظمة حظر استخدام هذه الأسلحة، وفق ما تقول المصادر، إذ أن قبول سورية بالمبادرة وجهوزيتها للرد على العدوان، أحرجا اوباما وفتحا له باب الخروج من الورطة، إلا أن سورية اشترطت أن توقف أميركا وحلفاؤها مساعدة «الإرهابيين» للبدء بحوار داخلي، وهذا ما تقوم به روسيا من خلال اتصالاتها بأميركا، من أجل توظيف المبادرة الروسية والترحيب الدولي لجهة وقف العمل العسكري الخارجي، ليواكب ذلك انعقاد «مؤتمر جنيف ـ2»، الذي تأخر عاماً ونصف العام تقريباً، وكانت الكرة دائماً في ملعب ما سمي بـ«أصدقاء سوريا» الذين لم ينجحوا في تأمين وفد معارض موحد للجلوس إلى طاولة الحوار مع السلطة السورية، وهو الموضوع الذي ما زال مطروحاً، ولا جواب عليه. وانعقاد مؤتمر «جنيف ـ2 » يتقدم، والبحث بين روسيا وأميركا هو على من يحضره وجدول أعماله والمرحلة الانتقالية، وقد تم تكليف الموفد الاممي ـ العربي الأخضر الإبراهيمي التحضير لهذا المؤتمر في تشرين الأول بعد الاتفاق على موعده بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، الذي أكد على الحل السياسي، حيث تواجه الإدارة الأميركية ضغطاً عربياً وتحديداً من السعودية وقطر وكذلك من تركيا، ألا يشارك الرئيس السوري بشار الأسد أو من يمثله المؤتمر،... وحتى الوصول إلى توافق على انعقاد المؤتمر لحل الأزمة السورية، فان القيادة السورية عقدت اجتماعاً واتخذت قراراً بالقيام بعملية عسكرية واسعة تجتث كل البؤر الأمنية حول دمشق وبسط سلطة الدولة على كل ريف دمشق في الغوطتين الشرقية والغربية، إذ تشير المصادر القيادية السورية، إلى أن معركة الغوطة الشرقية شارفت على نهايتها، وستكون حتى نهاية الشهر الجاري قد تحررت كلياً من المسلحين، حيث سيتم التركيز فيما بعد على الغوطة الغربية، في القلمون ويبرود والبنك، والمناطق المجاورة للحدود مع لبنان في عرسال ومحيطها. وإذا ما نجحت  الدولة في تحقيق هذا الانجاز العسكري الذي تتحدث عنه القيادة السورية، وفق ما ينقل الزوار عنها، وبأن الرئيس الأسد شخصياً ترأس اجتماعات للقادة والضباط في الجيش، وطلب منهم وقف معارك الاستنزاف التي يلجأ إليها المسلحون وإنهاء معركة «درع دمشق» وفرض الأمن في كل ريف العاصمة، واستكمال ما بدأه الجيش في حلب بتطهيرها من المسلحين بعد العمليات العسكرية الناجحة التي تمت في القصير والخالدية وريف حمص، وفتح الطريق بين دمشق والساحل السوري.

المصدر : الديار/ كمال ذبيان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة