مؤشران بارزان ظهرا امس يشيران الى تصاعد التباين الروسي ــ الغربي بشأن فكرة استخدام «الفصل السابع». الانتقاد الاميركي المفاجئ لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد ايام على انتهاء اجتماعاته الماراثونية مع نظيره الاميركي جون كيري في جنيف،

حيث وصفته واشنطن بانه «يسبح عكس التيار»، والمؤشر الثاني مرتبط بالاجتماع التشاوري للسفراء الدائمين في مجلس الامن الدولي الذي انفض من دون نتيحة تذكر.

وبينما تواصل الدول الغربية محاولات تمرير قرار في مجلس الأمن يهدد بمعاقبة السلطات السورية، استنادا الى الفصل السابع، إذا لم يطبق الاتفاق الذي تم بين الأميركيين والروس، بعثت موسكو برسائل رفض إلى مختلف الجهات، في حين اوفدت الى دمشق نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي حمل رسالة تطمين، مؤكدا خلال لقائه وزير الخارجية وليد المعلم أن لا قرار في مجلس الأمن تحت «الفصل السابع»، وهو ما كان وزير الخارجية سيرغي لافروف ابلغه ايضا لنظيره الفرنسي لوران فابيوس في موسكو.

وبرزت أمس عودة قذائف الهاون لتسقط بكثافة على العاصمة السورية، حيث قتل 5 أشخاص، وأصيب 35، في اعتداءات استهدفت أحياء العمارة والقصاع والعباسيين والسادات، بينما كانت القوات السورية تحرز تقدما ميدانيا مهما في ريف دمشق حيث سيطرت على ضاحية شبعا الواقعة على طريق مطار دمشق. وقتل 7 أشخاص وأصيب 20 في انفجار سيارة عند نقطة تفتيش تحرسها ألوية إسلامية عند المدخل السوري من معبر باب الهوى مع تركيا.

 

وأعلنت منسقة العمليات الإنسانية في الامم المتحدة فاليري اموس، في الكويت، ان نحو سبعة ملايين سوري، بين نازح ولاجئ، بحاجة الى مساعدة إنسانية عاجلة، وان الأمم المتحدة بحاجة لـ 4,4 مليارات دولار لتقديم هذه المساعدات العاجلة في العام 2013 فقط، في حين تم جمع 1,84 مليار دولار منها فقط حتى الآن.

وقال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في مقابلة مع قناة «ار تي أس» السويسرية، ردا على سؤال عن موعد محتمل لعقد مؤتمر جنيف، «فلنكن واقعيين، بالتأكيد ليس قبل تشرين الأول وعلى الأرجح ليس في بداية تشرين الأول»، رافضا الإدلاء بمزيد من المعلومات، ومشددا على الأهمية الكبرى «للإرادة السياسية» لدى الافرقاء المعنيين، «أي من لديهم تأثير ومصالح أو الاثنان معا». وأضاف «ما يهدد سوريا ليس الانقسام، إنها الصوملة بمعنى عدم وجود دولة و(تحولها) الى ساحة مفتوحة لأمراء الحرب والعصابات».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان المعلم وريابكوف بحثا، في دمشق، «الاتفاق الإطاري الذي تم بين روسيا والولايات المتحدة القائم على انضمام سوريا إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية».

وأكد المعلم «على الثقة المتبادلة بين الجانبين والسعي للوقوف في وجه كل ما يحاك ضد سوريا والشعب السوري»، بينما شدد ريابكوف «على ثبات موقف بلاده تجاه الحل السلمي للازمة في سوريا ورفض التهديدات باستخدام القوة». وأضاف ان «روسيا لا تقبل اتخاذ قرار في مجلس الأمن يستند إلى الفصل السابع».

وعقد مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعا، لمدة ساعة، لبحث مشروع قرار يهدد سوريا «باجراءات مناسبة» اذا لم تطبق اتفاق ازالة الأسلحة الكيميائية. واعلن ديبلوماسيون انه تم الاتفاق على عقد اجتماع جديد قريبا. وقال المندوب الروسي فيتالي تشوركين «ليس لدي رد فوري»، مضيفا «قدمنا اقتراحا مهما جدا، ونأمل ان يتم تطبيقه من دون تدخل».

وقال ديبلوماسي إن مشروع القرار الجديد الذي تقترحه فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا يشبه الذي قدمته باريس قبل ايام، ورفضته موسكو.

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فابيوس في موسكو، إن لدى روسيا «الأسباب الأكثر جدية للاعتقاد بأنه (هجوم الغوطة) استفزاز»، موضحا أن المسلحين ارتكبوا «الكثير من الاستفزازات حتى يحدث تدخل أجنبي».

وأشار إلى أن تقرير محققي الأمم المتحدة أثبت أن أسلحة كيميائية استخدمت، لكنه «لا يجيب عن عدد من تساؤلاتنا» بما في ذلك ما إذا كانت الأسلحة أنتجت في مصنع أم أنها محلية الصنع. وأضاف «نريد تحقيقا نزيها وموضوعيا ومهنيا في أحداث 21 آب».

وذكرت قناة «روسيا اليوم»، ان «المفتشين الأمميين الذين قاموا بفحص مواقع استخدام الكيميائي في ضواحي دمشق وصلوا إلى استنتاج مفاده أن رؤوس الصواريخ التي استخدمت هناك قد تكون مصنوعة على دفعات، أو أنها يدوية الصنع».

وبحسب التقرير فإن «المفتشين الأممـيين لم يعـثروا على الرؤوس التي يحتمل أنها تحتوي على غاز السارين». ويشـير إلى أنه «كشف على ســطح محرك لأحد الصواريخ عن علامات مميزة مكتوبة بأحرف أبجـدية كـيريل (الأبجدية الســلافية)، وبـين تلـك العـلامات أحـرف وأرقام « Г ИШ4 .25-67-179 К

وتضيف القناة «بحسب تقرير الخبراء فإن طبيعة تموضع مكونات الصواريخ تدل على احتمال إطلاقها من راجمة صواريخ واحدة. ويقول التقرير إن الخبراء لا يستبعدون احتمال نقل الأدلة الخاصة بالهجوم الكيميائي من قبل أشخاص مجهولين على إثر القصف أو قبيل وصول الخبراء».

وانتقدت الولايات المتحدة بشدة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثر تأكيده مجددا أن الهجوم الكيميائي على الغوطة ليس من تنفيذ النظام السوري، معتبرة انه «يسبح عكس التيار». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بيساكي «لقد قرأنا بالطبع تعليقات الوزير لافروف. انه يسبح عكس تيار الرأي العام العالمي، »، مكررة تحميل السلطات السورية مسؤولية الهجوم.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري انه يجب ان يدعم قرار «قوي» صادر عن مجلس الأمن الاتفاق بشأن الترسانة الكيميائية السورية، وذلك من اجل إجبار الرئيس بشار الأسد على الانصياع للاتفاق.

وتمسك لافروف برفض موسكو إمكان تضمن أي قرار من مجلس الأمن تهديدا باستخدام القوة. وقال إن «القرار الذي سيوافق على قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لن يكون بموجب الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا «سبق أن قلنا ذلك بوضوح في جنيف، ولا يوجد شيء من هذا القبيل في الوثيقة التي أقررناها».
  • فريق ماسة
  • 2013-09-17
  • 11728
  • من الأرشيف

اشتباك «الفصل السابع» يتصاعد وموسكو لا تتراجع

مؤشران بارزان ظهرا امس يشيران الى تصاعد التباين الروسي ــ الغربي بشأن فكرة استخدام «الفصل السابع». الانتقاد الاميركي المفاجئ لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد ايام على انتهاء اجتماعاته الماراثونية مع نظيره الاميركي جون كيري في جنيف، حيث وصفته واشنطن بانه «يسبح عكس التيار»، والمؤشر الثاني مرتبط بالاجتماع التشاوري للسفراء الدائمين في مجلس الامن الدولي الذي انفض من دون نتيحة تذكر. وبينما تواصل الدول الغربية محاولات تمرير قرار في مجلس الأمن يهدد بمعاقبة السلطات السورية، استنادا الى الفصل السابع، إذا لم يطبق الاتفاق الذي تم بين الأميركيين والروس، بعثت موسكو برسائل رفض إلى مختلف الجهات، في حين اوفدت الى دمشق نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي حمل رسالة تطمين، مؤكدا خلال لقائه وزير الخارجية وليد المعلم أن لا قرار في مجلس الأمن تحت «الفصل السابع»، وهو ما كان وزير الخارجية سيرغي لافروف ابلغه ايضا لنظيره الفرنسي لوران فابيوس في موسكو. وبرزت أمس عودة قذائف الهاون لتسقط بكثافة على العاصمة السورية، حيث قتل 5 أشخاص، وأصيب 35، في اعتداءات استهدفت أحياء العمارة والقصاع والعباسيين والسادات، بينما كانت القوات السورية تحرز تقدما ميدانيا مهما في ريف دمشق حيث سيطرت على ضاحية شبعا الواقعة على طريق مطار دمشق. وقتل 7 أشخاص وأصيب 20 في انفجار سيارة عند نقطة تفتيش تحرسها ألوية إسلامية عند المدخل السوري من معبر باب الهوى مع تركيا.   وأعلنت منسقة العمليات الإنسانية في الامم المتحدة فاليري اموس، في الكويت، ان نحو سبعة ملايين سوري، بين نازح ولاجئ، بحاجة الى مساعدة إنسانية عاجلة، وان الأمم المتحدة بحاجة لـ 4,4 مليارات دولار لتقديم هذه المساعدات العاجلة في العام 2013 فقط، في حين تم جمع 1,84 مليار دولار منها فقط حتى الآن. وقال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في مقابلة مع قناة «ار تي أس» السويسرية، ردا على سؤال عن موعد محتمل لعقد مؤتمر جنيف، «فلنكن واقعيين، بالتأكيد ليس قبل تشرين الأول وعلى الأرجح ليس في بداية تشرين الأول»، رافضا الإدلاء بمزيد من المعلومات، ومشددا على الأهمية الكبرى «للإرادة السياسية» لدى الافرقاء المعنيين، «أي من لديهم تأثير ومصالح أو الاثنان معا». وأضاف «ما يهدد سوريا ليس الانقسام، إنها الصوملة بمعنى عدم وجود دولة و(تحولها) الى ساحة مفتوحة لأمراء الحرب والعصابات». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان المعلم وريابكوف بحثا، في دمشق، «الاتفاق الإطاري الذي تم بين روسيا والولايات المتحدة القائم على انضمام سوريا إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية». وأكد المعلم «على الثقة المتبادلة بين الجانبين والسعي للوقوف في وجه كل ما يحاك ضد سوريا والشعب السوري»، بينما شدد ريابكوف «على ثبات موقف بلاده تجاه الحل السلمي للازمة في سوريا ورفض التهديدات باستخدام القوة». وأضاف ان «روسيا لا تقبل اتخاذ قرار في مجلس الأمن يستند إلى الفصل السابع». وعقد مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعا، لمدة ساعة، لبحث مشروع قرار يهدد سوريا «باجراءات مناسبة» اذا لم تطبق اتفاق ازالة الأسلحة الكيميائية. واعلن ديبلوماسيون انه تم الاتفاق على عقد اجتماع جديد قريبا. وقال المندوب الروسي فيتالي تشوركين «ليس لدي رد فوري»، مضيفا «قدمنا اقتراحا مهما جدا، ونأمل ان يتم تطبيقه من دون تدخل». وقال ديبلوماسي إن مشروع القرار الجديد الذي تقترحه فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا يشبه الذي قدمته باريس قبل ايام، ورفضته موسكو. وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فابيوس في موسكو، إن لدى روسيا «الأسباب الأكثر جدية للاعتقاد بأنه (هجوم الغوطة) استفزاز»، موضحا أن المسلحين ارتكبوا «الكثير من الاستفزازات حتى يحدث تدخل أجنبي». وأشار إلى أن تقرير محققي الأمم المتحدة أثبت أن أسلحة كيميائية استخدمت، لكنه «لا يجيب عن عدد من تساؤلاتنا» بما في ذلك ما إذا كانت الأسلحة أنتجت في مصنع أم أنها محلية الصنع. وأضاف «نريد تحقيقا نزيها وموضوعيا ومهنيا في أحداث 21 آب». وذكرت قناة «روسيا اليوم»، ان «المفتشين الأمميين الذين قاموا بفحص مواقع استخدام الكيميائي في ضواحي دمشق وصلوا إلى استنتاج مفاده أن رؤوس الصواريخ التي استخدمت هناك قد تكون مصنوعة على دفعات، أو أنها يدوية الصنع». وبحسب التقرير فإن «المفتشين الأممـيين لم يعـثروا على الرؤوس التي يحتمل أنها تحتوي على غاز السارين». ويشـير إلى أنه «كشف على ســطح محرك لأحد الصواريخ عن علامات مميزة مكتوبة بأحرف أبجـدية كـيريل (الأبجدية الســلافية)، وبـين تلـك العـلامات أحـرف وأرقام « Г ИШ4 .25-67-179 К وتضيف القناة «بحسب تقرير الخبراء فإن طبيعة تموضع مكونات الصواريخ تدل على احتمال إطلاقها من راجمة صواريخ واحدة. ويقول التقرير إن الخبراء لا يستبعدون احتمال نقل الأدلة الخاصة بالهجوم الكيميائي من قبل أشخاص مجهولين على إثر القصف أو قبيل وصول الخبراء». وانتقدت الولايات المتحدة بشدة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثر تأكيده مجددا أن الهجوم الكيميائي على الغوطة ليس من تنفيذ النظام السوري، معتبرة انه «يسبح عكس التيار». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بيساكي «لقد قرأنا بالطبع تعليقات الوزير لافروف. انه يسبح عكس تيار الرأي العام العالمي، »، مكررة تحميل السلطات السورية مسؤولية الهجوم. واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري انه يجب ان يدعم قرار «قوي» صادر عن مجلس الأمن الاتفاق بشأن الترسانة الكيميائية السورية، وذلك من اجل إجبار الرئيس بشار الأسد على الانصياع للاتفاق. وتمسك لافروف برفض موسكو إمكان تضمن أي قرار من مجلس الأمن تهديدا باستخدام القوة. وقال إن «القرار الذي سيوافق على قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لن يكون بموجب الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا «سبق أن قلنا ذلك بوضوح في جنيف، ولا يوجد شيء من هذا القبيل في الوثيقة التي أقررناها».

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة