منذ اندلاع الأزمة السورية أثير الكثير من الكلام حول الخلفية النفطية لأحداث البلد، الذي تتحدث بعض التقديرات عن احتواء مياهه الإقليمية لأكبر مخزون من الغاز في الحوض الشرقي للمتوسط.

وفي ضوء ما يتكشف بين حين وآخر حول اتصالات تجريها شركات نفطية تركية مع نظيراتٍ إسرائيلية لها من أجل الاستثمار في المكتشفات الغازية قبالة سواحل تل أبيب، لا يعود الحديث عن البُعد النفطي في الحراك التركي حيال سوريا مستبعداً، خصوصاً في ظل التراجع المتوقع لكميات الغاز الروسي التي تستوردها أنقرة، وبحث الأخيرة عن مصادر بديلة للطاقة تلبي احتياجاتها المتزايدة.

وبحسب ما يتبدى يوماً بعد آخر، يمكن الاستنتاج أنه بعد استعصاء استبدال النظام السوري بآخر يستجيب لطموحات أنقرة النفطية، أصبح الغاز الإسرائيلي في مقدمة مصادر الطاقة البديلة التي تسعى أنقرة إلى شرائها والاستثمار فيها. ولعل أحدث المؤشرات على هذا الاستنتاج هو ما ذكره أمس موقع «غلوبس» الإسرائيلي، المتخصص بالشؤون الاقتصادية، حول تخطيط إحدى الشركات التركية لمد خط أنابيب لجر الغاز من حقل لفيتان الإسرائيلي في المتوسط باتجاه السواحل التركية ومنها لدول أوروبية. وأشار الموقع إلى أنّ المشروع الضخم، الذي تبلغ كلفته المقدرة نحو 2.5 مليار دولار، كُشف عنه للمرة الأولى علناً من قبل أحد أعضاء مجلس إدارة شركة Turcas Petrol خلال مؤتمر دولي للطاقة عقد الأسبوع الماضي في قبرص، والذي حضره أيضا رجال أعمال إسرائيليون. وأوضح ماثيو بريزا أن شركته معنية بمد خط الأنابيب بطول 470 كلم من «لفيتان» وصولاً إلى مرفأ جيهان التركي، المخصص لاستيراد وتصدير النفط أو إلى مرفأ مرسين.

ووفقاً للموقع، فإن الغاز الإسرائيلي داخل السوق التركية سينافس الغاز المستخرج في كردستان العراق، وفي المستقبل الغاز اللبناني أيضاً، فيما لا يخطط الأتراك لاستيراد الغاز القبرصي لأسباب سياسية.

وكشف «غلوبس» أنّ خيار تصدير الغاز إلى تركيا يراكم في الفترة الأخيرة أفضلية داخل الدوائر المعنية في إسرائيل في مقابل الخيار الآخر الذي يدعو إلى إعطاء الأولوية لتصديره إلى دول شرق آسيا، والذي يستدعي بناء منشأة لتسييل الغاز قبل تصديره تقدر كلفتها بنحو عشرة مليارات دولار.

ووفقاً لـ«غلوبس»، فإن هناك عدداً من الشركات التركية التي تجري اتصالات مع الشركات الإسرائيلية المسؤولة عن تطوير حقل «لفيتان»، الذي يحتوي أكبر مخزونات الغاز الإسرائيلية المكتشفة من أجل إبرام صفقات تتعلق بشراء الغاز وضخه إلى تركيا عبر أنابيب بحرية. والمشروع، الذي أعلنت شركة Turcas Petrol، عزمها على تنفيذه سيكون بقدرة استيعابية تبلغ 16 متر مكعب من الغاز. ووفقاً لمخطط المشروع، فإن مسار أنبوب الغاز المخطط بناؤه سيتجنب المرور داخل المياه الإقليمية السورية، وسيضطر إلى عبور المياه الإقليمية القبرصية برغم أن المسافة ستطول.وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «ميللييت» التركية، أمس، أن عملية تطبيع العلاقات التركية ــ الإسرائيلية بدأت على الرغم من عدم التوصل بعد لاتفاق بصدد تعويضات المواطنين الأتراك الذين قتلوا فى الهجوم الإسرائيلى على سفينة مرمرة.

وقالت الصحيفة إنه بعد تقديم إسرائيل اعتذاراً رسمياً لتركيا بدأت عملية تطبيع العلاقات حتى ولو لم تكن على المستوى المطلوب، حيث بدأت شركة الطيران الإسرائيلية «العال» في اتصالاتها مع شركة الخطوط الجوية التركية لاستعادة حركة إقلاع وهبوط طائراتها إلى اسطنبول وأنطاليا بعد انقطاعها بسبب الأزمة بين البلدين. وأشارت إلى زيادة أعداد السياح الإسرائيليين إلى تركيا في الآونة الأخيرة، حيث زادت أعداد الرحلات الجوية بين مطاري أنطاليا وبن غوريون بنسبة 65% عن موسم الصيف الماضي.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-09-12
  • 9232
  • من الأرشيف

أنقرة تتقرب من تل أبيب... نفطياً

منذ اندلاع الأزمة السورية أثير الكثير من الكلام حول الخلفية النفطية لأحداث البلد، الذي تتحدث بعض التقديرات عن احتواء مياهه الإقليمية لأكبر مخزون من الغاز في الحوض الشرقي للمتوسط. وفي ضوء ما يتكشف بين حين وآخر حول اتصالات تجريها شركات نفطية تركية مع نظيراتٍ إسرائيلية لها من أجل الاستثمار في المكتشفات الغازية قبالة سواحل تل أبيب، لا يعود الحديث عن البُعد النفطي في الحراك التركي حيال سوريا مستبعداً، خصوصاً في ظل التراجع المتوقع لكميات الغاز الروسي التي تستوردها أنقرة، وبحث الأخيرة عن مصادر بديلة للطاقة تلبي احتياجاتها المتزايدة. وبحسب ما يتبدى يوماً بعد آخر، يمكن الاستنتاج أنه بعد استعصاء استبدال النظام السوري بآخر يستجيب لطموحات أنقرة النفطية، أصبح الغاز الإسرائيلي في مقدمة مصادر الطاقة البديلة التي تسعى أنقرة إلى شرائها والاستثمار فيها. ولعل أحدث المؤشرات على هذا الاستنتاج هو ما ذكره أمس موقع «غلوبس» الإسرائيلي، المتخصص بالشؤون الاقتصادية، حول تخطيط إحدى الشركات التركية لمد خط أنابيب لجر الغاز من حقل لفيتان الإسرائيلي في المتوسط باتجاه السواحل التركية ومنها لدول أوروبية. وأشار الموقع إلى أنّ المشروع الضخم، الذي تبلغ كلفته المقدرة نحو 2.5 مليار دولار، كُشف عنه للمرة الأولى علناً من قبل أحد أعضاء مجلس إدارة شركة Turcas Petrol خلال مؤتمر دولي للطاقة عقد الأسبوع الماضي في قبرص، والذي حضره أيضا رجال أعمال إسرائيليون. وأوضح ماثيو بريزا أن شركته معنية بمد خط الأنابيب بطول 470 كلم من «لفيتان» وصولاً إلى مرفأ جيهان التركي، المخصص لاستيراد وتصدير النفط أو إلى مرفأ مرسين. ووفقاً للموقع، فإن الغاز الإسرائيلي داخل السوق التركية سينافس الغاز المستخرج في كردستان العراق، وفي المستقبل الغاز اللبناني أيضاً، فيما لا يخطط الأتراك لاستيراد الغاز القبرصي لأسباب سياسية. وكشف «غلوبس» أنّ خيار تصدير الغاز إلى تركيا يراكم في الفترة الأخيرة أفضلية داخل الدوائر المعنية في إسرائيل في مقابل الخيار الآخر الذي يدعو إلى إعطاء الأولوية لتصديره إلى دول شرق آسيا، والذي يستدعي بناء منشأة لتسييل الغاز قبل تصديره تقدر كلفتها بنحو عشرة مليارات دولار. ووفقاً لـ«غلوبس»، فإن هناك عدداً من الشركات التركية التي تجري اتصالات مع الشركات الإسرائيلية المسؤولة عن تطوير حقل «لفيتان»، الذي يحتوي أكبر مخزونات الغاز الإسرائيلية المكتشفة من أجل إبرام صفقات تتعلق بشراء الغاز وضخه إلى تركيا عبر أنابيب بحرية. والمشروع، الذي أعلنت شركة Turcas Petrol، عزمها على تنفيذه سيكون بقدرة استيعابية تبلغ 16 متر مكعب من الغاز. ووفقاً لمخطط المشروع، فإن مسار أنبوب الغاز المخطط بناؤه سيتجنب المرور داخل المياه الإقليمية السورية، وسيضطر إلى عبور المياه الإقليمية القبرصية برغم أن المسافة ستطول.وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «ميللييت» التركية، أمس، أن عملية تطبيع العلاقات التركية ــ الإسرائيلية بدأت على الرغم من عدم التوصل بعد لاتفاق بصدد تعويضات المواطنين الأتراك الذين قتلوا فى الهجوم الإسرائيلى على سفينة مرمرة. وقالت الصحيفة إنه بعد تقديم إسرائيل اعتذاراً رسمياً لتركيا بدأت عملية تطبيع العلاقات حتى ولو لم تكن على المستوى المطلوب، حيث بدأت شركة الطيران الإسرائيلية «العال» في اتصالاتها مع شركة الخطوط الجوية التركية لاستعادة حركة إقلاع وهبوط طائراتها إلى اسطنبول وأنطاليا بعد انقطاعها بسبب الأزمة بين البلدين. وأشارت إلى زيادة أعداد السياح الإسرائيليين إلى تركيا في الآونة الأخيرة، حيث زادت أعداد الرحلات الجوية بين مطاري أنطاليا وبن غوريون بنسبة 65% عن موسم الصيف الماضي.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة