إعتبر رئيس قسم الحد من انتشار ونزع أسلحة الدمار الشامل مارك فيتز، في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن "أي ضربة عسكرية ضد النظام السوري لمعاقبته على استعمال الأسلحة الكيميائية ضد شعبه في مناسبات عدة، ستكون تحذيراً ورادعاً لكل من كوريا الشمالية إذا ما حاولت استعمال أسلحتها الكيماوية ولإيران كي لا تمضي قدماً في امتلاك سلاح نووي".

وأوضح في حديث إلى صحيفة "الحياة" أن "التخلص من السلاح الكيميائي السوري سيكون عملية صعبة جداً جداً وأقرب إلى كونها مستحيلة في وقت قصير. وجميعنا نذكر ما حصل في العراق، والوقت الذي احتاجه المفتشون، مع العلم أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لم يكن يملك كمية تقارن بالتي يملكها النظام السوري، والتي أقدرها بنحو ألف طن. ثم إن ظروف عمل المفتشين في العراق كانت سهلة نسبياً والوضع الأمني كان جيداً، بينما الوضع الأمني في سوريا صعب جداً، يضاف هذا طبعاً إلى ظروف التخلص من هذه الأسلحة والوقت المطلوب للقيام بهذا العمل".

وإعتبر أن "نقل الكيميائي إلى خارج سوريا لتدميره صعب جداً أيضاً. إذ ماذا لو ضرب المقاتلون السوريون الشاحنات التي تحملها، أو تعرضت لحادث؟ ثم إن هذه الكمية من الأسلحة ستحتاج إلى ألف شاحنة على الأقل. هذا طبعاً إلى جانب العامل الأساسي، وهو السؤال: هل يريد الرئيس بشار الأسد بالفعل تسليم هذه الأسلحة جميعها؟"، مضيفاً: "علينا ألا ننسى أيضاً المسائل القانونية العديدة المحيطة بدخول آلاف المفتشين وعملهم داخل سوريا. وهناك مسألة أمن هؤلاء الخبراء الذين لا بد وأن يكونوا على درجة عالية من الخبرة ليحافظوا على أمن هذه الأسلحة. ومن المهم جداً أن نتذكر أن تدمير أسلحة العراق الكيماوية والبيولوجية استغرق سنتين، وتدمير الأسلحة في سوريا سيستغرق سنوات طويلة وربما عشر سنوات، وحتى لو كانت هناك إرادة للإسراع في تدميرها، فإن السرعة قد تعرض الخبراء ومحيط وجود هذه الأسلحة للخطر أو الموت".

ووافق باتريك على القول ان "الأسد يناور. وأنا لا أثق به وبنظامه أبداً". وقال إن "ادارة الرئيس باراك اوباما وجدت في ذلك مخرجاً من توجيه ضربة، لأنها لا تملك دعماً من الكونغرس. ولكن في الواقع إذا ما نجح هذا الطرح فإن التخلص من أسلحة الأسد الكيميائية سيكون نجاحاً دبلوماسياً كبيراً لأوباما. بل إنه سيسوقها على أساس أنها فوز كبير له".

وسئل عن الحجم الحقيقي للترسانة السورية من الأسلحة الكيميائية، فأجاب: "أعتقد أنها (سوريا) تحتل المركز الرابع في العالم. وأنا ليس لدي أي معلومات عن امتلاك إسرائيل مثل هذه الأسلحة. وكما تعلمين، فإن روسيا والولايات المتحدة الأميركية يحتلان المركز الأول والثاني، وهما يقومان بتدمير ترسانتهما من هذه الأسلحة، وهذا بدأ قبل سنوات وسيتطلب سنوات عدة لإنهاء هذه المهمة. وهما يقومان بتدمير ما يملكان ببطء وهما متأخران على الوقت الذي حدداه".

وسئل إذا كان الاسد سيتخلى عن كل أسلحته، فأوضح أنه "سيكون هذا شبه مستحيل، لأنه سيعني أن على الأسد أن يسمح للمفتشين بالذهاب حيثما شاؤوا، وهذا غير مطروح اليوم. لكنني أعتقد أن التخلص من بعض هذه الأسلحة الفتاكة أفضل من عدم التخلص من أي منها، واعتراف المعلم بوجودها للمرة الأولى كانت خطوة مقيدة. وقالوا إنهم مستعدون لتدمير مصانع هذه الأسلحة. لكن من دون شك أنهم قادرون على إنتاجها من جديد، هذا مع العلم أن الاستخبارات الغربية ستستطيع إعادة اكتشاف مكان صناعتها ووجودها".

  • فريق ماسة
  • 2013-09-12
  • 11081
  • من الأرشيف

باحث في "المعهد الدولي": سورية تملك رابع ترسانة كيميائية في العالم

إعتبر رئيس قسم الحد من انتشار ونزع أسلحة الدمار الشامل مارك فيتز، في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن "أي ضربة عسكرية ضد النظام السوري لمعاقبته على استعمال الأسلحة الكيميائية ضد شعبه في مناسبات عدة، ستكون تحذيراً ورادعاً لكل من كوريا الشمالية إذا ما حاولت استعمال أسلحتها الكيماوية ولإيران كي لا تمضي قدماً في امتلاك سلاح نووي". وأوضح في حديث إلى صحيفة "الحياة" أن "التخلص من السلاح الكيميائي السوري سيكون عملية صعبة جداً جداً وأقرب إلى كونها مستحيلة في وقت قصير. وجميعنا نذكر ما حصل في العراق، والوقت الذي احتاجه المفتشون، مع العلم أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لم يكن يملك كمية تقارن بالتي يملكها النظام السوري، والتي أقدرها بنحو ألف طن. ثم إن ظروف عمل المفتشين في العراق كانت سهلة نسبياً والوضع الأمني كان جيداً، بينما الوضع الأمني في سوريا صعب جداً، يضاف هذا طبعاً إلى ظروف التخلص من هذه الأسلحة والوقت المطلوب للقيام بهذا العمل". وإعتبر أن "نقل الكيميائي إلى خارج سوريا لتدميره صعب جداً أيضاً. إذ ماذا لو ضرب المقاتلون السوريون الشاحنات التي تحملها، أو تعرضت لحادث؟ ثم إن هذه الكمية من الأسلحة ستحتاج إلى ألف شاحنة على الأقل. هذا طبعاً إلى جانب العامل الأساسي، وهو السؤال: هل يريد الرئيس بشار الأسد بالفعل تسليم هذه الأسلحة جميعها؟"، مضيفاً: "علينا ألا ننسى أيضاً المسائل القانونية العديدة المحيطة بدخول آلاف المفتشين وعملهم داخل سوريا. وهناك مسألة أمن هؤلاء الخبراء الذين لا بد وأن يكونوا على درجة عالية من الخبرة ليحافظوا على أمن هذه الأسلحة. ومن المهم جداً أن نتذكر أن تدمير أسلحة العراق الكيماوية والبيولوجية استغرق سنتين، وتدمير الأسلحة في سوريا سيستغرق سنوات طويلة وربما عشر سنوات، وحتى لو كانت هناك إرادة للإسراع في تدميرها، فإن السرعة قد تعرض الخبراء ومحيط وجود هذه الأسلحة للخطر أو الموت". ووافق باتريك على القول ان "الأسد يناور. وأنا لا أثق به وبنظامه أبداً". وقال إن "ادارة الرئيس باراك اوباما وجدت في ذلك مخرجاً من توجيه ضربة، لأنها لا تملك دعماً من الكونغرس. ولكن في الواقع إذا ما نجح هذا الطرح فإن التخلص من أسلحة الأسد الكيميائية سيكون نجاحاً دبلوماسياً كبيراً لأوباما. بل إنه سيسوقها على أساس أنها فوز كبير له". وسئل عن الحجم الحقيقي للترسانة السورية من الأسلحة الكيميائية، فأجاب: "أعتقد أنها (سوريا) تحتل المركز الرابع في العالم. وأنا ليس لدي أي معلومات عن امتلاك إسرائيل مثل هذه الأسلحة. وكما تعلمين، فإن روسيا والولايات المتحدة الأميركية يحتلان المركز الأول والثاني، وهما يقومان بتدمير ترسانتهما من هذه الأسلحة، وهذا بدأ قبل سنوات وسيتطلب سنوات عدة لإنهاء هذه المهمة. وهما يقومان بتدمير ما يملكان ببطء وهما متأخران على الوقت الذي حدداه". وسئل إذا كان الاسد سيتخلى عن كل أسلحته، فأوضح أنه "سيكون هذا شبه مستحيل، لأنه سيعني أن على الأسد أن يسمح للمفتشين بالذهاب حيثما شاؤوا، وهذا غير مطروح اليوم. لكنني أعتقد أن التخلص من بعض هذه الأسلحة الفتاكة أفضل من عدم التخلص من أي منها، واعتراف المعلم بوجودها للمرة الأولى كانت خطوة مقيدة. وقالوا إنهم مستعدون لتدمير مصانع هذه الأسلحة. لكن من دون شك أنهم قادرون على إنتاجها من جديد، هذا مع العلم أن الاستخبارات الغربية ستستطيع إعادة اكتشاف مكان صناعتها ووجودها".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة