تبدو نتيجة التصويت في الكونغرس الأميركي على توجيه ضربة إلى سورية على خلفية اتهامها باستعمال السلاح الكيماوي غير محسومة، إذ إن الأمر يتطلب إقناع عدد كبير من البرلمانيين بمن فيهم أعضاء في الحزب الديمقراطي.

إلا أن الإدارة الأميركية بدأت بالترويج بأن الكونغرس سيصوت بالموافقة على شن الضربة بسبب الخطر الذي تشكله الأسلحة الكيميائية على أمن إسرائيل وبعض الحلفاء الآخرين في المنطقة. وعبّر وزير الخارجية جون كيري عن ثقته في أن الكونغرس «سيفعل الصواب» وسيوافق على الضربة وقال أمس إن الاختبارات جاءت إيجابية بشأن استخدام غاز السارين في هجمات كيميائية في سورية مستبقاً بذلك نتيجة لجنة التحقيق الأممية.

والسبت الماضي، أرسل البيت الأبيض إلى الكونغرس رسمياً مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سورية وإعطاء الرئيس أوباما الضوء الأخضر لـ«وقف» و«تجنب» حصول هجمات كيميائية.

ومشروع القرار هذا يؤكد أن دعم الكونغرس من شأنه أن «يوجه رسالة واضحة عن موقف أميركا الحازم» حيال هذه المسألة.

مشروع القرار وأهدافه

وينص مشروع القرار على أنه «يسمح للرئيس باستخدام القوات المسلحة الأميركية بما يراه ضرورياً ومناسباً فيما يتصل باستخدام أسلحة كيميائية أو أسلحة دمار شامل أخرى في النزاع السوري». ويحدد النص هدفين لاستخدام القوة العسكرية أولهما «منع أو ردع عملية استخدام أو انتشار أي سلاح من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح الكيميائي (بما في ذلك نقله إلى مجموعات إرهابية أو أطراف أخرى حكومية أو غير حكومية) سواء في داخل سورية أو منها أو إليها». أما الهدف الثاني فهو «حماية الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها من أي تهديد تشكله هذه المسائل». ويرمي استخدام القوة أيضاً إلى «ردع ومنع ووقف والحد من القدرة على استخدام أسلحة كيميائية أو أسلحة دمار شامل أخرى في المستقبل». وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه إن طلب أوباما الحصول على موافقة الكونغرس سيتيح أيضاً للرئيس توسيع تحالف دولي في مواجهة سورية، وسيعمل خصوصاً على هذا الأمر على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة الخميس والجمعة المقبلين في سان بطرسبورغ في روسيا.

 

كيري: نحن نعلم!!

وفي تصريحات لمحطتي «إن بي سي نيوز» و«سي إن إن» أعلن كيري أن الولايات المتحدة تمتلك دليلاً على أن غاز السارين استخدم في هجوم 21 آب الذي اتُهمت الحكومة السورية بشنه بريف دمشق، داعياً الكونغرس إلى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية لسورية.

وقال كيري: إن عمال طوارئ في موقع الهجوم قدموا عينات شعر ودم للولايات المتحدة أظهرت مؤشرات على استخدام غاز الأعصاب السارين.

وفي تطور وصفه كيري بأنه مهم جداً قال: «أطلعنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولايات المتحدة من أول الواصلين إلى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى إخضاعها للفحص» وقال: إن فحص «آثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء إيجابياً».

وأضاف: «إن كل يوم يمر تزداد قوة الأدلة، نحن نعلم أن النظام أمر بشن هذا الهجوم، ونعلم أنه استعد له، ونعلم من أي جاءت الصواريخ. ونعلم أين سقطت». وتابع: «نحن نعلم أن الضرر قد وقع، وشاهدنا المشهد المروع على جميع قنوات التواصل الاجتماعي، ولدينا أدلة عليه بطرق أخرى، ونعلم أن النظام حاول إخفاء الأدلة بعد ذلك». وخرج كيري على العديد من القوات التلفزيونية صباح الأحد لحشد الدعم لشن ضربات عسكرية أميركية ضد سورية ودعا الكونغرس إلى منح أوباما الضوء الأخضر لشن تلك الهجمات.

وقال لشبكة (إن بي سي): «لا أعتقد أن الكونغرس الأميركي سيتخلى عن هذه اللحظة.. وأعتقد أن الكونغرس سيوافق». وتابع: «لا أعتقد أن زملائي السابقين في مجلس الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة سيديرون ظهورهم لجميع مصالحنا ولمصداقية بلادنا، وللأعراف المتعلقة بتطبيق الحظر على استخدام الأسلحة الكيميائية المطبق منذ عام 1925». وأضاف: إن «الكونغرس تبنى ميثاق حظر الأسلحة الكيميائية، وصادق على قانون محاسبة سورية، والكونغرس يتحمل المسؤولية في هذه الحالة كذلك».

 

  • فريق ماسة
  • 2013-09-01
  • 11915
  • من الأرشيف

كيري يستبق نتائج التحقيق الأممي: قوة الأدلة تزداد على أن دمشق استخدمت «السارين» والخطر على «أمن اسرائيل»...

تبدو نتيجة التصويت في الكونغرس الأميركي على توجيه ضربة إلى سورية على خلفية اتهامها باستعمال السلاح الكيماوي غير محسومة، إذ إن الأمر يتطلب إقناع عدد كبير من البرلمانيين بمن فيهم أعضاء في الحزب الديمقراطي. إلا أن الإدارة الأميركية بدأت بالترويج بأن الكونغرس سيصوت بالموافقة على شن الضربة بسبب الخطر الذي تشكله الأسلحة الكيميائية على أمن إسرائيل وبعض الحلفاء الآخرين في المنطقة. وعبّر وزير الخارجية جون كيري عن ثقته في أن الكونغرس «سيفعل الصواب» وسيوافق على الضربة وقال أمس إن الاختبارات جاءت إيجابية بشأن استخدام غاز السارين في هجمات كيميائية في سورية مستبقاً بذلك نتيجة لجنة التحقيق الأممية. والسبت الماضي، أرسل البيت الأبيض إلى الكونغرس رسمياً مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سورية وإعطاء الرئيس أوباما الضوء الأخضر لـ«وقف» و«تجنب» حصول هجمات كيميائية. ومشروع القرار هذا يؤكد أن دعم الكونغرس من شأنه أن «يوجه رسالة واضحة عن موقف أميركا الحازم» حيال هذه المسألة. مشروع القرار وأهدافه وينص مشروع القرار على أنه «يسمح للرئيس باستخدام القوات المسلحة الأميركية بما يراه ضرورياً ومناسباً فيما يتصل باستخدام أسلحة كيميائية أو أسلحة دمار شامل أخرى في النزاع السوري». ويحدد النص هدفين لاستخدام القوة العسكرية أولهما «منع أو ردع عملية استخدام أو انتشار أي سلاح من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح الكيميائي (بما في ذلك نقله إلى مجموعات إرهابية أو أطراف أخرى حكومية أو غير حكومية) سواء في داخل سورية أو منها أو إليها». أما الهدف الثاني فهو «حماية الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها من أي تهديد تشكله هذه المسائل». ويرمي استخدام القوة أيضاً إلى «ردع ومنع ووقف والحد من القدرة على استخدام أسلحة كيميائية أو أسلحة دمار شامل أخرى في المستقبل». وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه إن طلب أوباما الحصول على موافقة الكونغرس سيتيح أيضاً للرئيس توسيع تحالف دولي في مواجهة سورية، وسيعمل خصوصاً على هذا الأمر على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة الخميس والجمعة المقبلين في سان بطرسبورغ في روسيا.   كيري: نحن نعلم!! وفي تصريحات لمحطتي «إن بي سي نيوز» و«سي إن إن» أعلن كيري أن الولايات المتحدة تمتلك دليلاً على أن غاز السارين استخدم في هجوم 21 آب الذي اتُهمت الحكومة السورية بشنه بريف دمشق، داعياً الكونغرس إلى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية لسورية. وقال كيري: إن عمال طوارئ في موقع الهجوم قدموا عينات شعر ودم للولايات المتحدة أظهرت مؤشرات على استخدام غاز الأعصاب السارين. وفي تطور وصفه كيري بأنه مهم جداً قال: «أطلعنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولايات المتحدة من أول الواصلين إلى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى إخضاعها للفحص» وقال: إن فحص «آثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء إيجابياً». وأضاف: «إن كل يوم يمر تزداد قوة الأدلة، نحن نعلم أن النظام أمر بشن هذا الهجوم، ونعلم أنه استعد له، ونعلم من أي جاءت الصواريخ. ونعلم أين سقطت». وتابع: «نحن نعلم أن الضرر قد وقع، وشاهدنا المشهد المروع على جميع قنوات التواصل الاجتماعي، ولدينا أدلة عليه بطرق أخرى، ونعلم أن النظام حاول إخفاء الأدلة بعد ذلك». وخرج كيري على العديد من القوات التلفزيونية صباح الأحد لحشد الدعم لشن ضربات عسكرية أميركية ضد سورية ودعا الكونغرس إلى منح أوباما الضوء الأخضر لشن تلك الهجمات. وقال لشبكة (إن بي سي): «لا أعتقد أن الكونغرس الأميركي سيتخلى عن هذه اللحظة.. وأعتقد أن الكونغرس سيوافق». وتابع: «لا أعتقد أن زملائي السابقين في مجلس الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة سيديرون ظهورهم لجميع مصالحنا ولمصداقية بلادنا، وللأعراف المتعلقة بتطبيق الحظر على استخدام الأسلحة الكيميائية المطبق منذ عام 1925». وأضاف: إن «الكونغرس تبنى ميثاق حظر الأسلحة الكيميائية، وصادق على قانون محاسبة سورية، والكونغرس يتحمل المسؤولية في هذه الحالة كذلك».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة