ذكرت "إسرائيل اليوم" ان "احتمال التدخل الأميركي في سورية يرافق حالة من عدم اليقين بشأن التطورات التي من الممكن أن تحدث وتأثيراتها الإقليمية أو الدولية. لذا يتعين على إسرائيل أن تقرأ وبصورة مسبقة خارطة المصالح، وأن تستعد أيضاً إلى إمكانية حدوث تصعيد على الحدود الشمالية".

وذكرت ان "نظام الرئيس السوري بشار الأسد واجه منذ وصوله إلى الحكم عدداً من التحديات الجوهرية على صعيد السياسة الداخلية أو الاجتماعية أو الاقتصادية. وتأثرت سوريا مثلها مثل جميع دول المنطقة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والتي أدت إلى تغييرات حادة في المشهد الدولي والشرق أوسطي، وإلى بلورة جدول أعمال جديد في الساحتين العربية أو الدولية. في المقابل شهدت المنطقة أيضاً نتائج الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000. فقد أدى هذا الانسحاب إلى تعزيز النظرية السورية المقاومة لإسرائيل والقائلة: إن المقاومة طويلة الأمد ستؤدي إلى التأكل التدريجي لإسرائيل. وعبرت سوريا عن رضاها عن حزب الله من خلال توسيع وتعميق المساعدة السورية للحزب ورفع مستوى الحزب إلى درجة الحليف الاستراتيجي. واستطاع حزب الله بقدراته غير التقليدية التي زودته بها سوريا وحلفاؤها، إقامة نوع من توازن الرعب بينه وبين إسرائيل".

ولفتت الى انه "في هذه الأيام ومع تزايد الدعوات إلى تدخل دولي وعملية عسكرية ضد الأسد، فإن المطلوب مع القيادة العسكرية في إسرائيل الاستعداد لاحتمالات وقوع مواجهة مع حزب الله على الحدود الشمالية بسبب عوامل عدة تتعلق بمجموعة من الاعتبارات التي لها علاقة بمحور سوريا وحزب الله وإيران. العامل الأول: في ظل عدم قدرة الأسد على فتح جبهة مباشرة ضد الولايات المتحدة رداً على هجوم أميركي، فهو قد يحاول ضرب هدف قريب منه وهو إسرائيل بواسطة حليفه حزب الله. وسيؤدي مثل هذا الهجوم الذي قد يشنه الحزب إلى هجوم إسرائيلي على لبنان.

اما العامل الثاني، بحسب "اسرائيل اليوم"، هو مصلحة حزب الله بالتشديد على أن قوته لم تتراجع لا داخل لبنان ولا خارجه بعد مشاركته في القتال إلى جانب الأسد في سوريا. والعامل الثالث: هو مصلحة حزب الله بالمحافظة على بقاء الأسد؛ لأن سقوطه سيؤدي إلى نهاية عصر الدول العربية المؤيدة للتنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط إلى جانب مصلحة الحزب في التصدي لمحاولة الولايات المتحدة فرض جدول أعمال سياسي في المنطقة، من شأنه أن تصبح الولايات المتحدة قادرة على التأثير على الحزب في وقت لاحق.

وأخيراً تعتقد إيران أن التدخل العميق لدول الغرب وللدول العربية أو الإسلامية الموالية للغرب في شؤون سوريا الداخلية، سيؤدي إلى قيام نظام موال للغرب في سوريا، ومعنى هذا خروج سوريا من معسكر المقاومة، مما سيشكل تحدياً للنفوذ الإيراني وحزب الله. ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن خروج سوريا من محور حزب الله وإيران سيضعف هذا المحور، وسيضعف أيضاً قدرة إيران على التهديد سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالرد على إسرائيل حال حصول عملية عسكرية أميركية أو إسرائيلية ضدها. بناء على ذلك فإن إيران ستضغط على حزب الله وستساعده في مهاجمة إسرائيل ردا على الهجوم الأميركي على سوريا.

يدل ذلك كله على أن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة محدودة أو شاملة في جنوب لبنان. ورغم أن هذه المواجهة ستكون مفروضة فرضا على إسرائيل، فإنها قد تشكل فرصة لتوجيه ضربة مؤلمة إلى حزب الله.

وفي ظل هذا الوضع ثمة حاجة إلى رفع درجة التأهب داخل الجيش الإسرائيلي وفي الجبهة الداخلية، كما يجب على الطبقة السياسية أن تضع أهدافاً واضحة يمكن تحقيقها. وعندما تكون العملية العسكرية ذات أهداف واضحة ويجري الاستعداد لها بصورة صحيحة، فإنها تصبح قادرة على تحقيق انتصار إسرائيل في صراعها ضد حزب الله.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-08-31
  • 10318
  • من الأرشيف

" إسرائيل اليوم" ... يجب الاستعداد لاحتمال وقوع مواجهة مع حزب الله على الحدود

ذكرت "إسرائيل اليوم" ان "احتمال التدخل الأميركي في سورية يرافق حالة من عدم اليقين بشأن التطورات التي من الممكن أن تحدث وتأثيراتها الإقليمية أو الدولية. لذا يتعين على إسرائيل أن تقرأ وبصورة مسبقة خارطة المصالح، وأن تستعد أيضاً إلى إمكانية حدوث تصعيد على الحدود الشمالية". وذكرت ان "نظام الرئيس السوري بشار الأسد واجه منذ وصوله إلى الحكم عدداً من التحديات الجوهرية على صعيد السياسة الداخلية أو الاجتماعية أو الاقتصادية. وتأثرت سوريا مثلها مثل جميع دول المنطقة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والتي أدت إلى تغييرات حادة في المشهد الدولي والشرق أوسطي، وإلى بلورة جدول أعمال جديد في الساحتين العربية أو الدولية. في المقابل شهدت المنطقة أيضاً نتائج الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000. فقد أدى هذا الانسحاب إلى تعزيز النظرية السورية المقاومة لإسرائيل والقائلة: إن المقاومة طويلة الأمد ستؤدي إلى التأكل التدريجي لإسرائيل. وعبرت سوريا عن رضاها عن حزب الله من خلال توسيع وتعميق المساعدة السورية للحزب ورفع مستوى الحزب إلى درجة الحليف الاستراتيجي. واستطاع حزب الله بقدراته غير التقليدية التي زودته بها سوريا وحلفاؤها، إقامة نوع من توازن الرعب بينه وبين إسرائيل". ولفتت الى انه "في هذه الأيام ومع تزايد الدعوات إلى تدخل دولي وعملية عسكرية ضد الأسد، فإن المطلوب مع القيادة العسكرية في إسرائيل الاستعداد لاحتمالات وقوع مواجهة مع حزب الله على الحدود الشمالية بسبب عوامل عدة تتعلق بمجموعة من الاعتبارات التي لها علاقة بمحور سوريا وحزب الله وإيران. العامل الأول: في ظل عدم قدرة الأسد على فتح جبهة مباشرة ضد الولايات المتحدة رداً على هجوم أميركي، فهو قد يحاول ضرب هدف قريب منه وهو إسرائيل بواسطة حليفه حزب الله. وسيؤدي مثل هذا الهجوم الذي قد يشنه الحزب إلى هجوم إسرائيلي على لبنان. اما العامل الثاني، بحسب "اسرائيل اليوم"، هو مصلحة حزب الله بالتشديد على أن قوته لم تتراجع لا داخل لبنان ولا خارجه بعد مشاركته في القتال إلى جانب الأسد في سوريا. والعامل الثالث: هو مصلحة حزب الله بالمحافظة على بقاء الأسد؛ لأن سقوطه سيؤدي إلى نهاية عصر الدول العربية المؤيدة للتنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط إلى جانب مصلحة الحزب في التصدي لمحاولة الولايات المتحدة فرض جدول أعمال سياسي في المنطقة، من شأنه أن تصبح الولايات المتحدة قادرة على التأثير على الحزب في وقت لاحق. وأخيراً تعتقد إيران أن التدخل العميق لدول الغرب وللدول العربية أو الإسلامية الموالية للغرب في شؤون سوريا الداخلية، سيؤدي إلى قيام نظام موال للغرب في سوريا، ومعنى هذا خروج سوريا من معسكر المقاومة، مما سيشكل تحدياً للنفوذ الإيراني وحزب الله. ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن خروج سوريا من محور حزب الله وإيران سيضعف هذا المحور، وسيضعف أيضاً قدرة إيران على التهديد سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالرد على إسرائيل حال حصول عملية عسكرية أميركية أو إسرائيلية ضدها. بناء على ذلك فإن إيران ستضغط على حزب الله وستساعده في مهاجمة إسرائيل ردا على الهجوم الأميركي على سوريا. يدل ذلك كله على أن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة محدودة أو شاملة في جنوب لبنان. ورغم أن هذه المواجهة ستكون مفروضة فرضا على إسرائيل، فإنها قد تشكل فرصة لتوجيه ضربة مؤلمة إلى حزب الله. وفي ظل هذا الوضع ثمة حاجة إلى رفع درجة التأهب داخل الجيش الإسرائيلي وفي الجبهة الداخلية، كما يجب على الطبقة السياسية أن تضع أهدافاً واضحة يمكن تحقيقها. وعندما تكون العملية العسكرية ذات أهداف واضحة ويجري الاستعداد لها بصورة صحيحة، فإنها تصبح قادرة على تحقيق انتصار إسرائيل في صراعها ضد حزب الله.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة