سيعقد أو لن يعقد. يكاد الاجتماع الذي دعا اليه البطريرك الماروني بشارة الراعي السفراء العرب «أحجية» الديمان في هذه الأيام. كل من تسأله من المعنيين مستوضحا يبادرك بالتساؤل: «وهل ما زال الاجتماع قائما؟». أحد الأساقفة ينفي علمه بالمطلق بامكانية حصول الاجتماع أو عدمه. في الواقع، ليست جديدة الدعوة البطريركية للسلك الديبلوماسي، فهو يبادر الى هذا الأمر مرتين تقريبا في السنة لايصال رأي الكنيسة مباشرة الى ممثلي الدول في لبنان. يحصل ذلك أحيانا بعيدا من الاعلام أو من خلال «طنة ورنة» كما هو حاصل اليوم. ويحصل كذلك «على دفعات» كأن يجتمع «غبطته» بسفراء أميركا اللاتينية أولا ومن ثم السفراء الأوروبيين لحين موعد السفراء العرب الذين يشبه اجتماعهم الموعود أوضاعهم الملتهبة دوما.

لا يملك رأس الكنيسة المارونية أي مبادرة بطريركية أو ما شابه، على العكس. ينقل عنه بعض المقربين «نيته الدعوة لعقد قمة روحية من شأنها بلسمة الجراح وان لم تهب الدواء». لكن ثمة من أتى ليقول له «إن هذه القمة، فضلا عن أنها لا تقدم أي حل، فمن شأنها ان تشكل اليوم بالذات تعويما لمفتي الجمهورية، ما يخلق ربما حساسيات نحن بغنى عنها». ما ان خرج الى العلن خبر اجتماع السفراء حتى رافقه سريعا خبر إلغائه أو على الأقل إرجائه. مصادر صاحب الدعوة، البطريركية المارونية، تؤكد لـ«السفير» حصول الاجتماع في موعده الثلاثاء المقبل في بكركي. وتردف قائلة: «إذا الله أراد». وتنفي جملة وتفصيلا «كل ما يقال عن فيتو وغير ذلك. وفي حال تم الإرجاء ستصدر الدوائر البطريركية بيانا رسميا بهذا الأمر». لكن هذا التأكيد لا يمنع ما يحيط المسألة من أخذ ورد، «الفيتو» المتبادل بين سفراء مجلس التعاون الخليجي والسفير السوري. إنه الخبر الذي المتداول كسبب مباشر لتطيير الاجتماع. بعض المطلعين يحدّد أكثر: «المشكلة بين النظيرين السوري والسعودي». ويضيف: «أي اجتماع يضفي شرعية على النظام السوري لا يمكن لدول الخليج ان تشارك فيه».

وعليه، يشكل السفير السوري علي عبد الكريم علي المشكلة والحل في اجتماع السفراء. ينفي «سعادته» لـ«السفير» وجود «أي فيتو على حضوري. وإذا كان لا بد من تسجيل اعتراض فأنا من يحق له ان يعترض». يؤكد علي «حرصه على تلبية دعوة البطريرك الراعي. فأنا في النهاية سأقصد دار بكركي التي تجمعنا بها علاقات جيدة جدا». ويضيف: «أنا لم أبلغ بأي فيتو. لقد أرسل لنا مكتب البطريركية الدعوة، وسألبيها إذا حصل الاجتماع، لأن الإرجاء وارد لأسباب أمنية وليس سياسية». لا مشكلة لدى السفير السوري في الاجتماع ببقية السفراء العرب «فقد اجتمعنا خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة الى بيروت. وكل ما يكتب عن فيتوات هو من نسج بعض الأقلام التي تأتي على ذكر أمور لا تمت الى الحقيقة بصلة».

اجتماعات أخرى تنتظرها بكركي كالتي أعلن عنها أمس من الديمان نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي بعد اجتماعه بالبطريرك، من ضمن وفد ضم كلا من الوزيرين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وسليم جريصاتي، السفير عبدالله بو حبيب وجان عزيز.

وقال الفرزلي بعد اللقاء: «كانت مناسبة للتفكير بصوت عال بكافة التحديات المطروحة على الساحة والتي تواجه خصوصا الحماية المسيحية في لبنان، وعلى السبل التي يجب ان تؤدي الى اعادة انتاج الشراكة الوطنية عبر دور مسيحي متقدم تحت سقف الميثاق الوطني والدستور اللبناني، الأمر الذي لا يمكن بعد اليوم المساومة عليه، وهذا أمر كان موضع نقاش مستفيض، وستتم اجتماعات لاحقة ستضم الأفرقاء المسيحيين، تمهيدا لعقد مؤتمر مسيحي عام برعاية البطريرك الراعي للوصول الى تثبيت وحدة البلد على قاعدة التأكيد على الخصوصيات المتعددة للمجتمع اللبناني، وعلى قاعدة التأكيد على الحقوق التي يجب ان تتمتع بها مختلف الجماعات اللبنانية للحفاظ على الميثاق الوطني اللبناني والوحدة الوطنية، وهذا أمر كان مدار نقاش على مدى ساعة ونصف الساعة، ونحن نأمل خيرا ونتمنى ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة اعادة اعلان انتاج الارادة المسيحية الجديدة تحت سقف الميثاق الوطني».

وعمن يقوم بالاتصالات لجمع الشمل المسيحي وتوحيد الرأي والكلمة، قال: «هناك نخبة من الاساتذة واصحاب المعالي والمفكرين المسيحيين الذين يتحركون على قاعدة انتاج هذا الواقع، وبالتنسيق مع بكركي وجميع الفاعليات السياسية والحزبية».

  • فريق ماسة
  • 2013-08-21
  • 10344
  • من الأرشيف

خلاف الـ«سين ـ سين» يهدد «لقاء السفراء العرب»

سيعقد أو لن يعقد. يكاد الاجتماع الذي دعا اليه البطريرك الماروني بشارة الراعي السفراء العرب «أحجية» الديمان في هذه الأيام. كل من تسأله من المعنيين مستوضحا يبادرك بالتساؤل: «وهل ما زال الاجتماع قائما؟». أحد الأساقفة ينفي علمه بالمطلق بامكانية حصول الاجتماع أو عدمه. في الواقع، ليست جديدة الدعوة البطريركية للسلك الديبلوماسي، فهو يبادر الى هذا الأمر مرتين تقريبا في السنة لايصال رأي الكنيسة مباشرة الى ممثلي الدول في لبنان. يحصل ذلك أحيانا بعيدا من الاعلام أو من خلال «طنة ورنة» كما هو حاصل اليوم. ويحصل كذلك «على دفعات» كأن يجتمع «غبطته» بسفراء أميركا اللاتينية أولا ومن ثم السفراء الأوروبيين لحين موعد السفراء العرب الذين يشبه اجتماعهم الموعود أوضاعهم الملتهبة دوما. لا يملك رأس الكنيسة المارونية أي مبادرة بطريركية أو ما شابه، على العكس. ينقل عنه بعض المقربين «نيته الدعوة لعقد قمة روحية من شأنها بلسمة الجراح وان لم تهب الدواء». لكن ثمة من أتى ليقول له «إن هذه القمة، فضلا عن أنها لا تقدم أي حل، فمن شأنها ان تشكل اليوم بالذات تعويما لمفتي الجمهورية، ما يخلق ربما حساسيات نحن بغنى عنها». ما ان خرج الى العلن خبر اجتماع السفراء حتى رافقه سريعا خبر إلغائه أو على الأقل إرجائه. مصادر صاحب الدعوة، البطريركية المارونية، تؤكد لـ«السفير» حصول الاجتماع في موعده الثلاثاء المقبل في بكركي. وتردف قائلة: «إذا الله أراد». وتنفي جملة وتفصيلا «كل ما يقال عن فيتو وغير ذلك. وفي حال تم الإرجاء ستصدر الدوائر البطريركية بيانا رسميا بهذا الأمر». لكن هذا التأكيد لا يمنع ما يحيط المسألة من أخذ ورد، «الفيتو» المتبادل بين سفراء مجلس التعاون الخليجي والسفير السوري. إنه الخبر الذي المتداول كسبب مباشر لتطيير الاجتماع. بعض المطلعين يحدّد أكثر: «المشكلة بين النظيرين السوري والسعودي». ويضيف: «أي اجتماع يضفي شرعية على النظام السوري لا يمكن لدول الخليج ان تشارك فيه». وعليه، يشكل السفير السوري علي عبد الكريم علي المشكلة والحل في اجتماع السفراء. ينفي «سعادته» لـ«السفير» وجود «أي فيتو على حضوري. وإذا كان لا بد من تسجيل اعتراض فأنا من يحق له ان يعترض». يؤكد علي «حرصه على تلبية دعوة البطريرك الراعي. فأنا في النهاية سأقصد دار بكركي التي تجمعنا بها علاقات جيدة جدا». ويضيف: «أنا لم أبلغ بأي فيتو. لقد أرسل لنا مكتب البطريركية الدعوة، وسألبيها إذا حصل الاجتماع، لأن الإرجاء وارد لأسباب أمنية وليس سياسية». لا مشكلة لدى السفير السوري في الاجتماع ببقية السفراء العرب «فقد اجتمعنا خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة الى بيروت. وكل ما يكتب عن فيتوات هو من نسج بعض الأقلام التي تأتي على ذكر أمور لا تمت الى الحقيقة بصلة». اجتماعات أخرى تنتظرها بكركي كالتي أعلن عنها أمس من الديمان نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي بعد اجتماعه بالبطريرك، من ضمن وفد ضم كلا من الوزيرين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وسليم جريصاتي، السفير عبدالله بو حبيب وجان عزيز. وقال الفرزلي بعد اللقاء: «كانت مناسبة للتفكير بصوت عال بكافة التحديات المطروحة على الساحة والتي تواجه خصوصا الحماية المسيحية في لبنان، وعلى السبل التي يجب ان تؤدي الى اعادة انتاج الشراكة الوطنية عبر دور مسيحي متقدم تحت سقف الميثاق الوطني والدستور اللبناني، الأمر الذي لا يمكن بعد اليوم المساومة عليه، وهذا أمر كان موضع نقاش مستفيض، وستتم اجتماعات لاحقة ستضم الأفرقاء المسيحيين، تمهيدا لعقد مؤتمر مسيحي عام برعاية البطريرك الراعي للوصول الى تثبيت وحدة البلد على قاعدة التأكيد على الخصوصيات المتعددة للمجتمع اللبناني، وعلى قاعدة التأكيد على الحقوق التي يجب ان تتمتع بها مختلف الجماعات اللبنانية للحفاظ على الميثاق الوطني اللبناني والوحدة الوطنية، وهذا أمر كان مدار نقاش على مدى ساعة ونصف الساعة، ونحن نأمل خيرا ونتمنى ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة اعادة اعلان انتاج الارادة المسيحية الجديدة تحت سقف الميثاق الوطني». وعمن يقوم بالاتصالات لجمع الشمل المسيحي وتوحيد الرأي والكلمة، قال: «هناك نخبة من الاساتذة واصحاب المعالي والمفكرين المسيحيين الذين يتحركون على قاعدة انتاج هذا الواقع، وبالتنسيق مع بكركي وجميع الفاعليات السياسية والحزبية».

المصدر : غراسيا بيطار/ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة