دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وسط التباين في المواقف بشأن صيغة الحكومة العتيدة والشروط التي يضعها كل فريق لإبداء موافقته عليها، برز موقف للنائب وليد جنبلاط بتأييده حكومة تكنوقراط حيادية ويلوّح بفرضها أمراً واقعاً على غرار ما يطالب به تيار المستقبل والقوات اللبنانية
فيما لا تزال محركات رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحكومية مطفأة، وهو غير متفائل بقرب تشكيل الحكومة، مؤكداً أن التفاهم ثابت مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، أطلق الأخير مواقف حكومية لافتة في الموضوع الحكومي، قافزاً فوق مواقفه السابقة من هذا الاستحقاق.
فبعدما كان جنبلاط مصراً على تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، أعلن أمس أنه «مع حكومة تكنوقراط حيادية للخروج من دوامة الفراغ الحالية»، مؤكداً أنه «إذا استمر الفراغ وتعثر تشكيل الحكومة فإنه سيدرس كل الخيارات بما فيها تشكيل حكومة أمر واقع حيادية».
وأشار إلى أن «بعض التحليلات السياسية تقول حكومة حيادية تلتقي مع القرار الأوروبي الذي صنف الجناح العسكري لحزب الله ضمن لائحة المنظمات الإرهابية»، مبدياً اتفاقه «مع الطرح القائل بأن تكون الحكومة خالية من القوى السياسية مثل حزب الله وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وغيرها».
من جهة أخرى، نصح جنبلاط في حديث إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بالانسحاب من سوريا؛ «لأن العد العكسي للنظام السوري بدأ، ولأنه يستحيل على هذا النظام أن يقمع الشعب السوري»، مشيراً إلى أن هناك تغيرات ميدانية «حيث استولت المعارضة على مطار استراتيجي في حلب، وكذلك على مخازن ذخيرة في منطقة استراتيجية للجيش السوري».
وتعليقاً على مواقف جنبلاط، رأت مصادر سياسية وسطية وأخرى من فريق 8 آذار أن الغاية منها جسّ نبض الأطراف السياسية من جهة، ومن جهة أخرى استدراج عروض سياسية لمصلحته، مشيرة إلى أن طرح جنبلاط ليس جديداً، ويهدف إلى الضغط على حزب الله، ربطاً بـ«معطيات غير دقيقة في حوزة جنبلاط بشأن الوضع الميداني في سوريا». وينتظر أن يتكثف الحراك السياسي على الخط الحكومي بعد عطلة عيد الفطر التي تبدأ اليوم، وقد أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى «مؤشرات على أنّ السعودية لا تريد حكومة بعد»، قائلاً: «الحكم لم يصفّر بعد صفارة الانطلاق للتأليف الحكومي».
قلق المطارنة
في غضون ذلك، أعرب المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري عن «قلقهم من الشلل السياسي الذي يضرب المؤسسات الدستورية ويعرقل عملها بسبب الانقسام العمودي الحاد في الطبقة السياسية بين جبهتين متقابلتين ومتناقضتين تسعى كل واحدة منهما إلى الاستئثار بالقرار السياسي وفرض رؤيتها على الفريق الآخر وعلى كلّ المجتمع اللبناني».
وإذ رأى المطارنة أنّ هذا الواقع الخطير يقتضي من كلّ المسؤولين الجلوس إلى طاولة الحوار بروح المصارحة والمصالحة والمسؤولية الوطنية والتاريخية، دعوا جميع المسؤولين إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة فاعلة وقادرة على النهوض بالمهمات الوطنية.
ترتيب لقاء بين عون وفرنجية؟
على صعيد آخر، تستمر الاتصالات بعيداً من الأضواء لترطيب العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة. وفي السياق، أعلن وزير الدولة سليم كرم أنه «حسب ما سمعته، قد يكون هناك لقاء بين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، وتتم الآن تهيئة الصورة كي يجتمعا على أساسها، حول الحكومة وقانون الانتخابات وغيرها من المواضيع، قبل أن يجلسا معاً إلى طاولة حوار».
من جهة أخرى، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى، أن اجتماع الرئيس بري ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي أول من أمس كان لا بدّ منه «لتبديد الخلاف في وجهات النظر التي اتخذت منحى غير واقعي، والتهيئة لمرحلة ما بعد الأعياد، ولا سيما في إطار تفعيل عمل مجلس النواب وتشكيل الحكومة».
ووسط الأجواء الداخلية الملبدة، ضمّت السفيرة الأميركية مورا كونيللي صوتها إلى الحملة التحريضية على حزب الله، فرأت أن «تورطه» في سوريا يعرّض لبنان للخطر.
وكانت كونيللي قد تابعت جولاتها الوداعية على المسؤولين، والتقت في هذا الإطار بري وميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ووزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور. وشجعت «جميع الأفرقاء اللبنانيين على التزام سياسة النأي بالنفس و«إعلان بعبدا»، والعمل على تشكيل حكومة ووضع قانون انتخاب جديد يُعيد لبنان إلى سكة المسار الديموقراطي».
خطة طرابلس
على الصعيد الأمني، عقد مجلس الأمن المركزي اجتماعاً استثنائياً حدد فيه مهمات القوى الأمنية التي ستبدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة والقيام بدوريات على مختلف الأراضي اللبنانية. وأعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وضع خطة أمنية لوقف العبث بأمن طرابلس التي وصف وضعها بالمستقر، لكن غير المريح، مشيراً إلى أن المدينة أصبحت أشبه بمدينة الأشباح عند المغيب بسبب فرض خوات على المحال التجارية والظهور المسلح والمشاكل الأمنية. ونفى أي خصخصة أمنية في الضاحية الجنوبية، لافتاً إلى وجود مربعات أمنية في غيرها من المناطق. وأشار إلى أنّ من غير الجائز أن نركز على جهة واحدة، «فالخصخصة الأمنية هي حصراً للأجهزة الأمنية في طرابلس وغير طرابلس».
الحريري يردّ على الأسير
وتوازياً، رفض الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الحديث الأخير للشيخ أحمد الأسير الذي اتهم الرئيس سعد الحريري والنائبة بهية الحريري بالتواطؤ ضده. وقال الحريري: «هناك مسؤولون عن الاعتداء على الجيش يجب تسليمهم». في مجال آخر، لا تزال قضية دار الفتوى تتفاعل وتنذر بتطورات دراماتيكية.
وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، الشيخ خلدون عريمط أنّ ثمة «خطوات ستُتّخذ بعد عطلة عيد الفطر في شأن مسألة عزل المفتي الشيخ محمد رشيد قباني». وأشار إلى أنه في حال رفض قباني قرار العزل «يُعتبر وجوده غير شرعي وغير قانوني ومثله مثل أي مربّع أمني خارج عن سلطة الدولة».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة