رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن انشغال العالم الخارجي بالنزاع السوري حجب الانتباه إلى انزلاق العراق إلى دوامة عنف مستشر، مشيرة الى ان دولة محفوفة بالمخاطر كما هي الحال مع جارتها، لكن حصيلة الضحايا في العراق في شهر تموز فاقت مثيلتها في سورية.

وقارنت الصحيفة بالاستناد إلى احصاءات منظمة "بودي أكاونت" المختصة بإحصاء ضحايا العنف في العراق، بين يوم السبت الذي شهد مقتل عدد من الأشخاص فرادي (كأي يوم عراقي عادي) بإطلاق نار أو بعبوات ناسفة أو لاصقة، ويوم الأحد الذي شهد مقتل أكثر من 60 شخصا بسلسة تفجيرات لسيارات مفخخة، أو الأثنين الذي شهد حصيلة مشابهة، حيث معظم ضحاياها من الناس العاديين والعمال البسطاء الذين يصطفون في (المساطر)في انتظار فرصة عمل، بل وحتى الرياضيين، لتخلص إلى أن شراسة أعمال العنف تلك وعدم تمييزها تعيد إلى الأذهان أعوام العنف الرهيبة التي مر بها العراق بعد عام 2006، والتي يفترض أن العراق وضعها خلف ظهرة مع تشكيل حكومة ديمقراطية وتعديل الدستور ونقل المسؤولية الأمنية من الأمريكيين إلى القوات الأمنية العراقية.

ووصفت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه "زعيم كوارثي" همش الدستور لتركيز السلطات في يده. وأدى ذلك إلى أن تستثمر القاعدة تهميشه للمكونات الأخرى كأرضية لتصعيد عملياتها العنيفة.

وقارنت بين الوضعين السوري والعراقي، مقارنة طبيعة الحكم في البلدين بالاستناد إلى التوزيع الطائفي، محذرة من أن التوازنات القائمة قد تنقلب عبر التحالفات الطائفية العابرة للحدود بين البلدين. فالنزاعان متداخلان الآن، وربما يندمجان يوما ما، حينذاك يظهر احتمال كابوس قد يمد في معاناة كلا الشعبين إلى المستقبل البعيد.
  • فريق ماسة
  • 2013-07-29
  • 12873
  • من الأرشيف

الغارديان: انشغال العالم في سورية حجب الانتباه عن انزلاق العراق للعنف

رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن انشغال العالم الخارجي بالنزاع السوري حجب الانتباه إلى انزلاق العراق إلى دوامة عنف مستشر، مشيرة الى ان دولة محفوفة بالمخاطر كما هي الحال مع جارتها، لكن حصيلة الضحايا في العراق في شهر تموز فاقت مثيلتها في سورية. وقارنت الصحيفة بالاستناد إلى احصاءات منظمة "بودي أكاونت" المختصة بإحصاء ضحايا العنف في العراق، بين يوم السبت الذي شهد مقتل عدد من الأشخاص فرادي (كأي يوم عراقي عادي) بإطلاق نار أو بعبوات ناسفة أو لاصقة، ويوم الأحد الذي شهد مقتل أكثر من 60 شخصا بسلسة تفجيرات لسيارات مفخخة، أو الأثنين الذي شهد حصيلة مشابهة، حيث معظم ضحاياها من الناس العاديين والعمال البسطاء الذين يصطفون في (المساطر)في انتظار فرصة عمل، بل وحتى الرياضيين، لتخلص إلى أن شراسة أعمال العنف تلك وعدم تمييزها تعيد إلى الأذهان أعوام العنف الرهيبة التي مر بها العراق بعد عام 2006، والتي يفترض أن العراق وضعها خلف ظهرة مع تشكيل حكومة ديمقراطية وتعديل الدستور ونقل المسؤولية الأمنية من الأمريكيين إلى القوات الأمنية العراقية. ووصفت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه "زعيم كوارثي" همش الدستور لتركيز السلطات في يده. وأدى ذلك إلى أن تستثمر القاعدة تهميشه للمكونات الأخرى كأرضية لتصعيد عملياتها العنيفة. وقارنت بين الوضعين السوري والعراقي، مقارنة طبيعة الحكم في البلدين بالاستناد إلى التوزيع الطائفي، محذرة من أن التوازنات القائمة قد تنقلب عبر التحالفات الطائفية العابرة للحدود بين البلدين. فالنزاعان متداخلان الآن، وربما يندمجان يوما ما، حينذاك يظهر احتمال كابوس قد يمد في معاناة كلا الشعبين إلى المستقبل البعيد.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة