لا تزال الحكومة التركية تعيش صدمة سيطرة قوات «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي على مدينة رأس العين السورية، مع توسيع رقعة الاشتباك مع «جبهة النصرة» لتطهير كل المناطق الكردية من المعارضة السورية.

وللمرة الأولى منذ بدء أحداث رأس العين يدلي رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان بموقف عندما اعتبر، أمس الأول، في ما يشبه التهديد، أن «لصبر تركيا حدودا تجاه ما يجري على الحدود مع سوريا»، من دون أن يفصح عما يعنيه وما إذا كان ذلك مجرد صراخ اعتادت عليه القيادة التركية.

في هذا الوقت تتوزع السيناريوهات في وسائل الإعلام التركية، في ما يتصل بالحراك الكردي في سوريا.

ففي صحيفة «زمان» الإسلامية أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» قد عقد تحالفا مع النظام في سوريا ومع «حزب الله» للسيطرة على الحدود مع تركيا. وتقول إن «هذا التحالف يريد قطع طريق الإمداد للمعارضة من حلب إلى معبر اونجي بينار الحدودي مع تركيا، وحيث تقع إلى الغرب منها قريتا نبل والزهراء الشيعـــيتان المحاصـــرتان. وقد قامت القوات الكردية بهجوم على منطقة تل الأبيـــض المواجـــهة لمدينة أقتشاكالي التركية». وتضيف إن «آلاف المقاتلين الأكراد قد تدفقوا من شمال العراق إلى شمال سوريا لنصرة الأكـــراد السوريين».

وفي حال تم قطع طريق حلب ـ أونجي بينار فإن قدرة المعارضة ستتراجع كثيرا في كل من دمشق وحلب وادلب. واستعاد سيناريو الصحيفة أن «الأكراد يريدون أن يصلوا إلى البحر المتوســط بدعم من القوات الموالية لـ(الرئيس السوري بشار) لأســـد في منطــــقة اللاذقـــية. خصوصا أن الأكراد يرسمون خريطة لحكمهم الذاتي تشــمل مناطق عفرين وعامودا وديريك المواجهة لمحافظة هاتاي (الاسكندرون)».

وفي صحيفة «صباح» كتب محمود أوفير محذرا من سيناريو كارثي في تشرين الأول المقبل في تركيا، اسمه «الصدام المذهبي» وتخطط له قوى خارجية لتحويل تركيا إلى سوريا أخرى. ونقل الكاتب هذا التحذير عن لسان نائب تركي لم يذكر اسمه.

ويرى رئيس تحرير صحيفة «زمان» إكرام دومانلي إن «التحريض المذهبي في تركيا في أوجه، وهناك جهود لجر العلويين إلى العمل العسكري». وقال إن «أحداث تقسيم جاءت بعد انتهاء العام الدراسي وانتهاء دوري كرة القدم لاستخدام الشبان في الحراك ضد الحكومة».

ويرى النائب عن «حزب العدالة والتنمية» عبد الكريم غوك أن «الهدف من تحريك الوضع الكردي في سوريا هو إضعاف سيطرة الجيش السوري الحر في سوريا، وإفشال عملية الحل للمشكلة الكردية في سوريا».

وفي صحيــفة «راديكـــال» كتــب فهـــمي طاشتـــكين قائــلا إن «كل الطرقـــات أمام تركيا باتت مســدودة: طريق سوريا وطـــريق طهــران وطريـــق بغداد، وممنوع على الخارجــية التركية الذهــاب إلى كركوك. وأخيرا ضاقت طريق السويس على تركيا بذهاب جماعة الإخوان المسلمين. في هذا الوقت تحرك أكراد سوريا مستفيدين من الصراع بين النظـــام والمعارضة لوضـــع أســس متيـــنة لحكم ذاتـــي، هو الهدف النهـــائي للحراك الكردي. وحتى الآن يسيــطر مقاتـــلو حزب الاتحاد الديموقراطي على ثلاث بوابــات عبور حدوديـــة مع تركـــيا، ويهدفون إلى المزيد من السيطرة على بوابات أخــرى. وهذا يجـــعل تركيا في حالة مــن العصــبية الواضحة التي زادت كثيرا، مع الأنباء التي تعطي احتمالا لاتفاق بـــين دمــشق والأكراد لمنحهم حكما ذاتيا».

ويرى طاشتكين أن «الهدف من الانتخابات المحلية التي يريد إجراؤها حزب الاتحاد الديموقراطي في منطقة شمال سوريا هو أن يرد على تركيا ويثبت لها، بخلاف ما تدّعيه، انه يحظى بدعم القاعدة الكردية على الأرض». ويتساءل «عما سيكون عليه موقف تركيا في هذه الحال».

  • فريق ماسة
  • 2013-07-22
  • 10167
  • من الأرشيف

أردوغان: لصبرنا حدود على ما يجري في شمال سورية

لا تزال الحكومة التركية تعيش صدمة سيطرة قوات «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي على مدينة رأس العين السورية، مع توسيع رقعة الاشتباك مع «جبهة النصرة» لتطهير كل المناطق الكردية من المعارضة السورية. وللمرة الأولى منذ بدء أحداث رأس العين يدلي رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان بموقف عندما اعتبر، أمس الأول، في ما يشبه التهديد، أن «لصبر تركيا حدودا تجاه ما يجري على الحدود مع سوريا»، من دون أن يفصح عما يعنيه وما إذا كان ذلك مجرد صراخ اعتادت عليه القيادة التركية. في هذا الوقت تتوزع السيناريوهات في وسائل الإعلام التركية، في ما يتصل بالحراك الكردي في سوريا. ففي صحيفة «زمان» الإسلامية أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» قد عقد تحالفا مع النظام في سوريا ومع «حزب الله» للسيطرة على الحدود مع تركيا. وتقول إن «هذا التحالف يريد قطع طريق الإمداد للمعارضة من حلب إلى معبر اونجي بينار الحدودي مع تركيا، وحيث تقع إلى الغرب منها قريتا نبل والزهراء الشيعـــيتان المحاصـــرتان. وقد قامت القوات الكردية بهجوم على منطقة تل الأبيـــض المواجـــهة لمدينة أقتشاكالي التركية». وتضيف إن «آلاف المقاتلين الأكراد قد تدفقوا من شمال العراق إلى شمال سوريا لنصرة الأكـــراد السوريين». وفي حال تم قطع طريق حلب ـ أونجي بينار فإن قدرة المعارضة ستتراجع كثيرا في كل من دمشق وحلب وادلب. واستعاد سيناريو الصحيفة أن «الأكراد يريدون أن يصلوا إلى البحر المتوســط بدعم من القوات الموالية لـ(الرئيس السوري بشار) لأســـد في منطــــقة اللاذقـــية. خصوصا أن الأكراد يرسمون خريطة لحكمهم الذاتي تشــمل مناطق عفرين وعامودا وديريك المواجهة لمحافظة هاتاي (الاسكندرون)». وفي صحيفة «صباح» كتب محمود أوفير محذرا من سيناريو كارثي في تشرين الأول المقبل في تركيا، اسمه «الصدام المذهبي» وتخطط له قوى خارجية لتحويل تركيا إلى سوريا أخرى. ونقل الكاتب هذا التحذير عن لسان نائب تركي لم يذكر اسمه. ويرى رئيس تحرير صحيفة «زمان» إكرام دومانلي إن «التحريض المذهبي في تركيا في أوجه، وهناك جهود لجر العلويين إلى العمل العسكري». وقال إن «أحداث تقسيم جاءت بعد انتهاء العام الدراسي وانتهاء دوري كرة القدم لاستخدام الشبان في الحراك ضد الحكومة». ويرى النائب عن «حزب العدالة والتنمية» عبد الكريم غوك أن «الهدف من تحريك الوضع الكردي في سوريا هو إضعاف سيطرة الجيش السوري الحر في سوريا، وإفشال عملية الحل للمشكلة الكردية في سوريا». وفي صحيــفة «راديكـــال» كتــب فهـــمي طاشتـــكين قائــلا إن «كل الطرقـــات أمام تركيا باتت مســدودة: طريق سوريا وطـــريق طهــران وطريـــق بغداد، وممنوع على الخارجــية التركية الذهــاب إلى كركوك. وأخيرا ضاقت طريق السويس على تركيا بذهاب جماعة الإخوان المسلمين. في هذا الوقت تحرك أكراد سوريا مستفيدين من الصراع بين النظـــام والمعارضة لوضـــع أســس متيـــنة لحكم ذاتـــي، هو الهدف النهـــائي للحراك الكردي. وحتى الآن يسيــطر مقاتـــلو حزب الاتحاد الديموقراطي على ثلاث بوابــات عبور حدوديـــة مع تركـــيا، ويهدفون إلى المزيد من السيطرة على بوابات أخــرى. وهذا يجـــعل تركيا في حالة مــن العصــبية الواضحة التي زادت كثيرا، مع الأنباء التي تعطي احتمالا لاتفاق بـــين دمــشق والأكراد لمنحهم حكما ذاتيا». ويرى طاشتكين أن «الهدف من الانتخابات المحلية التي يريد إجراؤها حزب الاتحاد الديموقراطي في منطقة شمال سوريا هو أن يرد على تركيا ويثبت لها، بخلاف ما تدّعيه، انه يحظى بدعم القاعدة الكردية على الأرض». ويتساءل «عما سيكون عليه موقف تركيا في هذه الحال».

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة