كشفت صحيفة «راديكال» التركية، أمس، أن أنقرة كانت تعرف انه سيحصل «انقلاب» على الرئيس المصري محمد مرسي، لكنها كانت تتوقع أن أميركا وأوروبا لن تسمحا بذلك، معتبرة أن تركيا تسعى لتجاوز «هزائمها المؤقتة» والانتقال بعدها إلى «انتصارات بنّاءة».

في هذا الوقت، أعلن زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، أمس، أن عملية السلام مع أنقرة ستتواصل «بكل جدية» لكن على السلطات التركية أن تتخذ خطوات جدية قبل التئام البرلمان في تشرين الأول المقبل.

ونقلت «راديكال» عن ديبلوماسي غربي، بلاده حليفة وثيقة لتركيا في حلف شمال الأطلسي، إن «تركيا كانت تتوقع انقلابا في مصر لكنها لم تكن تريد أن ترى ذلك». وتقول الصحيفة إن «الاستخبارات التركية والأطلسية تعاونتا بشكل كامل منذ سنتين بشأن الوضع في سوريا، ومن غير الممكن ألا تكون استخبارات الأطلسي قد تقاسمت المعلومات بشأن مصر مع الاستخبارات التركية. وتضيف إن «تركيا كانت تعتقد انه لا أميركا ولا أوروبا ستسمح بحدوث انقلاب، لكن أيضا فإن أنقرة كانت تعرف أن الانقلاب قادم، وانه لا يمكن عرقلته».

مصدر استخباراتي غربي آخر قال للصحيفة انه كان متوقعا أن يقاوم الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي لكن لم يكن يعرف شكل هذه المقاومة. ومقابل المقاومة السلمية التي يعتمدها «الإخوان المسلمون» تنقل تقارير الاستخبارات الغربية عن تدفــق الســـلاح من ليبيا إلى مصر وهي إشارة إلى إمكانية تحول المقاومة إلى مســـلحة. ويقــول المسؤول الاستخباراتي إن الوضع لن يصل إلى مرحلة الحــرب الأهليـة، لكن ستراق دماء.

وتقول الصحيفة انه «رغم كل الضجيج التركي الحالي ضد النظام الجديد في مصر فإن المقاربات الهادئة ضمنا هي الحاكمة. من ذلك هناك قناعة انه لا مسار بعكس الانقلاب العسكري، مع سعي تركيا المركزي لإطلاق سراح الرئيس المخلوع محمد مرسي ونصح الإخوان المسلمين بالمقاومة السلمية. أما بالنسبة للغربيين الداعمين للانقلاب العسكري فأولويتهم تطبيع الوضع وتسريع الانتقال إلى الحكم المدني». وتضيف أن أنقرة تسعى لتجاوز «هزائمها المؤقتة» والانتقال بعدها إلى «انتصارات بنّاءة».

الى ذلك، اكد اوجلان، في رسالة سلمها لنواب اكراد زاروه في سجنه، ان «العملية التي بدأناها تستمر بجدية وقوة». وحض البرلمان التركي على «المساهمة في تسوية تاريخية» للنزاع الكردي عبر اقرار سلسلة اصلاحات ديموقراطية يطالب بها الاكراد مع بدء دورته الجديدة في الاول من تشرين الاول المقبل. واضاف ان «الاجراءات التي سيتم تبنيها تتصل بمصالح تركيا برمتها».

واشتكى اوجلان من ظروف سجنه، مطالبا بان يتحدث الى الصحافيين مباشرة داخل سجنه «بهدف تحقيق تقدم في عملية السلام». ودعا اطراف النزاع الى ان «يتجنبوا بحكمة المواقف التي من شانها تعريض العملية الحالية للخطر».

وكان «الكردستاني» أطلق ما أسماه «الإنذار الأخير» إلى تركيا للدخول في المرحلة الثانية من عملية الحل، والسماح لطبيب مستقل الاطلاع على الحالة الصحية لاوجلان المعتقل في جزيرة ايمرالي.

وأعلن «الكردستاني»، في بيان بعد اجتماع هيئته القيادية، أن الحكومة التركية ترفض منذ مدة إرسال لجنة طبية مستقلة للكشف على الحالة الصحية لأوجلان الذي يعيش في شروط صعبة، وان رفض الحكومة لذلك يعكس عدم مصداقية في نوايا الحكومة المضي في عملية الحل.

وعن «عملية الحل»، قال البيان إن «مبادرة أوجلان السلمية قد أنجزت مرحلتها الأولى، وبدءا من الأول من حزيران بدأت المرحلة الثانية. لكن الحكومة التركية لم تقم بأي خطوة عملية حتى الآن من جانبها. فهي تكثف من بناء المخافر وإقامة الحواجز والمضي في سياسة إنشاء حماة القرى، وتأخير زيارات حزب السلام والديموقراطية إلى أوجلان، وتسعى لخنق ثورة روجافا (شمال سوريا)، ومن الواضح أن الحكومة تبذل جهودا مكثفة لتخريب عملية الحل».

وأضاف البيان انه لذلك «فإننا نحذّر حكومة حزب العدالة والتنمية للمرة الأخيرة، انه في حال لم تقم الحكومة بخطوات محددة وملموسة فإننا نريد أن يعرف الجميع أن الحكومة مسؤولة عن عدم التقدم في هذا الموضوع». ودعا البيان «الحكومة إلى عدم تخريب عملية الحل، والتخلي عن ألاعيبها والدخول في المرحلة الثانية، وتصعيد التحركات لحماية صحة وحرية وامن القائد أوجلان».

في هذا الوقت، أعلن عضو «المجلس الكردي الأعلى في سوريا» ألدار خليل انه ستتشكل قريبا إدارة ذاتية للمناطق الكردية في سوريا تذهب بعدها إلى إجراء انتخابات محلية. وقال إن «هذه الإدارة لا تعني الانفصال أو تقسيم سوريا بل إقامة حكم ذاتي ديموقراطي وإدارة الإقليم». كما تلقى أكراد سوريا دعما من المنظمات المدنية في ديار بكر في تركيا، التي انتقدت بشدة موقف الحكومة التركية من «ثورة» الأكراد في سوريا.
  • فريق ماسة
  • 2013-07-21
  • 8107
  • من الأرشيف

أنقرة عرفت بـ«الانقلاب» في مصر مسبقاً

كشفت صحيفة «راديكال» التركية، أمس، أن أنقرة كانت تعرف انه سيحصل «انقلاب» على الرئيس المصري محمد مرسي، لكنها كانت تتوقع أن أميركا وأوروبا لن تسمحا بذلك، معتبرة أن تركيا تسعى لتجاوز «هزائمها المؤقتة» والانتقال بعدها إلى «انتصارات بنّاءة». في هذا الوقت، أعلن زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، أمس، أن عملية السلام مع أنقرة ستتواصل «بكل جدية» لكن على السلطات التركية أن تتخذ خطوات جدية قبل التئام البرلمان في تشرين الأول المقبل. ونقلت «راديكال» عن ديبلوماسي غربي، بلاده حليفة وثيقة لتركيا في حلف شمال الأطلسي، إن «تركيا كانت تتوقع انقلابا في مصر لكنها لم تكن تريد أن ترى ذلك». وتقول الصحيفة إن «الاستخبارات التركية والأطلسية تعاونتا بشكل كامل منذ سنتين بشأن الوضع في سوريا، ومن غير الممكن ألا تكون استخبارات الأطلسي قد تقاسمت المعلومات بشأن مصر مع الاستخبارات التركية. وتضيف إن «تركيا كانت تعتقد انه لا أميركا ولا أوروبا ستسمح بحدوث انقلاب، لكن أيضا فإن أنقرة كانت تعرف أن الانقلاب قادم، وانه لا يمكن عرقلته». مصدر استخباراتي غربي آخر قال للصحيفة انه كان متوقعا أن يقاوم الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي لكن لم يكن يعرف شكل هذه المقاومة. ومقابل المقاومة السلمية التي يعتمدها «الإخوان المسلمون» تنقل تقارير الاستخبارات الغربية عن تدفــق الســـلاح من ليبيا إلى مصر وهي إشارة إلى إمكانية تحول المقاومة إلى مســـلحة. ويقــول المسؤول الاستخباراتي إن الوضع لن يصل إلى مرحلة الحــرب الأهليـة، لكن ستراق دماء. وتقول الصحيفة انه «رغم كل الضجيج التركي الحالي ضد النظام الجديد في مصر فإن المقاربات الهادئة ضمنا هي الحاكمة. من ذلك هناك قناعة انه لا مسار بعكس الانقلاب العسكري، مع سعي تركيا المركزي لإطلاق سراح الرئيس المخلوع محمد مرسي ونصح الإخوان المسلمين بالمقاومة السلمية. أما بالنسبة للغربيين الداعمين للانقلاب العسكري فأولويتهم تطبيع الوضع وتسريع الانتقال إلى الحكم المدني». وتضيف أن أنقرة تسعى لتجاوز «هزائمها المؤقتة» والانتقال بعدها إلى «انتصارات بنّاءة». الى ذلك، اكد اوجلان، في رسالة سلمها لنواب اكراد زاروه في سجنه، ان «العملية التي بدأناها تستمر بجدية وقوة». وحض البرلمان التركي على «المساهمة في تسوية تاريخية» للنزاع الكردي عبر اقرار سلسلة اصلاحات ديموقراطية يطالب بها الاكراد مع بدء دورته الجديدة في الاول من تشرين الاول المقبل. واضاف ان «الاجراءات التي سيتم تبنيها تتصل بمصالح تركيا برمتها». واشتكى اوجلان من ظروف سجنه، مطالبا بان يتحدث الى الصحافيين مباشرة داخل سجنه «بهدف تحقيق تقدم في عملية السلام». ودعا اطراف النزاع الى ان «يتجنبوا بحكمة المواقف التي من شانها تعريض العملية الحالية للخطر». وكان «الكردستاني» أطلق ما أسماه «الإنذار الأخير» إلى تركيا للدخول في المرحلة الثانية من عملية الحل، والسماح لطبيب مستقل الاطلاع على الحالة الصحية لاوجلان المعتقل في جزيرة ايمرالي. وأعلن «الكردستاني»، في بيان بعد اجتماع هيئته القيادية، أن الحكومة التركية ترفض منذ مدة إرسال لجنة طبية مستقلة للكشف على الحالة الصحية لأوجلان الذي يعيش في شروط صعبة، وان رفض الحكومة لذلك يعكس عدم مصداقية في نوايا الحكومة المضي في عملية الحل. وعن «عملية الحل»، قال البيان إن «مبادرة أوجلان السلمية قد أنجزت مرحلتها الأولى، وبدءا من الأول من حزيران بدأت المرحلة الثانية. لكن الحكومة التركية لم تقم بأي خطوة عملية حتى الآن من جانبها. فهي تكثف من بناء المخافر وإقامة الحواجز والمضي في سياسة إنشاء حماة القرى، وتأخير زيارات حزب السلام والديموقراطية إلى أوجلان، وتسعى لخنق ثورة روجافا (شمال سوريا)، ومن الواضح أن الحكومة تبذل جهودا مكثفة لتخريب عملية الحل». وأضاف البيان انه لذلك «فإننا نحذّر حكومة حزب العدالة والتنمية للمرة الأخيرة، انه في حال لم تقم الحكومة بخطوات محددة وملموسة فإننا نريد أن يعرف الجميع أن الحكومة مسؤولة عن عدم التقدم في هذا الموضوع». ودعا البيان «الحكومة إلى عدم تخريب عملية الحل، والتخلي عن ألاعيبها والدخول في المرحلة الثانية، وتصعيد التحركات لحماية صحة وحرية وامن القائد أوجلان». في هذا الوقت، أعلن عضو «المجلس الكردي الأعلى في سوريا» ألدار خليل انه ستتشكل قريبا إدارة ذاتية للمناطق الكردية في سوريا تذهب بعدها إلى إجراء انتخابات محلية. وقال إن «هذه الإدارة لا تعني الانفصال أو تقسيم سوريا بل إقامة حكم ذاتي ديموقراطي وإدارة الإقليم». كما تلقى أكراد سوريا دعما من المنظمات المدنية في ديار بكر في تركيا، التي انتقدت بشدة موقف الحكومة التركية من «ثورة» الأكراد في سوريا.

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة