دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
واصلت جبهة الجولان وتطوراتها إثارة الاهتمام والقلق في إسرائيل حتى بعد الإعلان عن أن «المتسللين» إلى موقع الجيش الإسرائيلي في جنوب الهضبة لم يكونوا لا من جنود الجيش السوري ولا من معارضيه. وينبع الاهتمام هناك بما يجري في عموم سوريا، وخصوصاً في أعقاب ما أشيع عن غارة إسرائيلية على مخازن صواريخ «ياخونت» قرب اللاذقية. فقد أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن القتال في الجانب السوري من الهضبة ينزلق بين الحين والآخر إلى الجانب المحتل من الهضبة السورية.
وكما هو معروف كانت آخر الأنباء تفيد عن تسلل مجموعة «مسلحين» إلى موقع إسرائيلي مهجور وإطلاق النار من هناك على قوة إسرائيلية. وفضلاً عن ذلك، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد تحدثت عن سقوط ما لا يقل عن 25 قذيفة هاون على مناطق مفتوحة لم توقع إصابات في الأرواح، ولكنها تسببت في نشوب حرائق في المزارع.
وبسبب توتر الأوضاع بين سوريا وإسرائيل، إثر الأنباء عن غارات على محيط اللاذقية، تجنب الجيش الإسرائيلي، وفق تصريحات رسمية، تصعيد الموقف قرب هضبة الجولان. ومعروف أن إسرائيل كانت قد حددت لها سياسة تقوم على أساس الرد بشدة على كل نيران تأتي من الجانب السوري. ولكن هذه السياسة بدت في اليومين الأخيرين بعيدة عن التنفيذ بسبب الاعتقاد الإسرائيلي باحتمال حدوث رد من جانب الجيش السوري على غارات اللاذقية. وربما هذا هو ما حدا بالجيش الإسرائيلي إلى «التريث» طويلاً قبل إعلان الجهة المسؤولة عن التسلل إلى موقعه العسكري في الجولان: الجيش السوري أم المتمردون عليه؟
ويبدو أن الجيش الإسرائيلي آثر في النهاية اللجوء إلى الجواب غير الملزم. فقد تم الإعلان عن أن التحقيقات التي استمرت أكثر من يوم لمعرفة الجهة المسؤولة عن إطلاق النار أظهرت أن المذنبين هم من «سارقي المعادن». وقال الجيش الإسرائيلي إن الموقع الذي تم التسلل إليه يقع عشرات الأمتار شرق الجدار الأمني، الذي أنشأته إسرائيل مؤخراً، ولذلك فإنه غير مأهول.
وبحسب المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، فإن سبب التردد بين ما إذا كان «المتسللون» تابعين للجيش السوري أو المعارضين له يعود لواقع أن المواقع المواجهة للموقع الإسرائيلي مأهولة بأفراد الجيش السوري. وعموماً تشدد إسرائيل على أن إطلاق النار على قواتها تم من عمق الأراضي السورية. ولذلك، قد لا يكون هناك رابط بين التسلل إلى الموقع الإسرائيلي وبين إطلاق النار.
وأفاد تحقيق الجيش بأن «لصوص معادن» تسللوا إلى موقع إسرائيلي شرق الجدار الأمني، وأن قوة إسرائيلية شاهدتهم فتوجهت إلى المكان، وأعطيت الأوامر بإطلاق النار في اتجاههم. وعندما أطلق الجنود النار باتجاه «المشبوهين»، بحسب البيان الإسرائيلي، أطلقت النار عليهم من الجانب السوري. وانتهى الاشتباك من دون وقوع إصابات.
وكانت القوات الإسرائيلية قد عززت مؤخراً دورياتها ومواقعها على طول الجبهة السورية تحسباً ليس فقط لعمليات قد يبادر إليها أنصار أو معارضو النظام السوري، وإنما أيضا خلايا من «حزب الله». إذ أشارت تقارير إسرائيلية عديدة إلى ملاحظة وجود مثل هذه الخلايا في الجانب السوري من الهضبة، والتي قد تنفذ عمليات في إطار الرد السوري على الغارات الإسرائيلية المتكررة.
ومن جهة ثانية، كشف موقع «ديلي بيست» الأميركي، التابع لمجلة «نيوزويك»، أن الاستخبارات الأميركية قدرت بعد خمسة أيام من التفجيرات في محيط اللاذقية أن ذلك ثمرة غارات جوية إسرائيلية على شحنة صواريخ «ياخونت» الروسية الصنع. وذكرت الصحيفة بناء على معلومات مصادر أميركية أن هذا التقدير وضع في العاشر من تموز، وأنه استند إلى صور أقمار اصطناعية حللها خبراء.
وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية أول من نشر تقريراً يؤكد أن تفجيرات اللاذقية هي بفعل غارات إسرائيلية، وأنها استندت في ذلك إلى معلومات من ثلاثة مصادر أميركية. وتضاربت التسريبات بعد ذلك حول ما إذا كانت طائرات أم غواصة «دولفين» هي من نفذت الغارة. كما أشارت شبكة تلفزيون روسية إلى أن الطائرات الإسرائيلية المغيرة انطلقت من قواعد في تركيا، وهو ما نفاه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو.
المصدر :
السفير/ حلمي موسى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة