تظهر تفاصيل الأزمة السورية وما يتبين من الحقائق حولها يوما بعد يوم حجم التعقيدات السياسية والأمنية الدولية منها والمحلية التي تزيد من حدة عوامل الصراع العسكري على الأرض يعززها حجم الاصطفاف الدولي القائم.

وتتناقل وسائل الإعلام الغربية واحدا من أبرز هذه العوامل، أي المقاتلين الأجانب الذين يأتون إلى سوريا للقتال بعد أن أصبحت كما يبدو أرضاً لـ«الهجرة والجهاد» كما تصطلح هذه الجماعات على تسميتها.

وفي هذا الإطار، كشف القيادي في حركة «طالبان» الباكستانية عبد الرشيد عباسي، لقناة «سي ان ان» الأميركية، عن وصول أكثر من 120 مقاتلا من الحركة إلى سوريا، وأن 150 آخرين سيصلون خلال الأسبوع الحالي.

وأكد عباسي أن مقاتلي الحركة سيكونون تحت إمرة تنظيم «القاعدة» في سوريا، موضحا «تمكنت الدفعة الأولى من المقاتلين من تأسيس مركز قيادة على الأراضي السورية ليتم من خلاله تنسيق الهجمات على الأهداف إلى جانب الثوار في سوريا»، مشيرا إلى أنه «سيتم إرسال المزيد من المقاتلين، وسنوفر كل الدعم المطلوب لأشقائنا في سوريا».

في المقابل، نفى قادة «طالبان» الباكستانية ما تردد عن إرسالهم مقاتلين إلى سوريا، وقالوا إن بعض المقاتلين، ومعظمهم من العرب ومن دول وسط آسيا، توجهوا للقتال في سوريا بشكل فردي، مؤكدين أن تركيز الحركة لا يزال منصبا على باكستان.

وقال عضو في مجلس شورى «طالبان»، لوكالة «فرانس برس»، إنه لم يحدث أي تغير في تكتيكات الحركة، ولم يتم اتخاذ قرار بإرسال عناصر إلى سوريا. وأضاف «هذه الأنباء غير صحيحة، ولدينا أهداف أفضل بكثير في المنطقة، وقوات حلف شمالي الأطلسي، التي تقودها الولايات المتحدة، لا تزال متواجدة في أفغانستان».

وتابع «نحن نخوض حربا مع القوات الباكستانية. نحن ندعم نضال المجاهدين في سوريا، ولكننا نرى أن لدينا الكثير الذي لا يزال يتوجب علينا القيام به هنا في باكستان وأفغانستان». واضاف ان الرئيس الاميركي باراك «اوباما هو الشر الكبير، والاميركيون يمثلون شرا اكبر بالنسبة لنا. ولم تناقش شورى طالبان مطلقا ارسال مجاهدين الى سوريا».

وذكر قائد آخر في ميرانشاه، البلدة الرئيسية في منطقة شمال وزيرستان والتي تعتبر معقلا لنشاط «طالبان» و«القاعدة»، ان بعض المقاتلين توجهوا الى سوريا «بصفتهم الشخصية». وقال قائد اخر ان معظم الذين توجهوا الى سوريا هم من العرب والاوزبك والشيشان.

وقال إسماعيل، المقاتل من تنظيم «القاعدة»، في شمال غرب باكستان انه يعتزم الانضمام إلى القتال ضد الرئيس السوري بشار الاسد. واضاف «سأذهب الى سوريا خلال الايام القليلة المقبلة، وستبقى عائلتي هنا». وتابع «مجاهدونا لا يتوجهون فقط الى سوريا، ولكن كذلك الى لبنان ومصر وغيرها من الدول».

وذكرت مجلة «التايم» الأميركية أن «حوالى ستة آلاف مقاتل، قدموا من حوالي 50 دولة، انضموا إلى جماعات المعارضة المسلحة في سوريا للمشاركة في القتال ضد الجيش»، موضحة أن «غالبيتهم من المقاتلين السابقين ذوي الخبرة، وقدموا من بلدان الربيع العربي، مثل تونس ومصر وليبيا، وبعضهم من المتطوعين من اليمن والصومال والعراق والأردن وتركيا، والبعض الآخر ممن حاربوا في دول الإتحاد السوفياتي سابقا أتوا لتعزيز صفوف المقاتلين».

وأشارت المجلة إلى أن «بعض التقديرات حول عدد المقاتلين القادمين من أستراليا كانت مفاجئة. ويقدر عدد المقاتلين الفرنسيين بحوالي 120 شخصا، والبريطانيين بحوالي 100، كما تشير التقديرات إلى وجود بعض الأميركيين، لكن يوجد على الأقل 200 مقاتل أسترالي داخل الأراضي السورية بحسب ما صرح المدير العام لوكالة الأمن والاستخبارات الأسترالية ديفيد ايرفين».

وتلفت المجلة إلى أن «العدد آيل إلى الارتفاع، وقد يكون تضاعف منذ مطلع العام الحالي»، مشيرة إلى أن «الحكومة الأسترالية تشعر بقلق متزايد من هذه الأعداد التي تعد كبيرة بالنسبة إلى مجمل عدد الجالية المسلمة في البلاد».
  • فريق ماسة
  • 2013-07-16
  • 11762
  • من الأرشيف

«التايم»: ستة آلاف مقاتل، قدموا من حوالي 50 دولة، انضموا إلى جماعات المعارضة المسلحة في سورية

تظهر تفاصيل الأزمة السورية وما يتبين من الحقائق حولها يوما بعد يوم حجم التعقيدات السياسية والأمنية الدولية منها والمحلية التي تزيد من حدة عوامل الصراع العسكري على الأرض يعززها حجم الاصطفاف الدولي القائم. وتتناقل وسائل الإعلام الغربية واحدا من أبرز هذه العوامل، أي المقاتلين الأجانب الذين يأتون إلى سوريا للقتال بعد أن أصبحت كما يبدو أرضاً لـ«الهجرة والجهاد» كما تصطلح هذه الجماعات على تسميتها. وفي هذا الإطار، كشف القيادي في حركة «طالبان» الباكستانية عبد الرشيد عباسي، لقناة «سي ان ان» الأميركية، عن وصول أكثر من 120 مقاتلا من الحركة إلى سوريا، وأن 150 آخرين سيصلون خلال الأسبوع الحالي. وأكد عباسي أن مقاتلي الحركة سيكونون تحت إمرة تنظيم «القاعدة» في سوريا، موضحا «تمكنت الدفعة الأولى من المقاتلين من تأسيس مركز قيادة على الأراضي السورية ليتم من خلاله تنسيق الهجمات على الأهداف إلى جانب الثوار في سوريا»، مشيرا إلى أنه «سيتم إرسال المزيد من المقاتلين، وسنوفر كل الدعم المطلوب لأشقائنا في سوريا». في المقابل، نفى قادة «طالبان» الباكستانية ما تردد عن إرسالهم مقاتلين إلى سوريا، وقالوا إن بعض المقاتلين، ومعظمهم من العرب ومن دول وسط آسيا، توجهوا للقتال في سوريا بشكل فردي، مؤكدين أن تركيز الحركة لا يزال منصبا على باكستان. وقال عضو في مجلس شورى «طالبان»، لوكالة «فرانس برس»، إنه لم يحدث أي تغير في تكتيكات الحركة، ولم يتم اتخاذ قرار بإرسال عناصر إلى سوريا. وأضاف «هذه الأنباء غير صحيحة، ولدينا أهداف أفضل بكثير في المنطقة، وقوات حلف شمالي الأطلسي، التي تقودها الولايات المتحدة، لا تزال متواجدة في أفغانستان». وتابع «نحن نخوض حربا مع القوات الباكستانية. نحن ندعم نضال المجاهدين في سوريا، ولكننا نرى أن لدينا الكثير الذي لا يزال يتوجب علينا القيام به هنا في باكستان وأفغانستان». واضاف ان الرئيس الاميركي باراك «اوباما هو الشر الكبير، والاميركيون يمثلون شرا اكبر بالنسبة لنا. ولم تناقش شورى طالبان مطلقا ارسال مجاهدين الى سوريا». وذكر قائد آخر في ميرانشاه، البلدة الرئيسية في منطقة شمال وزيرستان والتي تعتبر معقلا لنشاط «طالبان» و«القاعدة»، ان بعض المقاتلين توجهوا الى سوريا «بصفتهم الشخصية». وقال قائد اخر ان معظم الذين توجهوا الى سوريا هم من العرب والاوزبك والشيشان. وقال إسماعيل، المقاتل من تنظيم «القاعدة»، في شمال غرب باكستان انه يعتزم الانضمام إلى القتال ضد الرئيس السوري بشار الاسد. واضاف «سأذهب الى سوريا خلال الايام القليلة المقبلة، وستبقى عائلتي هنا». وتابع «مجاهدونا لا يتوجهون فقط الى سوريا، ولكن كذلك الى لبنان ومصر وغيرها من الدول». وذكرت مجلة «التايم» الأميركية أن «حوالى ستة آلاف مقاتل، قدموا من حوالي 50 دولة، انضموا إلى جماعات المعارضة المسلحة في سوريا للمشاركة في القتال ضد الجيش»، موضحة أن «غالبيتهم من المقاتلين السابقين ذوي الخبرة، وقدموا من بلدان الربيع العربي، مثل تونس ومصر وليبيا، وبعضهم من المتطوعين من اليمن والصومال والعراق والأردن وتركيا، والبعض الآخر ممن حاربوا في دول الإتحاد السوفياتي سابقا أتوا لتعزيز صفوف المقاتلين». وأشارت المجلة إلى أن «بعض التقديرات حول عدد المقاتلين القادمين من أستراليا كانت مفاجئة. ويقدر عدد المقاتلين الفرنسيين بحوالي 120 شخصا، والبريطانيين بحوالي 100، كما تشير التقديرات إلى وجود بعض الأميركيين، لكن يوجد على الأقل 200 مقاتل أسترالي داخل الأراضي السورية بحسب ما صرح المدير العام لوكالة الأمن والاستخبارات الأسترالية ديفيد ايرفين». وتلفت المجلة إلى أن «العدد آيل إلى الارتفاع، وقد يكون تضاعف منذ مطلع العام الحالي»، مشيرة إلى أن «الحكومة الأسترالية تشعر بقلق متزايد من هذه الأعداد التي تعد كبيرة بالنسبة إلى مجمل عدد الجالية المسلمة في البلاد».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة