التوتر ما زال في ذروته في جنوب لبنان بعد تصدي الجيش اللبناني بشجاعة لدورية عسكرية إسرائيلية حاولت اختراق السيادة اللبنانية، وإطلاق النار على أفرادها، مما أدى إلى مقتل ضابط إسرائيلي كبير برتبة مقدم، وإصابة آخر واستشهاد ثلاثة لبنانيين، بينهم الزميل الصحافي غسان ابو رحال من أسرة صحيفة 'الاخبار' وزميل آخر مصور في قناة المنار

القيادة العسكرية الاسرائيلية بادرت بتعزيز قواتها على طول الحدود، وحشد اعداد كبيرة من الدبابات، والشيء نفسه فعلته المقاومة اللبنانية المتمثلة في 'حزب الله'، ووحدات الجيش اللبناني، واذا كانت محاولة اسرائيلية لقلع شجرة على الحدود، تعترض كاميرات مراقبة، ادت الى هذه المواجهة العسكرية، فان اي حادث او احتكاك قد يؤدي الى اشعال حرب اقليمية واسعة

ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي هدد بان جيشه سيرد في المستقبل على أي اعتداء، ولكنه يعرف جيدا في قرارة نفسه ان من بدأ بالعدوان هو الجيش الإسرائيلي الذي فوجئ بالرد اللبناني البطولي، ومن قبل الجيش وليس قوات 'حزب الله'، مما يؤكد مجددا على التلاحم الكبير بين الجيش والمقاومة والشعب اللبناني حول هدف الدفاع عن التراب اللبناني في وجه أي عدوان للعدو الإسرائيلي المشترك

التهديدات الاسرائيلية هذه ليست جديدة، كما أنها لن تخيف المقاومة ولا الشعب اللبناني الداعم لها مثلما حدث مع سابقاتها، فمنذ ملحمة الصمود الرائعة لحزب الله في مواجهة عدوان صيف عام 2006 الذي استمر ثلاثة وثلاثين يوما، أصبحت المقاومة تشكل قوة ردع تحسب لها القيادتان الإسرائيليتان السياسية والعسكرية ألف حساب

السيد حسن نصر الله زعيم المقاومة كان ثابتا كالجبل في خطابه الذي ادلى به يوم امس الاول في الذكرى الرابعة لانتصار المقاومة، عندما قال أن المقاومة ستدعم الجيش اللبناني وتسانده، وستقطع أي يد تمتد اليه، أو تحاول انتهاك السيادة اللبنانية

الرجل يقول ويفعل، هكذا عودنا مثلما عود انصار المقاومة داخل لبنان وخارجه وهم يعدون بمئات الملايين، في الوطن العربي والعالم الاسلامي، فعندما هدد بضرب اهداف اسرائيلية في العمق الفلسطيني المحتل، شاهدنا اربعة آلاف صاروخ تهطل كالمطر فوق رؤوس الاسرائيليين، وتدفعهم للهروب، مثل الجرذان الى الجنوب باحثين عن الامان. وعندما قال انه سيضرب بارجة اسرائيلية قبالة السواحل اللبنانية غرب العاصمة بيروت رأينا الصواريخ تنطلق نحوها وتصيبها في مقتل، في خطوة انهت حصارا بحريا جسد احد معالم الغطرسة الاسرائيلية

اسرائيل اهينت مرتين، الاولى عندما تعرضت لهزيمة ثقيلة اثناء عدوانها على لبنان قبل اربع سنوات، والثانية عندما انحاز الجيش اللبناني، اصغر الجيوش العربية، والمسلح من قبل امريكا وفرنسا، الى المقاومة، واندفعت في شرايين قادته وجنوده دماء الكرامة والعزة والعروبة، وقرر التصدي لاستفزازها الحدودي الاخير

الغطرسة الإسرائيلية وجدت من يداويها ويمرغها في التراب اللبناني الذي حاولت تدنيسه، وأي محاولة لتكرار العدوان، او الاعتداء على السيادة اللبنانية ستجد ردا مزلزلا، ولن تنفع 'القبة الحديدية' المزعومة في حماية الإسرائيليين من أكثر من أربعين ألف صاروخ مستعدة للانطلاق لضرب العمق الإسرائيلي

دبابة 'الميركافا' أسطورة الصناعة العسكرية الإسرائيلية تحولت الى كومة من الركام إمام بطولات رجال المقاومة، والشيء نفسه ستواجهه اكذوبة القبة الحديدية هذه، فالسيد نصر الله تحدث عن مفاجآت غير متوقعة في اي حرب قادمة، والرجل صادق في كل كلمة يقولها، ولا ينطق عن هوى، ويملك الشجاعة على اتخاذ القرارات الصعبة، وكان قدوة في إعطاء الضوء الأخضر لضرب حيفا وعكا وصفد وكل الأهداف الإسرائيلية، ومن المؤكد ان تل ابيب بل وحتى ميناء ايلات في الجنوب سيكونان هدف القصف الصاروخي القادم

لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه سيظل شوكة تسمم وتدمي الخاصرة الإسرائيلية، نصلي ان يحفظه الخالق من تآمر الأنظمة العربية، والمنخرطة منها في المشروع الأمريكي خاصة، فقد وقفت هذه الأنظمة مع العدوان الإسرائيلي قبل اربع سنوات، واستعدت للاحتفال بانتصاره وزوال المقاومة، لتخسر رهانها، وتنقلب الاحتفالات الى سرادقات عزاء وخيبة. والمرة القادمة ربما تكون الخيبة مضاعفة
  • فريق ماسة
  • 2010-08-04
  • 11203
  • من الأرشيف

اهانة مزدوجة لاسرائيل في لبنان

التوتر ما زال في ذروته في جنوب لبنان بعد تصدي الجيش اللبناني بشجاعة لدورية عسكرية إسرائيلية حاولت اختراق السيادة اللبنانية، وإطلاق النار على أفرادها، مما أدى إلى مقتل ضابط إسرائيلي كبير برتبة مقدم، وإصابة آخر واستشهاد ثلاثة لبنانيين، بينهم الزميل الصحافي غسان ابو رحال من أسرة صحيفة 'الاخبار' وزميل آخر مصور في قناة المنار القيادة العسكرية الاسرائيلية بادرت بتعزيز قواتها على طول الحدود، وحشد اعداد كبيرة من الدبابات، والشيء نفسه فعلته المقاومة اللبنانية المتمثلة في 'حزب الله'، ووحدات الجيش اللبناني، واذا كانت محاولة اسرائيلية لقلع شجرة على الحدود، تعترض كاميرات مراقبة، ادت الى هذه المواجهة العسكرية، فان اي حادث او احتكاك قد يؤدي الى اشعال حرب اقليمية واسعة ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي هدد بان جيشه سيرد في المستقبل على أي اعتداء، ولكنه يعرف جيدا في قرارة نفسه ان من بدأ بالعدوان هو الجيش الإسرائيلي الذي فوجئ بالرد اللبناني البطولي، ومن قبل الجيش وليس قوات 'حزب الله'، مما يؤكد مجددا على التلاحم الكبير بين الجيش والمقاومة والشعب اللبناني حول هدف الدفاع عن التراب اللبناني في وجه أي عدوان للعدو الإسرائيلي المشترك التهديدات الاسرائيلية هذه ليست جديدة، كما أنها لن تخيف المقاومة ولا الشعب اللبناني الداعم لها مثلما حدث مع سابقاتها، فمنذ ملحمة الصمود الرائعة لحزب الله في مواجهة عدوان صيف عام 2006 الذي استمر ثلاثة وثلاثين يوما، أصبحت المقاومة تشكل قوة ردع تحسب لها القيادتان الإسرائيليتان السياسية والعسكرية ألف حساب السيد حسن نصر الله زعيم المقاومة كان ثابتا كالجبل في خطابه الذي ادلى به يوم امس الاول في الذكرى الرابعة لانتصار المقاومة، عندما قال أن المقاومة ستدعم الجيش اللبناني وتسانده، وستقطع أي يد تمتد اليه، أو تحاول انتهاك السيادة اللبنانية الرجل يقول ويفعل، هكذا عودنا مثلما عود انصار المقاومة داخل لبنان وخارجه وهم يعدون بمئات الملايين، في الوطن العربي والعالم الاسلامي، فعندما هدد بضرب اهداف اسرائيلية في العمق الفلسطيني المحتل، شاهدنا اربعة آلاف صاروخ تهطل كالمطر فوق رؤوس الاسرائيليين، وتدفعهم للهروب، مثل الجرذان الى الجنوب باحثين عن الامان. وعندما قال انه سيضرب بارجة اسرائيلية قبالة السواحل اللبنانية غرب العاصمة بيروت رأينا الصواريخ تنطلق نحوها وتصيبها في مقتل، في خطوة انهت حصارا بحريا جسد احد معالم الغطرسة الاسرائيلية اسرائيل اهينت مرتين، الاولى عندما تعرضت لهزيمة ثقيلة اثناء عدوانها على لبنان قبل اربع سنوات، والثانية عندما انحاز الجيش اللبناني، اصغر الجيوش العربية، والمسلح من قبل امريكا وفرنسا، الى المقاومة، واندفعت في شرايين قادته وجنوده دماء الكرامة والعزة والعروبة، وقرر التصدي لاستفزازها الحدودي الاخير الغطرسة الإسرائيلية وجدت من يداويها ويمرغها في التراب اللبناني الذي حاولت تدنيسه، وأي محاولة لتكرار العدوان، او الاعتداء على السيادة اللبنانية ستجد ردا مزلزلا، ولن تنفع 'القبة الحديدية' المزعومة في حماية الإسرائيليين من أكثر من أربعين ألف صاروخ مستعدة للانطلاق لضرب العمق الإسرائيلي دبابة 'الميركافا' أسطورة الصناعة العسكرية الإسرائيلية تحولت الى كومة من الركام إمام بطولات رجال المقاومة، والشيء نفسه ستواجهه اكذوبة القبة الحديدية هذه، فالسيد نصر الله تحدث عن مفاجآت غير متوقعة في اي حرب قادمة، والرجل صادق في كل كلمة يقولها، ولا ينطق عن هوى، ويملك الشجاعة على اتخاذ القرارات الصعبة، وكان قدوة في إعطاء الضوء الأخضر لضرب حيفا وعكا وصفد وكل الأهداف الإسرائيلية، ومن المؤكد ان تل ابيب بل وحتى ميناء ايلات في الجنوب سيكونان هدف القصف الصاروخي القادم لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه سيظل شوكة تسمم وتدمي الخاصرة الإسرائيلية، نصلي ان يحفظه الخالق من تآمر الأنظمة العربية، والمنخرطة منها في المشروع الأمريكي خاصة، فقد وقفت هذه الأنظمة مع العدوان الإسرائيلي قبل اربع سنوات، واستعدت للاحتفال بانتصاره وزوال المقاومة، لتخسر رهانها، وتنقلب الاحتفالات الى سرادقات عزاء وخيبة. والمرة القادمة ربما تكون الخيبة مضاعفة

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة