شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من جديد حملة على إيران بهدف إعادة وضع خطرها النووي على رأس سلم الاهتمامات الدولية. واختار نتنياهو تدشين الحملة في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية أمس الأول، وفي مقابلة أجراها مع محطة تلفزيونية أميركية قال فيها إنه يعتزم الهجوم على إيران قبل فوات الأوان إذا ما تجاوزت الخط الأحمر الإسرائيلي. غير أن مصدراً سياسياً إسرائيلياً، أكد أن الهجوم على إيران لم يعد على جدول الأعمال الإسرائيلي.

وكانت التقديرات قد أشارت إلى ابتعاد إسرائيل عن التهديد بضرب إيران إثر التطورات الأخيرة في المنطقة ونتائج الانتخابات الإيرانية. فقد تراجع الدور الإيراني جراء وقوف الكثير من الدول العربية ضد إيران وبسبب الحرب الأهلية في سوريا. وتراجعت أهمية التهديدات الإسرائيلية بضربة عسكرية لإيران أو لحث الولايات المتحدة على توجيه هذ الضربة بعد انتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية. ويعتقد أن جانباً من حملة نتنياهو المتجددة على إيران تنبع من الخشية أن تقود التطورات الأخيرة وانتخاب روحاني إلى تخفيف العقوبات الغربية على طهران.

ولكن تهديدات نتنياهو الأخيرة تبدو لدى البعض، وكأنها من دون رصيد في ظل الوضع الدولي من جهة وتقليص ميزانية الدفاع الإسرائيلية من جهة أخرى. وربما أن الإشارة الوحيدة لصالح نتنياهو في هذا الشأن هي التجربة التي أجريت قبل أيام على محرك صاروخي يعتقد أنه لطراز «أريحا 3»، الذي يقال إن مداه سبعة آلاف كيلومتر. واعتبرت بعض الأوساط الإسرائيلية أن إجراء التجربة فيها نوع من الإشارة لأميركا وإيران باستعدادات إسرائيلية لا تنقطع برغم إخراج وحدات جوية وبحرية من الخدمة العسكرية الإسرائيلية.

وفي كل حال، فإن «معاريف» نشرت على لسان مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن الخيار العسكري الاسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية شُطب عملياً من جدول الاعمال. وأضاف هذا المصدر أن القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل ليست مصممة بما فيه الكفاية على قيادة خطوة جريئة من هذا النوع، مشيراً إلى أن المؤسسة العسكرية لم تقترح خططاً تسمح بوقف المشروع النووي الايراني بوسائل عسكرية.

وتتعارض هذه الأقوال مع تصريحات نتنياهو أمس الأول في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية حين قال إنه «من المهم تشديد العقوبات الاقتصادية وطرح خيار عسكري مصداق حيال ايران. نحن نؤمن بأنه الآن، أكثر من أي وقت مضى، في ضوء هذا التقدم لإيران، من المهم تشديد العقوبات الاقتصادية ووضع خيار عسكري موثوق إزاء إيران».

كذلك، قال نتنياهو، في مقابلة مع شبكة «سي.بي.إس» الأميركية، إن «إيران تقترب من القنبلة». ورداً على سؤال اذا كان سيستخدم الخيار العسكري أجاب «لن أنتظر الى أن يفوت الأوان. ساعاتنا تتكتك بوتيرة مختلفة. نحن أقرب إلى إيران من الولايات المتحدة ونحن أكثر قابلية للإصابة. وعليه فيحتمل أن نكون مطالبين بالتصدي لمسألة كيفية ايقاف ايران قبل أن تكون الولايات المتحدة مطالبة بالتصدي لها». وأضاف أن الإيرانيين «يخطئون إن ظنوا أن إسرائيل سوف تسمح لهم بالوصول إلى القنبلة».

وعلى خلفية الحملة ضد إيران، أشاعت إسرائيل أجواء من الغموض حول التجربة التي أجرتها يوم الجمعة الماضي على محرك صاروخي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية إلى أن التجربة جرت على ما يبدو على صاروخ من طراز «أريحا 3»، فضلاً عن تدريبات لوحدة منظومة «حيتس» ضد الصواريخ.

وبحسب ما نشر، فإن مدى هذا الصاروخ سبعة آلاف كيلومتر وقادر على حمل رأس حربي يزيد وزنه عن طن. وأشاعت التجربة في حينه قلقاً في المناطق المحيطة بمعسكر التجارب في «بلماخيم»، خصوصاً أنه سبق التجربة بيومين إغلاق كامل للمجال الجوي في منطقة واسعة هناك.

وأوحى الغموض لبعض المعلقين بأن إسرائيل في تجربتها هذه، وهي الثالثة على «أريحا 3» في السنوات الخمس الأخيرة، تحاول تحسين قدرتها النووية وقدرة إيصال سلاحها إلى أبعد مدى. ومعروف أن صواريخ «أريحا» من النوع القادر على حمل أسلحة نووية.

وإلى جانب التجربة الصاروخية الجديدة، أجرت وحدة الدفاع ضد الصواريخ «حيتس» مناورة شملت نشر عدة بطاريات بمشاركة الطواقم النظامية والاحتياطية. وقال قائد الوحدة المقدم أوري أيال «أننا نتدرب على سيناريوهات عمل وقتال تنطلق من تلقي نيران مكثفة».
  • فريق ماسة
  • 2013-07-15
  • 9445
  • من الأرشيف

نتنياهو يحاول إعادة توجيه الأنظار نحو إيران

شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من جديد حملة على إيران بهدف إعادة وضع خطرها النووي على رأس سلم الاهتمامات الدولية. واختار نتنياهو تدشين الحملة في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية أمس الأول، وفي مقابلة أجراها مع محطة تلفزيونية أميركية قال فيها إنه يعتزم الهجوم على إيران قبل فوات الأوان إذا ما تجاوزت الخط الأحمر الإسرائيلي. غير أن مصدراً سياسياً إسرائيلياً، أكد أن الهجوم على إيران لم يعد على جدول الأعمال الإسرائيلي. وكانت التقديرات قد أشارت إلى ابتعاد إسرائيل عن التهديد بضرب إيران إثر التطورات الأخيرة في المنطقة ونتائج الانتخابات الإيرانية. فقد تراجع الدور الإيراني جراء وقوف الكثير من الدول العربية ضد إيران وبسبب الحرب الأهلية في سوريا. وتراجعت أهمية التهديدات الإسرائيلية بضربة عسكرية لإيران أو لحث الولايات المتحدة على توجيه هذ الضربة بعد انتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية. ويعتقد أن جانباً من حملة نتنياهو المتجددة على إيران تنبع من الخشية أن تقود التطورات الأخيرة وانتخاب روحاني إلى تخفيف العقوبات الغربية على طهران. ولكن تهديدات نتنياهو الأخيرة تبدو لدى البعض، وكأنها من دون رصيد في ظل الوضع الدولي من جهة وتقليص ميزانية الدفاع الإسرائيلية من جهة أخرى. وربما أن الإشارة الوحيدة لصالح نتنياهو في هذا الشأن هي التجربة التي أجريت قبل أيام على محرك صاروخي يعتقد أنه لطراز «أريحا 3»، الذي يقال إن مداه سبعة آلاف كيلومتر. واعتبرت بعض الأوساط الإسرائيلية أن إجراء التجربة فيها نوع من الإشارة لأميركا وإيران باستعدادات إسرائيلية لا تنقطع برغم إخراج وحدات جوية وبحرية من الخدمة العسكرية الإسرائيلية. وفي كل حال، فإن «معاريف» نشرت على لسان مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن الخيار العسكري الاسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية شُطب عملياً من جدول الاعمال. وأضاف هذا المصدر أن القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل ليست مصممة بما فيه الكفاية على قيادة خطوة جريئة من هذا النوع، مشيراً إلى أن المؤسسة العسكرية لم تقترح خططاً تسمح بوقف المشروع النووي الايراني بوسائل عسكرية. وتتعارض هذه الأقوال مع تصريحات نتنياهو أمس الأول في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية حين قال إنه «من المهم تشديد العقوبات الاقتصادية وطرح خيار عسكري مصداق حيال ايران. نحن نؤمن بأنه الآن، أكثر من أي وقت مضى، في ضوء هذا التقدم لإيران، من المهم تشديد العقوبات الاقتصادية ووضع خيار عسكري موثوق إزاء إيران». كذلك، قال نتنياهو، في مقابلة مع شبكة «سي.بي.إس» الأميركية، إن «إيران تقترب من القنبلة». ورداً على سؤال اذا كان سيستخدم الخيار العسكري أجاب «لن أنتظر الى أن يفوت الأوان. ساعاتنا تتكتك بوتيرة مختلفة. نحن أقرب إلى إيران من الولايات المتحدة ونحن أكثر قابلية للإصابة. وعليه فيحتمل أن نكون مطالبين بالتصدي لمسألة كيفية ايقاف ايران قبل أن تكون الولايات المتحدة مطالبة بالتصدي لها». وأضاف أن الإيرانيين «يخطئون إن ظنوا أن إسرائيل سوف تسمح لهم بالوصول إلى القنبلة». وعلى خلفية الحملة ضد إيران، أشاعت إسرائيل أجواء من الغموض حول التجربة التي أجرتها يوم الجمعة الماضي على محرك صاروخي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية إلى أن التجربة جرت على ما يبدو على صاروخ من طراز «أريحا 3»، فضلاً عن تدريبات لوحدة منظومة «حيتس» ضد الصواريخ. وبحسب ما نشر، فإن مدى هذا الصاروخ سبعة آلاف كيلومتر وقادر على حمل رأس حربي يزيد وزنه عن طن. وأشاعت التجربة في حينه قلقاً في المناطق المحيطة بمعسكر التجارب في «بلماخيم»، خصوصاً أنه سبق التجربة بيومين إغلاق كامل للمجال الجوي في منطقة واسعة هناك. وأوحى الغموض لبعض المعلقين بأن إسرائيل في تجربتها هذه، وهي الثالثة على «أريحا 3» في السنوات الخمس الأخيرة، تحاول تحسين قدرتها النووية وقدرة إيصال سلاحها إلى أبعد مدى. ومعروف أن صواريخ «أريحا» من النوع القادر على حمل أسلحة نووية. وإلى جانب التجربة الصاروخية الجديدة، أجرت وحدة الدفاع ضد الصواريخ «حيتس» مناورة شملت نشر عدة بطاريات بمشاركة الطواقم النظامية والاحتياطية. وقال قائد الوحدة المقدم أوري أيال «أننا نتدرب على سيناريوهات عمل وقتال تنطلق من تلقي نيران مكثفة».

المصدر : السفير/ حلمي موسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة