حذرت صحيفة «هآرتس»، أمس، من التطور المتسارع للأحداث في الساحة المصرية، وإمكان انعكاسها سلباً على الأمن الاسرائيلي، مشيرة الى أن «الانقلاب العسكري في مصر قد يتردّد صداه قريباً في إسرائيل، وقد نشهد في أعقاب ذلك بعض الهزات الفرعية» بالاتجاه الاسرائيلي.وبحسب الصحيفة، فان «شبه جزيرة سيناء تشتعل منذ ثلاثة أيام، احتجاجاً على إطاحة حكم الإخوان المسلمين في القاهرة، فيما حركة «حماس» في قطاع غزة تحافظ على ضبط النفس، بانتظار مزيد من التطورات، قبل أن تبلور ردود فعلها، ومن بينها، ربما، تصعيد أمني في وجه إسرائيل».

وأكدت «هآرتس» ما يرد من أنباء من مصر، وأن الجيش المصري بدأ بالفعل حملة واسعة ضد المنظمات الإسلامية الناشطة في سيناء، غير أنها حذرت في الوقت نفسه من أن «الجهد الذي يمكن القوات الأمنية المصرية أن تبذله في هذه المرحلة، بات محدوداً جداً، بعدما انتقل اهتمام القيادة العسكرية باتجاه فرض النظام والاستقرار في القاهرة والمدن المصرية الأخرى، في حين تبقى سيناء في مرتبة متأخرة لجهة الاهتمام».

مع ذلك، حذرت الصحيفة من إمكانية أن تبادر جهات وتنظيمات متطرفة في سيناء إلى العمل على استهداف إسرائيل، خاصة إذا «اعتقدت هذه الجهات بأن ذلك يخدم ما يحدث في مصر»، مشيرة الى أنه في حالة كهذه، فإن «الجيش المصري لا يمكن أن يكون ناجعاً في مساعيه في منع هذه الجهات من التحرك والمبادرة».

وتناولت الصحيفة واقع حركة «حماس» في قطاع غزة بعد الهزة المصرية، مرجّحةً أن تستمر حالة الهدوء الأمني على الحدود مع إسرائيل، رغم إسقاط حكم الإخوان المسلمين في مصر. وأشارت الى أن من السابق لأوانه القول إن «الحالة المثالية من الهدوء قد انتهت بالضرورة»، إذ أكدت الصحيفة أن «حماس كانت تفضل استمرار حكم الإخوان المسلمين في القاهرة، لكنها في الوقت نفسه بحاجة ماسة إلى مصر، مهما كانت هوية النظام الجديد»، وبالتالي يمكن الترجيح أن الهدوء الأمني سيتواصل.

ونوّهت الصحيفة بالتزام حركة «حماس» بالتفاهمات والاستقرار الأمني، التي توصلت إليها إسرائيل مع حكومة الإخوان المسلمين، في أعقاب عملية «عمود السحاب» في تشرين الثاني الماضي. و«بحسب التفاهمات، قدم الإخوان رعاية سياسية ولوجستية لحماس، في مقابل منع الهجمات على النقب في إسرائيل، بل وعملت «حماس» على منع محاولات إطلاق النار باتجاه الأراضي الاسرائيلية من جانب فصائل فلسطينية أصغر منها». وأشارت الى وجود مؤشرات على إمكان تواصل هذه التفاهمات وامتناع «حماس» عن إغضاب المصريين، إذ «بعدما قررت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح، وطلبت منع عبور النشطاء من القطاع الى مصر خشية أن يعمل هؤلاء على مساعدة الارهاب ضد القوات المصرية في سيناء، استجابت «حماس» للطلبات المصرية، من دون اعتراض».

 

  • فريق ماسة
  • 2013-07-08
  • 11388
  • من الأرشيف

خشية إسرائيلية من عمليات تنطلق من سيناء

حذرت صحيفة «هآرتس»، أمس، من التطور المتسارع للأحداث في الساحة المصرية، وإمكان انعكاسها سلباً على الأمن الاسرائيلي، مشيرة الى أن «الانقلاب العسكري في مصر قد يتردّد صداه قريباً في إسرائيل، وقد نشهد في أعقاب ذلك بعض الهزات الفرعية» بالاتجاه الاسرائيلي.وبحسب الصحيفة، فان «شبه جزيرة سيناء تشتعل منذ ثلاثة أيام، احتجاجاً على إطاحة حكم الإخوان المسلمين في القاهرة، فيما حركة «حماس» في قطاع غزة تحافظ على ضبط النفس، بانتظار مزيد من التطورات، قبل أن تبلور ردود فعلها، ومن بينها، ربما، تصعيد أمني في وجه إسرائيل». وأكدت «هآرتس» ما يرد من أنباء من مصر، وأن الجيش المصري بدأ بالفعل حملة واسعة ضد المنظمات الإسلامية الناشطة في سيناء، غير أنها حذرت في الوقت نفسه من أن «الجهد الذي يمكن القوات الأمنية المصرية أن تبذله في هذه المرحلة، بات محدوداً جداً، بعدما انتقل اهتمام القيادة العسكرية باتجاه فرض النظام والاستقرار في القاهرة والمدن المصرية الأخرى، في حين تبقى سيناء في مرتبة متأخرة لجهة الاهتمام». مع ذلك، حذرت الصحيفة من إمكانية أن تبادر جهات وتنظيمات متطرفة في سيناء إلى العمل على استهداف إسرائيل، خاصة إذا «اعتقدت هذه الجهات بأن ذلك يخدم ما يحدث في مصر»، مشيرة الى أنه في حالة كهذه، فإن «الجيش المصري لا يمكن أن يكون ناجعاً في مساعيه في منع هذه الجهات من التحرك والمبادرة». وتناولت الصحيفة واقع حركة «حماس» في قطاع غزة بعد الهزة المصرية، مرجّحةً أن تستمر حالة الهدوء الأمني على الحدود مع إسرائيل، رغم إسقاط حكم الإخوان المسلمين في مصر. وأشارت الى أن من السابق لأوانه القول إن «الحالة المثالية من الهدوء قد انتهت بالضرورة»، إذ أكدت الصحيفة أن «حماس كانت تفضل استمرار حكم الإخوان المسلمين في القاهرة، لكنها في الوقت نفسه بحاجة ماسة إلى مصر، مهما كانت هوية النظام الجديد»، وبالتالي يمكن الترجيح أن الهدوء الأمني سيتواصل. ونوّهت الصحيفة بالتزام حركة «حماس» بالتفاهمات والاستقرار الأمني، التي توصلت إليها إسرائيل مع حكومة الإخوان المسلمين، في أعقاب عملية «عمود السحاب» في تشرين الثاني الماضي. و«بحسب التفاهمات، قدم الإخوان رعاية سياسية ولوجستية لحماس، في مقابل منع الهجمات على النقب في إسرائيل، بل وعملت «حماس» على منع محاولات إطلاق النار باتجاه الأراضي الاسرائيلية من جانب فصائل فلسطينية أصغر منها». وأشارت الى وجود مؤشرات على إمكان تواصل هذه التفاهمات وامتناع «حماس» عن إغضاب المصريين، إذ «بعدما قررت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح، وطلبت منع عبور النشطاء من القطاع الى مصر خشية أن يعمل هؤلاء على مساعدة الارهاب ضد القوات المصرية في سيناء، استجابت «حماس» للطلبات المصرية، من دون اعتراض».  

المصدر : الأخبار/ يحيى دبوق


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة