ذكرت الراي أن السياسة الخارجية الأميركية، تعاني منذ انتخاب باراك أوباما رئيسا العام الماضي، من مأزق فشل الإدارة الحالية في كل ملف حاولت معالجته حول العالم. وفي وسط فشل أوباما الذريع في كل ملفات السياسة الخارجية، وخسارته لمن كانوا يصنفون في خانة أصدقاء أميركا في «العراق، ولبنان، وفلسطين، والسعودية»، وتردده في دعم المعارضة في إيران، تهيأ لأوباما انتصار يتيم في سياسته الخارجية: سورية.

لكن حتى مع سورية، يرى دبلوماسي رفيع سابق، من الديمقراطيين، أن «أوباما نفذ سياسة انفتاحه بأسوأ طريقة ممكنة، فبعد أكثر من سنة على الحديث مع السوريين على نار هادئة والضغط عليهم من اجل موضوع هنا أو أخر هناك، وتأجيل تسمية سفير الى دمشق مرارا، انهار أوباما فجأة».

وأضاف التقرير أن الرئيس الأسد، حسب الدبلوماسيين السابقين، «التقط ذلك بحذاقة، فبعدما زاره وكيل وزيرة الخارجية بيل بيرنز في 17 شباط، استقبل الرئيس الأسد احمدي نجاد، وسخر من الولايات المتحدة وهو يجلس الى جانبه علنا».

أما الرد الأميركي على سخرية الرئيس الأسد، فجاء «مزريا وضعيفا»، حسب الدبلوماسي، الذي أشار الى رد الناطق باسم الخارجية فيليب كراولي في قوله: «نريد ان نرى سورية تلعب دورا بناء في المنطقة، وأولى الخطوات هي ان تقول لإيران ما عليها ان تفعله بشكل مختلف».

هنا يقول المسؤول السابق: «ما قاله كراولي كارثة، فهو طلب من سورية ان تلعب دور الوسيط مع إيران على عكس سياسة واشنطن، ولكن مع كل التخبط في السياسة الخارجية، خطأ هنا أو هناك لن يؤثر في بؤس المشهد العام».

ويضيف الدبلوماسي بالإشارة الى انه، «نظرا ليأس الإدارة الحالية وتخبطها، بينما كان الرئيس الأسد يسخر من أميركا والى جانبه احمدي نجاد، كان (مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى) جف فيلتمان يستقبل (السفير السوري) عماد مصطفى في مكتبه (يوم الجمعة)، وربما يستجديه أكثر، حتى يتسنى لإدارة أوباما الإيحاء بأنها تواصلت مع عدو سابق، ونجحت في مكان ما».

ويختم الدبلوماسي: «لن تقدم سورية شيئا لأميركا، ولكن إدارة أوباما ستحاول استخدام عودة العلاقات معها كورقة التين التي ستحاول ان تستر بها كل فشلها على مدى الأربعة عشر شهرا الماضية».

  • فريق ماسة
  • 2010-02-28
  • 8060
  • من الأرشيف

واشنطن تستجدي صداقة دمشق

ذكرت الراي أن السياسة الخارجية الأميركية، تعاني منذ انتخاب باراك أوباما رئيسا العام الماضي، من مأزق فشل الإدارة الحالية في كل ملف حاولت معالجته حول العالم. وفي وسط فشل أوباما الذريع في كل ملفات السياسة الخارجية، وخسارته لمن كانوا يصنفون في خانة أصدقاء أميركا في «العراق، ولبنان، وفلسطين، والسعودية»، وتردده في دعم المعارضة في إيران، تهيأ لأوباما انتصار يتيم في سياسته الخارجية: سورية. لكن حتى مع سورية، يرى دبلوماسي رفيع سابق، من الديمقراطيين، أن «أوباما نفذ سياسة انفتاحه بأسوأ طريقة ممكنة، فبعد أكثر من سنة على الحديث مع السوريين على نار هادئة والضغط عليهم من اجل موضوع هنا أو أخر هناك، وتأجيل تسمية سفير الى دمشق مرارا، انهار أوباما فجأة». وأضاف التقرير أن الرئيس الأسد، حسب الدبلوماسيين السابقين، «التقط ذلك بحذاقة، فبعدما زاره وكيل وزيرة الخارجية بيل بيرنز في 17 شباط، استقبل الرئيس الأسد احمدي نجاد، وسخر من الولايات المتحدة وهو يجلس الى جانبه علنا». أما الرد الأميركي على سخرية الرئيس الأسد، فجاء «مزريا وضعيفا»، حسب الدبلوماسي، الذي أشار الى رد الناطق باسم الخارجية فيليب كراولي في قوله: «نريد ان نرى سورية تلعب دورا بناء في المنطقة، وأولى الخطوات هي ان تقول لإيران ما عليها ان تفعله بشكل مختلف». هنا يقول المسؤول السابق: «ما قاله كراولي كارثة، فهو طلب من سورية ان تلعب دور الوسيط مع إيران على عكس سياسة واشنطن، ولكن مع كل التخبط في السياسة الخارجية، خطأ هنا أو هناك لن يؤثر في بؤس المشهد العام». ويضيف الدبلوماسي بالإشارة الى انه، «نظرا ليأس الإدارة الحالية وتخبطها، بينما كان الرئيس الأسد يسخر من أميركا والى جانبه احمدي نجاد، كان (مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى) جف فيلتمان يستقبل (السفير السوري) عماد مصطفى في مكتبه (يوم الجمعة)، وربما يستجديه أكثر، حتى يتسنى لإدارة أوباما الإيحاء بأنها تواصلت مع عدو سابق، ونجحت في مكان ما». ويختم الدبلوماسي: «لن تقدم سورية شيئا لأميركا، ولكن إدارة أوباما ستحاول استخدام عودة العلاقات معها كورقة التين التي ستحاول ان تستر بها كل فشلها على مدى الأربعة عشر شهرا الماضية».

المصدر : الراي الكويتية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة