جدد السيد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، موقف سورية من عملية السلام المتوقفة بسبب المواقف والتصرفات الإسرائيلية، مؤكداً أهمية وجود دور أوروبي محوري داعم للوساطة التركية، في حين أكد الرئيس الأسد، خلال لقائه بولاند ارينتش نائب رئيس مجلس الوزراء التركي ـ وزير الدولة لشؤون الإعلام، أهمية دور الإعلام في تمتين أواصر الأخوة والمحبة بين شعبي البلدين وتشجيع الجانبين على توطيد العلاقات في مجالات مختلفة تخدم مصالح الشعبين وتطلعاتهما في بناء مستقبل مشرق لمنطقة الشرق الأوسط.

فقد استعرض الرئيس الأسد قبل ظهر أمس مع ارينتش التطور المتنامي في علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين سورية وتركيا والتي تُوّجت بتوقيع عشرات الاتفاقيات المهمة خلال الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا أواخر العام الماضي والآفاق المستقبلية لتعزيز هذه العلاقات في العديد من المجالات والمشاريع الاستثمارية المشتركة. ‏

كما جرى بحث الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع سورية وتركيا حيث أكد الرئيس الأسد أهمية دور الإعلام في تمتين أواصر الأخوة والمحبة بين شعبي البلدين وتشجيع الجانبين على توطيد العلاقات في مجالات مختلفة تخدم مصالح الشعبين وتطلعاتهما في بناء مستقبل مشرق لمنطقة الشرق الأوسط. ‏

كما تناول اللقاء آخر المستجدات في المنطقة والدور الأساسي الذي يقوم به كل من سورية وتركيا بالتشاور والتنسيق فيما بينهما لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ‏

حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور محسن بلال وزير الإعلام والوفد المرافق لارينتش والسفير التركي في دمشق. ‏

وكان الرئيس الأسد التقى صباح أمس وزير الخارجية السويدي السيد كارل بيلت وتركز اللقاء على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً عملية السلام المتوقفة بسبب المواقف والتصرفات الإسرائيلية حيث جدد الرئيس الأسد موقف سورية من عملية السلام مؤكداً أهمية وجود دور أوروبي محوري داعم للوساطة التركية. ‏

دوره أكد بيلت دور سورية المحوري في المنطقة ودعم بلاده والاتحاد الأوروبي لعملية السلام وخصوصاً أن القرب الجغرافي والتاريخي لأوروبا يجعلها أكثر فهما لقضايا منطقة الشرق الأوسط، ما يوجب العمل المشترك لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وبهذا الصدد تطرق الوزير إلى أهمية التنسيق الأوروبي ـ الأميركي. ‏

وفي الوضع الفلسطيني شدد الرئيس الأسد على أهمية توصل جميع الفلسطينيين إلى مواقف موحدة كي يكونوا أقدر على تمثيل شعبهم والعمل من أجل استعادة حقوقهم كما تمت مناقشة الوضع في العراق وأهمية الوحدة الوطنية وتعاون جميع الأطراف لما فيه خير مستقبل العراق. ‏

كما أكد الرئيس الأسد حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية بما فيها إيران في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. ‏

 وتناول الحديث الشراكة السورية ـ الأوروبية ومواصلة الحوار بين الاتحاد الأوروبي وسورية لتذليل العقبات التي تحول دون توقيع اتفاق الشراكة. ‏

حضر اللقاء وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية ومدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية والسفير السويدي بدمشق والوفد المرافق لبيلت. ‏

وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء قال الوزير السويدي: إن محادثاته مع الرئيس الأسد كانت بناءة وإيجابية وتناولت طيفاً واسعاً من القضايا في المنطقة والعلاقات السورية ـ الأوروبية. ‏

وأوضح بيلت أن المحادثات ركزت على القضايا السياسية في المنطقة ومنها الحاجة إلى تحقيق السلام الشامل والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وكذلك المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي وضرورة إحراز تقدم بين سورية وإسرائيل على أساس الاعتراف بإعادة الأرض المحتلة. ‏

ووصف الوزير بيلت الوساطة التركية بأنها إيجابية جداً وقال: إن تركيا لعبت دوراً إيجابياً فيما يتعلق بالمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل وأعتقد أن هذه المحادثات إذا ما استؤنفت فستكون في مصلحة الجميع ولاسيما في ظل التوتر في الشرق الأوسط وغياب التقدم على صعيد عملية السلام. ‏

وأشار الوزير السويدي إلى أن المحادثات شملت أيضاً العلاقة بين سورية والاتحاد الأوروبي معبراً عن أمله بأن يكون هناك تقدم في اتفاقية الشراكة التي ستوفر قاعدة ثابتة لعلاقات متنامية مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل وأن يتم توقيع الاتفاقية خلال فترة الرئاسة الإسبانية للاتحاد. ‏

وأضاف الوزير بيلت: تمت مناقشة الوضع في العراق والانتخابات البرلمانية القادمة وما سيحدث بعدها، والجميع مهتم بالاستقرار في العراق إضافة إلى الملف النووي الإيراني والحاجة إلى إيجاد حل لهذا الملف لافتا إلى ضرورة احترام حق أي دولة بتطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية بالانسجام مع معاهدة الحد من الانتشار النووي

  • فريق ماسة
  • 2010-02-28
  • 9034
  • من الأرشيف

الرئيس الأسد لـوزير خارجية السويد: دور أوروبي محوري داعم لوساطة أنقرة في عملية السلام

جدد السيد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، موقف سورية من عملية السلام المتوقفة بسبب المواقف والتصرفات الإسرائيلية، مؤكداً أهمية وجود دور أوروبي محوري داعم للوساطة التركية، في حين أكد الرئيس الأسد، خلال لقائه بولاند ارينتش نائب رئيس مجلس الوزراء التركي ـ وزير الدولة لشؤون الإعلام، أهمية دور الإعلام في تمتين أواصر الأخوة والمحبة بين شعبي البلدين وتشجيع الجانبين على توطيد العلاقات في مجالات مختلفة تخدم مصالح الشعبين وتطلعاتهما في بناء مستقبل مشرق لمنطقة الشرق الأوسط. فقد استعرض الرئيس الأسد قبل ظهر أمس مع ارينتش التطور المتنامي في علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين سورية وتركيا والتي تُوّجت بتوقيع عشرات الاتفاقيات المهمة خلال الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا أواخر العام الماضي والآفاق المستقبلية لتعزيز هذه العلاقات في العديد من المجالات والمشاريع الاستثمارية المشتركة. ‏ كما جرى بحث الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع سورية وتركيا حيث أكد الرئيس الأسد أهمية دور الإعلام في تمتين أواصر الأخوة والمحبة بين شعبي البلدين وتشجيع الجانبين على توطيد العلاقات في مجالات مختلفة تخدم مصالح الشعبين وتطلعاتهما في بناء مستقبل مشرق لمنطقة الشرق الأوسط. ‏ كما تناول اللقاء آخر المستجدات في المنطقة والدور الأساسي الذي يقوم به كل من سورية وتركيا بالتشاور والتنسيق فيما بينهما لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ‏ حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور محسن بلال وزير الإعلام والوفد المرافق لارينتش والسفير التركي في دمشق. ‏ وكان الرئيس الأسد التقى صباح أمس وزير الخارجية السويدي السيد كارل بيلت وتركز اللقاء على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً عملية السلام المتوقفة بسبب المواقف والتصرفات الإسرائيلية حيث جدد الرئيس الأسد موقف سورية من عملية السلام مؤكداً أهمية وجود دور أوروبي محوري داعم للوساطة التركية. ‏ دوره أكد بيلت دور سورية المحوري في المنطقة ودعم بلاده والاتحاد الأوروبي لعملية السلام وخصوصاً أن القرب الجغرافي والتاريخي لأوروبا يجعلها أكثر فهما لقضايا منطقة الشرق الأوسط، ما يوجب العمل المشترك لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وبهذا الصدد تطرق الوزير إلى أهمية التنسيق الأوروبي ـ الأميركي. ‏ وفي الوضع الفلسطيني شدد الرئيس الأسد على أهمية توصل جميع الفلسطينيين إلى مواقف موحدة كي يكونوا أقدر على تمثيل شعبهم والعمل من أجل استعادة حقوقهم كما تمت مناقشة الوضع في العراق وأهمية الوحدة الوطنية وتعاون جميع الأطراف لما فيه خير مستقبل العراق. ‏ كما أكد الرئيس الأسد حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية بما فيها إيران في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. ‏  وتناول الحديث الشراكة السورية ـ الأوروبية ومواصلة الحوار بين الاتحاد الأوروبي وسورية لتذليل العقبات التي تحول دون توقيع اتفاق الشراكة. ‏ حضر اللقاء وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية ومدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية والسفير السويدي بدمشق والوفد المرافق لبيلت. ‏ وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء قال الوزير السويدي: إن محادثاته مع الرئيس الأسد كانت بناءة وإيجابية وتناولت طيفاً واسعاً من القضايا في المنطقة والعلاقات السورية ـ الأوروبية. ‏ وأوضح بيلت أن المحادثات ركزت على القضايا السياسية في المنطقة ومنها الحاجة إلى تحقيق السلام الشامل والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وكذلك المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي وضرورة إحراز تقدم بين سورية وإسرائيل على أساس الاعتراف بإعادة الأرض المحتلة. ‏ ووصف الوزير بيلت الوساطة التركية بأنها إيجابية جداً وقال: إن تركيا لعبت دوراً إيجابياً فيما يتعلق بالمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل وأعتقد أن هذه المحادثات إذا ما استؤنفت فستكون في مصلحة الجميع ولاسيما في ظل التوتر في الشرق الأوسط وغياب التقدم على صعيد عملية السلام. ‏ وأشار الوزير السويدي إلى أن المحادثات شملت أيضاً العلاقة بين سورية والاتحاد الأوروبي معبراً عن أمله بأن يكون هناك تقدم في اتفاقية الشراكة التي ستوفر قاعدة ثابتة لعلاقات متنامية مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل وأن يتم توقيع الاتفاقية خلال فترة الرئاسة الإسبانية للاتحاد. ‏ وأضاف الوزير بيلت: تمت مناقشة الوضع في العراق والانتخابات البرلمانية القادمة وما سيحدث بعدها، والجميع مهتم بالاستقرار في العراق إضافة إلى الملف النووي الإيراني والحاجة إلى إيجاد حل لهذا الملف لافتا إلى ضرورة احترام حق أي دولة بتطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية بالانسجام مع معاهدة الحد من الانتشار النووي

المصدر : سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة