أكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ضرورة احترام الاتفاقات الثنائية الموقعة بين لبنان وسورية مشددا على أن ما يجري في سورية شأن داخلي سوري وأن النأي بالنفس يعني عدم التدخل في شؤون الآخرين.

وقال منصور أمام وفد نقابة المحررين برئاسة النقيب الياس عون أمس "إن هناك اتفاقات ثنائية بيننا وبين سورية يجب احترامها والعمل على تجنب المخاطر.. ولا يكفي أن نقول إننا نريد أن ننأى بنفسنا عن الأحداث في سورية" مضيفا "إن ما يجري فيها ومنذ عامين يتعدى الإطار السوري ويشمل المنطقة ونحن رفعنا شعار النأي بالنفس معتبرين أن ما يجري في سورية مسألة داخلية ودعونا إلى ألا تكون الحدود اللبنانية معبرا للتدخل".

وأوضح منصور أن سياسة النأي بالنفس تعني عدم التدخل في شؤون الآخرين مستدركا أنه وللأسف تجلت الأحداث في وقائع واضحة منها تهريب السلاح والأشخاص ومصادرة باخرة لطف الله 2 متسائلا هل عرف من أرسلها ولمن وكيف ولأي جهة.

كما لفت منصور إلى مسألة المهجرين السوريين جراء الأحداث الأمنية وقال "أين كان التوجه السياسي في لبنان .. يا للأسف فقد تحركنا ونتحرك بعصبية ومذهبية .. ولان لبنان هو في قلب هذا الشرق ويتأثر بمحيطه وهنا تكمن أهمية التحلي بالوعي في التعاطي وجدنا السياسيين قد بدؤوا بالمطالبة بإسقاط سورية" مضيفا "ليس من واجب احد تقويم ما يحصل في الداخل السوري إذا أردنا اعتماد سياسة النأي بالنفس بل علينا أن نرى انعكاسات ما يحصل على لبنان فهل اعتمد لبنان أن يكون الخاصرة الرخوة لسورية".

واعتبر منصور أن السبب في أن الأحداث الأمنية خفت في شمال لبنان وأن الحدود لم تعد مصدر توتر يعود إلى تطهير الجيش العربي السوري لتلكلخ والقصير من المسلحين وقال "عندما لم تكونا كذلك كان السلاح والمسلحون يعبرون الحدود ويتسببون بهذا التوتر".

وأشار منصور إلى أن الجماعات المتطرفة لا تؤمن بكيانات وتضخ أفكارا خطرة وتحملنا على طرح أسئلة كثيرة.. من سيحكم ولمصلحة من وضد من وقال "إن فكرة إلغاء الآخر خطرة ومخيفة وخصوصا في هذه المنطقة المؤلفة من تنوع ثقافي وديني يتكون من أديان وطوائف ومذاهب وقوميات وعرقيات موضحا أن الإصلاح لا يتم بالعنف والسلاح وجلب المرتزقة والتطرف وأن الوصول إلى الديمقراطية أمر ضروري ولكن يستدعي فكرا متنورا.

وجدد منصور التأكيد على أن لا حل للأزمة في سورية إلا عبر الحوار مشيرا إلى وجود تغيير في المواقف الأوروبية من هذه الأزمة.

وعن الأوضاع التي تشهدها مصر حاليا أوضح منصور أن لبنان يحترم إرادة الشعب المصري موضحا أن مصر هي بوصلة عربية ودولة فاعلة في العالم العربي نتمنى لها أن تستعيد دورها.

اللقاء المشرقي: سورية قامة باسقة تتكسر على صخرتها المؤامرات

في سياق آخر انطلقت في بيروت أمس أعمال "اللقاء المشرقي دفاعا عن سورية" بمشاركة أكثر من مئة شخصية سياسية وحزبية وإعلامية ونخبة من الكتاب والمفكرين من سورية ولبنان ودول عربية أخرى.

وشدد ناهض حتر رئيس مركز اللقاء المشرقي في كلمته على أن سورية دولة المقاومة وهي جوهرة التحرر العربي مؤكدا أن دورها الإقليمي ومشروعها المقاوم لا يتسقان مع اقتصاد السوق المعولم ولا الانفتاح على الأطماع العثمانية القديمة الجديدة في الأرض السورية ولا التفاهم مع الرجعيات العربية وأكد حتر ضرورة التصدي لمن يعمل على تفجير سورية وإضعاف دورها الإقليمي داعيا إلى ضمان انتصار سورية في معركة استئصال الإرهاب ومعركة تعزيز خط المقاومة.

وأوضح حتر أن هذا اللقاء التضامني مع سورية يأتي أولا للتأكيد على التضامن والترابط بين بلدان المشرقيات وأن معركة سورية ليست معركة الدولة السورية فقط وإنما هي معركة المشرق كله مشيرا إلى أن خط المقاومة انتقل إلى حالة مشرقية واصبح مؤثرا في إعادة صياغة التحولات في كل المنطقة.

وأضاف "إن اللقاء يأتي ايضا للبحث عن أفضل شكل من أشكال تدعيم التضامن والترابط والتواصل بين المثقفين والمناضلين الذين يريدون التأسيس لحركة تحرر وطني عربية جديدة وأشار إلى أنه سيصدر عن هذا اللقاء وثيقة سياسية تهدف إلى توحيد واستنهاض الخط الوطني التقدمي وسيوجه أكثر من رسالة إحداها إلى المقاومين والجيش العربي السوري الذي يتصدى للإرهابيين المسلحين على الأرض السورية بأن الحركات الوطنية تقف إلى جانبه في مواجهة القوى الإرهابية وكل التدخلات الرجعية معربا عن قناعته بأن الحرب على سورية ستنتهي وسندخل في مرحلة إعادة الإعمار لهذا المشرق وكل مكوناته المحكوم بالتعددية والتسامح والآخاء.

بدوره أكد علي حباشنة باسم الوفد الأردني أن سورية المقاومة تنتصب في قلب الصراع الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط قامة عربية باسقة وصلبة تتكسر على صخرتها الغزوة الوحشية الكبرى التي يتواطأ فيها أقزام الزمن العربي النفطي والمتسكعون على أبوابهم مع الغزاة الاستعماريين أعداء الإنسانية الذين يعملون سوية في غرف العمليات السوداء المغلقة مع مختلف أجهزة الاستخبارات وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي في محاولة للنيل من سورية العروبة مشيرا إلى أن الأطلسي وعثمانييه الجدد مع نواطير النفط العربي في الخليج تكالبوا ليحشدوا ضد الدولة السورية كل ظلاميي الأرض من مجرمين ومرضى نفسيين بعد أن استباحوا العراق لسنوات.

وأوضح الحباشنة أن إنجازات الجيش العربي السوري البطل لم تغير الحقائق على الأرض فحسب بل غيرت أيضا حقائق التوازنات الدولية ليس في منطقتنا فقط وإنما على صعيد العالم بأسره مشيرا إلى أن سورية باتت اليوم تشكل المحرك الذي لا تخطئه العين وراء إعادة صياغة العالم وهي تدافع عن سيادتها واستقلالها وشعبها في وجه البربرية الأطلسية العثمانية الجديدة وعربان الخليج لافتا في هذا الصدد إلى الموقف المبدئي لروسيا إزاء ما يجري في سورية.

بدوره شدد علي منعم من لبنان في كلمته على أن صمود سورية وحده أدى إلى اسقاط كذبة "التطلب الديمقراطي" التي روجتها ممالك وإمارات التخلف والجهل متسائلا هل يصدق عاقل أن صحراء التعصب الوهابي والعمالة القطرية قادرة على كسر رحابة وخصوبة المجتمع الإسلامي الشامي الحضري والمتسامح.

ولفت إلى صمود سورية شعبا وجيشا ودولة في مواجهة الحرب الكونية ضدها موضحا أن سورية تشهد حربا استعمارية صهيونية رجعية لايمكن مواجهتها والانتصار فيها إلا من خلال مواجهة وطنية شاملة توظف فيها كل الطاقات وتنخرط فيها كل القوى الوطنية.

ولفت إلى الموقفين الروسي والصيني الداعمين لسيادة سورية وحق الشعب السوري في تقرير مصيره بعيدا عن أي تدخل خارجي ودور ذلك في ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يفسح المجال أمام نضال الشعوب من أجل التحرر الوطني.

بدوره رأى فاضل الربيعي من العراق أن ما يجري في سورية ومن حولها معركة تاريخية كبرى عنوانها الحقيقي إعادة صياغة علاقات القوة الدولية.

وأوضح أن العالم بأسره تعرض للخداع والتضليل لأكثر من عامين حين جرى تصوير العدوان الغاشم على سورية من جانب الرجعيات الخليجية المتواطئة مع الغرب على أنه عمل من أعمال الحربية أو أنه عمل ثوري لتحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية بينما الوقائع اليومية تبرهن للقاصي والداني أن هذا العدوان ومن خلال التمويل والإمداد بالسلاح والمرتزقة كان يستهدف وحدة سورية في الصميم وتحطيم الجيش السوري وصولا إلى تمزيق أوصال سورية ودورها ونسيجها الاجتماعي والثقافي والروحي تماما كما فعل الغزاة في العراق ربيع 2003 حين قاموا بتحطيم الجيش العراقي.

وشدد الربيعي على أن الدفاع عن سورية يغدو في كل لحظة هو نقطة الارتكاز في وجود الأمة في المسرح التاريخي لا مجرد فكرة تجريدية عن الأمن القومي العربي وحسب.

وفي تصريحات لمراسل سانا على هامش اللقاء أوضح الباحث الاستراتيجي اللبناني العميد أمين حطيط أن اللقاء العربي المشرقي يكسر كل الحدود التي رسمتها سايكس-بيكو والاستعمار وهذا الاجتماع لم يكن ليحصل لو لم تكن أمواج المشروع الغربي العدواني تكسرت على الصخور السورية.

وقال حطيط إن سورية بصمودها انتجت بيئة ومجالا للعرب والمشرقيين ان يثقوا بأنفسهم و قوتهم و قدرتهم على الثبات والرسوخ في الأرض وليبقوا هذا الشرق شرقا أوسط لاهله وأنه لن يكون شرق أوسط جديدا لأميركا ولن تستطيع أميركا أن تجدد استعمارها لهذه المنطقة لمئة عام تحت غطاء الإسلام السياسي الذي فشل فشلا ذريعا وسقطت أقنعته بشكل سافر معبرا عن ثقته أننا سنشهد قريبا احتفال سورية بالنصر على العدوان الذي استهدفها والمقاومة.

وأضاف "إن القوى المدافعة عن سورية تسير في خط تصاعدي والقوى المعتدية تسير في خط متهافت وهذا ما نلحظه في الميدان العسكري والميدان السياسي الإقليمي".

من جهته اعتبر طارق الأحمد من سورية عن الحزب السوري القومي الاجتماعي أن معظم التيارات السياسية التي تنتمي إليها الشخصيات الوطنية المشاركة في اللقاء المشرقي أصبحت تتحدث بلغة واحدة بعد انكشاف أبعاد العدوان على سورية.

وقال الأحمد إنه أصبح لزاما على الجميع أن يعلموا أن الدفاع عن سورية ينطلق من عمق فهمنا أن هذه المنطقة لا يمكن أن تعيش إلا كمنطقة جغرافية واحدة ولا بد من أن تدافع عن نفسها كمنطقة جغرافية واحدة.

بدوره أكد علاء المولى وهو أحد مؤسسي اللقاء المشرقي ضرورة الوقوف ضد الهجمة الإمبريالية الأميركية والرجعية العربية التي تستخدم الإرهاب والإرهابيين السلفيين والتكفيريين في حربها على سورية ومفهوم الأمن الوطني فيها.

كما أشار إلى ضرورة تطوير عناصر رؤية متكاملة للمشرقية الجديدة باعتبارها إطارا للعمل الجيوسياسي الموحد الذي يشكل المخرج من الأزمة وارتداداتها على الدول العربية المجاورة.

وأوضح أن المشرقية الجديدة ليست منطلقة من إيديولوجيا أو عقيدة وإنما من التطورات السياسية والاقتصادية لأن الحرب الكونية على سورية كشفت أن مصير الشعوب العربية واحد وأن الحدود التي رسمتها الدول في اتفاقية سايكس-بيكو بدت اصطناعية وأن هناك علامات كثيرة تشير إلى أن بعض الدول تبحث عن مشروع تفتيتي آخر في المنطقة مؤكدا ضرورة البحث عن مشروع توحيدي يعتمد على دينامية التوحيد لمواجهة دينامية التفتيت والدويلات.

من جهته اعتبر منير كشوف من الجبهة الشعبية في تونس أن المد الاخواني السلفي التكفيري الوهابي الممول من دول عربية خليجية والمدعوم من قوى استعمارية غربية ومن تركيا هو صنيعة أميركا من اجل التدخل في شؤون الدول للسيطرة على ثروات الشعوب العربية مشددا على أن عملاء الولايات المتحدة يعملون اليوم لتدمير سورية عبر تجنيد الإرهابيين للقتال فيها.

وخلص كشوف إلى أن نضال الشعب التونسي ضد القوى الرجعية هو تكملة لنضال الشعب السوري ضد القوى الظلامية.
  • فريق ماسة
  • 2013-07-05
  • 10848
  • من الأرشيف

منصور: النأي بالنفس يعني عدم التدخل في شؤون الآخرين.. اللقاء المشرقي: سورية قامة باسقة تتكسر على صخرتها المؤامرات

أكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ضرورة احترام الاتفاقات الثنائية الموقعة بين لبنان وسورية مشددا على أن ما يجري في سورية شأن داخلي سوري وأن النأي بالنفس يعني عدم التدخل في شؤون الآخرين. وقال منصور أمام وفد نقابة المحررين برئاسة النقيب الياس عون أمس "إن هناك اتفاقات ثنائية بيننا وبين سورية يجب احترامها والعمل على تجنب المخاطر.. ولا يكفي أن نقول إننا نريد أن ننأى بنفسنا عن الأحداث في سورية" مضيفا "إن ما يجري فيها ومنذ عامين يتعدى الإطار السوري ويشمل المنطقة ونحن رفعنا شعار النأي بالنفس معتبرين أن ما يجري في سورية مسألة داخلية ودعونا إلى ألا تكون الحدود اللبنانية معبرا للتدخل". وأوضح منصور أن سياسة النأي بالنفس تعني عدم التدخل في شؤون الآخرين مستدركا أنه وللأسف تجلت الأحداث في وقائع واضحة منها تهريب السلاح والأشخاص ومصادرة باخرة لطف الله 2 متسائلا هل عرف من أرسلها ولمن وكيف ولأي جهة. كما لفت منصور إلى مسألة المهجرين السوريين جراء الأحداث الأمنية وقال "أين كان التوجه السياسي في لبنان .. يا للأسف فقد تحركنا ونتحرك بعصبية ومذهبية .. ولان لبنان هو في قلب هذا الشرق ويتأثر بمحيطه وهنا تكمن أهمية التحلي بالوعي في التعاطي وجدنا السياسيين قد بدؤوا بالمطالبة بإسقاط سورية" مضيفا "ليس من واجب احد تقويم ما يحصل في الداخل السوري إذا أردنا اعتماد سياسة النأي بالنفس بل علينا أن نرى انعكاسات ما يحصل على لبنان فهل اعتمد لبنان أن يكون الخاصرة الرخوة لسورية". واعتبر منصور أن السبب في أن الأحداث الأمنية خفت في شمال لبنان وأن الحدود لم تعد مصدر توتر يعود إلى تطهير الجيش العربي السوري لتلكلخ والقصير من المسلحين وقال "عندما لم تكونا كذلك كان السلاح والمسلحون يعبرون الحدود ويتسببون بهذا التوتر". وأشار منصور إلى أن الجماعات المتطرفة لا تؤمن بكيانات وتضخ أفكارا خطرة وتحملنا على طرح أسئلة كثيرة.. من سيحكم ولمصلحة من وضد من وقال "إن فكرة إلغاء الآخر خطرة ومخيفة وخصوصا في هذه المنطقة المؤلفة من تنوع ثقافي وديني يتكون من أديان وطوائف ومذاهب وقوميات وعرقيات موضحا أن الإصلاح لا يتم بالعنف والسلاح وجلب المرتزقة والتطرف وأن الوصول إلى الديمقراطية أمر ضروري ولكن يستدعي فكرا متنورا. وجدد منصور التأكيد على أن لا حل للأزمة في سورية إلا عبر الحوار مشيرا إلى وجود تغيير في المواقف الأوروبية من هذه الأزمة. وعن الأوضاع التي تشهدها مصر حاليا أوضح منصور أن لبنان يحترم إرادة الشعب المصري موضحا أن مصر هي بوصلة عربية ودولة فاعلة في العالم العربي نتمنى لها أن تستعيد دورها. اللقاء المشرقي: سورية قامة باسقة تتكسر على صخرتها المؤامرات في سياق آخر انطلقت في بيروت أمس أعمال "اللقاء المشرقي دفاعا عن سورية" بمشاركة أكثر من مئة شخصية سياسية وحزبية وإعلامية ونخبة من الكتاب والمفكرين من سورية ولبنان ودول عربية أخرى. وشدد ناهض حتر رئيس مركز اللقاء المشرقي في كلمته على أن سورية دولة المقاومة وهي جوهرة التحرر العربي مؤكدا أن دورها الإقليمي ومشروعها المقاوم لا يتسقان مع اقتصاد السوق المعولم ولا الانفتاح على الأطماع العثمانية القديمة الجديدة في الأرض السورية ولا التفاهم مع الرجعيات العربية وأكد حتر ضرورة التصدي لمن يعمل على تفجير سورية وإضعاف دورها الإقليمي داعيا إلى ضمان انتصار سورية في معركة استئصال الإرهاب ومعركة تعزيز خط المقاومة. وأوضح حتر أن هذا اللقاء التضامني مع سورية يأتي أولا للتأكيد على التضامن والترابط بين بلدان المشرقيات وأن معركة سورية ليست معركة الدولة السورية فقط وإنما هي معركة المشرق كله مشيرا إلى أن خط المقاومة انتقل إلى حالة مشرقية واصبح مؤثرا في إعادة صياغة التحولات في كل المنطقة. وأضاف "إن اللقاء يأتي ايضا للبحث عن أفضل شكل من أشكال تدعيم التضامن والترابط والتواصل بين المثقفين والمناضلين الذين يريدون التأسيس لحركة تحرر وطني عربية جديدة وأشار إلى أنه سيصدر عن هذا اللقاء وثيقة سياسية تهدف إلى توحيد واستنهاض الخط الوطني التقدمي وسيوجه أكثر من رسالة إحداها إلى المقاومين والجيش العربي السوري الذي يتصدى للإرهابيين المسلحين على الأرض السورية بأن الحركات الوطنية تقف إلى جانبه في مواجهة القوى الإرهابية وكل التدخلات الرجعية معربا عن قناعته بأن الحرب على سورية ستنتهي وسندخل في مرحلة إعادة الإعمار لهذا المشرق وكل مكوناته المحكوم بالتعددية والتسامح والآخاء. بدوره أكد علي حباشنة باسم الوفد الأردني أن سورية المقاومة تنتصب في قلب الصراع الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط قامة عربية باسقة وصلبة تتكسر على صخرتها الغزوة الوحشية الكبرى التي يتواطأ فيها أقزام الزمن العربي النفطي والمتسكعون على أبوابهم مع الغزاة الاستعماريين أعداء الإنسانية الذين يعملون سوية في غرف العمليات السوداء المغلقة مع مختلف أجهزة الاستخبارات وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي في محاولة للنيل من سورية العروبة مشيرا إلى أن الأطلسي وعثمانييه الجدد مع نواطير النفط العربي في الخليج تكالبوا ليحشدوا ضد الدولة السورية كل ظلاميي الأرض من مجرمين ومرضى نفسيين بعد أن استباحوا العراق لسنوات. وأوضح الحباشنة أن إنجازات الجيش العربي السوري البطل لم تغير الحقائق على الأرض فحسب بل غيرت أيضا حقائق التوازنات الدولية ليس في منطقتنا فقط وإنما على صعيد العالم بأسره مشيرا إلى أن سورية باتت اليوم تشكل المحرك الذي لا تخطئه العين وراء إعادة صياغة العالم وهي تدافع عن سيادتها واستقلالها وشعبها في وجه البربرية الأطلسية العثمانية الجديدة وعربان الخليج لافتا في هذا الصدد إلى الموقف المبدئي لروسيا إزاء ما يجري في سورية. بدوره شدد علي منعم من لبنان في كلمته على أن صمود سورية وحده أدى إلى اسقاط كذبة "التطلب الديمقراطي" التي روجتها ممالك وإمارات التخلف والجهل متسائلا هل يصدق عاقل أن صحراء التعصب الوهابي والعمالة القطرية قادرة على كسر رحابة وخصوبة المجتمع الإسلامي الشامي الحضري والمتسامح. ولفت إلى صمود سورية شعبا وجيشا ودولة في مواجهة الحرب الكونية ضدها موضحا أن سورية تشهد حربا استعمارية صهيونية رجعية لايمكن مواجهتها والانتصار فيها إلا من خلال مواجهة وطنية شاملة توظف فيها كل الطاقات وتنخرط فيها كل القوى الوطنية. ولفت إلى الموقفين الروسي والصيني الداعمين لسيادة سورية وحق الشعب السوري في تقرير مصيره بعيدا عن أي تدخل خارجي ودور ذلك في ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يفسح المجال أمام نضال الشعوب من أجل التحرر الوطني. بدوره رأى فاضل الربيعي من العراق أن ما يجري في سورية ومن حولها معركة تاريخية كبرى عنوانها الحقيقي إعادة صياغة علاقات القوة الدولية. وأوضح أن العالم بأسره تعرض للخداع والتضليل لأكثر من عامين حين جرى تصوير العدوان الغاشم على سورية من جانب الرجعيات الخليجية المتواطئة مع الغرب على أنه عمل من أعمال الحربية أو أنه عمل ثوري لتحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية بينما الوقائع اليومية تبرهن للقاصي والداني أن هذا العدوان ومن خلال التمويل والإمداد بالسلاح والمرتزقة كان يستهدف وحدة سورية في الصميم وتحطيم الجيش السوري وصولا إلى تمزيق أوصال سورية ودورها ونسيجها الاجتماعي والثقافي والروحي تماما كما فعل الغزاة في العراق ربيع 2003 حين قاموا بتحطيم الجيش العراقي. وشدد الربيعي على أن الدفاع عن سورية يغدو في كل لحظة هو نقطة الارتكاز في وجود الأمة في المسرح التاريخي لا مجرد فكرة تجريدية عن الأمن القومي العربي وحسب. وفي تصريحات لمراسل سانا على هامش اللقاء أوضح الباحث الاستراتيجي اللبناني العميد أمين حطيط أن اللقاء العربي المشرقي يكسر كل الحدود التي رسمتها سايكس-بيكو والاستعمار وهذا الاجتماع لم يكن ليحصل لو لم تكن أمواج المشروع الغربي العدواني تكسرت على الصخور السورية. وقال حطيط إن سورية بصمودها انتجت بيئة ومجالا للعرب والمشرقيين ان يثقوا بأنفسهم و قوتهم و قدرتهم على الثبات والرسوخ في الأرض وليبقوا هذا الشرق شرقا أوسط لاهله وأنه لن يكون شرق أوسط جديدا لأميركا ولن تستطيع أميركا أن تجدد استعمارها لهذه المنطقة لمئة عام تحت غطاء الإسلام السياسي الذي فشل فشلا ذريعا وسقطت أقنعته بشكل سافر معبرا عن ثقته أننا سنشهد قريبا احتفال سورية بالنصر على العدوان الذي استهدفها والمقاومة. وأضاف "إن القوى المدافعة عن سورية تسير في خط تصاعدي والقوى المعتدية تسير في خط متهافت وهذا ما نلحظه في الميدان العسكري والميدان السياسي الإقليمي". من جهته اعتبر طارق الأحمد من سورية عن الحزب السوري القومي الاجتماعي أن معظم التيارات السياسية التي تنتمي إليها الشخصيات الوطنية المشاركة في اللقاء المشرقي أصبحت تتحدث بلغة واحدة بعد انكشاف أبعاد العدوان على سورية. وقال الأحمد إنه أصبح لزاما على الجميع أن يعلموا أن الدفاع عن سورية ينطلق من عمق فهمنا أن هذه المنطقة لا يمكن أن تعيش إلا كمنطقة جغرافية واحدة ولا بد من أن تدافع عن نفسها كمنطقة جغرافية واحدة. بدوره أكد علاء المولى وهو أحد مؤسسي اللقاء المشرقي ضرورة الوقوف ضد الهجمة الإمبريالية الأميركية والرجعية العربية التي تستخدم الإرهاب والإرهابيين السلفيين والتكفيريين في حربها على سورية ومفهوم الأمن الوطني فيها. كما أشار إلى ضرورة تطوير عناصر رؤية متكاملة للمشرقية الجديدة باعتبارها إطارا للعمل الجيوسياسي الموحد الذي يشكل المخرج من الأزمة وارتداداتها على الدول العربية المجاورة. وأوضح أن المشرقية الجديدة ليست منطلقة من إيديولوجيا أو عقيدة وإنما من التطورات السياسية والاقتصادية لأن الحرب الكونية على سورية كشفت أن مصير الشعوب العربية واحد وأن الحدود التي رسمتها الدول في اتفاقية سايكس-بيكو بدت اصطناعية وأن هناك علامات كثيرة تشير إلى أن بعض الدول تبحث عن مشروع تفتيتي آخر في المنطقة مؤكدا ضرورة البحث عن مشروع توحيدي يعتمد على دينامية التوحيد لمواجهة دينامية التفتيت والدويلات. من جهته اعتبر منير كشوف من الجبهة الشعبية في تونس أن المد الاخواني السلفي التكفيري الوهابي الممول من دول عربية خليجية والمدعوم من قوى استعمارية غربية ومن تركيا هو صنيعة أميركا من اجل التدخل في شؤون الدول للسيطرة على ثروات الشعوب العربية مشددا على أن عملاء الولايات المتحدة يعملون اليوم لتدمير سورية عبر تجنيد الإرهابيين للقتال فيها. وخلص كشوف إلى أن نضال الشعب التونسي ضد القوى الرجعية هو تكملة لنضال الشعب السوري ضد القوى الظلامية.

المصدر : الماسة السورية/ سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة