اعتقلت قوات الأمن التركي أمس نحو 60 معتصما بعدما أقدمت على إزالة خيمهم من الساحة المركزية لمدينة أزمير.

وذكرت صحيفة (يورت) التركية أمس أن شرطة أردوغان داهمت في ساعات الصباح الباكر خيم المحتجين في ساحة "كون دوغدو" بأزمير وأزالت خيامهم بالقوة وفضت تجمعهم المتواصل منذ 17 يوما تضامنا مع المحتجين السلميين في ساحة "تقسيم" باسطنبول واعتقلت 59 شخصا.

من جهة ثانية هاجمت الشرطة التركية في أنقرة المحتجين المطالبين برحيل رجب طيب أردوغان بالمياه وغاز الفلفل كما داهمت قوات الشرطة الخيم التي أقامها المحتجون في ساحة باريش "السلام" بمدينة مرسين.

وقالت صحيفة يورت إن قوات مكافحة الشغب حاصرت المتنزه الذي أقام فيه المحتجون الخيم قبل 21 يوما تضامنا مع محتجي متنزه كيزي واقتلعتها بينما اعتلقت شخصا رفض إبراز هويته في حين واصل المحتجون اعتصامهم على الرغم من اعتداء الشرطة على خيمهم.

وفي اسطنبول لا تزال ساحة تقسيم التي كانت أساس حركة الاحتجاجات ضد رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان تحت مراقبة الشرطة التركية التي خففت من انتشارها فيها.

وإزاء استمرار ترهيب المحتجين الأتراك بالاعتقال نبهت صحيفة حريت إلى أن المعتصمين الذين تم اعتقالهم في إطار الاحتجاجات يتعرضون لمعاملة سيئة وغير إنسانية حيث تجبر الجهات المعنية المعتقلين على متابعة صور فيديو لمظاهرات حزب العدالة والتنمية إضافة الى عدم تلبية حاجاتهم الأساسية من ماء وطعام.

وقالت الصحيفة نقلا عن تقارير المحامين الموكلين من قبل نقابة محامين اسطنبول للدفاع عن المعتقلين "إن المعتقلين تعرضوا للضرب والمعاملة غير الإنسانية وتم احتجازهم داخل الحافلات دون تلبية حاجاتهم الأساسية إضافة إلى معاملة المحامين معاملة سيئة ومنعهم من ممارسة مهامهم وعدم الاعتراف بمهمتهم الحقوقية".

إلى ذلك أدانت ست منظمات تركية لأطباء استخدام الشرطة المفرط للغاز المسيل للدموع في قمع التظاهرات المناهضة للحكومة وأشارت إلى حالتي وفاة محتملتين بسبب الغاز الذي وصفته بأنه "سلاح كيميائي".

ونقلت ا ف ب عن البروفيسور أوميت بيجر قوله باسم جمعية اختصاصيي الطب الشرعي "نحن قلقون جدا لوفاة مواطنين جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع ولم تحسب وفاتهما في حصيلة ضحايا المواجهات".

وأشارت السلطات التركية واتحاد الأطباء الأتراك إلى مقتل أربعة حتى الآن جراء العنف المفرط الذي واجهت به قوات الأمن التركي المتظاهرين هم مدنيان أصيبا في هاتاي جنوب تركيا الأول بقنبلة مسيلة للدموع والثاني برصاصة وآخر دهسته سيارة في اسطنبول وشرطي سقط من فوق جسر في لأضنة.

وتضاف إلى هذه الحصيلة وفاة رجل في الـ 47 يعمل في مدرسة خاصة بأنقرة بعد إصابته بمشكلات في التنفس إثر تعرضه للغاز المسيل للدموع وامرأة في الخمسين توفيت بأزمة قلبية في اسطنبول في ظروف مماثلة.

واعتبر بيجر أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع ليس كوسيلة للسيطرة على الحشود بل كـ "سلاح كيميائي" بإطلاقها القنابل عن مسافة قريبة من الأشخاص أوفي أماكن مغلقة وهما أمران تحظرهما المعاهدات الدولية.

وقال البروفيسور أليف داغلي من المؤسسة التركية لأطباء الأمراض الصدرية إن 41 بالمئة من الأشخاص الذين تنشقوا الغاز كانوا على مسافة قريبة جدا تقل عن خمسة أمتار من قنبلة مسيلة للدموع و21 بالمئة كانوا في مكان مغلق كاشفا نتائج تحقيق لدى 356 شخصا تعرضوا للغاز المسيل للدموع.

وأوضح أن الأعراض التي سجلت لدى هؤلاء كانت السعال وآلاما في الصدر والسعال المترافق بدم. بدوره أدان البروفيسور دوغان شاهين من الجمعية التركية للأمراض النفسية استخدام الغاز المسيل للدموع "الذي قد يكون أقرب إلى التعذيب عندما يكون الهدف التسبب بآلام جسدية ونفسية لمعاقبة المتظاهرين" مقدرا عدد ضحايا "الاضطرابات النفسية المتكررة أو الدائمة" نتيجة قمع الشرطة التركية للمحتجين بهذه الطريقة بـ 50 ألفا.

يذكر أن الصدامات في تركيا أوقعت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة أربعة قتلى على الأقل و7800 جريح بينهم 59 في حالة الخطر بحسب آخر حصيلة نشرها اتحاد الأطباء الأتراك.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-20
  • 7741
  • من الأرشيف

منظمات طبية تصف الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته شرطة أردوغان بـ "سلاح كيميائي

اعتقلت قوات الأمن التركي أمس نحو 60 معتصما بعدما أقدمت على إزالة خيمهم من الساحة المركزية لمدينة أزمير. وذكرت صحيفة (يورت) التركية أمس أن شرطة أردوغان داهمت في ساعات الصباح الباكر خيم المحتجين في ساحة "كون دوغدو" بأزمير وأزالت خيامهم بالقوة وفضت تجمعهم المتواصل منذ 17 يوما تضامنا مع المحتجين السلميين في ساحة "تقسيم" باسطنبول واعتقلت 59 شخصا. من جهة ثانية هاجمت الشرطة التركية في أنقرة المحتجين المطالبين برحيل رجب طيب أردوغان بالمياه وغاز الفلفل كما داهمت قوات الشرطة الخيم التي أقامها المحتجون في ساحة باريش "السلام" بمدينة مرسين. وقالت صحيفة يورت إن قوات مكافحة الشغب حاصرت المتنزه الذي أقام فيه المحتجون الخيم قبل 21 يوما تضامنا مع محتجي متنزه كيزي واقتلعتها بينما اعتلقت شخصا رفض إبراز هويته في حين واصل المحتجون اعتصامهم على الرغم من اعتداء الشرطة على خيمهم. وفي اسطنبول لا تزال ساحة تقسيم التي كانت أساس حركة الاحتجاجات ضد رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان تحت مراقبة الشرطة التركية التي خففت من انتشارها فيها. وإزاء استمرار ترهيب المحتجين الأتراك بالاعتقال نبهت صحيفة حريت إلى أن المعتصمين الذين تم اعتقالهم في إطار الاحتجاجات يتعرضون لمعاملة سيئة وغير إنسانية حيث تجبر الجهات المعنية المعتقلين على متابعة صور فيديو لمظاهرات حزب العدالة والتنمية إضافة الى عدم تلبية حاجاتهم الأساسية من ماء وطعام. وقالت الصحيفة نقلا عن تقارير المحامين الموكلين من قبل نقابة محامين اسطنبول للدفاع عن المعتقلين "إن المعتقلين تعرضوا للضرب والمعاملة غير الإنسانية وتم احتجازهم داخل الحافلات دون تلبية حاجاتهم الأساسية إضافة إلى معاملة المحامين معاملة سيئة ومنعهم من ممارسة مهامهم وعدم الاعتراف بمهمتهم الحقوقية". إلى ذلك أدانت ست منظمات تركية لأطباء استخدام الشرطة المفرط للغاز المسيل للدموع في قمع التظاهرات المناهضة للحكومة وأشارت إلى حالتي وفاة محتملتين بسبب الغاز الذي وصفته بأنه "سلاح كيميائي". ونقلت ا ف ب عن البروفيسور أوميت بيجر قوله باسم جمعية اختصاصيي الطب الشرعي "نحن قلقون جدا لوفاة مواطنين جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع ولم تحسب وفاتهما في حصيلة ضحايا المواجهات". وأشارت السلطات التركية واتحاد الأطباء الأتراك إلى مقتل أربعة حتى الآن جراء العنف المفرط الذي واجهت به قوات الأمن التركي المتظاهرين هم مدنيان أصيبا في هاتاي جنوب تركيا الأول بقنبلة مسيلة للدموع والثاني برصاصة وآخر دهسته سيارة في اسطنبول وشرطي سقط من فوق جسر في لأضنة. وتضاف إلى هذه الحصيلة وفاة رجل في الـ 47 يعمل في مدرسة خاصة بأنقرة بعد إصابته بمشكلات في التنفس إثر تعرضه للغاز المسيل للدموع وامرأة في الخمسين توفيت بأزمة قلبية في اسطنبول في ظروف مماثلة. واعتبر بيجر أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع ليس كوسيلة للسيطرة على الحشود بل كـ "سلاح كيميائي" بإطلاقها القنابل عن مسافة قريبة من الأشخاص أوفي أماكن مغلقة وهما أمران تحظرهما المعاهدات الدولية. وقال البروفيسور أليف داغلي من المؤسسة التركية لأطباء الأمراض الصدرية إن 41 بالمئة من الأشخاص الذين تنشقوا الغاز كانوا على مسافة قريبة جدا تقل عن خمسة أمتار من قنبلة مسيلة للدموع و21 بالمئة كانوا في مكان مغلق كاشفا نتائج تحقيق لدى 356 شخصا تعرضوا للغاز المسيل للدموع. وأوضح أن الأعراض التي سجلت لدى هؤلاء كانت السعال وآلاما في الصدر والسعال المترافق بدم. بدوره أدان البروفيسور دوغان شاهين من الجمعية التركية للأمراض النفسية استخدام الغاز المسيل للدموع "الذي قد يكون أقرب إلى التعذيب عندما يكون الهدف التسبب بآلام جسدية ونفسية لمعاقبة المتظاهرين" مقدرا عدد ضحايا "الاضطرابات النفسية المتكررة أو الدائمة" نتيجة قمع الشرطة التركية للمحتجين بهذه الطريقة بـ 50 ألفا. يذكر أن الصدامات في تركيا أوقعت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة أربعة قتلى على الأقل و7800 جريح بينهم 59 في حالة الخطر بحسب آخر حصيلة نشرها اتحاد الأطباء الأتراك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة