دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شنت قوات الأمن التركية حملات اعتقالات واسعة في مدن اسطنبول وكوجا الي وأنقرة واسكشهير أمس واعتقلت العديد من المواطنين بتهمة إلحاق الأضرار بالمباني العامة في متنزه كيزي وتحريض الشعب على التمرد.
وقالت صحيفة (مليت) "إن شعبة مديرية مكافحة الإرهاب في مديرية أمن اسطنبول اعتقلت 57 شخصا في 24 منطقة تابعة لاسطنبول خلال مداهمة مكاتب الحزب الاشتراكي من اجل المضطهدين في اسطنبول".
وأضافت الصحيفة "إن وحدات شعبة مديرية مكافحة الارهاب في مديرية أمن أنقرة اعتقلت 25 شخصا بتهمة تنظيم مظاهرات في أنقرة والاعتداء على رجال الشرطة واعتقال 13 شخصا في مدينة اسكيشهير حاولوا إغلاق الطريق احتجاجا على أحداث متنزه كيزي "مؤكدة مواصلة عمليات ملاحقة المشاركين في الاحتجاجات واحتمال زيادة عدد المعتقلين.
من جهتها أكدت صحيفة (راديكال) أن مجموعة أخرى مجهولة الهوية اعتدت على أربعة أشخاص بينهم امرأة كانوا يجمعون التواقيع لدعوة رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان للاستقالة مشيرة إلى أن المجموعة المعتدية التي تحمل الاعلام التركية أقدمت على ضرب الأشخاص المنتمين لمجموعة الأتراك الشباب.
من جانب آخر أكدت صحيفة (جمهوريت) أن الجهات المختصة تعرض الأطفال المشاركين في الاحتجاجات الشعبية للتحقيق بشكل قسري وتقوم بتسجيل أرقام هوياتهم استعدادا لأرشفة معلومات بحقهم بشكل يتنافى مع القوانين.
وبينت الصحيفة أن حكومة حزب العدالة والتنمية تلجأ إلى انتهاك القوانين من أجل قمع المواطنين المشاركين في الاحتجاجات الشعبية قائلة "إن الحكومة لجأت إلى أساليب غير قانونية منها التحقيق مع الاطفال في ظل ازدياد عدد الشباب المعتقلين تحت سن الـ 18 بسبب مشاركتهم في المظاهرات الاحتجاجية".
من جهته قال دولت باهتشلي زعيم حزب الحركة القومية في كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه أن الشعب التركي يشهد حالة من الاحباط لافتا إلى أن رئيس الوزراء يلعب دورا هدفه خلق مواجهة بين أبناء الشعب بينما يستعد للحرب.
وبين باهتشلي أن الحكومة لا تحترم الحريات الشخصية والأحداث الاخيرة اسقطت مقولة نموذجية تركيا مشيرا إلى أن هدف السياسة ليس التقسيم والتفتيت بل التوحيد.
وأشار باهتشلي إلى أن أحداث متنزه كيزي بمثابة نقطة انكسار في الديمقراطية التركية التي كانت معطوبة في الاساس والتصدي للشباب عبر ممارسة العنف ضدهم واستخدام ادوات التدخل في الاحداث الاجتماعية مخجل للغاية.
وكان مسؤول في نقابة المحامين التركية في اسطنبول أكد أمس الأول أن الشرطة التركية اعتقلت نحو 500 شخص مناهضين لأردوغان بينهم 441 خلال الاحتجاجات في اسطنبول و56 شخصا في العاصمة انقرة.
وأضاف المسؤول أن الشرطة في اسطنبول استخدمت خراطيم الماء والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين الذين كانوا يريدون دخول ميدان تقسيم وسط المدينة أمس الأول.
وفي الإطار ذاته هدد وزير الداخلية معمر غولر بقمع أي تظاهرة معتبرا أن الدعوة التي وجهتها نقابتان عماليتان إلى إضراب عام ليوم واحد دعما للمحتجين ضد الحكومة غير قانونية.
ونفذت نقابتان عماليتان ونقابات مهنية تركية أمس الأول إضرابا عاما في كل أنحاء تركيا احتجاجا على أعمال القمع والعنف التي يرتكبها أردوغان وشرطته بحق المتظاهرين السلميين المطالبين برحيله.
في سياق آخر نشرت مجموعة (الهكر الحمر) التركية (رد هك) تسجيلات صوتية لمهدي اكر وزير الزراعة والثروة الحيوانية تم تسجيلها خلال اجتماع له مع رجال أعمال حزب العدالة والتنمية.
وأكد موقع صول (خبر) و(صحيفة يورت) أن التسجيلات الصوتية تتضمن حوارا بين الوزير اكر ورجل الاعمال ادهم سانجاك عضو لجنة التحكيم الديمقراطية الداخلية في المركز العام لحزب العدالة والتنمية حيث يؤكد سانجاك فيه ضرورة الاستيلاء على الاراضي الزراعية والسواحل والمراعي ويعبر عن تقديره للوزير اكر لأنه قام بتحقيق ثورة صامتة من خلال العمل على إصدار قانون المراعي الجديد.
ويضيف سانجار "سنعمل على استثمار المراعي التي تعتبر أهم من النفط بعد صدور هذا القانون وتحويلها إلى ثروة كبيرة".
أردوغان ينغمس في غروره ويجدد تهديداته ضد المحتجين عليه
منغمسا مرة أخرى في وحل الغرور والاستعلاء على كلمة الشعب تباهى رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا رجب طيب أردوغان بأن "المؤامرة ضد حكومته أحبطت" معتبرا أن تجمع من أتوا إلى استقباله في إحدى ساحات أنقرة يلغي آراء مئات الآلاف الذين خرجوا في مدن عدة منددين به وبسياسة حكومته وأنه "دليل على رفض الشعب للاستفزازات التي تقوم بها بعض الجهات في أنقرة أو اسطنبول" حسب قوله.
وجدد اردوغان في كلمة له امام البرلمان التركي أمس تهديده للمتظاهرين بأن حكومته لن تتراجع أمام الممارسة "غير القانونية" والقيام بما يتطلب لحماية المصلحة العامة ودافع عن شرطته التي تواجه انتقادات شديدة بسبب عنفها تجاه المتظاهرين متوعدا بأن حكومته ستعزز وتقوي الشرطة وترفع مستوى التأهب والدعم اللوجستي لها وستزيد قدراتها على التدخل ضد المتظاهرين بعد أن "نجحت في اختبار الديمقراطية"حسب تعبيره.
ولأن الديمقراطية في نظر أردوغان تعني تمجيده والتصفيق لما يقول ويفعل وككل مرة منذ بداية الاحتجاجات اتهم معارضيه بالتآمر ضده والتعاون مع الإعلام الخارجي لتشويه صورة ما يحصل في اسطنبول مؤكدا أن "البعض يتحدث على الفضائيات منذ 3 أسابيع ويريد تسويق صورة مختلفة عن اسطنبول وأنقرة وإزمير ليظهر أن هناك احتجاجات في تركيا مستهدفا زرع الفتنة".
وفي انفصال تام عن الواقع الذي يوءكد تعرض آلاف المحتجين السلميين على ديكتاتورية أردوغان في اسطنبول وأنقرة وغيرها لعنف مفرط من شرطته تسبب بسقوط قتلى وإصابة واعتقال الآلاف هاجم أردوغان نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض معتبرا أنهم يشوهون الواقع ويزودون وسائل الإعلام بفيديوهات وصور لا تمت الى الواقع التركي بصلة.
كما شن اردوغان هجوما عنيفا على رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو والمحتجين لرفضهم سياساته وقال إن "رئيس الحزب يتصرف كرئيس لتنظيم غير شرعي وإرهابي وعندما يتصرف بهذا الأسلوب هل يتأمل من هوءلاء الغوغائيين أن يوصلوه إلى كرسي الحكم".
وأردوغان الذي لم يتحمل عقله مطالبة الشعب التركي له بالرحيل اتهم أساتذة الجامعات والمدارس الذين وقفوا في الاحتجاجات ضده بأنهم "لا يفقهون شيئا ولا يدركون خطورة الوضع" مع أنه كان بالأمس القريب يتفاخر بالمستوى التعليمي العالي الذي يتلقاه الطلاب الأتراك بكل مستوياتهم ويتحدث عن أمجاده في دعم التعليم لكنه يغالط نفسه اليوم فيقول إن "بعض أساتذة الجامعات دفعوا بالتلاميذ للساحات وإن بعض التنظيمات استطاعت الدخول الى الثانويات وجعلت التلاميذ يحتجون".
وتأرجح أردوغان بين الادعاء بقبول رأي الشعب وترك قضية ساحة تقسيم له ليحسمها عبر الاستفتاء مرة ومرة أخرى عاد يصادر حق هذا الشعب بالاعتراض على المشروع فاتهم المحتجين الذين لطالما تجاهلهم ورفض الاستماع لصوتهم بأنهم "يرفضون الاستفتاء على تحديث المشروع وفضلوا الاستمرار في احتجاجاتهم" التي اعتبر أنه ما من داع لها "كون مشروعه تلبية لمطالب الشعب" حسب زعمه.
السياح الروس يمتنعون عن القيام برحلات إلى مدينة اسطنبول بسبب الاحتجاجات المتواصلة بتركيا
إلى ذلك أعلنت رابطة منظمي الرحلات السياحية في (روسيا اليوم) أن السياح الروس تخلوا عن القيام برحلات إلى مدينة اسطنبول التركية بسبب التوتر والاحتجاجات المتواصلة ضد حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضحت الرابطة في بيان نقلته وكالة ايتار تاس الروسية أن "أغلبية السياح الروس فضلوا التخلي عن جولاتهم السياحية في اسطنبول ولم يغادر سوى سائحين اثنين كانا قد حجزا رحلة في وقت سابق إلى العاصمة التركية انقرة" مشيرة إلى أن الحجوزات في الفنادق الموجودة باسطنبول انخفضت بنسبة خمسين بالمئة.
بدورها أكدت وزارة السياحة التركية إلغاء عدد كبير من الحجوزات في الفنادق بمدينتي اسطنبول وانقرة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أكد أمس الأول التوصيات التي أصدرتها الوزارة بتاريخ 6 حزيران الجاري حول امتناع السياح الروس عن زيارة المناطق المزدحمة في تركيا.
تعليقا على أحداث تركيا: كي مون يدعو إلى احترام حق التظاهر السلمي
من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه ينبغي احترام حرية التعبير والتجمع السلمي في شكل تام وذلك تعليقا على الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة في تركيا .
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مساعد المتحدث باسم المنظمة الدولية ادواردو ديل بوي قوله أمس "إن بان يدعو الى حد اقصى من ضبط النفس والى مواصلة حوار بناء لمعالجة التباينات وتفادي مواجهات عنيفة جديدة".
وأضاف المتحدث إن "الأمين العام يعتبر أن السبيل الافضل لضمان الاستقرار هو التحاور واحترام حق التجمع السلمي وحرية التعبير في شكل تام".
يذكر أن المحتجين الذين بدؤوا تظاهراتهم دفاعا عن بيئة وتاريخ وتراث ساحة تقسيم في اسطنبول ومنع قطع الأشجار أكدوا أن طريقة تعامل حكومة أردوغان مع مطالبهم المحقة بالعنف وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع كانت الشرارة التي دفعتهم إلى عدم الاستسلام وعدم مغادرة الشوارع والساحات مشددين على أن مطالبهم تتعدى مطلب حماية البيئة إلى تحقيق الديمقراطية والحريات مطالبين برحيل اردوغان وبالقضاء على سياساته التسلطية وأدت الاحتجاجات العارمة إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة المئات من الأتراك.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة