أكدت صحيفة دير ستاندارد النمساوية أن إدعاءات الولايات المتحدة باستخدام السلاح الكيماوي من قبل الحكومة السورية لا تختلف عن حجة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قبل أكثر من عشر سنوات حول إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل رغم عدم وجودها.

واعتبرت الصحيفة أن الموقف الأمريكي الجديد بخصوص تزويد ما يسمى "المعارضة السورية" بالسلاح جاء فقط لدعم المجموعات المسلحة لرفع معنوياتها بعد هزائم متلاحقة على أرض الميدان إلى جانب محاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التهرب من فضائح التنصت في أمريكا وبعض الدول الأوروبية ومنها النمسا.

وحذرت الصحيفة من أن التدخل الأمريكي في سورية واعلان واشنطن دعم ما يسمى "المعارضة السورية" بالسلاح يمهد لنشوب حرب جديدة في المنطقة مؤكدة أن قيام الإدارة الأمريكية بتلك الخطوة أو التفكير بإنشاء منطقة حظر جوي محدودة يعتبر تكرارا للخطأ الأمريكي في العراق وأفغانستان وهذا ما يتحاشاه أوباما منذ سنتين على بدء الأزمة في سورية.

ونبهت الصحيفة إلى أن قرار واشنطن بتغيير سياستها إزاء توريد السلاح يعني وصوله الى جهات وأياد مجهولة لا يمكن معها السيطرة على مستخدمي ذلك السلاح واحتوائهم وتنفيذ أوامر مصدري هذا السلاح.

وأشارت إلى أن حليف الولايات المتحدة في فرنسا هو أيضا على قناعة بان التدخل أو انشاء منطقة حظر جوي يعد مغامرة يجب تجنبها هذا بالإضافة طبعا إلى أن روسيا ستقف بشدة وتعارض أي خطوات مشابهة وكذلك الحال بالنسبة لالمانيا والنمسا اللتين ترفضان حتى اليوم دعم المجموعات المسلحة وتوريد السلاح إليها لأسباب تتعلق بالموقف الرسمي وتوجه كلا البلدين نحو حوار سياسي لحل الأزمة في سورية.

وفي سياق آخر اعتبر السفير النمساوي لدى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في باريس فولفغانغ بيتريتش قرار حكومة بلاده سحب الكتيبة النمساوية العاملة في الجولان السوري ضمن قوات الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان الاندوف بأنه "تهرب من مسؤوليات السياسة الخارجية النمساوية".

ونقل موقع فيينا الإلكتروني عن السفير بيتريتش قوله "إن سحب القوة النمساوية يعد خطأ كبيرا وتهربا من مسؤولية النمسا تاريخيا تجاه التزاماتها الدولية" معتبرا أن النمسا فقدت مع تلك الخطوة تمثيلها الدولي القيم.

وأوضح أنه يمكن ان تواجه النمسا مستقبلا بعد هذه الخطوة خفض امتيازات ومكتسبات حققتها ضمن إطار التعاون مع الأمم المتحدة في فيينا معربا عن أسفه لسحب الجنود النمساويين في هذه الظروف والتطورات الهامة التي تشهدها المنطقة.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-15
  • 5096
  • من الأرشيف

صحيفة نمساوية: تزويد المعارضة السورية بالسلاح لرفع معنويات المسلحين بعد هزائم متلاحقة

أكدت صحيفة دير ستاندارد النمساوية أن إدعاءات الولايات المتحدة باستخدام السلاح الكيماوي من قبل الحكومة السورية لا تختلف عن حجة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قبل أكثر من عشر سنوات حول إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل رغم عدم وجودها. واعتبرت الصحيفة أن الموقف الأمريكي الجديد بخصوص تزويد ما يسمى "المعارضة السورية" بالسلاح جاء فقط لدعم المجموعات المسلحة لرفع معنوياتها بعد هزائم متلاحقة على أرض الميدان إلى جانب محاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التهرب من فضائح التنصت في أمريكا وبعض الدول الأوروبية ومنها النمسا. وحذرت الصحيفة من أن التدخل الأمريكي في سورية واعلان واشنطن دعم ما يسمى "المعارضة السورية" بالسلاح يمهد لنشوب حرب جديدة في المنطقة مؤكدة أن قيام الإدارة الأمريكية بتلك الخطوة أو التفكير بإنشاء منطقة حظر جوي محدودة يعتبر تكرارا للخطأ الأمريكي في العراق وأفغانستان وهذا ما يتحاشاه أوباما منذ سنتين على بدء الأزمة في سورية. ونبهت الصحيفة إلى أن قرار واشنطن بتغيير سياستها إزاء توريد السلاح يعني وصوله الى جهات وأياد مجهولة لا يمكن معها السيطرة على مستخدمي ذلك السلاح واحتوائهم وتنفيذ أوامر مصدري هذا السلاح. وأشارت إلى أن حليف الولايات المتحدة في فرنسا هو أيضا على قناعة بان التدخل أو انشاء منطقة حظر جوي يعد مغامرة يجب تجنبها هذا بالإضافة طبعا إلى أن روسيا ستقف بشدة وتعارض أي خطوات مشابهة وكذلك الحال بالنسبة لالمانيا والنمسا اللتين ترفضان حتى اليوم دعم المجموعات المسلحة وتوريد السلاح إليها لأسباب تتعلق بالموقف الرسمي وتوجه كلا البلدين نحو حوار سياسي لحل الأزمة في سورية. وفي سياق آخر اعتبر السفير النمساوي لدى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في باريس فولفغانغ بيتريتش قرار حكومة بلاده سحب الكتيبة النمساوية العاملة في الجولان السوري ضمن قوات الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان الاندوف بأنه "تهرب من مسؤوليات السياسة الخارجية النمساوية". ونقل موقع فيينا الإلكتروني عن السفير بيتريتش قوله "إن سحب القوة النمساوية يعد خطأ كبيرا وتهربا من مسؤولية النمسا تاريخيا تجاه التزاماتها الدولية" معتبرا أن النمسا فقدت مع تلك الخطوة تمثيلها الدولي القيم. وأوضح أنه يمكن ان تواجه النمسا مستقبلا بعد هذه الخطوة خفض امتيازات ومكتسبات حققتها ضمن إطار التعاون مع الأمم المتحدة في فيينا معربا عن أسفه لسحب الجنود النمساويين في هذه الظروف والتطورات الهامة التي تشهدها المنطقة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة