قالت  صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية ” وبعد أسبوعين من احتجاجات ضده هزت أرجاء تركيا، بدأ دعم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يتراجع. انتقد قمعه بعض السياسيين الإسلاميين الموالين، وفى العاصمة إسطنبول موطنه السياسى، يقول كثيرون إنهم لا يزالون يدعمونه، لكن ينتابهم القلق من الطرق التى يستخدمها لفض المظاهرات المطالبة بإسقاطه.

يلقى كثيرون فى إسطنبول لائمة تصعيد الأزمة على قرارات أردوغان، حيث بدأت احتجاجات صغيرة سلمية ضد خطط استبدال حديقة جيزى بمركز تجارى، ثم انتشرت عبر أنحاء البلاد بسبب قمع قوات الشرطة ووحشيتها.

واضافت “لا يزال أردوغان السياسى الأكثر شعبية فى تركيا حتى الآن، ويقول مؤيدوه إن المسيرات المؤيدة للحكومة عطلة هذا الأسبوع ستمنح فرصة لناخبيه لإظهار قوتهم. لكن الانقسامات «بدأت» تصيب قاعدته، وعلى رأسهم العالم الإسلامى فتح الله كولن قائد حركة كولن المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، الذى كان ذات يوم مؤيدا قويا لأردوغان وبات الآن ينتقد طريقة تعامل حكومته مع الأزمة.

ويقول كولن لصحيفة «تودايز زمان» التركية: «يتم ارتكاب مزيد من الأخطاء، وإثارة مزيد من الكراهية والحقد».

دعم حركة كولن كان مهما لنجاحات أردوغان الأولية، وفقا لمحللين. وبالرغم من توتر العلاقات بين كولن وأردوغان منذ سنوات بسبب اعتقاد الحركة أن كثيرا من مؤيدى حزب العدالة والتنمية تحولوا إلى فاسدين، إلا أنه كان من النادر وضوحه هكذا.

حركة كولن هى جماعة تروج للتعليم والتسامح الدينى، لكن يغلب عليها طابع سرية وغموض يقرب إلى الماسونية، على حد قول صحيفة «واشنطن بوست»  . الكولنيون لم يحاربوا أبدا علانية، لذلك يجب الاهتمام بأصغر انتقاد لهم. بالرغم من غياب فتح الله كولن عن تركيا، يعتقد كثيرون أن موالين له يوجدون فى الشرطة والقضاء.

واشارت الصحيفة الى ان  الانقاسامات بين مؤيدى أردوغان تشير إلى أن حسابات سياسية جديدة بدأت تظهر، بعدما فاز حزبه فى الانتخابات البرلمانية فوزا كاسحا فى 2011، اعتمادا على قاعدة من المسلمين المحافظين الذين كثيرا ما شعروا بالحرمان.

من ناحية أخرى، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» وقف شراكتها مع شبكة «إن تى فى» الإذاعية التركية، بعد رفض الأخيرة بث حلقة الجمعة من برنامج «بى بى سى» الإخبارى الذى تضمن تقريرا عن وسائل الإعلام التركية وتغطيتها للأحداث، وكان ضمنهم قناة «إن تى فى».

وفى بيان صادر عن الخارجية النمساوية، حذر وزير الخارجية النمساوى ميخائيل شبيندل إيجر من مخاطر استمرار السلطات التركية فى التعامل بعنف مع المحتجين، وتأثيره على انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبى وأن المفاوضات المقررة بين تركيا والاتحاد الأوروبى خلال الأيام المقبلة ستتأثر بشكل حاسم بممارسات الحكومة التركية. مضيفا أن توجيه الاتهامات للمتظاهرين بالتحريض على العنف ووصفهم بالإرهابيين لا يساعد على التهدئة.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-15
  • 4415
  • من الأرشيف

انقسامات في قاعدة اردوغان الشعبية بسبب قراراته الخاطئة

قالت  صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية ” وبعد أسبوعين من احتجاجات ضده هزت أرجاء تركيا، بدأ دعم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يتراجع. انتقد قمعه بعض السياسيين الإسلاميين الموالين، وفى العاصمة إسطنبول موطنه السياسى، يقول كثيرون إنهم لا يزالون يدعمونه، لكن ينتابهم القلق من الطرق التى يستخدمها لفض المظاهرات المطالبة بإسقاطه. يلقى كثيرون فى إسطنبول لائمة تصعيد الأزمة على قرارات أردوغان، حيث بدأت احتجاجات صغيرة سلمية ضد خطط استبدال حديقة جيزى بمركز تجارى، ثم انتشرت عبر أنحاء البلاد بسبب قمع قوات الشرطة ووحشيتها. واضافت “لا يزال أردوغان السياسى الأكثر شعبية فى تركيا حتى الآن، ويقول مؤيدوه إن المسيرات المؤيدة للحكومة عطلة هذا الأسبوع ستمنح فرصة لناخبيه لإظهار قوتهم. لكن الانقسامات «بدأت» تصيب قاعدته، وعلى رأسهم العالم الإسلامى فتح الله كولن قائد حركة كولن المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، الذى كان ذات يوم مؤيدا قويا لأردوغان وبات الآن ينتقد طريقة تعامل حكومته مع الأزمة. ويقول كولن لصحيفة «تودايز زمان» التركية: «يتم ارتكاب مزيد من الأخطاء، وإثارة مزيد من الكراهية والحقد». دعم حركة كولن كان مهما لنجاحات أردوغان الأولية، وفقا لمحللين. وبالرغم من توتر العلاقات بين كولن وأردوغان منذ سنوات بسبب اعتقاد الحركة أن كثيرا من مؤيدى حزب العدالة والتنمية تحولوا إلى فاسدين، إلا أنه كان من النادر وضوحه هكذا. حركة كولن هى جماعة تروج للتعليم والتسامح الدينى، لكن يغلب عليها طابع سرية وغموض يقرب إلى الماسونية، على حد قول صحيفة «واشنطن بوست»  . الكولنيون لم يحاربوا أبدا علانية، لذلك يجب الاهتمام بأصغر انتقاد لهم. بالرغم من غياب فتح الله كولن عن تركيا، يعتقد كثيرون أن موالين له يوجدون فى الشرطة والقضاء. واشارت الصحيفة الى ان  الانقاسامات بين مؤيدى أردوغان تشير إلى أن حسابات سياسية جديدة بدأت تظهر، بعدما فاز حزبه فى الانتخابات البرلمانية فوزا كاسحا فى 2011، اعتمادا على قاعدة من المسلمين المحافظين الذين كثيرا ما شعروا بالحرمان. من ناحية أخرى، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» وقف شراكتها مع شبكة «إن تى فى» الإذاعية التركية، بعد رفض الأخيرة بث حلقة الجمعة من برنامج «بى بى سى» الإخبارى الذى تضمن تقريرا عن وسائل الإعلام التركية وتغطيتها للأحداث، وكان ضمنهم قناة «إن تى فى». وفى بيان صادر عن الخارجية النمساوية، حذر وزير الخارجية النمساوى ميخائيل شبيندل إيجر من مخاطر استمرار السلطات التركية فى التعامل بعنف مع المحتجين، وتأثيره على انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبى وأن المفاوضات المقررة بين تركيا والاتحاد الأوروبى خلال الأيام المقبلة ستتأثر بشكل حاسم بممارسات الحكومة التركية. مضيفا أن توجيه الاتهامات للمتظاهرين بالتحريض على العنف ووصفهم بالإرهابيين لا يساعد على التهدئة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة