سعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، لاحتواء الحراك الشعبي في ميدان تقسيم في اسطنبول، بإعلانه تعليق مشروع إعادة تأهيل حديقة جيزي الملاصقة للميدان، في مبادرة وصفها المتظاهرون بـ«الإيجابية».

والتقى ممثلو المتظاهرين اردوغان في اجتماع عاجل ليل امس الأول، الخميس الجمعة بعدما رفضوا «انذاره الاخير» باخلاء ميدان تقسيم وحديقة جيزي.

وبعد المحادثات التي استغرقت اربع ساعات، لم يصدر اي قرار ملموس، بل مجموعة وعود وضمانات من السلطات في مسعى للخروج من الازمة.

وضم وفد المتظاهرين ممثلي تنسيقية «تضامن تقسيم» حيث نقل التلفزيون المحلي صور حوالي 12 شخصا يدخلون مقر سكن رئيس الحكومة ليلاً.

واكد نائب رئيس الوزراء التركي حسين تشيليك بعد اللقاء: «بالطبع تتعهد الحكومة احترام قرار القضاء وتطبيقه»، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة اخلاء المتظاهرين الحديقة. وصرح احد ممثلي «تضامن تقسيم»، وهو المخطط المدني تيفون كهرمان، ان «الايجابي في اللقاء كان توضيحات رئيس الوزراء بان المشروع لن يستمر قبل قرار القضاء النهائي بشأنه».

وتابع «نتوقع من المتظاهرين تقييم المقاربة الايجابية الناتجة عن هذا الاجتماع».

واثناء الاجتماع اطلقت شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من حوالى 200 متظاهر كانوا متجمعين في مكان قريب من مقر رئيس الوزراء.

وكان اردوغان اتخذ في وقت سابق موقفا مواجها للمتظاهرين في حديقة جيزي الذين نفذوا اكبر تحد حتى الساعة لحكم «حزب العدالة والتنمية» منذ حوالي عقد من الزمن، لكن كان من اللافـــت أمـــس تحـــدثه بنبرة اكثر هدوءاً خلال اجتماع لأعضاء «حزب العدالة والتنمية» في أنقرة.

وقال اردوغان، متوجهاً إلى متظاهري ميدان تقسيم، «ايها الشبان، لقد مكثتم طويلا (في الميدان) واوصلتم رسالتكم. اذا ما كانت رسالتكم تتعلق بحديقة جيزي، فحسنا، لقد وصلت الرسالة».

وفي تخل واضح عن نبرة التهديد وتحديد المهل التي استخدمها أمس الأول، طلب اردوغان من المتظاهرين الذين لا يزالون في حديقة جيزي اخلاء المكان في اسرع وقت. وقال «آمل في ان ينتهي كل شيء بحلول المساء».

واضاف «سننتظر القرار النهائي من جانب القضاء وعندما سيحصل ذلك، سنجري تصويتا عاما، وسنقبل بالنتيجة التي ستصدر. ماذا عساني القول اكثر؟».

وفي 31 ايار الماضي ، قررت محكمة ادارية في اسطنبول لجأ اليها معارضو المشروع تعليق اعمال التأهيل في الموقع. وسارعت الحكومة الى الطعن بالقرار. ومن المتوقع استمرار المسار القضائي في هذه القضية لاشهر عدة.

الا ان هذه الوعود تم استقبالها بفتور من جانب مئات الناشطين الذين باتوا ليلتهم داخل خيمهم تحت الاشجار الـ600 المهددة في حديقة جيزي.

وقال كيفانش، وهو موسيقي يبلغ 39 عاماً، «لسنا راضين لأن الموضوع لا يتعلق فقط بمستقبل الحديقة»، مضيفا «بالطبع، بدأ الامر كمعركة بيئية، لكن الامر يتعدى بكثير موضوع حديقة، انها هوية وطن».

وبعد تلخيص سريع للقاء انقرة، بدأ المئات من متظاهري حديقة جيزي بتشكيل جمعيات عامة للبحث في مصير تحركهم والاتفاق على موقف موحد.

الا ان المحادثات التي اتسمت احيانا كثيرة بالحدة، كانت طويلة وشاقة.

الى ذلك، اتهم اتحاد اطباء تركيا، المشارك بفعالية في الحركة الاحتجاجية، السلطات بالسعي للحصول على قائمة باسماء الاطباء الذين عالجوا المتظاهرين الجرحى الذين اصيبوا جراء القمع الذي مارسته الشرطة.

وتفيد آخر حصيلة نشرتها نقابة الاطباء بأن التظاهرات اسفرت عن سقوط اربعة قتلى هم ثلاثة متظاهرين وشرطي، وحوالي 7500 جريح بينهم حوالى خمسين اصاباتهم خطيرة.

في هذا الوقت، ذكرت مصادر مقربة من مديرية الامن العام ان الشرطة استخدمت حوالي 150 الف قنبلة غاز مسيل للدموع في محاولات فض احتجاجات ميدان تقسيم، بالاضافة الى ثلاثة آلاف طن من المياه، وطلقات مطاطية بأعداد لم يعلن عنها.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-06-14
  • 13820
  • من الأرشيف

أردوغان يتراجع أمام «حراك تقسيم»

سعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، لاحتواء الحراك الشعبي في ميدان تقسيم في اسطنبول، بإعلانه تعليق مشروع إعادة تأهيل حديقة جيزي الملاصقة للميدان، في مبادرة وصفها المتظاهرون بـ«الإيجابية». والتقى ممثلو المتظاهرين اردوغان في اجتماع عاجل ليل امس الأول، الخميس الجمعة بعدما رفضوا «انذاره الاخير» باخلاء ميدان تقسيم وحديقة جيزي. وبعد المحادثات التي استغرقت اربع ساعات، لم يصدر اي قرار ملموس، بل مجموعة وعود وضمانات من السلطات في مسعى للخروج من الازمة. وضم وفد المتظاهرين ممثلي تنسيقية «تضامن تقسيم» حيث نقل التلفزيون المحلي صور حوالي 12 شخصا يدخلون مقر سكن رئيس الحكومة ليلاً. واكد نائب رئيس الوزراء التركي حسين تشيليك بعد اللقاء: «بالطبع تتعهد الحكومة احترام قرار القضاء وتطبيقه»، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة اخلاء المتظاهرين الحديقة. وصرح احد ممثلي «تضامن تقسيم»، وهو المخطط المدني تيفون كهرمان، ان «الايجابي في اللقاء كان توضيحات رئيس الوزراء بان المشروع لن يستمر قبل قرار القضاء النهائي بشأنه». وتابع «نتوقع من المتظاهرين تقييم المقاربة الايجابية الناتجة عن هذا الاجتماع». واثناء الاجتماع اطلقت شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من حوالى 200 متظاهر كانوا متجمعين في مكان قريب من مقر رئيس الوزراء. وكان اردوغان اتخذ في وقت سابق موقفا مواجها للمتظاهرين في حديقة جيزي الذين نفذوا اكبر تحد حتى الساعة لحكم «حزب العدالة والتنمية» منذ حوالي عقد من الزمن، لكن كان من اللافـــت أمـــس تحـــدثه بنبرة اكثر هدوءاً خلال اجتماع لأعضاء «حزب العدالة والتنمية» في أنقرة. وقال اردوغان، متوجهاً إلى متظاهري ميدان تقسيم، «ايها الشبان، لقد مكثتم طويلا (في الميدان) واوصلتم رسالتكم. اذا ما كانت رسالتكم تتعلق بحديقة جيزي، فحسنا، لقد وصلت الرسالة». وفي تخل واضح عن نبرة التهديد وتحديد المهل التي استخدمها أمس الأول، طلب اردوغان من المتظاهرين الذين لا يزالون في حديقة جيزي اخلاء المكان في اسرع وقت. وقال «آمل في ان ينتهي كل شيء بحلول المساء». واضاف «سننتظر القرار النهائي من جانب القضاء وعندما سيحصل ذلك، سنجري تصويتا عاما، وسنقبل بالنتيجة التي ستصدر. ماذا عساني القول اكثر؟». وفي 31 ايار الماضي ، قررت محكمة ادارية في اسطنبول لجأ اليها معارضو المشروع تعليق اعمال التأهيل في الموقع. وسارعت الحكومة الى الطعن بالقرار. ومن المتوقع استمرار المسار القضائي في هذه القضية لاشهر عدة. الا ان هذه الوعود تم استقبالها بفتور من جانب مئات الناشطين الذين باتوا ليلتهم داخل خيمهم تحت الاشجار الـ600 المهددة في حديقة جيزي. وقال كيفانش، وهو موسيقي يبلغ 39 عاماً، «لسنا راضين لأن الموضوع لا يتعلق فقط بمستقبل الحديقة»، مضيفا «بالطبع، بدأ الامر كمعركة بيئية، لكن الامر يتعدى بكثير موضوع حديقة، انها هوية وطن». وبعد تلخيص سريع للقاء انقرة، بدأ المئات من متظاهري حديقة جيزي بتشكيل جمعيات عامة للبحث في مصير تحركهم والاتفاق على موقف موحد. الا ان المحادثات التي اتسمت احيانا كثيرة بالحدة، كانت طويلة وشاقة. الى ذلك، اتهم اتحاد اطباء تركيا، المشارك بفعالية في الحركة الاحتجاجية، السلطات بالسعي للحصول على قائمة باسماء الاطباء الذين عالجوا المتظاهرين الجرحى الذين اصيبوا جراء القمع الذي مارسته الشرطة. وتفيد آخر حصيلة نشرتها نقابة الاطباء بأن التظاهرات اسفرت عن سقوط اربعة قتلى هم ثلاثة متظاهرين وشرطي، وحوالي 7500 جريح بينهم حوالى خمسين اصاباتهم خطيرة. في هذا الوقت، ذكرت مصادر مقربة من مديرية الامن العام ان الشرطة استخدمت حوالي 150 الف قنبلة غاز مسيل للدموع في محاولات فض احتجاجات ميدان تقسيم، بالاضافة الى ثلاثة آلاف طن من المياه، وطلقات مطاطية بأعداد لم يعلن عنها.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة