يبدو ان الايام والساعات المقبلة ستكون مليئة بأحداث في حلب وعنوانها الاساسي معركة حلب الفاصلة.

فبعد معركة القصير وسيطرة الجيش السوري على منطقة القصير وقراها، ما رفع من عزيمة الجيش السوري فاتخذ قراراً بالسيطرة على حلب.

وتشترك في العملية طوافات وطائرات حربية ودبابات ومدفعية ميدان وراجمات ويقدر عدد القوة العسكرية للجيش السوري التي ستنفذ عملية حلب بحوالى 60-70 الف جندي حيث ان عدد سكان حلب هو بين اربعة وخمسة ملايين نسمة مع ريفها. والطيران السوري سبق الزحف نحو حلب وحلّق فوقها على ارتفاعات منخفضة وقام بتصوير مراكزها. اما الطوافات فتقوم بدوريات على الطرق التي تربط ريف حلب بحلب اضافة الى الطرق العامة التي تصل الى حلب.

وتتوجه حوالى 300 دبابة و400 مدفع ميدان و200 راجمة صواريخ نحو حلب التي ستدخل في المعركة وفق ناطق عسكري سوري خلال الساعات او الايام المقبلة. لكن الناطق العسكري السوري اردف قائلا: المعركة ستحصل انما بعد ساعات او بعد ايام لكنها ستحصل حتماً. وحلب ستعود الى شرعية الدولة السورية ولن تبقى ملاذاً للتكفيريين.

في هذا الوقت بدأ جزء من العملية يظهر وهو انزال مظليين من الجيش السوري بواسطة طوافات في ريف حلب، ويبدو ان الطائرات نقلت حوالى 3000 عنصر الى ريف حلب حيث قاموا بقطع الطرقات بين الريف والمدينة. لكنه لم تسجل بعد اي معركة   حتى الساعة السادسة مساء من يوم الاثنين 10 حزيران 2013. إنما بين الليل والصباح سيبدأ جو الاقتراب اكثر فأكثر من المعركة.

وعلى ما يبدو فإن المعركة حتمية واذا ربح الجيش العربي السوري وسيطر على حلب يكون قد استعاد جزءا هاما من الارض السورية وجزءا هاما من معنويات جيشه وانهزام المعارضة امامه.

ومن هذا المنطلق، فان تركيا تنظر الى معركة حلب باهتمام كبير، وتتابع المخابرات التركية الوضع في حلب ولديها عناصر داخل المدينة تعطيها معلومات عما يحصل في حلب.

اما أوروبا وواشنطن فتنظران الى ان حلب اذا صمدت في وجه الجيش العربي السوري واستطاعت منعه من السيطرة عليها، فان التسوية السلمية ستكون لصالح المعارضة.

 فيما يشترك مع الجنود السوريين الـ 60 الفا، عناصر من الجيش الشعبي، يقدّر عددهم بـ 150 الفا، لكنهم غير مدرّبين وغير جاهزين لمعركة من هذا النوع، وكثيرون منهم مسجلون على لوائح الجيش الشعبي دون تدريب.

روسيا تريد ان تربح سوريا معركة حلب، وتركيا التي كانت فتحت حدودها في الماضي لمليشيا "الجيش  الحر" والمعارضة تجد احراجا كبيرا الان في ظل الحوادث الداخلية التركية، في فتح الحدود لدخول معارضين سوريين الى الاراضي السورية والقتال فيها. لكن لا شك ان معركة حلب هي المعركة الدولية بين واشنطن وموسكو وبين ايران والسعودية، بين نظام الرئيس  بشار الاسد والقوى التكفيرية وعناصر القاعدة، وخاصة تنظيم الاخوان المسلمين الذي جمع كوادره وعناصره في حلب  ، يريدون ان يغرق الجيش العربي السوري فيها وان يتم استنزافه طوال شهر او شهرين، وعندها اذا استطاع المقاتلون المعارضون والتكفيريون البقاء شهرين ومنع الجيش العربي السوري من الدخول الى حلب فان هذا يعتبر انتصارا للاخوان المسلمين.  

عند الساعة الثامنة تقريبا، كانت الوحدات السورية تتجه الى حلب، والطائرات الحربية تحلّق والهليكوبتر ايضا تحلّق، وبدا ان نوعا من منع التجوّل جرى فرضه على منطقة حلب من خلال الطوافات التي اطلقت صواريخ على الطرقات وعطّلتها، وعطلت حركة المرور.

كذلك تعطلت الكهرباء في حلب، كما بدأت جماعة في حلب من التكفيريين باحراق منازل  لاثرياء تركوا منازلهم وسافروا الى الخارج، او يسرقون المفروشات ويأخذونها الى منازلهم.

معركة حلب ستكون عنيفة جداً، وفيها سيظهر مدى تأثير  العنصر التركي ودخوله على الخط، فتركيا التي تعتبر ان حلب اقرب لها لا تريد ان يسيطر عليها النظام السوري وفي الوقت ذاته، فان روسيا حذرت تركيا ودولا اخرى من دعم المسلحين، وعلى هذا الاساس قرر الكونغرس الاميركي ان يعقد جلسة هذا الاسبوع ليأخذ قراره الفاصل بتسليح المعارضة السورية او عدم تسليحها، واذا قرر تسليحها فكيف سيتم تسليم السلاح. مع العلم ان اكثرية المتسلمين لخطوط المال والسلاح هم ضباط متقاعدون من الجيش ويوالون تيار المستقبل، كما يرأس اللجنة السياسية الامنية النائب عقاب صقر من قبل   سعد الحريري، وعملياً من قبل الأمن الوطني السعودي.

تقدير الموقف

الموقف صعب على الجيش العربي  السوري، وبدايته أسهل من نهايته، وعلى هذا الاساس فان الجيش السوري سيستطيع اخذ المداخل الرئيسية لحلب انما بعدها سيبدأ القتال حتى بالسلاح الابيض لان الدبابات والآليات لا تستطيع الدخول الى شوارع حلب الداخلية.

 

في المقابل، امتنعت الدول العربية عن التدخل في معركة حلب، وطالب الائتلاف   المعارض باجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لبحث معركة حلب، واعتبر ان مجزرة ستحصل هناك، لكن وزراء الخارجية العرب لم يلبوا الطلب والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال انه ليس هنالك من بند نبحثه على مستوى وزراء الخارجية العرب في مسألة عسكرية، بل نحتاج الى اجتماع وزراء الدفاع العرب، ووزراء الدفاع العرب منقسمة دولهم على بعضها ولا تريد الدخول في مشاكل عسكرية وليس عندها قدرة على ذلك.

وتقدير الموقف هو ان التوازن حاصل بين الفريقين، ولكن الجيش العربي السوري لديه سلاح جو مؤلف من طوافات ومن طائرات حربية نفّاثة، وقادر على إسكات مصادر النيران داخل حلب. وقد يستعمل الجيش السوري لأول مرة اسلحة لم يستعملها في المعارك سابقا، ذلك ان القرار لدى الرئيس بشار الاسد انه لا عودة عن السيطرة عن حلب.   وسيحاول الجيش العربي  السوري  الحسم فيها بسرعة ، رغم ان تقدير الموقف يقول ان المعركة طويلة وليست قصيرة. واذا كانت قصيرة وسيطر الجيش العربي  السوري على حلب، تتغير كل المعطيات وتصبح سوريا، سوريا جديدة،

ستبرز الايام المقبلة معركة حلب بامتياز، وكل ساعة ستكون فيها مفاجآت كثيرة، وسيتم استعمال اسلحة لأول مرة. ففي حلب 6 معامل للادوية سيطر عليها التكفيريون، ومنها مواد يمكن استعمالها كاسلحة كيمائية، ولا احد يعرف كيف سيستعملونها واين هي مخبأة، كما سيطروا على معمل الكلور الذي هو من المواد الكيمائية المشتعلة وفي الوقت ذاته من المواد الخانقة التي تسحب الاوكسيجين من الهواء وتقتل السكان في مناطق كبيرة عند ضرب اي قنبلة منها. وبانتظار بدء المعركة التي كنا نتمنى ان تكون ضد "اسرائيل"، وليس سكيناً في ظهر سوريا والمقاومة، فان الانتظار هو سيد الموقف لبدء معركة حلب.

  • فريق ماسة
  • 2013-06-11
  • 11243
  • من الأرشيف

حلب … المعركة الفاصلة ..قريبا" جدا"

يبدو ان الايام والساعات المقبلة ستكون مليئة بأحداث في حلب وعنوانها الاساسي معركة حلب الفاصلة. فبعد معركة القصير وسيطرة الجيش السوري على منطقة القصير وقراها، ما رفع من عزيمة الجيش السوري فاتخذ قراراً بالسيطرة على حلب. وتشترك في العملية طوافات وطائرات حربية ودبابات ومدفعية ميدان وراجمات ويقدر عدد القوة العسكرية للجيش السوري التي ستنفذ عملية حلب بحوالى 60-70 الف جندي حيث ان عدد سكان حلب هو بين اربعة وخمسة ملايين نسمة مع ريفها. والطيران السوري سبق الزحف نحو حلب وحلّق فوقها على ارتفاعات منخفضة وقام بتصوير مراكزها. اما الطوافات فتقوم بدوريات على الطرق التي تربط ريف حلب بحلب اضافة الى الطرق العامة التي تصل الى حلب. وتتوجه حوالى 300 دبابة و400 مدفع ميدان و200 راجمة صواريخ نحو حلب التي ستدخل في المعركة وفق ناطق عسكري سوري خلال الساعات او الايام المقبلة. لكن الناطق العسكري السوري اردف قائلا: المعركة ستحصل انما بعد ساعات او بعد ايام لكنها ستحصل حتماً. وحلب ستعود الى شرعية الدولة السورية ولن تبقى ملاذاً للتكفيريين. في هذا الوقت بدأ جزء من العملية يظهر وهو انزال مظليين من الجيش السوري بواسطة طوافات في ريف حلب، ويبدو ان الطائرات نقلت حوالى 3000 عنصر الى ريف حلب حيث قاموا بقطع الطرقات بين الريف والمدينة. لكنه لم تسجل بعد اي معركة   حتى الساعة السادسة مساء من يوم الاثنين 10 حزيران 2013. إنما بين الليل والصباح سيبدأ جو الاقتراب اكثر فأكثر من المعركة. وعلى ما يبدو فإن المعركة حتمية واذا ربح الجيش العربي السوري وسيطر على حلب يكون قد استعاد جزءا هاما من الارض السورية وجزءا هاما من معنويات جيشه وانهزام المعارضة امامه. ومن هذا المنطلق، فان تركيا تنظر الى معركة حلب باهتمام كبير، وتتابع المخابرات التركية الوضع في حلب ولديها عناصر داخل المدينة تعطيها معلومات عما يحصل في حلب. اما أوروبا وواشنطن فتنظران الى ان حلب اذا صمدت في وجه الجيش العربي السوري واستطاعت منعه من السيطرة عليها، فان التسوية السلمية ستكون لصالح المعارضة.  فيما يشترك مع الجنود السوريين الـ 60 الفا، عناصر من الجيش الشعبي، يقدّر عددهم بـ 150 الفا، لكنهم غير مدرّبين وغير جاهزين لمعركة من هذا النوع، وكثيرون منهم مسجلون على لوائح الجيش الشعبي دون تدريب. روسيا تريد ان تربح سوريا معركة حلب، وتركيا التي كانت فتحت حدودها في الماضي لمليشيا "الجيش  الحر" والمعارضة تجد احراجا كبيرا الان في ظل الحوادث الداخلية التركية، في فتح الحدود لدخول معارضين سوريين الى الاراضي السورية والقتال فيها. لكن لا شك ان معركة حلب هي المعركة الدولية بين واشنطن وموسكو وبين ايران والسعودية، بين نظام الرئيس  بشار الاسد والقوى التكفيرية وعناصر القاعدة، وخاصة تنظيم الاخوان المسلمين الذي جمع كوادره وعناصره في حلب  ، يريدون ان يغرق الجيش العربي السوري فيها وان يتم استنزافه طوال شهر او شهرين، وعندها اذا استطاع المقاتلون المعارضون والتكفيريون البقاء شهرين ومنع الجيش العربي السوري من الدخول الى حلب فان هذا يعتبر انتصارا للاخوان المسلمين.   عند الساعة الثامنة تقريبا، كانت الوحدات السورية تتجه الى حلب، والطائرات الحربية تحلّق والهليكوبتر ايضا تحلّق، وبدا ان نوعا من منع التجوّل جرى فرضه على منطقة حلب من خلال الطوافات التي اطلقت صواريخ على الطرقات وعطّلتها، وعطلت حركة المرور. كذلك تعطلت الكهرباء في حلب، كما بدأت جماعة في حلب من التكفيريين باحراق منازل  لاثرياء تركوا منازلهم وسافروا الى الخارج، او يسرقون المفروشات ويأخذونها الى منازلهم. معركة حلب ستكون عنيفة جداً، وفيها سيظهر مدى تأثير  العنصر التركي ودخوله على الخط، فتركيا التي تعتبر ان حلب اقرب لها لا تريد ان يسيطر عليها النظام السوري وفي الوقت ذاته، فان روسيا حذرت تركيا ودولا اخرى من دعم المسلحين، وعلى هذا الاساس قرر الكونغرس الاميركي ان يعقد جلسة هذا الاسبوع ليأخذ قراره الفاصل بتسليح المعارضة السورية او عدم تسليحها، واذا قرر تسليحها فكيف سيتم تسليم السلاح. مع العلم ان اكثرية المتسلمين لخطوط المال والسلاح هم ضباط متقاعدون من الجيش ويوالون تيار المستقبل، كما يرأس اللجنة السياسية الامنية النائب عقاب صقر من قبل   سعد الحريري، وعملياً من قبل الأمن الوطني السعودي. تقدير الموقف الموقف صعب على الجيش العربي  السوري، وبدايته أسهل من نهايته، وعلى هذا الاساس فان الجيش السوري سيستطيع اخذ المداخل الرئيسية لحلب انما بعدها سيبدأ القتال حتى بالسلاح الابيض لان الدبابات والآليات لا تستطيع الدخول الى شوارع حلب الداخلية.   في المقابل، امتنعت الدول العربية عن التدخل في معركة حلب، وطالب الائتلاف   المعارض باجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لبحث معركة حلب، واعتبر ان مجزرة ستحصل هناك، لكن وزراء الخارجية العرب لم يلبوا الطلب والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال انه ليس هنالك من بند نبحثه على مستوى وزراء الخارجية العرب في مسألة عسكرية، بل نحتاج الى اجتماع وزراء الدفاع العرب، ووزراء الدفاع العرب منقسمة دولهم على بعضها ولا تريد الدخول في مشاكل عسكرية وليس عندها قدرة على ذلك. وتقدير الموقف هو ان التوازن حاصل بين الفريقين، ولكن الجيش العربي السوري لديه سلاح جو مؤلف من طوافات ومن طائرات حربية نفّاثة، وقادر على إسكات مصادر النيران داخل حلب. وقد يستعمل الجيش السوري لأول مرة اسلحة لم يستعملها في المعارك سابقا، ذلك ان القرار لدى الرئيس بشار الاسد انه لا عودة عن السيطرة عن حلب.   وسيحاول الجيش العربي  السوري  الحسم فيها بسرعة ، رغم ان تقدير الموقف يقول ان المعركة طويلة وليست قصيرة. واذا كانت قصيرة وسيطر الجيش العربي  السوري على حلب، تتغير كل المعطيات وتصبح سوريا، سوريا جديدة، ستبرز الايام المقبلة معركة حلب بامتياز، وكل ساعة ستكون فيها مفاجآت كثيرة، وسيتم استعمال اسلحة لأول مرة. ففي حلب 6 معامل للادوية سيطر عليها التكفيريون، ومنها مواد يمكن استعمالها كاسلحة كيمائية، ولا احد يعرف كيف سيستعملونها واين هي مخبأة، كما سيطروا على معمل الكلور الذي هو من المواد الكيمائية المشتعلة وفي الوقت ذاته من المواد الخانقة التي تسحب الاوكسيجين من الهواء وتقتل السكان في مناطق كبيرة عند ضرب اي قنبلة منها. وبانتظار بدء المعركة التي كنا نتمنى ان تكون ضد "اسرائيل"، وليس سكيناً في ظهر سوريا والمقاومة، فان الانتظار هو سيد الموقف لبدء معركة حلب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة