مصدر سوري مطلع عن ان مؤتمر جنيف لن يعقد الا بعد تحرير القصير بالكامل، فيما أكد الجيش السوري ان معركة القصير لن تمتد الى اكثر من الايام العشرة الاولى حزيران المقبل.

أفاد مراسل وكالة انباء فارس، ان "الجيش السوري يسطّر اتفاق جنيف عبر ما يخوضه من معارك ويحققه من انتصارات في ساحات الميدان المختلفة"؛ هذه الكلمات يمكن أن تلخص تفاصيل المشهد السوري بتعقيداته المختلفة بين الوقائع الملموسة ميدانيا وبين ما يجري في الأروقة السياسية الدولية وصولا إلى مؤتمر «جنيف 2» الذي سيؤسس لحل سياسي للأزمة السورية وسيحدد إلى حد كبير الطرف المنتصر فيها.

"مؤتمر «جنيف 2» لن ينعقد قبل أن تضع معركة القصير وزرها لصالح الجيش السوري"، هذا ما يؤكده  مصدر سوري مطلع على مراسلات القيادة السورية مع نظيرتها الروسية والتي تبحث في أدق تفاصيل المؤتمر المزمع عقده وكيفية ضمان تحقيق النصر السياسي فيه لصالح حلفاء دمشق.

المصدر الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه أكد أن "وعدا روسيا قطعته موسكو لحليفتها دمشق بضمان تأجيل انعقاد المؤتمر حتى يتمكن الجيش العربي السوري من إنهاء المعركة في القصير وإعلانها منطقة آمنة، وهو ما أكدت القيادة العسكرية السورية أنه سيتحقق في غضون وقت قصير لن يمتد إلى أكثر من الأيام العشرة الأولى من شهر حزيران/يوليو القادم".

وحسب معلومات المصدر السوري "الوفد السوري إلى موسكو لن يضم أياً من الشخصيات المعارضة التي تشارك في الحكومة السورية بل سيشمل في عضويته شخصية عسكرية قيادية تمثل الجيش السوري"، والتي قال المصدر السوري أنها "رسالة سورية روسية مزدوجة تشير إلى أن الكلمة العليا في مرحلة ما بعد «جنيف 2» ستبقى للجيش العربي السوري".

هكذا إذا تبدو معركة القصير مثالا لمدى تأثير سير المجريات في الميدان على نتائج مؤتمر جنيف، فيما لا يبدو أن الجيش السوري سيختصر ضمانه للتوفق في التفاوض على الانتصارات في القصير حيث يبدو ريف دمشق هو الآخر متجها للعودة إلى حضن الدولة السورية بشكل كامل مع استمرار الجيش بإعلان انتصاراته المتزايدة يوما بعد آخر.

أصداء الانتصارات الميدانية للجيش السوري تجاوزت حدود البلاد عندما باتت محور حديث أصدقاء دمشق وأعدائها، فما تصريح جون كيري حول أن "انتصارات الجيش السوري لن تدوم" إلا تعبير عن خشية واشنطن والأطراف التي تتبعها من هذه الانتصارات ومدى ضمانها لانتصار موسكة وحليفتها دمشق في مفاوضات جنيف.

وما تأكيد طهران على لسان رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي حول أن "ما يحققه الجيش السوري على الأرض سيحدد نتائج مؤتمر جنيف"، إلا تعبيرا عن ثقة حلفاء دمشق بأن انتصار الجيش على الميليشيات المسلحة والتي يقودها تنظيم القاعدة سيحقق نصرا لحليفتهم وبالتالي لهم بآخر المطاف في جنيف.

أما بالنسبة للقيادة السورية التي أثبت حنكتها الدبلوماسية وصمود جيشها بوجه الحرب التي تشن ضده، فتبدو هادئة تمشي واثقة الخطى في كلي المسارين العسكري والسياسي نحو تحقيق النصر في النهاية :

1. فعلى المستوى العسكري تبدو دمشق ماضية في خطط استراتيجية محكمة وضعها الجيش السوري لاستعادة الأمان إلى كافة التراب السورية عبر خطط مرحلية تتجلى فيها معركة القصير في أصدق تمثيل حيث بدأ الجيش معركة القصير قبل نحو شهر تمكن فيها من السيطرة على ريف القصير وصولا إلى بدء معركة المدينة التي سارت بمراحل متدرجة إلى أن وصلت الآن لثوانيها الأخيرة وحاصرت المسلحين في بقعة جغرافية محدودة لا يبدو أنهم سيخرجون منها أبدا.

2. أما على المستوى السياسي فتظهر القيادة السورية ثقة كبيرة من خلال عدم التسرع بقبول الذهاب إلى «جنيف2» إلى أن يتم حسم المشهد النهائي للمؤتمر بشكل كامل مع الروس وهو ماتم فعلا عبر زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد لموسكو قبل أن تعلن دمشق موافقتها المبدئية تاركة معارضتها متخبطة بين خيار الذهاب إلى جنيف وإعلان الهزيمة وبين عدم الذهاب وتحمل مسؤولية إفشال الحل السياسي والذي سيحصل على إدانة دولية واسعة ستصدر من على منبر مجلس الأمن الدولي.

وختم المصدر بالقول "إنه نصر مزدوج ستعانقه دمشق في ساحات الميدان والأروقة السياسية"، مشيرا إلى أن كل هذا يتم وفقا لدراسة عميقة وطويلة ومتأنية تسير بها القيادة السورية منذ بداية الأزمة وهي واثقة من نتائجها النهائية.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-05-28
  • 13635
  • من الأرشيف

مصدر مطلع : مؤتمر «جنيف2» يعقد بعد "تحرير القصير" بالكامل

 مصدر سوري مطلع عن ان مؤتمر جنيف لن يعقد الا بعد تحرير القصير بالكامل، فيما أكد الجيش السوري ان معركة القصير لن تمتد الى اكثر من الايام العشرة الاولى حزيران المقبل. أفاد مراسل وكالة انباء فارس، ان "الجيش السوري يسطّر اتفاق جنيف عبر ما يخوضه من معارك ويحققه من انتصارات في ساحات الميدان المختلفة"؛ هذه الكلمات يمكن أن تلخص تفاصيل المشهد السوري بتعقيداته المختلفة بين الوقائع الملموسة ميدانيا وبين ما يجري في الأروقة السياسية الدولية وصولا إلى مؤتمر «جنيف 2» الذي سيؤسس لحل سياسي للأزمة السورية وسيحدد إلى حد كبير الطرف المنتصر فيها. "مؤتمر «جنيف 2» لن ينعقد قبل أن تضع معركة القصير وزرها لصالح الجيش السوري"، هذا ما يؤكده  مصدر سوري مطلع على مراسلات القيادة السورية مع نظيرتها الروسية والتي تبحث في أدق تفاصيل المؤتمر المزمع عقده وكيفية ضمان تحقيق النصر السياسي فيه لصالح حلفاء دمشق. المصدر الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه أكد أن "وعدا روسيا قطعته موسكو لحليفتها دمشق بضمان تأجيل انعقاد المؤتمر حتى يتمكن الجيش العربي السوري من إنهاء المعركة في القصير وإعلانها منطقة آمنة، وهو ما أكدت القيادة العسكرية السورية أنه سيتحقق في غضون وقت قصير لن يمتد إلى أكثر من الأيام العشرة الأولى من شهر حزيران/يوليو القادم". وحسب معلومات المصدر السوري "الوفد السوري إلى موسكو لن يضم أياً من الشخصيات المعارضة التي تشارك في الحكومة السورية بل سيشمل في عضويته شخصية عسكرية قيادية تمثل الجيش السوري"، والتي قال المصدر السوري أنها "رسالة سورية روسية مزدوجة تشير إلى أن الكلمة العليا في مرحلة ما بعد «جنيف 2» ستبقى للجيش العربي السوري". هكذا إذا تبدو معركة القصير مثالا لمدى تأثير سير المجريات في الميدان على نتائج مؤتمر جنيف، فيما لا يبدو أن الجيش السوري سيختصر ضمانه للتوفق في التفاوض على الانتصارات في القصير حيث يبدو ريف دمشق هو الآخر متجها للعودة إلى حضن الدولة السورية بشكل كامل مع استمرار الجيش بإعلان انتصاراته المتزايدة يوما بعد آخر. أصداء الانتصارات الميدانية للجيش السوري تجاوزت حدود البلاد عندما باتت محور حديث أصدقاء دمشق وأعدائها، فما تصريح جون كيري حول أن "انتصارات الجيش السوري لن تدوم" إلا تعبير عن خشية واشنطن والأطراف التي تتبعها من هذه الانتصارات ومدى ضمانها لانتصار موسكة وحليفتها دمشق في مفاوضات جنيف. وما تأكيد طهران على لسان رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي حول أن "ما يحققه الجيش السوري على الأرض سيحدد نتائج مؤتمر جنيف"، إلا تعبيرا عن ثقة حلفاء دمشق بأن انتصار الجيش على الميليشيات المسلحة والتي يقودها تنظيم القاعدة سيحقق نصرا لحليفتهم وبالتالي لهم بآخر المطاف في جنيف. أما بالنسبة للقيادة السورية التي أثبت حنكتها الدبلوماسية وصمود جيشها بوجه الحرب التي تشن ضده، فتبدو هادئة تمشي واثقة الخطى في كلي المسارين العسكري والسياسي نحو تحقيق النصر في النهاية : 1. فعلى المستوى العسكري تبدو دمشق ماضية في خطط استراتيجية محكمة وضعها الجيش السوري لاستعادة الأمان إلى كافة التراب السورية عبر خطط مرحلية تتجلى فيها معركة القصير في أصدق تمثيل حيث بدأ الجيش معركة القصير قبل نحو شهر تمكن فيها من السيطرة على ريف القصير وصولا إلى بدء معركة المدينة التي سارت بمراحل متدرجة إلى أن وصلت الآن لثوانيها الأخيرة وحاصرت المسلحين في بقعة جغرافية محدودة لا يبدو أنهم سيخرجون منها أبدا. 2. أما على المستوى السياسي فتظهر القيادة السورية ثقة كبيرة من خلال عدم التسرع بقبول الذهاب إلى «جنيف2» إلى أن يتم حسم المشهد النهائي للمؤتمر بشكل كامل مع الروس وهو ماتم فعلا عبر زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد لموسكو قبل أن تعلن دمشق موافقتها المبدئية تاركة معارضتها متخبطة بين خيار الذهاب إلى جنيف وإعلان الهزيمة وبين عدم الذهاب وتحمل مسؤولية إفشال الحل السياسي والذي سيحصل على إدانة دولية واسعة ستصدر من على منبر مجلس الأمن الدولي. وختم المصدر بالقول "إنه نصر مزدوج ستعانقه دمشق في ساحات الميدان والأروقة السياسية"، مشيرا إلى أن كل هذا يتم وفقا لدراسة عميقة وطويلة ومتأنية تسير بها القيادة السورية منذ بداية الأزمة وهي واثقة من نتائجها النهائية.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة