اعتبرت إيران أمس أن الأزمة السورية دخلت «مرحلة مصيرية جداً»، بدأت مع عزم الحكومة والشعب في سورية على خوض مواجهة حقيقية مع المجموعات التكفيرية، كاشفةً عن وجود وثائق، ستنشر قريباً، تثبت أن قسماً كبيراً من عمليات المسلحين في سورية كانت تدار في غرفة عمليات بإسرائيل.

وحذرت من أن سورية قد تفتح جبهة الجولان في حال لم يتم ضبط الحدود من قبل الدول المجاورة ومنع تهريب السلاح والمقاتلين إلى الأراضي السورية عبرها. وأكدت أنها تولي أهمية خاصة للمراقد المقدسة في سورية، وأن «إجراءات يتم اتخاذها» لحمايتها.

ولفتت إيران إلى مشاركة 40 دولة في الاجتماع الدولي الذي تستضيفه العاصمة الإيرانية غداً الأربعاء بشأن حل الأزمة السورية، مؤكدةً أن التحضير لـ«جنيف 2» «لم يكن جيداً إلى حد الآن».

وأوضح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن المستجدات في سورية تشير إلى إحباط الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة كتركيا وقطر والسعودية، بسبب ما يجري في سورية وعجزهم عن تسوية الأزمة فيها، مذكراً في تصريح لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «ايسنا» بموقف بلاده منذ اندلاع الأزمة في سورية الرافض للحل العسكري والمؤكد ضرورة تبني حل سياسي لها.

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية الإيرانية في الشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أثناء حديث مع قناة «العالم» الإخبارية أن الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة، معتبراً أن ما شهدته سورية في البداية كان شبيهاً بما حصل في باقي الدول العربية من احتجاجات شعبية، واستدرك قائلاً: «لكن سرعان ما دخلت عليها أطراف خارجية واستدرجتها إلى المواجهة المسلحة»، مؤكداً أن ذلك «منع الشعب السوري من الاستمرار في مطالباته، كما منع النظام السوري من تنفيذ وتطوير إصلاحاته الشاملة».

واعتبر عبد اللهيان أن المرحلة الثانية من التطورات في سورية تحولت إلى حرب إرهابية على سورية، واستمرت حتى قبل الشهرين الماضيين، لكن الآن فإن النظام والشعب عقدا العزم لخوض مواجهة حقيقية مع المجموعات المسلحة والجماعات التكفيرية. ووصف المرحلة الحالية في الأزمة السورية بـ«المصيرية جداً».

ونوه بالخطاب الأخير لأمين عام حزب اللـه اللبناني حسن نصر اللـه، مؤكداً أن الموقف الإيراني لم يتغير ولن يتغير في الدفاع عن سورية، وأن حزب اللـه يتبع إستراتيجية مماثلة. وشدد على أن القضية الأخرى التي تهم إيران في سورية هي حماية البقاع والمقامات والمراقد المقدسة، مثل مرقدي السيدة زينب والسيدة رقية الواقعان في دمشق وقربها، وغيرها من المقامات التي تهم المسلمين وبالأخص الشيعة في العالم، لافتاً إلى أن إيران تولي اهتماماً خاصاً بهذا الأمر، وأضاف: «لذلك فإن إجراءات يتم اتخاذها لحماية هذه المراقد والعتبات المقدسة والمهمة على صعيد العالم الإسلامي والتشيع».

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أن الأزمة السورية ترتبط أيضاً بأمن لبنان والمقاومة ضد إسرائيل، وكشف قائلاً: «قريباً سيتم نشر مستندات ووثائق تثبت أن قسماً كبيراً من العمليات التي تقوم بها المجموعات المسلحة وأيضاً جبهة النصرة في القصير وريف دمشق وحلب يتم التخطيط له في غرفة عمليات بكيان الاحتلال في تل أبيب، وهي مستقاة من النماذج الذي قام الكيان بتنفيذها على مدى العقود الستة الماضية في فلسطين منذ إنشاء هذا الكيان غير الشرعي»، معتبراً أن إسرائيل تنقل تجاربها إلى سورية.

وحذر عبد اللهيان من تداعيات عدم نجاح الجهود السياسة والدبلوماسية الدولية التي بدأت في الجولان المحتل منذ الشهر الماضي، معتبراً أنه إذا لم يتم منع دخول السلاح والمقاتلين عبر حدود جيران سورية فإن جبهة جديدة سيتم فتحها ضد الكيان الإسرائيلي من الجولان بشكل فاعل.

ونفى أي إمكانية في هذه المرحلة لدى أي دولة منفردة أو حلف شمال الأطلسي «الناتو» للتدخل في مرحلة جديدة من الحرب على سورية المتماسكة، حيث يدافع الجيش السوري بكل قوة واقتدار عن سيادة واستقلال ووحدة أراضي البلاد في مواجهة محاولات التقسيم.

وأشار مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى أن الاجتماع الدولي المقرر عقده في طهران غداً الأربعاء سيلتئم بمشاركة 40 دولة لمناقشة حل الأزمة السورية، وبحضور ممثل للمبعوث الدولي السابق إلى سورية كوفي أنان الذي سيقرأ كلمة عنه في المؤتمر.

وأعرب عن أمله في أن يتمكن هذا الاجتماع والمؤتمر الدولي حول سورية المصطلح على تسميته «جنيف 2» من إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يلبي تطلعات ومطالب الشعب السوري، مؤكداً ضرورة أن يتمكن هذا الشعب من تقرير مصيره بنفسه، وألا يتخذ أحد قراراً بدلاً منه سواء في طهران أو جنيف، واعتبر أن الأولوية الآن هي لوقف العنف، والمساعدة على إجراء انتخابات شفافة ونزيهة تحت إشراف دولي.

وحول مؤتمر «جنيف 2»، الذي دعا إليه وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري في شهر حزيران المقبل، رأى أمير عبد اللهيان أن التحضير له «لم يكن جيداً إلى حد الآن»، على الرغم من الاتفاق الحاصل بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها على عقده، مبنياً أن إيران وروسيا تعتقدان أن بيان جنيف يجب أن يكون أساساً لأي اتفاق في «جنيف 2»، لوقف العنف وعودة الأمن والاستقرار إلى سورية، ومن ثم يتم تشكيل حكومة انتقالية أو أي حل سياسي آخر يحظى بتأييد الشعب السوري.

وشدد مساعد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة حضور ممثلي الحكومة والمعارضة المؤمنة بالحل السياسي في مؤتمر «جنيف 2»، وإذ أشار إلى أن ممثلي الدولة الذين سيشاركون فيه محددون، لفت إلى وجود اختلافات بين أطراف المعارضة، واعتبر أن الولايات المتحدة تحاول التعرف على الأطراف الليبرالية والعلمانية وتلك التي تفتقد إلى قاعدة في الداخل وأن تطرحهم كقيادة للمعارضة، على حين تحاول بعض الدول الإقليمية أن تطرح الوجوه المقربة منها، دون أن يحدد تلك الدول.

وأشار إلى أن نقاشاً ما زال يدور بين الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة حول دعوة مختلف الدول إلى المؤتمر، كاشفاً أن تلك الأطراف استشارت إيران في إمكانية حضورها في حال تمت دعوتها إليه، حيث كان رد إيران أنها تدعم كل حل سياسي منطقي مبني على أساس مطالب الشعب السوري.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-27
  • 13329
  • من الأرشيف

وثائق ستنشر قريباً تثبت أن قسماً كبيراً من عمليات المسلحين تديره غرفة عمليات بإسرائيل

اعتبرت إيران أمس أن الأزمة السورية دخلت «مرحلة مصيرية جداً»، بدأت مع عزم الحكومة والشعب في سورية على خوض مواجهة حقيقية مع المجموعات التكفيرية، كاشفةً عن وجود وثائق، ستنشر قريباً، تثبت أن قسماً كبيراً من عمليات المسلحين في سورية كانت تدار في غرفة عمليات بإسرائيل. وحذرت من أن سورية قد تفتح جبهة الجولان في حال لم يتم ضبط الحدود من قبل الدول المجاورة ومنع تهريب السلاح والمقاتلين إلى الأراضي السورية عبرها. وأكدت أنها تولي أهمية خاصة للمراقد المقدسة في سورية، وأن «إجراءات يتم اتخاذها» لحمايتها. ولفتت إيران إلى مشاركة 40 دولة في الاجتماع الدولي الذي تستضيفه العاصمة الإيرانية غداً الأربعاء بشأن حل الأزمة السورية، مؤكدةً أن التحضير لـ«جنيف 2» «لم يكن جيداً إلى حد الآن». وأوضح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن المستجدات في سورية تشير إلى إحباط الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة كتركيا وقطر والسعودية، بسبب ما يجري في سورية وعجزهم عن تسوية الأزمة فيها، مذكراً في تصريح لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «ايسنا» بموقف بلاده منذ اندلاع الأزمة في سورية الرافض للحل العسكري والمؤكد ضرورة تبني حل سياسي لها. من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية الإيرانية في الشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أثناء حديث مع قناة «العالم» الإخبارية أن الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة، معتبراً أن ما شهدته سورية في البداية كان شبيهاً بما حصل في باقي الدول العربية من احتجاجات شعبية، واستدرك قائلاً: «لكن سرعان ما دخلت عليها أطراف خارجية واستدرجتها إلى المواجهة المسلحة»، مؤكداً أن ذلك «منع الشعب السوري من الاستمرار في مطالباته، كما منع النظام السوري من تنفيذ وتطوير إصلاحاته الشاملة». واعتبر عبد اللهيان أن المرحلة الثانية من التطورات في سورية تحولت إلى حرب إرهابية على سورية، واستمرت حتى قبل الشهرين الماضيين، لكن الآن فإن النظام والشعب عقدا العزم لخوض مواجهة حقيقية مع المجموعات المسلحة والجماعات التكفيرية. ووصف المرحلة الحالية في الأزمة السورية بـ«المصيرية جداً». ونوه بالخطاب الأخير لأمين عام حزب اللـه اللبناني حسن نصر اللـه، مؤكداً أن الموقف الإيراني لم يتغير ولن يتغير في الدفاع عن سورية، وأن حزب اللـه يتبع إستراتيجية مماثلة. وشدد على أن القضية الأخرى التي تهم إيران في سورية هي حماية البقاع والمقامات والمراقد المقدسة، مثل مرقدي السيدة زينب والسيدة رقية الواقعان في دمشق وقربها، وغيرها من المقامات التي تهم المسلمين وبالأخص الشيعة في العالم، لافتاً إلى أن إيران تولي اهتماماً خاصاً بهذا الأمر، وأضاف: «لذلك فإن إجراءات يتم اتخاذها لحماية هذه المراقد والعتبات المقدسة والمهمة على صعيد العالم الإسلامي والتشيع». وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أن الأزمة السورية ترتبط أيضاً بأمن لبنان والمقاومة ضد إسرائيل، وكشف قائلاً: «قريباً سيتم نشر مستندات ووثائق تثبت أن قسماً كبيراً من العمليات التي تقوم بها المجموعات المسلحة وأيضاً جبهة النصرة في القصير وريف دمشق وحلب يتم التخطيط له في غرفة عمليات بكيان الاحتلال في تل أبيب، وهي مستقاة من النماذج الذي قام الكيان بتنفيذها على مدى العقود الستة الماضية في فلسطين منذ إنشاء هذا الكيان غير الشرعي»، معتبراً أن إسرائيل تنقل تجاربها إلى سورية. وحذر عبد اللهيان من تداعيات عدم نجاح الجهود السياسة والدبلوماسية الدولية التي بدأت في الجولان المحتل منذ الشهر الماضي، معتبراً أنه إذا لم يتم منع دخول السلاح والمقاتلين عبر حدود جيران سورية فإن جبهة جديدة سيتم فتحها ضد الكيان الإسرائيلي من الجولان بشكل فاعل. ونفى أي إمكانية في هذه المرحلة لدى أي دولة منفردة أو حلف شمال الأطلسي «الناتو» للتدخل في مرحلة جديدة من الحرب على سورية المتماسكة، حيث يدافع الجيش السوري بكل قوة واقتدار عن سيادة واستقلال ووحدة أراضي البلاد في مواجهة محاولات التقسيم. وأشار مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى أن الاجتماع الدولي المقرر عقده في طهران غداً الأربعاء سيلتئم بمشاركة 40 دولة لمناقشة حل الأزمة السورية، وبحضور ممثل للمبعوث الدولي السابق إلى سورية كوفي أنان الذي سيقرأ كلمة عنه في المؤتمر. وأعرب عن أمله في أن يتمكن هذا الاجتماع والمؤتمر الدولي حول سورية المصطلح على تسميته «جنيف 2» من إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يلبي تطلعات ومطالب الشعب السوري، مؤكداً ضرورة أن يتمكن هذا الشعب من تقرير مصيره بنفسه، وألا يتخذ أحد قراراً بدلاً منه سواء في طهران أو جنيف، واعتبر أن الأولوية الآن هي لوقف العنف، والمساعدة على إجراء انتخابات شفافة ونزيهة تحت إشراف دولي. وحول مؤتمر «جنيف 2»، الذي دعا إليه وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري في شهر حزيران المقبل، رأى أمير عبد اللهيان أن التحضير له «لم يكن جيداً إلى حد الآن»، على الرغم من الاتفاق الحاصل بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها على عقده، مبنياً أن إيران وروسيا تعتقدان أن بيان جنيف يجب أن يكون أساساً لأي اتفاق في «جنيف 2»، لوقف العنف وعودة الأمن والاستقرار إلى سورية، ومن ثم يتم تشكيل حكومة انتقالية أو أي حل سياسي آخر يحظى بتأييد الشعب السوري. وشدد مساعد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة حضور ممثلي الحكومة والمعارضة المؤمنة بالحل السياسي في مؤتمر «جنيف 2»، وإذ أشار إلى أن ممثلي الدولة الذين سيشاركون فيه محددون، لفت إلى وجود اختلافات بين أطراف المعارضة، واعتبر أن الولايات المتحدة تحاول التعرف على الأطراف الليبرالية والعلمانية وتلك التي تفتقد إلى قاعدة في الداخل وأن تطرحهم كقيادة للمعارضة، على حين تحاول بعض الدول الإقليمية أن تطرح الوجوه المقربة منها، دون أن يحدد تلك الدول. وأشار إلى أن نقاشاً ما زال يدور بين الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة حول دعوة مختلف الدول إلى المؤتمر، كاشفاً أن تلك الأطراف استشارت إيران في إمكانية حضورها في حال تمت دعوتها إليه، حيث كان رد إيران أنها تدعم كل حل سياسي منطقي مبني على أساس مطالب الشعب السوري.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة