دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ليسوا أقوى مما كانوا ولسنا اضعف مما كنا، فلماذا سينتصرون؟ هذا ما تؤكده مصادر سياسية متابعة ومؤيدة للحلف الايراني السوري والمقاومة، مع التأكيد بأن المواجهة هي بين مشروعين على امتداد مساحة المنطقة كلها.
وحسب هذه المصادر فان المنطقة دخلت مرحلة جديدة والعنصر الاساسي في هذه المواجهة سقوط «سايكس بيكو» وبداية تشكل حقبة تاريخية جديدة عبر صراع بين مشروع غربي اطلسي اخواني تركي «لتفتيت المفتت» واعادة صياغة المنطقة على أسس أسوأ من «سايكس بيكو» عبر تقسيمها الى دول مذهبية وطائفية، حيث يواجه هذا المشروع حلف المقاومة الممتد من ايران الى العراق وفلسطين وسورية ولبنان، واي تصدع في اي دولة من دول هذا المحور هو تصدع لهذا الحلف برمته، وبالتالي فان حزب الله لن يترك سوريا لوحدها لان سقوطها هو سقوط للمحور كله.
فالصراع بين هذين المحورين يعود الى العام 1982 وما قبله، وقد جرت مواجهات عنيفة بين المحورين من افغانستان الى العراق الى لبنان الى فلسطين وكان النصر دائماً حليف محور المقاومة والوقائع على الارض تؤكد ذلك رغم الدماء والدموع.
وعن الذين يهاجمون حزب الله ودخوله على خط الاحداث في سورية تسأل المصادر اين كانت هذه الاصوات عندما دخلت دول الخليج عبر عملية «درع الجزيرة» الى البحرين لضرب المعارضة البحرينية، حيث ضربت وكسرت دول الخليج من خلال هذه العملية محظور «السيادات الوطنية» كما ان تركيا وقطر وغيرها من الدول الاوروبية كسرت محظور السيادات الوطنية عندما دخلت الى سورية بهذا الشكل وقدمت كل انواع الدعم للمعارضة السورية؟ فمن اين تأتي الاموال للمقاتلين؟ ومن اين تأتي الاسلحة والاجهزة المتطورة الى المعارضين؟ اضافة الى الدخول الاسرائيلي السافر؟ فأين الغيارى على وضع سورية واين المنادين بالسيادات الوطنية؟
وتقول المصادر «ان سبب الضجة العالمية على دخول حزب الله على خط الاحداث السورية يعود الى الحسم السريع للمعارك وتحديداً في المنطقة الاستراتيجية في القصير حيث ذكرت وسائل الاعلام الاميركية «ان من يحسم في القصير يحسم في سورية، ولذلك فان الضجة تعود الى الحسم على الارض والتبدل في موازين القوى، علماً ان الذين يتحدثون عن دخول حزب الله كان عليهم الوقوف في وجه عمليات التسلل الى سورية ودعم المعارضين حيث اكتفت الدولة «بالتفرج» تحت عناوين عدم قدرتها على الحسم».
وتضيف المصادر «ان معركة سورية هي معركة أبعد مما يتصورها بعض «السذج» من اللبنانيين، وهي معركة ابعد من الجغرافيا، بل هي معركة قوى المقاومة كلها، ومعركة اعادة تشكيل جغرافيا جديدة لبلاد الشام عبر تحريك جبهة الجولان وعودة لواء الاسكندرون، وهذا الحراك سيمتد الى دول الخليج عبر تشكيل جغرافيا جديدة ايضاً ومعادلات من خلال البوابتين العراقية واليمنية، فيما الاحداث السورية اظهرت تركيا بانها «دولة من كرتون».
وبأن «العثمانية» سقطت ولن تعود «يا عبد الحميد» وبأن التاريخ أكد ويؤكد بأن الشعب السوري عندما «انتفض» لعروبته بدأ سقوط العثمانية، والتاريخ يكرر نفسه الان، هذا بالاضافة الى ان الدخول التركي على الازمة السورية حرك الشعور الديني لاكثر من 20 مليون علوي يتظاهرون يوميا ويواجهون الدولة حتى ان اجهزة المخابرات التركية اتهمت تنظيم جبهة تحرير لواء اسكندرون بالوقوف وراء التفجير في الريحانية التركية ذكرت المعلومات ان هذه الجبهة تضم 75 الف شخص سيبدأون تحركاتهم قريبا.
كما ان الانتخابات التركية ستجري منتصف العام القادم وهناك مواجهة حقيقية سيخوضها حزب العدالة والتنمية ستجبره على الاهتمام بأموره الداخلية.
ولذلك تقول المصادر، ان اللوحة هي لصالح محور المقاومة وبدأت تتبدل، وان عامل الوقت وصمود الجيش السوري والادارة الدقيقة للرئيس بشار الاسد للاحداث بحكمة ومهارة «طبيب العيون» ستحسم المعركة عبر حلف مقدس مع ايران وحزب الله، كما ان الوضع العربي بدأ بتبدل عبر تحركات شعبية في كل الدول العربية داعمة للنظام السوري حيث العالم العربي حاليا مقسوم بين محور الاخوان ومحور العروبة ولا محال للوسطية، كما شهد الاجتماع الاخير للجنة الوزارية العربية خلافات حادة لاول مرة كما ان المعارضة السورية مقسومة حتى العظم، «وتتلذذ» قياداتها بفنادق 5 نجوم في اوروبا واميركا، كما هناك تحولات في مصر وتونس والاردن والجزائر وغيرها.
اما الموقف الدولي فيشهد ايضاً تبدلات بعد سيطرة جبهة النصرة على كل مفاصل المعارضة السورية، اما الموقف الروسي فسجل تطوراً جذرياً سيغير موازين القوى العالمية وكذلك الصين والبرازيل والارجنتين ودول اميركا الجنوبية والهند وجنوب افريقيا حيث اكثر من ثلثي سكان الكرة الارضية يقفون مع سورية، فيما دول خليجية على الهامش تحاول القفز، فوق هذه المعادلات الكونية وسندفع الثمن في النهاية.
وفي ظل هذه المواجهة والنفس الطويل، لمحور المقاومة وصموده، والادارة الاستثنائية للمعركة من قبل السيد حسن نصرالله والرئيس الاسد فان محور المقاومة لن ينهزم وسينتصر كما انتصر عام 1982 حيث كانت اسرائيل في قلب بيروت والجيش كان مقسوماً حتى العظم، وحرب اهلية داخلية، ورغم ذلك انتصرت المقاومة وانتصر لبنان وستنتصر سوريا ايضا والايام القادمة خير دليل على ذلك. والجميع يعترف ان وضع النظام السوري حاليا افضل بكثير مما كانت عليه اوضاعه بداية الاحداث.
المصدر :
الديار /رضوان الذيب
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة