رجحت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن تنتقل "الحرب الأهلية الصغيرة" في طرابلس إلى شوارع بيروت، مشيرة إلى أن "لبنان بات منكشفاً أكثر على خطر الانفجار، ومن المتوقع أن يكون انفجاراً غير مضبوط". وقالت الصحيفة إن الحرب الدائرة في الشمال، بين العلويين والسنة، ليست حرباً جديدة، بل تندلع تكراراً خلال السنوات الأخيرة، وتكون في العادة ضمن معايير وأسباب مختلفة، إلا أنها هذه المرة تأخذ منحى آخر مرتبطاً أساساً بالمشاركة الفاعلة لحزب الله في سوريا، مشيرة إلى أن "المناوشات في المدينة الشمالية خرجت بالفعل عن السيطرة، والمرحلة المقبلة قد تشهد انتقالاً للمناوشات إلى شوارع بيروت".

وأضافت "هآرتس" إن "حزب الله يدير حرباً وجودية في سوريا، إذ في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فسيجد الحزب نفسه من دون جبهة خلفية ومن دون إسناد وجهة تمده بالسلاح، وبالتالي سيكون في مواجهة جبهتين صعبتين في نفس الوقت: جبهة الدولة السنية في سوريا، وجبهة إسرائيل، وبالتالي فإن تجنده في الحرب السورية ليس فعلاً تكتيكياً وحسب".

بحسب "هآرتس" فإن "سيطرة" حزب الله السياسية على لبنان باتت على المحك، لأنه خسر الآن قاعدته الشرعية التي كانت ترتكز أساساً على أنه يقاتل عدواً خارجياً محتلاً للبنان، وأنه مقاومة تدافع عن المواطنين اللبنانيين ضد محتل للأراضي اللبنانية، وهذه نتيجة للتدخل في سوريا. لكنها أكدت في المقابل أنه لا توجد قوة في لبنان قادرة على منع حزب الله من التدخل، اذ ان الجيش اللبناني لا يعمل تقريباً في البقاع.

ورجحت "هآرتس" أن لا يؤدي ما يحصل في سوريا إلى تشجيع حزب الله على "التحرش" بإسرائيل، مشيرة إلى أن "أي عمل استفزازي من قبله، قد يدفع إسرائيل إلى العمل ضد قواعده في لبنان، بل وأيضاً العمل ضد قواته في سوريا نفسها"، الأمر الذي يضر بمصالحه وبمصالح النظام في سوريا.

مع ذلك، حذرت الصحيفة من الوضع الحساس والهش في لبنان، وعلى خلفية وجود جهات ومنظمات عديدة مناوئة لحزب الله، قد تدفع هذه الجهات إلى محاولة سحب إسرائيل لمواجهة الحزب، عبر إقدامها على إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مع الأمل بأن تعمل إسرائيل بشكل تلقائي ضد حزب الله، ومن ثم التسبب بمواجهة عسكرية ضده.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-26
  • 12681
  • من الأرشيف

هآرتس ترجح انتقال الحرب من طرابلس لبيروت: لبنان بات منكشفا على الانفجار

رجحت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن تنتقل "الحرب الأهلية الصغيرة" في طرابلس إلى شوارع بيروت، مشيرة إلى أن "لبنان بات منكشفاً أكثر على خطر الانفجار، ومن المتوقع أن يكون انفجاراً غير مضبوط". وقالت الصحيفة إن الحرب الدائرة في الشمال، بين العلويين والسنة، ليست حرباً جديدة، بل تندلع تكراراً خلال السنوات الأخيرة، وتكون في العادة ضمن معايير وأسباب مختلفة، إلا أنها هذه المرة تأخذ منحى آخر مرتبطاً أساساً بالمشاركة الفاعلة لحزب الله في سوريا، مشيرة إلى أن "المناوشات في المدينة الشمالية خرجت بالفعل عن السيطرة، والمرحلة المقبلة قد تشهد انتقالاً للمناوشات إلى شوارع بيروت". وأضافت "هآرتس" إن "حزب الله يدير حرباً وجودية في سوريا، إذ في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فسيجد الحزب نفسه من دون جبهة خلفية ومن دون إسناد وجهة تمده بالسلاح، وبالتالي سيكون في مواجهة جبهتين صعبتين في نفس الوقت: جبهة الدولة السنية في سوريا، وجبهة إسرائيل، وبالتالي فإن تجنده في الحرب السورية ليس فعلاً تكتيكياً وحسب". بحسب "هآرتس" فإن "سيطرة" حزب الله السياسية على لبنان باتت على المحك، لأنه خسر الآن قاعدته الشرعية التي كانت ترتكز أساساً على أنه يقاتل عدواً خارجياً محتلاً للبنان، وأنه مقاومة تدافع عن المواطنين اللبنانيين ضد محتل للأراضي اللبنانية، وهذه نتيجة للتدخل في سوريا. لكنها أكدت في المقابل أنه لا توجد قوة في لبنان قادرة على منع حزب الله من التدخل، اذ ان الجيش اللبناني لا يعمل تقريباً في البقاع. ورجحت "هآرتس" أن لا يؤدي ما يحصل في سوريا إلى تشجيع حزب الله على "التحرش" بإسرائيل، مشيرة إلى أن "أي عمل استفزازي من قبله، قد يدفع إسرائيل إلى العمل ضد قواعده في لبنان، بل وأيضاً العمل ضد قواته في سوريا نفسها"، الأمر الذي يضر بمصالحه وبمصالح النظام في سوريا. مع ذلك، حذرت الصحيفة من الوضع الحساس والهش في لبنان، وعلى خلفية وجود جهات ومنظمات عديدة مناوئة لحزب الله، قد تدفع هذه الجهات إلى محاولة سحب إسرائيل لمواجهة الحزب، عبر إقدامها على إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مع الأمل بأن تعمل إسرائيل بشكل تلقائي ضد حزب الله، ومن ثم التسبب بمواجهة عسكرية ضده.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة