في الوقت الذي شدّد فيه الملك الأردني، عبد الله، على الحلّ السياسي العاجل للأزمة السورية ووضع حدّ فوري لأعمال العنف، يتوقع أن يحتضن الأردن مناورة «الأسد المتأهب» العسكرية بين 18 دولة خلال الأسابيع المقبلة، في موازاة تجديد مطالبته بنشر صواريخ باتريوت مع الحدود السورية.

وقال الملك عبد الله، في افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت أول من أمس، «لا بد من حل سياسي عاجل في سوريا لوقف الانقسام الخطير في هذا البلد». وأضاف إن «المطلب الأكثر إلحاحاً يتمثل في وضع حد فوري للعنف لكي يتمكن كل الشعب السوري من المساهمة في إعادة إعمار بلده». وأوضح أن «الأردن (الذي يبلغ تعداد سكانه نحو سبعة ملايين نسمة) يستضيف الآن ما يوازي 10 في المئة من حجم سكانه من اللاجئين السوريين»، مشيراً الى أن «هذا الرقم قد يتضاعف بحلول نهاية هذا العام».

وفي حدث يشير الى مزيد من التصعيد والتوتر، أعلن مسؤول عسكري أردني أن أكثر من 15 ألف عسكري من 18 بلداً سيشاركون في التمرين العسكري المشترك «الأسد المتأهب»، الذي سيجرى في الأردن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ويستمر لأكثر من أسبوعين.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصدر في التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الأردنية قوله «من المتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه إلى أكثر من 15 ألف مشارك يمثلون 18 دولة شقيقة وصديقة تشمل السعودية والعراق ولبنان والبحرين والإمارات واليمن وقطر ومصر وباكستان وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة وتركيا وبولندا والتشيك، بالإضافة الى القوات المسلحة الأردنية بمختلف صنوفها البرية والجوية والبحرية».

وأوضح أن «التمرين يهدف الى تلبية المتطلبات العملياتية والتدريبية واللوجستية الخاصة بالقوات المسلحة الأردنية مع التركيز على العمليات المدنية العسكرية والدور الإنساني وكيفية التعاون والتنسيق مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية وتوطيد علاقات التعاون بين المشاركين في التمرين من خلال العمل المشترك للوحدات والقطاعات والمؤسسات المشاركة في هذا التمرين الذي سيركز أيضاً على الدروس المستفادة من الحروب الحديثة وطبيعة التهديدات غير التقليدية التي تواجه الأمن الدولي».

وأشار المصدر الى أن إقامة هذا التمرين تأتي «نظراً إلى النجاح الكبير الذي حققه تمرين «الأسد المتأهب» 2012 والذي شارك فيه أكثر من 12 ألف مشارك يمثلون 18 دولة شقيقة وصديقة».

وفي السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن بلاده التي تشترك بحدود يزيد طولها على 370 كيلومتراً مع سوريا، ترغب في نشر بطاريات صواريخ باتريوت لحماية أجوائها.

وقال «إننا نرغب في أن يكون لدينا هذه المنظومة الدفاعية، وهذا بالحقيقة بهدف زيادة قدراتنا الدفاعية وترسيخها لحماية أجوائنا».

وأوضح أن «هذا ما تعمل وتعكف عليه قواتنا المسلحة الباسلة بشكل مستمر وحثيث»، مشيراً الى أن بلاده «في مرحلة الحديث مع الدول الصديقة» حول هذا الموضوع.

من جهة ثانية، طالبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حزب الله بوقف تدخله في سوريا، محذرة من خطورة تحويل الصراع في هذا البلد الى حرب طائفية. وقال المراقب العام للجماعة همام سعيد «نرى أن ما يفعله حزب الله من اختراق للأراضي السورية ونقل سلاحه ومقاتليه الى هناك يصب باتجاه تحويل القضية السورية وباتجاه جعلها حرباً طائفية». وأضاف «لقد انطلق الشعب السوري بثورته يطالب بحريته، وكان بعيداً عن كل نزعة طائفية، ولكن معركة القصير ستشعل المنطقة كلها لآثارها المدمرة التي ستزرع في مجتمعنا الشامي أحقاداً لا تمحى بعد مئات من السنين». وطالب سعيد حزب الله بأن «يرجع الى تبني المقاومة التي بدأها باتجاه الكيان الصهيوني، وأن لا يسخّر سلاحه باتجاهات أخرى تنقض كل ما بناه من فكر وعمل».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2013-05-26
  • 8230
  • من الأرشيف

الأردن يحتضن «الأسد المتأهّب» ويجدّد المطالبة بـ«باتريوت»

في الوقت الذي شدّد فيه الملك الأردني، عبد الله، على الحلّ السياسي العاجل للأزمة السورية ووضع حدّ فوري لأعمال العنف، يتوقع أن يحتضن الأردن مناورة «الأسد المتأهب» العسكرية بين 18 دولة خلال الأسابيع المقبلة، في موازاة تجديد مطالبته بنشر صواريخ باتريوت مع الحدود السورية. وقال الملك عبد الله، في افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت أول من أمس، «لا بد من حل سياسي عاجل في سوريا لوقف الانقسام الخطير في هذا البلد». وأضاف إن «المطلب الأكثر إلحاحاً يتمثل في وضع حد فوري للعنف لكي يتمكن كل الشعب السوري من المساهمة في إعادة إعمار بلده». وأوضح أن «الأردن (الذي يبلغ تعداد سكانه نحو سبعة ملايين نسمة) يستضيف الآن ما يوازي 10 في المئة من حجم سكانه من اللاجئين السوريين»، مشيراً الى أن «هذا الرقم قد يتضاعف بحلول نهاية هذا العام». وفي حدث يشير الى مزيد من التصعيد والتوتر، أعلن مسؤول عسكري أردني أن أكثر من 15 ألف عسكري من 18 بلداً سيشاركون في التمرين العسكري المشترك «الأسد المتأهب»، الذي سيجرى في الأردن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ويستمر لأكثر من أسبوعين. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصدر في التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الأردنية قوله «من المتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه إلى أكثر من 15 ألف مشارك يمثلون 18 دولة شقيقة وصديقة تشمل السعودية والعراق ولبنان والبحرين والإمارات واليمن وقطر ومصر وباكستان وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة وتركيا وبولندا والتشيك، بالإضافة الى القوات المسلحة الأردنية بمختلف صنوفها البرية والجوية والبحرية». وأوضح أن «التمرين يهدف الى تلبية المتطلبات العملياتية والتدريبية واللوجستية الخاصة بالقوات المسلحة الأردنية مع التركيز على العمليات المدنية العسكرية والدور الإنساني وكيفية التعاون والتنسيق مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية وتوطيد علاقات التعاون بين المشاركين في التمرين من خلال العمل المشترك للوحدات والقطاعات والمؤسسات المشاركة في هذا التمرين الذي سيركز أيضاً على الدروس المستفادة من الحروب الحديثة وطبيعة التهديدات غير التقليدية التي تواجه الأمن الدولي». وأشار المصدر الى أن إقامة هذا التمرين تأتي «نظراً إلى النجاح الكبير الذي حققه تمرين «الأسد المتأهب» 2012 والذي شارك فيه أكثر من 12 ألف مشارك يمثلون 18 دولة شقيقة وصديقة». وفي السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن بلاده التي تشترك بحدود يزيد طولها على 370 كيلومتراً مع سوريا، ترغب في نشر بطاريات صواريخ باتريوت لحماية أجوائها. وقال «إننا نرغب في أن يكون لدينا هذه المنظومة الدفاعية، وهذا بالحقيقة بهدف زيادة قدراتنا الدفاعية وترسيخها لحماية أجوائنا». وأوضح أن «هذا ما تعمل وتعكف عليه قواتنا المسلحة الباسلة بشكل مستمر وحثيث»، مشيراً الى أن بلاده «في مرحلة الحديث مع الدول الصديقة» حول هذا الموضوع. من جهة ثانية، طالبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حزب الله بوقف تدخله في سوريا، محذرة من خطورة تحويل الصراع في هذا البلد الى حرب طائفية. وقال المراقب العام للجماعة همام سعيد «نرى أن ما يفعله حزب الله من اختراق للأراضي السورية ونقل سلاحه ومقاتليه الى هناك يصب باتجاه تحويل القضية السورية وباتجاه جعلها حرباً طائفية». وأضاف «لقد انطلق الشعب السوري بثورته يطالب بحريته، وكان بعيداً عن كل نزعة طائفية، ولكن معركة القصير ستشعل المنطقة كلها لآثارها المدمرة التي ستزرع في مجتمعنا الشامي أحقاداً لا تمحى بعد مئات من السنين». وطالب سعيد حزب الله بأن «يرجع الى تبني المقاومة التي بدأها باتجاه الكيان الصهيوني، وأن لا يسخّر سلاحه باتجاهات أخرى تنقض كل ما بناه من فكر وعمل».    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة