مجرد أن يتحدث رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان عن «سيناريو كارثي» يراد أن تُجر إليه تركيا بعد حادثة تفجيري الريحانية، يعني أن مثل هذا السيناريو لن يحدث.

ثلاثة أسباب تدفع للقول ان تركيا مكبلة اليدين:

1ـ لقد لمّح اردوغان إلى أن حادثة الريحانية قد تكون تستهدف تخريب عملية الحل الجارية للمسألة الكردية في تركيا. وأنقرة تعلق أهمية على هذه العملية لإحداث تحول استراتيجي في ما تخطط في العلاقة بين شعوب المنطقة في اتجاه إقامة تحالف تركي - كردي على حساب العرب وإيران. وهنا بمعزل عن موقف الأكراد من ذلك، وما إذا كانوا يرضون بذلك أم يرفضونه، فإن رغبة اردوغان في عدم رؤية مشروعه مع الأكراد ينهار تمنعه من الرد على سوريا التي يتهمها بالوقوف وراء انفجار الريحانية.

2 ـ إن تركيا الراغبة بشدة في رؤية سوريا من دون الرئيس بشار الأسد لا يمكن لها أن تغامر وتتدخل بمفردها عسكريا ردا على حادثة الريحانية، لأن الرد قد يستجر انفجارا إقليميا واسعا، والولايات المتحدة غير راغبة به، ولا يمكن لأنقرة أن تتجاوز إرادة سيد البيت الأبيض في القضايا الحساسة والمفتوحة على مخاطر للسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة. خارج الضوء الأخضر الأميركي أنقرة مكبلة اليدين، ولا ضوء اخضر أميركيا.

3 ـ إن أنقرة منزعجة جدا من الاتفاق بين روسيا وأميركا على عقد مؤتمر دولي يلحظ مشاركة النظام في عملية الحل. لكن المناخات كلها تشير إلى أن التسوية قد وضعت على السكة وإن تأخر بدؤها، وهو ما يجعل تركيا عاجزة عن السير بعكس الرياح، أي أن تتجه إلى توترات مع سوريا بخلاف المناخ السلمي المرتقب.

إن استحالة تفجير أنقرة للوضع الحالي مع سوريا ربما يدفع بتركيا إلى خيارات بديلة تحاول من خلالها التخفيف من الخسائر. إن اتهام أنقرة السريع جدا لدمشق بالوقوف وراء تفجير الريحانية، ومن قبله اتهام اردوغان لسوريا باستخدام أسلحة كيميائية، يهدفان إلى استخدام هذه الأحداث كورقة ضغط تركية على أميركا أثناء اجتماع اردوغان مع الرئيس باراك أوباما الخميس المقبل. ويأمل اردوغان على الأقل أن تتشدد واشنطن بموضوع الحكومة الانتقالية السورية وموقع الأسد في المرحلة المقبلة، وذلك لحفظ ماء وجه السياسة التركية المعلنة تجاه سوريا. كذلك يريد اردوغان أن يحسّن ظروف مشاركة أنقرة في المؤتمر الدولي الذي كانت خارج الإعداد له تماما، وأظهرها بمظهر اللاعب غير المؤثر في الأحداث، إلا من زاوية دعم المسلحين و«الجهاديين» في سوريا.

كما أن سرعة الإعلان عن هوية المتهمين إنما كانت لتلافي الأضرار التي أصابت هيبة اردوغان في الداخل أمام الرأي العام التركي الذي يتساءل عن سبب تورط أنقرة في سوريا، وكيف أن من يلعب بالنار لا بد من أن تحترق أصابعه أيضا، وكيف أن الحكومة لم تحفظ الأمن لمواطنيها وتلاعبت بالمشاعر المذهبية في إقليم الاسكندرون لمجرد أن غالبية السكان هناك ينتمون إلى الطائفة "العلوية". فلم يأبه رئيس الحكومة لدعواتهم إلى درء التصرفات المذهبية للاجئين السوريين هناك، ما أدى إلى توترات تدخل الشرطة لفضها قبل أيام من تفجيري الريحانية. ولا مراء في التخوف من نشوء فتنة مذهبية كبيرة  في تركيا، ولا سيما في لواء الاسكندرون، وهو ما حذّر منه الكاتب طه آقيول.

نقاشات كثيرة تحدث داخل تركيا، وسوف تتزايد في المرحلة المقبلة، وسوف يجد اردوغان وأعضاء فريقه، ولا سيما وزير خارجيته أحمد داود اوغلو، أنفسهم أمام امتحان صدقية الخيارات التي انتهجوها في التعامل مع الملف السوري وربما المساءلة البرلمانية.

وعلى صعيد تحليلات وتعليقات الصحافة التركية فقد كتب طه آقيول في صحيفة «حرييت» محذرا من انتقال الحرب من سوريا إلى تركيا، قائلا «إنها سنوات صعبة. الحرب تنتقل من سوريا إلى تركيا. ليس فقط الإرهاب الذي في الشرق الأوسط بل كل الصدامات العرقية والدينية تنتقل إلى تركيا. مشاهد الدمار في الريحانية هي تكرار لما حصل في العراق وسوريا ولبنان».

وأوضح «إضافة إلى عمليات الإرهاب فإن تهديدا خطيرا في مواجهتنا، وهو خلق شرخ عميق في الهوية "المذهبية". من الصعب أيضا أن تحكم الرقابة على مئات الآلاف من اللاجئين في المخيمات وخارجها. الحدود في وضع غير المسيطر عليه. لا احد يعرف كيف ومتى ومع من ولماذا يعبر الحدود في الاتجاهين. من الواضح أن ثغرة أمنية كبيرة موجودة أمامنا. مواطنونا من "العلويين" العرب قلقون ويرون كيف أن اللاجئين السوريين في الريحانية والاسكندرون يخلقون مشكلات وتوترات، ويضطر عناصر الشرطة لإطلاق النار في الهواء للتفريق بينهم وبين مواطنينا. وكما لفّت تركيا قبل قرن حروب البلقان والنزعات الاتنية والدينية فإن سنوات صعبة تنتظر تركيا في مطلع القرن الحادي والعشرين هذه المرة في الشرق الأوسط».

وفي صحيفة «راديكال» تساءل جنكيز تشاندار عن أسباب استهداف الريحانية، فقال إن «ما شهدته البلدة يشبه تماما ما حدث في لبنان عام 1975 وما في العراق بعد الاحتلال حيث تفجر سيارة كل عدة أيام. ولم يتردد البعض في الكتابة بعد تفجير الريحانية بالقول: أهلا بكم في الشرق الأوسط. نعم هذا جانب من الموضوع. إذا أردتم أن تكونوا داخل الملف السوري فسوف يكون هو أيضا داخلكم».

وأضاف تشاندار «لقد ارتكبت تركيا أخطاء كثيرة في سوريا، لكن هذا لا يعني أن تنكفئ وتدير ظهرها للأحداث. إذ إن سياسة أن تكون لاعبا مؤثرا في الأزمة يتطلب أن تكون على استعداد لدفع تكلفة ذلك. لقد أشار اردوغان إلى أن الهدف هو ضرب عملية حل المشكلة الكردية. قد يكون ذلك جزئيا صحيحا، لكن وقوع الانفجار قبل لقاء أوباما ـ اردوغان والتحضير للمؤتمر الدولي هو رسالة متعددة الأهداف لهذا اللقاء وموقع تركيا، التي لا تريد الأسد جزءا من الحل، في المؤتمر. لكن أيا تكن الأهداف فإن منفذي الانفجار استفادوا تماما من الانقسام الداخلي التركي».

وفي «ميللييت» وتحت عنوان «انفجار السياسة التركية تجاه سوريا في الريحانية» كتب محمد تزكان ان «مختصر القضية هو هنا. فقط انظروا إلى الصور. مشهد كما في العراق أو سوريا. أليس كذلك؟ من الفاعل؟ الاستخبارات السورية؟. لا، جبهة النصرة. لا؟ أم القاعدة بجناحها السوري والتي تريد أن تقول لأنقرة إذا فسدت العلاقات بيننا فستتلقين المزيد من الانفجارات؟. نتمنى ألا تكون رسالة من "الجيش الحر" لجر تركيا إلى سوريا. إنها رسالة جر تركيا إلى النار قبل لقاء اردوغان - أوباما».

وأضاف «السلطة تقول إن تفجيري الريحانية من عمل عملاء الأسد. كائنا من كان فالنتيجة أن تركيا التحقت بالإرهاب في الشرق الأوسط. البعض يقول إنها لتخريب عملية حل المشكلة الكردية، أما وزير الخارجية فيقول إنها لاختبار قوة تركيا في المنطقة. كلام فارغ لا معنى له. انفعال. لا يشرح لنا لماذا تورطنا في المستنقع السوري. وزير الخارجية بنى لعبته على الإطاحة بنظام الأسد خلال شهرين - ثلاثة. أسسوا مخيمات اللاجئين قبل نزوح أي لاجئ. ولدى وصول أول نازح قرعت الأجراس: أزفّت ساعة رحيل الأسد. لأن الحسابات انه مع وصول أول لاجئ سيسقط نظام الأسد. لكن عامين مرا والأسد لم يسقط. على وزير الخارجية أن يشرح كيف جاء مسلحو الشيشان وأفغانستان بسلاحهم إلى سوريا، وكيف استقرت القاعدة هناك، والى أي مستوى تورطنا في سوريا. سياسة الحكومة انفجرت في الريحانية».

ونشرت صحيفة «جمهورية» تحقيقا من منطقة الانفجار ومن إقليم الاسكندرون قائلة إن «الغضب والسخط والصمت تعم في هاتاي بعد انفجارين لم تشهدهما حتى في أيام الانتداب الفرنسي. الدولة غائبة والكهرباء مقطوعة والشكوى من اللاجئين لم تنفع سابقا. الآن غادر معظم اللاجئين السوريين الريحانية. الخوف هو سيد الموقف. الأمن غير موجود والمواطن يسأل عن أي هدف نحارب في سوريا؟. ولماذا لا يحمي جيشنا الحدود؟. هل نحن في سوريا؟ لقد أطفأوا مواقدنا. والحكومة لا ترى».

  • فريق ماسة
  • 2013-05-13
  • 10078
  • من الأرشيف

انفجار السياسة التركية في الريحانية أردوغان مكبّل اليدين وتخوف من فتنة مذهبية

مجرد أن يتحدث رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان عن «سيناريو كارثي» يراد أن تُجر إليه تركيا بعد حادثة تفجيري الريحانية، يعني أن مثل هذا السيناريو لن يحدث. ثلاثة أسباب تدفع للقول ان تركيا مكبلة اليدين: 1ـ لقد لمّح اردوغان إلى أن حادثة الريحانية قد تكون تستهدف تخريب عملية الحل الجارية للمسألة الكردية في تركيا. وأنقرة تعلق أهمية على هذه العملية لإحداث تحول استراتيجي في ما تخطط في العلاقة بين شعوب المنطقة في اتجاه إقامة تحالف تركي - كردي على حساب العرب وإيران. وهنا بمعزل عن موقف الأكراد من ذلك، وما إذا كانوا يرضون بذلك أم يرفضونه، فإن رغبة اردوغان في عدم رؤية مشروعه مع الأكراد ينهار تمنعه من الرد على سوريا التي يتهمها بالوقوف وراء انفجار الريحانية. 2 ـ إن تركيا الراغبة بشدة في رؤية سوريا من دون الرئيس بشار الأسد لا يمكن لها أن تغامر وتتدخل بمفردها عسكريا ردا على حادثة الريحانية، لأن الرد قد يستجر انفجارا إقليميا واسعا، والولايات المتحدة غير راغبة به، ولا يمكن لأنقرة أن تتجاوز إرادة سيد البيت الأبيض في القضايا الحساسة والمفتوحة على مخاطر للسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة. خارج الضوء الأخضر الأميركي أنقرة مكبلة اليدين، ولا ضوء اخضر أميركيا. 3 ـ إن أنقرة منزعجة جدا من الاتفاق بين روسيا وأميركا على عقد مؤتمر دولي يلحظ مشاركة النظام في عملية الحل. لكن المناخات كلها تشير إلى أن التسوية قد وضعت على السكة وإن تأخر بدؤها، وهو ما يجعل تركيا عاجزة عن السير بعكس الرياح، أي أن تتجه إلى توترات مع سوريا بخلاف المناخ السلمي المرتقب. إن استحالة تفجير أنقرة للوضع الحالي مع سوريا ربما يدفع بتركيا إلى خيارات بديلة تحاول من خلالها التخفيف من الخسائر. إن اتهام أنقرة السريع جدا لدمشق بالوقوف وراء تفجير الريحانية، ومن قبله اتهام اردوغان لسوريا باستخدام أسلحة كيميائية، يهدفان إلى استخدام هذه الأحداث كورقة ضغط تركية على أميركا أثناء اجتماع اردوغان مع الرئيس باراك أوباما الخميس المقبل. ويأمل اردوغان على الأقل أن تتشدد واشنطن بموضوع الحكومة الانتقالية السورية وموقع الأسد في المرحلة المقبلة، وذلك لحفظ ماء وجه السياسة التركية المعلنة تجاه سوريا. كذلك يريد اردوغان أن يحسّن ظروف مشاركة أنقرة في المؤتمر الدولي الذي كانت خارج الإعداد له تماما، وأظهرها بمظهر اللاعب غير المؤثر في الأحداث، إلا من زاوية دعم المسلحين و«الجهاديين» في سوريا. كما أن سرعة الإعلان عن هوية المتهمين إنما كانت لتلافي الأضرار التي أصابت هيبة اردوغان في الداخل أمام الرأي العام التركي الذي يتساءل عن سبب تورط أنقرة في سوريا، وكيف أن من يلعب بالنار لا بد من أن تحترق أصابعه أيضا، وكيف أن الحكومة لم تحفظ الأمن لمواطنيها وتلاعبت بالمشاعر المذهبية في إقليم الاسكندرون لمجرد أن غالبية السكان هناك ينتمون إلى الطائفة "العلوية". فلم يأبه رئيس الحكومة لدعواتهم إلى درء التصرفات المذهبية للاجئين السوريين هناك، ما أدى إلى توترات تدخل الشرطة لفضها قبل أيام من تفجيري الريحانية. ولا مراء في التخوف من نشوء فتنة مذهبية كبيرة  في تركيا، ولا سيما في لواء الاسكندرون، وهو ما حذّر منه الكاتب طه آقيول. نقاشات كثيرة تحدث داخل تركيا، وسوف تتزايد في المرحلة المقبلة، وسوف يجد اردوغان وأعضاء فريقه، ولا سيما وزير خارجيته أحمد داود اوغلو، أنفسهم أمام امتحان صدقية الخيارات التي انتهجوها في التعامل مع الملف السوري وربما المساءلة البرلمانية. وعلى صعيد تحليلات وتعليقات الصحافة التركية فقد كتب طه آقيول في صحيفة «حرييت» محذرا من انتقال الحرب من سوريا إلى تركيا، قائلا «إنها سنوات صعبة. الحرب تنتقل من سوريا إلى تركيا. ليس فقط الإرهاب الذي في الشرق الأوسط بل كل الصدامات العرقية والدينية تنتقل إلى تركيا. مشاهد الدمار في الريحانية هي تكرار لما حصل في العراق وسوريا ولبنان». وأوضح «إضافة إلى عمليات الإرهاب فإن تهديدا خطيرا في مواجهتنا، وهو خلق شرخ عميق في الهوية "المذهبية". من الصعب أيضا أن تحكم الرقابة على مئات الآلاف من اللاجئين في المخيمات وخارجها. الحدود في وضع غير المسيطر عليه. لا احد يعرف كيف ومتى ومع من ولماذا يعبر الحدود في الاتجاهين. من الواضح أن ثغرة أمنية كبيرة موجودة أمامنا. مواطنونا من "العلويين" العرب قلقون ويرون كيف أن اللاجئين السوريين في الريحانية والاسكندرون يخلقون مشكلات وتوترات، ويضطر عناصر الشرطة لإطلاق النار في الهواء للتفريق بينهم وبين مواطنينا. وكما لفّت تركيا قبل قرن حروب البلقان والنزعات الاتنية والدينية فإن سنوات صعبة تنتظر تركيا في مطلع القرن الحادي والعشرين هذه المرة في الشرق الأوسط». وفي صحيفة «راديكال» تساءل جنكيز تشاندار عن أسباب استهداف الريحانية، فقال إن «ما شهدته البلدة يشبه تماما ما حدث في لبنان عام 1975 وما في العراق بعد الاحتلال حيث تفجر سيارة كل عدة أيام. ولم يتردد البعض في الكتابة بعد تفجير الريحانية بالقول: أهلا بكم في الشرق الأوسط. نعم هذا جانب من الموضوع. إذا أردتم أن تكونوا داخل الملف السوري فسوف يكون هو أيضا داخلكم». وأضاف تشاندار «لقد ارتكبت تركيا أخطاء كثيرة في سوريا، لكن هذا لا يعني أن تنكفئ وتدير ظهرها للأحداث. إذ إن سياسة أن تكون لاعبا مؤثرا في الأزمة يتطلب أن تكون على استعداد لدفع تكلفة ذلك. لقد أشار اردوغان إلى أن الهدف هو ضرب عملية حل المشكلة الكردية. قد يكون ذلك جزئيا صحيحا، لكن وقوع الانفجار قبل لقاء أوباما ـ اردوغان والتحضير للمؤتمر الدولي هو رسالة متعددة الأهداف لهذا اللقاء وموقع تركيا، التي لا تريد الأسد جزءا من الحل، في المؤتمر. لكن أيا تكن الأهداف فإن منفذي الانفجار استفادوا تماما من الانقسام الداخلي التركي». وفي «ميللييت» وتحت عنوان «انفجار السياسة التركية تجاه سوريا في الريحانية» كتب محمد تزكان ان «مختصر القضية هو هنا. فقط انظروا إلى الصور. مشهد كما في العراق أو سوريا. أليس كذلك؟ من الفاعل؟ الاستخبارات السورية؟. لا، جبهة النصرة. لا؟ أم القاعدة بجناحها السوري والتي تريد أن تقول لأنقرة إذا فسدت العلاقات بيننا فستتلقين المزيد من الانفجارات؟. نتمنى ألا تكون رسالة من "الجيش الحر" لجر تركيا إلى سوريا. إنها رسالة جر تركيا إلى النار قبل لقاء اردوغان - أوباما». وأضاف «السلطة تقول إن تفجيري الريحانية من عمل عملاء الأسد. كائنا من كان فالنتيجة أن تركيا التحقت بالإرهاب في الشرق الأوسط. البعض يقول إنها لتخريب عملية حل المشكلة الكردية، أما وزير الخارجية فيقول إنها لاختبار قوة تركيا في المنطقة. كلام فارغ لا معنى له. انفعال. لا يشرح لنا لماذا تورطنا في المستنقع السوري. وزير الخارجية بنى لعبته على الإطاحة بنظام الأسد خلال شهرين - ثلاثة. أسسوا مخيمات اللاجئين قبل نزوح أي لاجئ. ولدى وصول أول نازح قرعت الأجراس: أزفّت ساعة رحيل الأسد. لأن الحسابات انه مع وصول أول لاجئ سيسقط نظام الأسد. لكن عامين مرا والأسد لم يسقط. على وزير الخارجية أن يشرح كيف جاء مسلحو الشيشان وأفغانستان بسلاحهم إلى سوريا، وكيف استقرت القاعدة هناك، والى أي مستوى تورطنا في سوريا. سياسة الحكومة انفجرت في الريحانية». ونشرت صحيفة «جمهورية» تحقيقا من منطقة الانفجار ومن إقليم الاسكندرون قائلة إن «الغضب والسخط والصمت تعم في هاتاي بعد انفجارين لم تشهدهما حتى في أيام الانتداب الفرنسي. الدولة غائبة والكهرباء مقطوعة والشكوى من اللاجئين لم تنفع سابقا. الآن غادر معظم اللاجئين السوريين الريحانية. الخوف هو سيد الموقف. الأمن غير موجود والمواطن يسأل عن أي هدف نحارب في سوريا؟. ولماذا لا يحمي جيشنا الحدود؟. هل نحن في سوريا؟ لقد أطفأوا مواقدنا. والحكومة لا ترى».

المصدر : السفير \ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة