بدأت سورية وحلفاؤها الهجوم المضاد على التحالف الأميركي "الإسرائيلي" والخليجي، بعد استيعاب الهجوم الدولي بعباءة "الإسلاميين الجدد".. بعد خمسة وعشرين شهراً من القتل، التقطت سورية أنفاسها، وانتقلت مع حلفائها من الصمود إلى الهجوم المضاد، وإشاراته الآتية:

- ترنّح الإبراهيمي وصولاً إلى الاستقالة من تمثيله العربي، واتهام الجامعة العربية بالانحياز لصالح المسلحين، صحيح أن الضغط الأميركي والخليجي أبقياه في الصورة، لكنه أُفرغ من المضمون.

- الهجوم الميداني الواسع للجيش السوري ولجان الدفاع الشعبية خلال الشهرين الماضيين، وتحقيق إنجازات ميدانية كبيرة دفعت المسلحين إلى التقهقر وأميركا و"إسرائيل" للقلق والخوف على مشروعهم، فبدأوا بالتهويل الكاذب باستعمال الأسلحة الكيماوية، علّهم يقيّدون اندفاع القوى العسكرية السورية من استكمال هجومها، خصوصاً في منطقة حمص والقصير.

- الهجوم الإيراني غير المسبوق على قطر، واتهامها بإشعال الفوضى والعنف، وتحذيرها بوجوب عدم تجاوز حجمها، والتهديد بضرب "إسرائيل" عند أي تدخّل خارجي.

- التقاط الأنفاس على الساحة اللبنانية، وكسر الخجل السياسي لقوى 8 آذار بالعلاقة مع النظام في سورية، عبر لقاء الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية مع الرئيس بشار الأسد، وكذلك استيعاب الهجوم المتمثل باستقالة الحكومة، حيث استطاعت قوى 8 آذار أن تفرض شراكتها بالتأليف وإسقاط حكومة الأمر الواقع.

- انتقال النظام في العراق من تلقّي الضربات إلى مرحلة الرد ومهاجمة المسلحين من "القاعدة"، لسحب الورقة العراقية من الأتراك والخليجيين، ويمكن أن ينتقل العراق إلى الرد المباشر على دول الخليج، لردّ الاعتداء والتدخل في الشؤون العراقية.

- الحوادث الغامضة في بوسطن ومانشيستر وتكساس في أميركا، وانفجار السفارة الفرنسية في ليبيا، واكتشاف الخلايا في كندا، وإمكانية تمدّدها إلى أوروبا بعد عودة المسلحين إليها.. فهل هي محاولة لتغطية التراجع الأميركي والأوروبي عن دعم الإرهابيين لبدء الحوار السياسي، أم أن لها معاني أخرى؟ وكلا الأمرين لصالح محور المقاومة والصمود السوري.

- تزايد التأييد الشعبي العربي لسورية ضد المؤامرة، عبر مظاهرات الأردن واليمن وتونس، وتراجع بعض المشايخ عن فتاويهم المغرضة، وفي مقدمتهم مفتي تونس، الذي حرّم "جهاد النكاح" أو إرسال المسلحين إلى سورية.

- تمسّك السوريين بالدولة، وعودتهم إلى دعم النظام، وكذلك عودة كثير من المنشقّين والمسلحين بعد بيع نسائهم للخليجيين، وبعدما خسروا الأمن والحياة الكريمة، ولم يأخذوا الحرية بل الإمارات "السلفية" الهمجية.

- التحرّكان الروسي والإيراني على المستويين السياسي والعسكري، وبشكل إيجايي ومباشر، وتأكيد اشتراكهم في تقرير مصير المنطقة مع الأميركي، بعدما احتكرها لعقدين، ولولا الصمود السوري لما استطاعت روسيا استعادة دورها السياسي في الساحة الدولية.

لقد بدأ الصمود السوري يعطي ثماره على طريق الانتصار، ومنها:

انكسار المشروع الأميركي - "الإسرائيلي" الذي صادر الثورات العربية بالمال، أو بالاحتواء السياسي، أو بالفوضى العارمة، فسقطت الأنظمة المتحالفة مع أميركا، ولم تقم الأنظمة البديلة، وسقطت مقولة "الثورات العربية" الخادعة. سقوط "الإسلاميين الجدد" الانتهازيين والمهجّنين أميركياً، والبعيدين عن المبادئ والقيم، والذين اعترفوا بكامب ديفيد، وبرّأوا حسني مبارك وزين العابدين من خيانة الأمة، عندما ساروا على نهجهم، وبقيت السفارة "الإسرائيلية" وغابت فلسطين! انكشاف عورة بعض المقاولين باسم المقاومة داخل فلسطين وخارجها، وعدم الوفاء، وصار تحرير فلسطين ينطلق من قطر، ويملأ خزاناته الثورية في الأردن ومصر من اتفاقيات "السلام".

سقوط الجامعة العربية، وتحولها إلى مكتب تابع لخارجية قطر، وصار المال القطري يصنع القرارات العربية، وتحوّلت الجامعة إلى شركة مختلطة بين الأنظمة والمعارضات الوهمية، بين القطاعين السياسي العام والخاص في العالم العربي.

انكشاف عورة التركي عضو الناتو المتحالف مع "إسرائيل"، وظهور الفارق بين الإسلام المقاوم والإسلام المساوم.

اعتراف الأوروبيين والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بوجود أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي من "السلفيين" و"القاعدة"، ما ينفي عن الحراك السوري صفة "الثورة الشعبية" من أجل "الإصلاح"، بل الغزو الخارجي عبر المارينز التكفيري المصنوع أميركياً والمموَّل عربياً.

صحيح أن الشعب والجيش السوري دفعا ثمناً باهظاً من الخراب والتدمير والشهداء والجرحى، لكنهم كانوا المرابطين على ثغور الأمة والقلعة العربية الأخيرة لحفظ الهوية والحقوق وإنقاذ القضية الفلسطينية، وذلك بالتحالف والتضامن مع الشرفاء المقاومين العرب وأحرار العالم؛ من تشافيز إلى إيران إلى روسيا إلى دول "البريكس"، فالدم السوري يكتب من جديد أن حملات الإفرنج المموَّهة بالجلابيب والأدوات الأميركية ستسقط على أبواب دمشق، كما انهزمت حملات الإفرنج الماضية، ولن يُركل قبر صلاح الدين ثانية.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-01
  • 11099
  • من الأرشيف

سورية وحلفاؤها.. من الصمود إلى الهجوم المضاد

بدأت سورية وحلفاؤها الهجوم المضاد على التحالف الأميركي "الإسرائيلي" والخليجي، بعد استيعاب الهجوم الدولي بعباءة "الإسلاميين الجدد".. بعد خمسة وعشرين شهراً من القتل، التقطت سورية أنفاسها، وانتقلت مع حلفائها من الصمود إلى الهجوم المضاد، وإشاراته الآتية: - ترنّح الإبراهيمي وصولاً إلى الاستقالة من تمثيله العربي، واتهام الجامعة العربية بالانحياز لصالح المسلحين، صحيح أن الضغط الأميركي والخليجي أبقياه في الصورة، لكنه أُفرغ من المضمون. - الهجوم الميداني الواسع للجيش السوري ولجان الدفاع الشعبية خلال الشهرين الماضيين، وتحقيق إنجازات ميدانية كبيرة دفعت المسلحين إلى التقهقر وأميركا و"إسرائيل" للقلق والخوف على مشروعهم، فبدأوا بالتهويل الكاذب باستعمال الأسلحة الكيماوية، علّهم يقيّدون اندفاع القوى العسكرية السورية من استكمال هجومها، خصوصاً في منطقة حمص والقصير. - الهجوم الإيراني غير المسبوق على قطر، واتهامها بإشعال الفوضى والعنف، وتحذيرها بوجوب عدم تجاوز حجمها، والتهديد بضرب "إسرائيل" عند أي تدخّل خارجي. - التقاط الأنفاس على الساحة اللبنانية، وكسر الخجل السياسي لقوى 8 آذار بالعلاقة مع النظام في سورية، عبر لقاء الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية مع الرئيس بشار الأسد، وكذلك استيعاب الهجوم المتمثل باستقالة الحكومة، حيث استطاعت قوى 8 آذار أن تفرض شراكتها بالتأليف وإسقاط حكومة الأمر الواقع. - انتقال النظام في العراق من تلقّي الضربات إلى مرحلة الرد ومهاجمة المسلحين من "القاعدة"، لسحب الورقة العراقية من الأتراك والخليجيين، ويمكن أن ينتقل العراق إلى الرد المباشر على دول الخليج، لردّ الاعتداء والتدخل في الشؤون العراقية. - الحوادث الغامضة في بوسطن ومانشيستر وتكساس في أميركا، وانفجار السفارة الفرنسية في ليبيا، واكتشاف الخلايا في كندا، وإمكانية تمدّدها إلى أوروبا بعد عودة المسلحين إليها.. فهل هي محاولة لتغطية التراجع الأميركي والأوروبي عن دعم الإرهابيين لبدء الحوار السياسي، أم أن لها معاني أخرى؟ وكلا الأمرين لصالح محور المقاومة والصمود السوري. - تزايد التأييد الشعبي العربي لسورية ضد المؤامرة، عبر مظاهرات الأردن واليمن وتونس، وتراجع بعض المشايخ عن فتاويهم المغرضة، وفي مقدمتهم مفتي تونس، الذي حرّم "جهاد النكاح" أو إرسال المسلحين إلى سورية. - تمسّك السوريين بالدولة، وعودتهم إلى دعم النظام، وكذلك عودة كثير من المنشقّين والمسلحين بعد بيع نسائهم للخليجيين، وبعدما خسروا الأمن والحياة الكريمة، ولم يأخذوا الحرية بل الإمارات "السلفية" الهمجية. - التحرّكان الروسي والإيراني على المستويين السياسي والعسكري، وبشكل إيجايي ومباشر، وتأكيد اشتراكهم في تقرير مصير المنطقة مع الأميركي، بعدما احتكرها لعقدين، ولولا الصمود السوري لما استطاعت روسيا استعادة دورها السياسي في الساحة الدولية. لقد بدأ الصمود السوري يعطي ثماره على طريق الانتصار، ومنها: انكسار المشروع الأميركي - "الإسرائيلي" الذي صادر الثورات العربية بالمال، أو بالاحتواء السياسي، أو بالفوضى العارمة، فسقطت الأنظمة المتحالفة مع أميركا، ولم تقم الأنظمة البديلة، وسقطت مقولة "الثورات العربية" الخادعة. سقوط "الإسلاميين الجدد" الانتهازيين والمهجّنين أميركياً، والبعيدين عن المبادئ والقيم، والذين اعترفوا بكامب ديفيد، وبرّأوا حسني مبارك وزين العابدين من خيانة الأمة، عندما ساروا على نهجهم، وبقيت السفارة "الإسرائيلية" وغابت فلسطين! انكشاف عورة بعض المقاولين باسم المقاومة داخل فلسطين وخارجها، وعدم الوفاء، وصار تحرير فلسطين ينطلق من قطر، ويملأ خزاناته الثورية في الأردن ومصر من اتفاقيات "السلام". سقوط الجامعة العربية، وتحولها إلى مكتب تابع لخارجية قطر، وصار المال القطري يصنع القرارات العربية، وتحوّلت الجامعة إلى شركة مختلطة بين الأنظمة والمعارضات الوهمية، بين القطاعين السياسي العام والخاص في العالم العربي. انكشاف عورة التركي عضو الناتو المتحالف مع "إسرائيل"، وظهور الفارق بين الإسلام المقاوم والإسلام المساوم. اعتراف الأوروبيين والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بوجود أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي من "السلفيين" و"القاعدة"، ما ينفي عن الحراك السوري صفة "الثورة الشعبية" من أجل "الإصلاح"، بل الغزو الخارجي عبر المارينز التكفيري المصنوع أميركياً والمموَّل عربياً. صحيح أن الشعب والجيش السوري دفعا ثمناً باهظاً من الخراب والتدمير والشهداء والجرحى، لكنهم كانوا المرابطين على ثغور الأمة والقلعة العربية الأخيرة لحفظ الهوية والحقوق وإنقاذ القضية الفلسطينية، وذلك بالتحالف والتضامن مع الشرفاء المقاومين العرب وأحرار العالم؛ من تشافيز إلى إيران إلى روسيا إلى دول "البريكس"، فالدم السوري يكتب من جديد أن حملات الإفرنج المموَّهة بالجلابيب والأدوات الأميركية ستسقط على أبواب دمشق، كما انهزمت حملات الإفرنج الماضية، ولن يُركل قبر صلاح الدين ثانية.

المصدر : الثبات/ د. نسيب حطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة