أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن إثارة الدول الغربية لملف استخدم السلاح الكيميائي في سورية جزء لا يتجزأ من حملة الضغوط التي تمارس على سورية شعبا ودولة وحكومة من أجل استحصال تنازلات منها على أكثر من ملف.

وقال الجعفري في مقابلة مع قناة (إن بي إن) اللبنانية اليوم: إن أعداء سورية لجؤوا منذ بداية الأزمة إلى أساليب مختلفة وإلى استثمار بعض الظروف الخاصة من أجل الضغط على سورية والحصول منها على تنازلات سياسية مهمة ومنها مسائل المساعدات الإنسانية والمهجرين ومهمتا المراقبين العرب ومراقبي الأمم المتحدة ومهمتا كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي.

وردا على كلام وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول فرض حظر جوي أو تسليح المعارضة في حال ثبت استخدام السلاح الكيميائي أوضح الجعفري أن فرض منطقة حظر جوي لا يمكن أن يتم إلا عبر قرار لمجلس الأمن وهذا من رابع المستحيلات أما بالنسبة لتسليح المعارضة فالكلام الأمريكي هو لذر الرماد في العيون لأن تسليح المجموعات الإرهابية قائم ودعمها ماليا وسياسيا مستمر ومعالجة مصابيها في المشافي الإسرائيلية معروف كما أن آلاف العناصر من القاعدة والمجموعات المتطرفة وزعران الجهاد مازالوا يدخلون سورية عبر الحدود التركية.

ولفت الجعفري إلى أن تركيا تفتح حدودها مع سورية بكاملها لكل أشكال تسريب وتدريب وتمويل ورعاية آلاف الإرهابيين الذين يتم جمع شتاتهم من كل أصقاع الدنيا حيث ذكر الإبراهيمي في إحاطته لمجلس الأمن قبل أسبوع أن هناك 40 ألف إرهابي أجنبي مسلح يقاتلون الآن في سورية بينما ذكر تقرير أوروبي صادر عن أحد مراكز الأبحاث في لندن قبل نحو أسبوعين أن 805 من الأوروبيين الإرهابيين يقاتلون في سورية في صفوف "جبهة النصرة".

وأضاف الجعفري إن الغرب يستطيع التآمر على سورية بغض النظر عن الحصول على تغطية شرعية من مجلس الأمن وسبق أن قام بذلك ضد يوغسلافيا وليبيا والعراق ولكن لايمكنه من باب الشرعية الدولية والقانون الدولي استحصال أو استصدار قرار من مجلس الأمن يسمح له بفرض منطقة حظر جوي فوق سورية أو أي جزء منها.

وأوضح الجعفري أن سورية تقدمت بطلب رسمي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل المساعدة في التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في بلدة خان العسل بريف حلب ومن قام بهذه الجريمة وأثناء انعقاد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة الموضوع ادعى سفيرا فرنسا وبريطانيا أن السلاح الكيمائي استخدم في حمص تحديدا منذ أربعة أشهر.

وقال الجعفري: إن رئيس مجلس الأمن المندوب الروسي سأل السفيرين الفرنسي والبريطاني لماذا انتظرتم أربعة أشهر حتى تتحدثوا عن ذلك ولكن لم يكن لديهما جواب وطالبا مجلس الأمن بإدراج حمص في قائمة المواقع التي ينبغي على فريق التفتيش زيارتها.

وأضاف الجعفري: إن المندوب الروسي فيتالي تشوركين انتقد الخطوة الفرنسية البريطانية واعتبرها محاولة لتقويض الطلب السوري الرسمي بالتحقيق في استخدام السلاح الكيمائي في حلب.

وأكد الجعفري أن هدف القوى الغربية من ذلك هو تكرار السيناريو العراقي من خلال فتح أبواب سورية لما يسمى التفتيش الأرعن غير المنضبط وتغطيته بآليات الأمم المتحدة من أجل استباحة سيادة سورية عبر إثارة مزاعم تتعلق باستخدام السلاح الكيمائي.

وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية معنية أكثر من غيرها بسلامة شعبها ولذلك طلبت من الحكومتين الفرنسية والبريطانية وأمين عام الأمم المتحدة مشاطرتها المعلومات التي بحوزتهم وفي حال كانت هناك مصداقية لها وبعد التأكد من نزاهة وموضوعية فريق التفتيش الذي سيحقق في خان العسل ستطلب الحكومة السورية نفسها مجددا من الأمين العام مساعدتها على التحقيق في ادعاءات أخرى وبالتالي ذهبت سورية بعيدا جدا في المرونة الدبلوماسية ولكن هدف الطرف الآخر ألا يحدث تفتيش في الأساس لأنه يعرف من استخدم السلاح الكيمائي.

وأشار الجعفري إلى أن الأمم المتحدة أنشأت فريقين للتفتيش عن احتمال وجود أسلحة دمار شامل في العراق وبعد 18عاما من التفتيش خلصت اللجنتان إلى أنه لا وجود لتلك الأسلحة ومع ذلك تم احتلال العراق وتدميره والأهم من ذلك أنه عندما قدمت لجنة التفتيش تقريرها إلى مجلس الأمن في عام 2008 وقالت فيه إنها لم تعثر على شيء رفضت الدول الغربية أن تسجل عبارة "أن اللجنة لم تجد شيئا في العراق" في محضر رسمي وتم إنهاء عمل لجنة التفتيش بشكل سري والاحتفاظ بوثائقها في صناديق خاصة للأمم المتحدة مضادة للرصاص وممهورة بالشمع الأحمر على أن تفتح بعد 60 عاما.

وقال الجعفري: إن السؤال المهم هو لماذا حصل كل ذلك في منظمة دولية يفترض أنها أم الشفافية في الدبلوماسية العالمية.

ولفت الجعفري إلى أن أعداء سورية افتعلوا الملفات الكثيرة من أجل الضغط على سورية ولكنهم لم يصلوا إلى شيء ولذلك يحاولون الآن استثمار آليات مجلس الأمن من أجل تكرار السيناريو العراقي.

وأضاف الجعفري: إن هؤلاء لم ولن ينجحوا ونحن مطمئنون كل الاطمئنان إلى أن الدسائس التي يحيكونها لتكرار السيناريو العراقي لن تنجح لأن هناك أصدقاء لنا في مجلس الأمن كما أن لجان الخبراء تقوم بتقديم تقارير ذات مصداقية كالتقرير الأخير الذي قدمه خبراء معنيون بتطبيق قرار مجلس الأمن حظر الأسلحة على ليبيا وقالوا فيه إن السعودية وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة منخرطون بتهريب السلاح إلى سورية عبر أكثر من جبهة.

وأكد الجعفري أن الهدف من دعم الإرهابيين بالمال والسلاح هو إفشال الحل السياسي للأزمة في سورية وأن دعوة أمين عام الجامعة العربية الدول العربية إلى تسليح المعارضة هو إطلاق للنار على مهمة الابراهيمي وتكذيب لادعاءات الجامعة بأنها تسعى وراء تسوية سلمية.

وقال الجعفري: إن من يقود العدوان على سورية اليوم هو نفسه من وضع ونفذ سايكس بيكو ووعد بلفور وسرق فلسطين ومن قام بالعدوان الثلاثي على مصر ومن المستغرب أن بعض العرب يجادل في مدى مصداقية أو إيجابية النوايا لدى الدول الغربية تجاهنا جميعا.

وأضاف الجعفري إن الأمر الجديد في الصورة هو أن تلك القوى تحاول أن تستدرج الولايات المتحدة إلى ساحة حرب جديدة في المنطقة لأنها تدرك أنها عاجزة وحدها عن القيام بتلك المهمة ولكن هناك في واشنطن تيارين الأول تمثله وزارة الخارجية والثاني يمثله البنتاغون والكلمة الفصل بين التيارين تعود إلى البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما شخصيا.

وأشار الجعفري إلى أن الدول الغربية والخليجية كانت تراهن على أن المتطرفين سيذهبون إلى سورية ليقتلوا السوريين الأبرياء وليقتلوا فوق الأرض السورية وبالتالي ستتخلص من أولئك الزعران لكن المشكلة ظهرت عندما استطاع بعض أولئك الزعران العودة إلى بلادهم فتخوفت عواصم الدول المنخرطة في سفك الدم السوري من إمكانية أن يقوم هؤلاء الإرهابيون مجددا بتعبئة شريحة من الشباب في الدول الغربية وغيرها من أجل استمرار مسيرة العنف والإرهاب في تلك العواصم.

وأوضح الجعفري أن سورية قامت بشكل رسمي بإبلاغ مجلس الأمن برسائل موثقة في الأرشيف بأن هناك عناصر تابعة للقاعدة ولـ "جبهة النصرة" المرتبطة بها ولمجموعات إرهابية تحمل أسماء مستعارة كلها مرتبطة بالقاعدة والإبراهيمي تحدث عن هذا البعد وعن الخطر من امتداده عربيا وغربيا بشكل مسهب في إحاطته لمجلس الأمن.

وأضاف الجعفري: إن الإبراهيمي قال إنه يعتبر أن عملية جنيف أضحت باطلة بعد قرار الجامعة العربية في قمة الدوحة تسليح المعارضة والاعتراف بالجناح المتطرف الخارجي في المعارضة الخارجية السورية كممثل وحيد للشعب السوري وبالتالي هو الآن يطير وفقا لتوصيفه بجناح واحد لأنه ممثل للأمم المتحدة وهناك معلومات تشير إلى أنه طلب إعفاءه من الجناح الآخر الذي هو الجامعة العربية التي تغدر به وتكذب عليه وتمارس معه ومع غيره لغة مزدوجة.

وقال الجعفري: إن العرب غير متمسكين بالإبراهيمي وهم يعرفون أنه عاجلا أم آجلا سيستقيل أو يطالب بإعفائه من الجانب التمثيلي للجامعة العربية على الأقل في مهمته ولذلك سارع رئيس وزراء قطر وأمين عام الجامعة العربية إلى لقاء الإبراهيمي في نيويورك ودار الحديث لمدة ساعة حول هذه النقطة بالذات.

ولفت الجعفري إلى أن ما يسمى الجامعة العربية هي من أطلق رصاصة الرحمة على مهمة الإبراهيمي كما فعلت بمهمة الجنرال الدابي ومهمة عنان ومهمة الجنرال مود لأن أولئك الذين يتلاعبون بمقدرات الجامعة العربية وخاصة قطر والسعودية والنفوذ التركي لا يريدون حلا سلميا يوقف سفك دماء الشعب السوري.

وأكد الجعفري أن من يسفك الدم السوري ويرفض التسوية السلمية والانخراط في الحوار الوطني الشامل وصولا إلى سورية جديدة لكل السوريين على أسس من العدالة الاجتماعية والإنصاف ومكافحة الفساد ليس معارضا شريفا ولا وطنياً بل هو عميل لقوى خارجية تريد أن تصفي حساباتها مع سورية الوطن وسورية الرقم الصعب التي طردت الاحتلال بالمقاومة وعززت مفهومها في المنطقة ووقفت في وجه إسرائيل وساعدت المقاومة اللبنانية والفلسطينية.

وقال الجعفري: إن رفع سورية يدها عن كل هذه الملفات يعني انتهاء القضية الفلسطينية بالمطلق وانتهاء إمكانية قيام دولة فلسطينية وسورية ليست إلا محطة والمحطة القادمة ستكون إيران والعراق مجدداً ولبنان والأردن ومصر والجزائر.

وأضاف الجعفري إننا كسوريين معنيون جميعا بالحفاظ على سورية دولة قوية منيعة متينة تريد الخير لكل أبنائها ونريد جميعا إعادة بناء هذا الوطن على أكمل وجه ونحن قادرون على ذلك إن كان في الداخل أو الخارج.

وأكد الجعفري أن التهويل والحرب الإعلامية على سورية هدفه تسميم الرأي العام العالمي والعربي من خلال الترويج لصور خاطئة عما يجري في سورية لأنه لا يمكن لحكومة أن تقوم بقتل شعبها كما يروجون بل هي تواجه إرهابيين مسلحين ينفذون تفجيرات إرهابية انتحارية في المناطق السكنية ويقتلون الطلاب في المدارس والجامعات ويدمرون البنية التحتية للاقتصاد الوطني.

وأوضح الجعفري أن الحسم والفصل على الأرض هو الأساس في صناعة القرار النهائي المتعلق بالوضع في سورية ومن المهم جداً أن يكون هناك حسم ناجز يضعف أي مصداقية إن وجدت للمجموعات الإرهابية المسلحة ويخرج الإرهابيين الغرباء الأجانب من الأرض السورية بعد أن يكونوا قد فشلوا في القيام بالمهام التي أوكلتها إليهم القوى التي ترعاهم ومنها قوى البترودولار الأسود الحاقد.

ولفت الجعفري إلى أن الأمم المتحدة ليست منظمة خيرية بل هي انعكاس لموازين القوى العالمية وهي ثمرة نجاح الدول التي انتصرت على النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية ولكن هناك الآن صحوة دولية سببها الأزمة في سورية لا تريد أن تستمر الدول النافذة في مجلس الأمن بسوء استخدام آليات الأمم المتحدة من أجل تقويض سيادة الدول واستباحتها والبيع والشراء فيها والتلاعب بآلام وآمال وطموح الشعوب.

وقال الجعفري: إن الوضع الآن في مجلس الأمن هو مداولات مستمرة ولا يوجد أي خطوط واضحة عريضة حول التوجه النهائي الذي ستأخذه تلك المداولات ولكن وزارة الخارجية الأردنية طلبت عقد جلسة مغلقة للمجلس يوم الثلاثاء لإثارة مسألة ما تسميه "اللاجئين السوريين" في الأردن وطلب المساعدة الدولية.

وأضاف الجعفري إن الشعب السوري عندما احتضن ملايين من الأخوة العراقيين ممن هربوا من تبعات الغزو الأمريكي البريطاني والأخوة اللبنانيين والفلسطينيين لم تأت الحكومة السورية إلى مجلس الأمن ولم تتسول على باب أحد وقامت بواجبها القومي تجاههم وليست نادمة على ذلك لأنها تؤمن بأن مساعدة الشقيق واجب شرعي وأخلاقي وقومي.

  • فريق ماسة
  • 2013-04-26
  • 8014
  • من الأرشيف

الجعفري : الحسم والفصل على الأرض هو الأساس في صناعة القرار النهائي المتعلق بالوضع في سورية

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن إثارة الدول الغربية لملف استخدم السلاح الكيميائي في سورية جزء لا يتجزأ من حملة الضغوط التي تمارس على سورية شعبا ودولة وحكومة من أجل استحصال تنازلات منها على أكثر من ملف. وقال الجعفري في مقابلة مع قناة (إن بي إن) اللبنانية اليوم: إن أعداء سورية لجؤوا منذ بداية الأزمة إلى أساليب مختلفة وإلى استثمار بعض الظروف الخاصة من أجل الضغط على سورية والحصول منها على تنازلات سياسية مهمة ومنها مسائل المساعدات الإنسانية والمهجرين ومهمتا المراقبين العرب ومراقبي الأمم المتحدة ومهمتا كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي. وردا على كلام وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول فرض حظر جوي أو تسليح المعارضة في حال ثبت استخدام السلاح الكيميائي أوضح الجعفري أن فرض منطقة حظر جوي لا يمكن أن يتم إلا عبر قرار لمجلس الأمن وهذا من رابع المستحيلات أما بالنسبة لتسليح المعارضة فالكلام الأمريكي هو لذر الرماد في العيون لأن تسليح المجموعات الإرهابية قائم ودعمها ماليا وسياسيا مستمر ومعالجة مصابيها في المشافي الإسرائيلية معروف كما أن آلاف العناصر من القاعدة والمجموعات المتطرفة وزعران الجهاد مازالوا يدخلون سورية عبر الحدود التركية. ولفت الجعفري إلى أن تركيا تفتح حدودها مع سورية بكاملها لكل أشكال تسريب وتدريب وتمويل ورعاية آلاف الإرهابيين الذين يتم جمع شتاتهم من كل أصقاع الدنيا حيث ذكر الإبراهيمي في إحاطته لمجلس الأمن قبل أسبوع أن هناك 40 ألف إرهابي أجنبي مسلح يقاتلون الآن في سورية بينما ذكر تقرير أوروبي صادر عن أحد مراكز الأبحاث في لندن قبل نحو أسبوعين أن 805 من الأوروبيين الإرهابيين يقاتلون في سورية في صفوف "جبهة النصرة". وأضاف الجعفري إن الغرب يستطيع التآمر على سورية بغض النظر عن الحصول على تغطية شرعية من مجلس الأمن وسبق أن قام بذلك ضد يوغسلافيا وليبيا والعراق ولكن لايمكنه من باب الشرعية الدولية والقانون الدولي استحصال أو استصدار قرار من مجلس الأمن يسمح له بفرض منطقة حظر جوي فوق سورية أو أي جزء منها. وأوضح الجعفري أن سورية تقدمت بطلب رسمي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل المساعدة في التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في بلدة خان العسل بريف حلب ومن قام بهذه الجريمة وأثناء انعقاد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة الموضوع ادعى سفيرا فرنسا وبريطانيا أن السلاح الكيمائي استخدم في حمص تحديدا منذ أربعة أشهر. وقال الجعفري: إن رئيس مجلس الأمن المندوب الروسي سأل السفيرين الفرنسي والبريطاني لماذا انتظرتم أربعة أشهر حتى تتحدثوا عن ذلك ولكن لم يكن لديهما جواب وطالبا مجلس الأمن بإدراج حمص في قائمة المواقع التي ينبغي على فريق التفتيش زيارتها. وأضاف الجعفري: إن المندوب الروسي فيتالي تشوركين انتقد الخطوة الفرنسية البريطانية واعتبرها محاولة لتقويض الطلب السوري الرسمي بالتحقيق في استخدام السلاح الكيمائي في حلب. وأكد الجعفري أن هدف القوى الغربية من ذلك هو تكرار السيناريو العراقي من خلال فتح أبواب سورية لما يسمى التفتيش الأرعن غير المنضبط وتغطيته بآليات الأمم المتحدة من أجل استباحة سيادة سورية عبر إثارة مزاعم تتعلق باستخدام السلاح الكيمائي. وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية معنية أكثر من غيرها بسلامة شعبها ولذلك طلبت من الحكومتين الفرنسية والبريطانية وأمين عام الأمم المتحدة مشاطرتها المعلومات التي بحوزتهم وفي حال كانت هناك مصداقية لها وبعد التأكد من نزاهة وموضوعية فريق التفتيش الذي سيحقق في خان العسل ستطلب الحكومة السورية نفسها مجددا من الأمين العام مساعدتها على التحقيق في ادعاءات أخرى وبالتالي ذهبت سورية بعيدا جدا في المرونة الدبلوماسية ولكن هدف الطرف الآخر ألا يحدث تفتيش في الأساس لأنه يعرف من استخدم السلاح الكيمائي. وأشار الجعفري إلى أن الأمم المتحدة أنشأت فريقين للتفتيش عن احتمال وجود أسلحة دمار شامل في العراق وبعد 18عاما من التفتيش خلصت اللجنتان إلى أنه لا وجود لتلك الأسلحة ومع ذلك تم احتلال العراق وتدميره والأهم من ذلك أنه عندما قدمت لجنة التفتيش تقريرها إلى مجلس الأمن في عام 2008 وقالت فيه إنها لم تعثر على شيء رفضت الدول الغربية أن تسجل عبارة "أن اللجنة لم تجد شيئا في العراق" في محضر رسمي وتم إنهاء عمل لجنة التفتيش بشكل سري والاحتفاظ بوثائقها في صناديق خاصة للأمم المتحدة مضادة للرصاص وممهورة بالشمع الأحمر على أن تفتح بعد 60 عاما. وقال الجعفري: إن السؤال المهم هو لماذا حصل كل ذلك في منظمة دولية يفترض أنها أم الشفافية في الدبلوماسية العالمية. ولفت الجعفري إلى أن أعداء سورية افتعلوا الملفات الكثيرة من أجل الضغط على سورية ولكنهم لم يصلوا إلى شيء ولذلك يحاولون الآن استثمار آليات مجلس الأمن من أجل تكرار السيناريو العراقي. وأضاف الجعفري: إن هؤلاء لم ولن ينجحوا ونحن مطمئنون كل الاطمئنان إلى أن الدسائس التي يحيكونها لتكرار السيناريو العراقي لن تنجح لأن هناك أصدقاء لنا في مجلس الأمن كما أن لجان الخبراء تقوم بتقديم تقارير ذات مصداقية كالتقرير الأخير الذي قدمه خبراء معنيون بتطبيق قرار مجلس الأمن حظر الأسلحة على ليبيا وقالوا فيه إن السعودية وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة منخرطون بتهريب السلاح إلى سورية عبر أكثر من جبهة. وأكد الجعفري أن الهدف من دعم الإرهابيين بالمال والسلاح هو إفشال الحل السياسي للأزمة في سورية وأن دعوة أمين عام الجامعة العربية الدول العربية إلى تسليح المعارضة هو إطلاق للنار على مهمة الابراهيمي وتكذيب لادعاءات الجامعة بأنها تسعى وراء تسوية سلمية. وقال الجعفري: إن من يقود العدوان على سورية اليوم هو نفسه من وضع ونفذ سايكس بيكو ووعد بلفور وسرق فلسطين ومن قام بالعدوان الثلاثي على مصر ومن المستغرب أن بعض العرب يجادل في مدى مصداقية أو إيجابية النوايا لدى الدول الغربية تجاهنا جميعا. وأضاف الجعفري إن الأمر الجديد في الصورة هو أن تلك القوى تحاول أن تستدرج الولايات المتحدة إلى ساحة حرب جديدة في المنطقة لأنها تدرك أنها عاجزة وحدها عن القيام بتلك المهمة ولكن هناك في واشنطن تيارين الأول تمثله وزارة الخارجية والثاني يمثله البنتاغون والكلمة الفصل بين التيارين تعود إلى البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما شخصيا. وأشار الجعفري إلى أن الدول الغربية والخليجية كانت تراهن على أن المتطرفين سيذهبون إلى سورية ليقتلوا السوريين الأبرياء وليقتلوا فوق الأرض السورية وبالتالي ستتخلص من أولئك الزعران لكن المشكلة ظهرت عندما استطاع بعض أولئك الزعران العودة إلى بلادهم فتخوفت عواصم الدول المنخرطة في سفك الدم السوري من إمكانية أن يقوم هؤلاء الإرهابيون مجددا بتعبئة شريحة من الشباب في الدول الغربية وغيرها من أجل استمرار مسيرة العنف والإرهاب في تلك العواصم. وأوضح الجعفري أن سورية قامت بشكل رسمي بإبلاغ مجلس الأمن برسائل موثقة في الأرشيف بأن هناك عناصر تابعة للقاعدة ولـ "جبهة النصرة" المرتبطة بها ولمجموعات إرهابية تحمل أسماء مستعارة كلها مرتبطة بالقاعدة والإبراهيمي تحدث عن هذا البعد وعن الخطر من امتداده عربيا وغربيا بشكل مسهب في إحاطته لمجلس الأمن. وأضاف الجعفري: إن الإبراهيمي قال إنه يعتبر أن عملية جنيف أضحت باطلة بعد قرار الجامعة العربية في قمة الدوحة تسليح المعارضة والاعتراف بالجناح المتطرف الخارجي في المعارضة الخارجية السورية كممثل وحيد للشعب السوري وبالتالي هو الآن يطير وفقا لتوصيفه بجناح واحد لأنه ممثل للأمم المتحدة وهناك معلومات تشير إلى أنه طلب إعفاءه من الجناح الآخر الذي هو الجامعة العربية التي تغدر به وتكذب عليه وتمارس معه ومع غيره لغة مزدوجة. وقال الجعفري: إن العرب غير متمسكين بالإبراهيمي وهم يعرفون أنه عاجلا أم آجلا سيستقيل أو يطالب بإعفائه من الجانب التمثيلي للجامعة العربية على الأقل في مهمته ولذلك سارع رئيس وزراء قطر وأمين عام الجامعة العربية إلى لقاء الإبراهيمي في نيويورك ودار الحديث لمدة ساعة حول هذه النقطة بالذات. ولفت الجعفري إلى أن ما يسمى الجامعة العربية هي من أطلق رصاصة الرحمة على مهمة الإبراهيمي كما فعلت بمهمة الجنرال الدابي ومهمة عنان ومهمة الجنرال مود لأن أولئك الذين يتلاعبون بمقدرات الجامعة العربية وخاصة قطر والسعودية والنفوذ التركي لا يريدون حلا سلميا يوقف سفك دماء الشعب السوري. وأكد الجعفري أن من يسفك الدم السوري ويرفض التسوية السلمية والانخراط في الحوار الوطني الشامل وصولا إلى سورية جديدة لكل السوريين على أسس من العدالة الاجتماعية والإنصاف ومكافحة الفساد ليس معارضا شريفا ولا وطنياً بل هو عميل لقوى خارجية تريد أن تصفي حساباتها مع سورية الوطن وسورية الرقم الصعب التي طردت الاحتلال بالمقاومة وعززت مفهومها في المنطقة ووقفت في وجه إسرائيل وساعدت المقاومة اللبنانية والفلسطينية. وقال الجعفري: إن رفع سورية يدها عن كل هذه الملفات يعني انتهاء القضية الفلسطينية بالمطلق وانتهاء إمكانية قيام دولة فلسطينية وسورية ليست إلا محطة والمحطة القادمة ستكون إيران والعراق مجدداً ولبنان والأردن ومصر والجزائر. وأضاف الجعفري إننا كسوريين معنيون جميعا بالحفاظ على سورية دولة قوية منيعة متينة تريد الخير لكل أبنائها ونريد جميعا إعادة بناء هذا الوطن على أكمل وجه ونحن قادرون على ذلك إن كان في الداخل أو الخارج. وأكد الجعفري أن التهويل والحرب الإعلامية على سورية هدفه تسميم الرأي العام العالمي والعربي من خلال الترويج لصور خاطئة عما يجري في سورية لأنه لا يمكن لحكومة أن تقوم بقتل شعبها كما يروجون بل هي تواجه إرهابيين مسلحين ينفذون تفجيرات إرهابية انتحارية في المناطق السكنية ويقتلون الطلاب في المدارس والجامعات ويدمرون البنية التحتية للاقتصاد الوطني. وأوضح الجعفري أن الحسم والفصل على الأرض هو الأساس في صناعة القرار النهائي المتعلق بالوضع في سورية ومن المهم جداً أن يكون هناك حسم ناجز يضعف أي مصداقية إن وجدت للمجموعات الإرهابية المسلحة ويخرج الإرهابيين الغرباء الأجانب من الأرض السورية بعد أن يكونوا قد فشلوا في القيام بالمهام التي أوكلتها إليهم القوى التي ترعاهم ومنها قوى البترودولار الأسود الحاقد. ولفت الجعفري إلى أن الأمم المتحدة ليست منظمة خيرية بل هي انعكاس لموازين القوى العالمية وهي ثمرة نجاح الدول التي انتصرت على النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية ولكن هناك الآن صحوة دولية سببها الأزمة في سورية لا تريد أن تستمر الدول النافذة في مجلس الأمن بسوء استخدام آليات الأمم المتحدة من أجل تقويض سيادة الدول واستباحتها والبيع والشراء فيها والتلاعب بآلام وآمال وطموح الشعوب. وقال الجعفري: إن الوضع الآن في مجلس الأمن هو مداولات مستمرة ولا يوجد أي خطوط واضحة عريضة حول التوجه النهائي الذي ستأخذه تلك المداولات ولكن وزارة الخارجية الأردنية طلبت عقد جلسة مغلقة للمجلس يوم الثلاثاء لإثارة مسألة ما تسميه "اللاجئين السوريين" في الأردن وطلب المساعدة الدولية. وأضاف الجعفري إن الشعب السوري عندما احتضن ملايين من الأخوة العراقيين ممن هربوا من تبعات الغزو الأمريكي البريطاني والأخوة اللبنانيين والفلسطينيين لم تأت الحكومة السورية إلى مجلس الأمن ولم تتسول على باب أحد وقامت بواجبها القومي تجاههم وليست نادمة على ذلك لأنها تؤمن بأن مساعدة الشقيق واجب شرعي وأخلاقي وقومي.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة