دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يومان على حضور مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف. نهار نائب وزير الخارجية الروسية كان حافلاً أمس، من قصر بعبدا إلى السرايا الحكومية، إلى عين التينة، إلى وزارة الخارجية، ثمّ الضاحية والمختارة، صال بوغدانوف وجال كما كان «نظيره» الأميركي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان يفعل في الماضي القريب، مع فارق أن الرجل الآتي من موسكو لا يحرّض فئة من اللبنانيين على أخرى، ولا يسهم في كسر توازنات داخلية تحتاج إلى «دفشة» حتى تنهار. على لسان رئيس جمعية الصداقة الروسية ـــ الفلسطينية شيء واحد: تحييد لبنان عن الصراع السوري، وضرورة الحفاظ على الاستقرار والأمن.
بدأ سفير موسكو لقاءاته مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لينتقل إلى زيارة الرئيس نجيب ميقاتي. أكد الأخير «أن ملف النازحين السوريين في لبنان يمثل خطراً على الوضع اللبناني الداخلي. ولبنان يحتاج إلى تعاون المجتمع الدولي معه لمعالجة هذا الملف».
بعد ميقاتي، رسم بوغدانوف على وجه وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ابتسامة عارمة، بعد زيارته قصر بسترس. وأكد بوغدانوف بعد اللّقاء أنه «لا خيار (في سورية) سوى الخيار السياسي عن طريق الحوار وعلى أساس «بيان جنيف»، ونحن في روسيا نبذل الجهود لتطبيق ما جاء في البيان، ولا سيما في مجال الحوار بين الحكومة والمعارضة».
إلى عين التينة، انطلق المبعوث الشرقي للقاء الرئيس نبيه برّي. استعاد بوغدانوف ذكريات الأيام العتيقة والاتصالات مع برّي من زمن الاتحاد السوفياتي، حين كان بوغدانوف يعمل في السفارة السوفياتية في بيروت. استمع مبعوث روسيا إلى سيّد عين التينة. تنبؤات برّي تفيد الروس، على ما يقول بوغدانوف.
حزب الله إرهابيّ في عرف أميركا، و«إرهابي محتمل» في عرف أوروبا. «حزب الله عنصر مهم في المجتمع اللبناني ويجب احترام آرائه»، هكذا اختصر بوغدانوف فحوى لقائه برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد. لم يقتصر لقاء بوغدانوف بحزب الله على السياسة، إذ استضاف الحزب المبعوث الروسي على الغداء في مطعم الساحة في الضاحية الجنوبية. وأكّد مصدر مطلع على ما دار في اللقاء لـ«الأخبار» أنه كان «أكثر من إبجابي»، إذ استمع بوغدانوف إلى رأي الحزب في مجمل المسائل في المنطقة، وطبعاً الأزمة السورية. وأشار المصدر إلى أن تطابقاً كاملاً في الآراء ظهر من خلال النقاش، و«دلّت أسئلة بوغدانوف وأجوبته على حرص كبير على استقرار لبنان». وحول الأزمة السورية، بدا الرجل بحسب المصدر «ملمّاً بتفاصيل الوضع السوري المملّة، ولا تغيب عنه شاردة أو واردة». وأكّد المصدر إشارة بوغدانوف إلى أن محور المقاومة يجب أن يبقى حذراً من النوايا الغربية تجاه سورية: «علينا أن لا نقلّل من أهمية أي محاولة غربية للتدخل في الشؤون السورية». ولفت المصدر إلى قول بوغدانوف «لا أحد يمكن أن يقرر عن الشعب السوري أي رئيس وأي نظام يريد، الحكومة السورية التي يجري الحديث عنها في الخارج لا تمثّل الشعب السوري، ولا الكتائب التي تقاتل على الأرض، وهناك صعوبة في التحاور مع المعارضة بسبب تعدّدها وخلافاتها الداخليّة، بينما ينفّذ النظام في الجهة المقابلة تعهّداته ويلتزم العمل بالاتفاقات الدوليّة».
في المختارة، أعدّ النائب وليد جنبلاط «مهرجاناً» صغيراً لبوغدانوف، إذ حضر عدد كبير من مسؤولي الحزب التقدمي الإشتراكي ونوّاب كتلة النضال الوطني ووزير الاقتصاد نقولا نحاس، إلى قصر المختارة لمواكبة اللقاء الذي جمع الرجلين. تبادل جنبلاط وبوغدانوف الكثير من الإطراء في اللقاء وبعده. بدا رئيس الاشتراكي حليفاً لروسيا، يغازله بوغدانوف وينعته بالصديق القديم، فيردّ عليه بسعادته للصداقة اللبنانية ــ الروسية. بعد اللقاء، وردّاً على سؤال عن استعمال سورية الأسلحة الكيميائية، أجاب بوغدانوف: «هذا كلام فاضي».
كذلك التقى الدبلوماسي الروسي قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، ليؤكد بعد زيارته اليرزة «دعم جهود الجيش للحفاظ على استقرار لبنان في ظل الأحداث الإقليمية الجارية».
بوغدانوف لا يزال في بيروت. أمامه اليوم وغداً ليستكمل لقاءاته بالأفرقاء اللبنانيين. لم يتحوّل المندوب الروسي إلى مندوب سامٍ بعد، وإن ظهر مدى الاهتمام الروسي البالغ بالوضع اللبناني.
المصدر :
الماسة السورية/ الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة