قوبلت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري دمشق أمس على رأس وفد وزاري كبير، بمواقف مرحبة. ووصف وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي الزيارة بأنها "استثنائية ومميزة وتعبر عن طبيعة العلاقات اللبنانية - السورية المميزة التي أشار إليها اتفاق الطائف، وهذا ما يجب أن تكون عليه العلاقات بين البلدين".

وقال في تصريح إن "الزيارة هي تكريس وترجمة لهذه الروحية وهذه النظرة للعلاقات التي تأتي في سياق التشاور والتنسيق العميقين اللذين دارا بين المسؤولين في البلدين وتوجا بالتفاهم على اتفاقات ستوقع اليوم وتمهد إلى توقيع اتفاقات جديدة بين البلدين".

وأوضح العريضي أن التنسيق في مجال النقل "قائم في شكل يومي بين الوزارتين في البلدين، وحتى في أصعب الظروف لم ينقطع التنسيق بين الوزارتين لأن النظرة كانت ولا تزال نظرة حرص على المصلحة اللبنانية - السورية المشتركة وعلى مصالح الشعبين في البلدين"، مؤكداً أن "الطموح لا حدود له في أي مجال". وقال: "نحن دائماً في تطور إذ يجب ان نواكب تطورات العصر بما فيها خدمة الشعبين اللبناني والسوري".

ووضع وزير الصحة محمد جواد خليفه الزيارة في إطار "ترجمة الأجواء الهادئة جداً في المرحلة الأخيرة من العلاقاتبين البلدين"، مشيراً إلى أنّ "الزيارة تصب في خانة الأحاديث التي دارت عن تنظيم العلاقات بين لبنان وسورية على أساس العلاقة من دولة لدولة"

 وقال خليفة لموقع "لبنان الآن" إن "الزيارة أتت نتيجة الاجتماعات التي عقدت بين المسؤولين في البلدين في خلال الأشهر الأخيرة، بعدما أجروا قراءات للكثير من الاتفاقات الثنائية ووضعوا الصياغات المتعلقة اللازمة في هذا المجال أو ذاك، بما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة ومع مطالب الجانبين اللبناني السوري"، معتبراً أنّ "دمشق تظهر أنها تتعامل مع لبنان من دولة إلى دولة وعلى أساس الملفات المطروحة بعيداً من المواقف السياسية لهذا الطرف أو ذاك أو لهذا الوزير أو ذاك، ومن الأمثلة على ذلك أن وزيري "القوات اللبنانية" ابراهيم نجار وسليم وردة في عداد الوفد الوزاري إلى سورية"، مشيراً إلى أنّ "المواضيع العالقة بين لبنان وسورية ستتم معالجة بعضها، وسيتابع الحوار والنقاش حول المواضيع الأخرى".

وعبّر وزير العدل ابراهيم نجار عن حنينه إلى سورية، مشيراً إلى انه لم يحمل معه أي رسالة من رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وأوضح أن العلاقة بين «القوات» وسورية ستشهد منحى جديداً

وأعرب وزير الثقافة سليم وردة من دمشق عن ارتياحه الى الزيارة، مشيراً إلى أن "الأجواء جيدة". ولفت إلى أن «القوات اللبنانية» لم تكن على عداء مع سورية، إنما كان هناك تباين في المواقف"، مؤكداً أنه سيحمل معه «كل خير» إلى جعجع. وأكد أنه توجه إلى سورية كوزير لبناني وليس كوزير قواتي، موضحاً أنه لن يكون هناك عداء بعد اليوم بين أي فريق في لبنان وسورية".

ورأى عضو «كتلة المستقبل» النائب هادي حبيش أن الزيارة «تأسيسية لتعاطي لبنان مع سورية عبر المؤسسات»، مؤكداً أن "موضوع ترسيم الحدود سيُطرح".

ورحّب النائب السابق اسماعيل سكرية في مؤتمر صحافي باللقاء اللبناني - السوري في دمشق «والمفترض بأركانه توقيع اتفاقات في شتى المجالات من شأنها إن تكرس علاقات مؤسساتية هي أقوى وامنع من علاقة الخطابات الكلامية إذا نفذت بالشكل السليم، وليس كما انتهت إليه الاتفاقات السابقة التي بقيت بمعظمها حبراً على ورق». ورأى أن «اتفاقات مطلع التسعينات تراعي مصالح لبنان أكثر من سورية، لكن ملف المصالح والفساد المشترك آنذاك أبقى الاتفاقات في الجوارير». وأعرب عن «الأمل بتجربة أكثر جدية هذه المرة، تحاكي مصالح البلدين التي يعيها الناس أكثر من السياسيين». وسأل: «هل من يوقع لبنانياً هو من سينفذ، أم إن مافيات المصالح التي تحكم قبضتها أكثر وأكثر هي التي ستتولى التنفيذ؟.
  • فريق ماسة
  • 2010-07-18
  • 9197
  • من الأرشيف

ترحيب لبناني بزيارة الحريري دمشق ووزيرا ..القوات.. يعبّران عن ارتياحهما

قوبلت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري دمشق أمس على رأس وفد وزاري كبير، بمواقف مرحبة. ووصف وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي الزيارة بأنها "استثنائية ومميزة وتعبر عن طبيعة العلاقات اللبنانية - السورية المميزة التي أشار إليها اتفاق الطائف، وهذا ما يجب أن تكون عليه العلاقات بين البلدين". وقال في تصريح إن "الزيارة هي تكريس وترجمة لهذه الروحية وهذه النظرة للعلاقات التي تأتي في سياق التشاور والتنسيق العميقين اللذين دارا بين المسؤولين في البلدين وتوجا بالتفاهم على اتفاقات ستوقع اليوم وتمهد إلى توقيع اتفاقات جديدة بين البلدين". وأوضح العريضي أن التنسيق في مجال النقل "قائم في شكل يومي بين الوزارتين في البلدين، وحتى في أصعب الظروف لم ينقطع التنسيق بين الوزارتين لأن النظرة كانت ولا تزال نظرة حرص على المصلحة اللبنانية - السورية المشتركة وعلى مصالح الشعبين في البلدين"، مؤكداً أن "الطموح لا حدود له في أي مجال". وقال: "نحن دائماً في تطور إذ يجب ان نواكب تطورات العصر بما فيها خدمة الشعبين اللبناني والسوري". ووضع وزير الصحة محمد جواد خليفه الزيارة في إطار "ترجمة الأجواء الهادئة جداً في المرحلة الأخيرة من العلاقاتبين البلدين"، مشيراً إلى أنّ "الزيارة تصب في خانة الأحاديث التي دارت عن تنظيم العلاقات بين لبنان وسورية على أساس العلاقة من دولة لدولة"  وقال خليفة لموقع "لبنان الآن" إن "الزيارة أتت نتيجة الاجتماعات التي عقدت بين المسؤولين في البلدين في خلال الأشهر الأخيرة، بعدما أجروا قراءات للكثير من الاتفاقات الثنائية ووضعوا الصياغات المتعلقة اللازمة في هذا المجال أو ذاك، بما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة ومع مطالب الجانبين اللبناني السوري"، معتبراً أنّ "دمشق تظهر أنها تتعامل مع لبنان من دولة إلى دولة وعلى أساس الملفات المطروحة بعيداً من المواقف السياسية لهذا الطرف أو ذاك أو لهذا الوزير أو ذاك، ومن الأمثلة على ذلك أن وزيري "القوات اللبنانية" ابراهيم نجار وسليم وردة في عداد الوفد الوزاري إلى سورية"، مشيراً إلى أنّ "المواضيع العالقة بين لبنان وسورية ستتم معالجة بعضها، وسيتابع الحوار والنقاش حول المواضيع الأخرى". وعبّر وزير العدل ابراهيم نجار عن حنينه إلى سورية، مشيراً إلى انه لم يحمل معه أي رسالة من رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وأوضح أن العلاقة بين «القوات» وسورية ستشهد منحى جديداً وأعرب وزير الثقافة سليم وردة من دمشق عن ارتياحه الى الزيارة، مشيراً إلى أن "الأجواء جيدة". ولفت إلى أن «القوات اللبنانية» لم تكن على عداء مع سورية، إنما كان هناك تباين في المواقف"، مؤكداً أنه سيحمل معه «كل خير» إلى جعجع. وأكد أنه توجه إلى سورية كوزير لبناني وليس كوزير قواتي، موضحاً أنه لن يكون هناك عداء بعد اليوم بين أي فريق في لبنان وسورية". ورأى عضو «كتلة المستقبل» النائب هادي حبيش أن الزيارة «تأسيسية لتعاطي لبنان مع سورية عبر المؤسسات»، مؤكداً أن "موضوع ترسيم الحدود سيُطرح". ورحّب النائب السابق اسماعيل سكرية في مؤتمر صحافي باللقاء اللبناني - السوري في دمشق «والمفترض بأركانه توقيع اتفاقات في شتى المجالات من شأنها إن تكرس علاقات مؤسساتية هي أقوى وامنع من علاقة الخطابات الكلامية إذا نفذت بالشكل السليم، وليس كما انتهت إليه الاتفاقات السابقة التي بقيت بمعظمها حبراً على ورق». ورأى أن «اتفاقات مطلع التسعينات تراعي مصالح لبنان أكثر من سورية، لكن ملف المصالح والفساد المشترك آنذاك أبقى الاتفاقات في الجوارير». وأعرب عن «الأمل بتجربة أكثر جدية هذه المرة، تحاكي مصالح البلدين التي يعيها الناس أكثر من السياسيين». وسأل: «هل من يوقع لبنانياً هو من سينفذ، أم إن مافيات المصالح التي تحكم قبضتها أكثر وأكثر هي التي ستتولى التنفيذ؟.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة