ألقى الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، كرة الاتهام السياسي للحزب في حضن الفريق الآخر، لبنانياً وخارجياً، رافعاً سقف النقاش عالياً في ملف المحكمة الدوليّة، متناولاً فرع المعلومات والعملاء والحياد

لمناسبة يوم جريح المقاومة، ألقى نصر الله خطاباً ركّز فيه على ملف العملاء، وارتباط سيطرة إسرائيل على شبكة الاتصالات في لبنان بملف التحقيق الدولي، وقال إنّ ملف العملاء من أهمّ الاستحقاقات التي يواجهها لبنان والمقاومة، لافتاً إلى أنّ الجواسيس والعملاء هم أهم ركيزة في عمل العدو. وقال: «صحيح أنّ هناك وسائل وأساليب مختلفة لجمع المعلومات، من أهمها الوسائل الفنية المتطورة جداً، والمتاحة بكثرة أمام العدو، وهو في هذا المجال لديه تصنيع متقدم جداً، وكل ما عند الأميركي عنده، لكن مهما ترقّت وسائل الجمع الفني للمعلومات وتطوّرت فلا يمكنها أن تستغني عن العنصر البشري، لأنّ هناك مساحات ونوع معلومات لا يستطيع الجمع الفني معالجته، وهم يحتاجون إلى عنصر بشري

وأوضح أنه «قبل الحرب، هؤلاء الجواسيس الذين يجري اعتقالهم، وخصوصاً الذين كانوا جواسيس قبل الحرب، هؤلاء قدموا معلومات مهمّة إلى العدو الإسرائيلي، وبناءً على هذه المعلومات قصفت أبنية وبيوت ومصانع ومراكز ومؤسسات وأماكن مختلفة، وقضى الكثير من الشهداء، وأصيب الكثير من الجرحى، هؤلاء الجواسيس هم شركاء في القتل

وأضاف نصر الله: «في أيام الحرب من بقي منهم موجوداً قدّم خدمات مباشرة إلى العدو، وعلى ضوء الخدمات قصفت أماكن لم يكن مقرّراً أن تُقصف، ولم تكن في بنك أهداف العدو قبل الحرب، وهؤلاء جريمتهم أشدّ وآكد؛ لأنه إذا كان هذا العميل قبل الحرب يمكن أن يقول أنا أعطيه معلومات وأقبض المال، وليس معلوماً إن كانت ستقع حرب، فإنّه في قلب الحرب كان يشاهد الطائرات تقصف مباني وقرى ومدناً وهو يزود العدو بمعطيات وإحداثيات، وبعد الحرب، لأنه خلال الحرب استُنفد بنك الأهداف عند العدو، وهناك أهداف ضربت أكثر من مرة بعدما انتهت أهداف العدو، وهناك مبانٍ وبيوت دمرت، لا لسبب إلا لأنه يجب أن يقصف الإسرائيلي هدفاً

ولفت إلى أنّ دور العملاء لم يكن محصوراً في جمع المعلومات، بل إنّ منهم من كان مطلوباً منهم إشعال «الفتنة، أي إيجاد توتّر. بعض العملاء اعترفوا بأنه كان مطلوباً منهم، وخصوصاً في بلدات الجنوب، أن يفتعلوا مشاكل بين أمل وحزب الله، وأن يطلق الناس النار بعضهم على بعض، وفي الحقيقة هذه المشاكل ولله الحمد منذ زمن انتهت

وأضاف أن "الإسرائيليّين الذين يقفون عاجزين أمام إرادة المقاومة في لبنان، وصلابة المقاومة في لبنان، وعنفوان المقاومة في لبنان، وجهوزية المقاومة في لبنان، يراهنون على مشروع إسرائيلي آخر اسمه المحكمة الدولية، التي يعدّون لها في الأشهر القليلة المقبلة. ويقول رئيس أركان جيش العدو، غابي أشكينازي إن علينا أن ننتظر أيلول، حيث سيشهد لبنان توترات. رهانهم هو على هذه التوترات"

وأشار نصر الله إلى أن «هؤلاء العملاء كانوا يؤدّون هذه الأدوار، وخلال السنوات الماضية تكاثر هؤلاء العملاء في لبنان بقوّة. أنا لا أريد الآن أن أحمّل المسؤولية لمرحلة من عام 2005 وما تلاها، أو من الـ2005 وإلى الخلف، لأنه يظهر عملاء كانوا يعملون مع العدو منذ عام 96 و97 و98، لكن لا شك في أن السنوات الخمس الأخيرة، وتحديداً منذ عام 2004 وما تلاها، الموضوع تفاقم فيها تفاقماً غير منطقي، وغير معقول، ولهذا أسباب، وعندما نتحدث عن الأسباب فهدفنا العلاج لا تعبئة الوقت، ومن بينها أن العملاء والجواسيس في لبنان يشعرون بالأمان، ويشعرون بأنهم ليسوا ملاحقين ولا متابعين، وخصوصاً في السنوات الأخيرة. كيف يبقى الشخص عميلاً 16 سنة و15 سنة و20 سنة ولا يُكتشف؟ ثم هناك التهاون القضائي والأحكام التي كانت تصدر، وإذا أصبح فرد ما عميلاً لإسرائيل وقدّم إليها معلومات، وحصد مئة ألف دولار أو 200000 دولار، وفتح شركة وبنى «فيلات» في لبنان والنمسا وبلجيكا، وصيّف في تايلند وتركيا وإلى آخره، وفي النهاية إذا كُشف يسجن عاماً أو عامين؟
  • فريق ماسة
  • 2010-07-16
  • 11462
  • من الأرشيف

نصر اللّه: المؤامرة الجديدة بفبركة أدلة لاتهامنا بقتل الحريري

ألقى الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، كرة الاتهام السياسي للحزب في حضن الفريق الآخر، لبنانياً وخارجياً، رافعاً سقف النقاش عالياً في ملف المحكمة الدوليّة، متناولاً فرع المعلومات والعملاء والحياد لمناسبة يوم جريح المقاومة، ألقى نصر الله خطاباً ركّز فيه على ملف العملاء، وارتباط سيطرة إسرائيل على شبكة الاتصالات في لبنان بملف التحقيق الدولي، وقال إنّ ملف العملاء من أهمّ الاستحقاقات التي يواجهها لبنان والمقاومة، لافتاً إلى أنّ الجواسيس والعملاء هم أهم ركيزة في عمل العدو. وقال: «صحيح أنّ هناك وسائل وأساليب مختلفة لجمع المعلومات، من أهمها الوسائل الفنية المتطورة جداً، والمتاحة بكثرة أمام العدو، وهو في هذا المجال لديه تصنيع متقدم جداً، وكل ما عند الأميركي عنده، لكن مهما ترقّت وسائل الجمع الفني للمعلومات وتطوّرت فلا يمكنها أن تستغني عن العنصر البشري، لأنّ هناك مساحات ونوع معلومات لا يستطيع الجمع الفني معالجته، وهم يحتاجون إلى عنصر بشري وأوضح أنه «قبل الحرب، هؤلاء الجواسيس الذين يجري اعتقالهم، وخصوصاً الذين كانوا جواسيس قبل الحرب، هؤلاء قدموا معلومات مهمّة إلى العدو الإسرائيلي، وبناءً على هذه المعلومات قصفت أبنية وبيوت ومصانع ومراكز ومؤسسات وأماكن مختلفة، وقضى الكثير من الشهداء، وأصيب الكثير من الجرحى، هؤلاء الجواسيس هم شركاء في القتل وأضاف نصر الله: «في أيام الحرب من بقي منهم موجوداً قدّم خدمات مباشرة إلى العدو، وعلى ضوء الخدمات قصفت أماكن لم يكن مقرّراً أن تُقصف، ولم تكن في بنك أهداف العدو قبل الحرب، وهؤلاء جريمتهم أشدّ وآكد؛ لأنه إذا كان هذا العميل قبل الحرب يمكن أن يقول أنا أعطيه معلومات وأقبض المال، وليس معلوماً إن كانت ستقع حرب، فإنّه في قلب الحرب كان يشاهد الطائرات تقصف مباني وقرى ومدناً وهو يزود العدو بمعطيات وإحداثيات، وبعد الحرب، لأنه خلال الحرب استُنفد بنك الأهداف عند العدو، وهناك أهداف ضربت أكثر من مرة بعدما انتهت أهداف العدو، وهناك مبانٍ وبيوت دمرت، لا لسبب إلا لأنه يجب أن يقصف الإسرائيلي هدفاً ولفت إلى أنّ دور العملاء لم يكن محصوراً في جمع المعلومات، بل إنّ منهم من كان مطلوباً منهم إشعال «الفتنة، أي إيجاد توتّر. بعض العملاء اعترفوا بأنه كان مطلوباً منهم، وخصوصاً في بلدات الجنوب، أن يفتعلوا مشاكل بين أمل وحزب الله، وأن يطلق الناس النار بعضهم على بعض، وفي الحقيقة هذه المشاكل ولله الحمد منذ زمن انتهت وأضاف أن "الإسرائيليّين الذين يقفون عاجزين أمام إرادة المقاومة في لبنان، وصلابة المقاومة في لبنان، وعنفوان المقاومة في لبنان، وجهوزية المقاومة في لبنان، يراهنون على مشروع إسرائيلي آخر اسمه المحكمة الدولية، التي يعدّون لها في الأشهر القليلة المقبلة. ويقول رئيس أركان جيش العدو، غابي أشكينازي إن علينا أن ننتظر أيلول، حيث سيشهد لبنان توترات. رهانهم هو على هذه التوترات" وأشار نصر الله إلى أن «هؤلاء العملاء كانوا يؤدّون هذه الأدوار، وخلال السنوات الماضية تكاثر هؤلاء العملاء في لبنان بقوّة. أنا لا أريد الآن أن أحمّل المسؤولية لمرحلة من عام 2005 وما تلاها، أو من الـ2005 وإلى الخلف، لأنه يظهر عملاء كانوا يعملون مع العدو منذ عام 96 و97 و98، لكن لا شك في أن السنوات الخمس الأخيرة، وتحديداً منذ عام 2004 وما تلاها، الموضوع تفاقم فيها تفاقماً غير منطقي، وغير معقول، ولهذا أسباب، وعندما نتحدث عن الأسباب فهدفنا العلاج لا تعبئة الوقت، ومن بينها أن العملاء والجواسيس في لبنان يشعرون بالأمان، ويشعرون بأنهم ليسوا ملاحقين ولا متابعين، وخصوصاً في السنوات الأخيرة. كيف يبقى الشخص عميلاً 16 سنة و15 سنة و20 سنة ولا يُكتشف؟ ثم هناك التهاون القضائي والأحكام التي كانت تصدر، وإذا أصبح فرد ما عميلاً لإسرائيل وقدّم إليها معلومات، وحصد مئة ألف دولار أو 200000 دولار، وفتح شركة وبنى «فيلات» في لبنان والنمسا وبلجيكا، وصيّف في تايلند وتركيا وإلى آخره، وفي النهاية إذا كُشف يسجن عاماً أو عامين؟


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة