بادلت إسرائيل وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هايغل حباً بحب، وأكرمت وفادته بأن أعلن وزير دفاعها الجنرال موشي يعلون أنه يفضل الحل الديبلوماسي للخطر الإيراني. وبدا أن إسرائيل الرسمية، التي طالما هددت بالانفراد بتوجيه ضربة عسكرية لإيران - الأمر الذي أثار خلافاً مع الإدارة الأميركية - تعدّل موقفها من إيران ليتناسب أكثر مع موقف إدارة باراك أوباما. وليس صدفة أن ذلك تم بعد إثبات أميركا احتضانها لإسرائيل ليس فقط بمنحها أكثر الأسلحة تطوراً، وإنما كذلك بتوفير الغطاء السياسي الأعمق لها بإعلان أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها من دون استئذان واشنطن.

وعقد هايغل ويعلون مؤتمراً صحافياً في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب تبادلا فيه العبارات الحميمية كـ«صديقي الحميم». عموماً، شكر يعلون أميركا على مساعداتها، وخصوصاً في مشروع القبة الحديدية التي تعبّر عن التزام أميركا بأمن إسرائيل. وقال إن المباحثات مع هايغل كانت متنوعة.

من جهته، شكر هايغل نظيره الإسرائيلي على الاستقبال، وقال «كانت متعة شخصية لي أن أكون هنا في إسرائيل لأجدد الصداقة ولبناء علاقات عمل جديدة مع يعلون». وأضاف أن «دولتينا تتشاركان القيم والمصالح المتشابهة وبينها شرق أوسط هادئ. والولايات المتحدة أوضحت أننا ملتزمون بأن نزوّد إسرائيل بما تحتاج كي تحافظ على تفوقها الأمني... ومن أجل تمكين إسرائيل من امتلاك القدرات لمواجهة الواقع المتغير، بما في ذلك القبة الحديدية، حيتس وعصا الساحر»، موضحاً «أننا خطونا خطوة مهمة اليوم، فيعلون وأنا اتفقنا على تسليم إسرائيل راداراً للطائرات الحربية، وطائرات تزويد بالوقود في الجو، وطائرات v-22 (أوسفري) للشحن، التي لم تتزود بها أي دولة أخرى حتى الآن. وهذا يضمن لإسرائيل تفوقاً جوياً في المستقبل ويسمح لسلاحها الجوي بإمكانيات بعيدة المدى». وأشار إلى أن «صفقة السلاح تثبت أن الشراكة الأمنية بين إسرائيل وأميركا أقوى من أي وقت مضى». وشدد على التزام بلاده بأمن إسرائيل، كما أعلن أوباما خلال زيارته الشهر الماضي.

وزير الدفاع الإسرائيلي اعتبر أن إسرائيل وأميركا تواجهان تحديات مشتركة على رأسها إيران، وبحسب رأيه فإن «إيران لا تهدد فقط أمن الشرق الأوسط واستقراره، بل العالم بأسره. وهي تهدد إسرائيل وتدعم حماس، حزب الله والنظام السوري. وإيران تتدخل في العراق وأفغانستان والسودان واليمن، وتطور سلاحاً نووياً. والحوار حول مواجهة هذه التحديات يتواصل. وإسرائيل تفضل الحل الديبلوماسي، ولكن، كما قال الرئيس أوباما، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها».

وسُئل هايغل عن مواقفه السابقة ضد الهجوم العسكري على إيران، فأجاب «قلت على الدوام إن كل الخيارات يجب أن تبقى أيضاً على الطاولة بشأن إيران. وأنا أؤيد موقف الرئيس من إيران وهو موقف بسيط جداً: غير مسموح لإيران أن تطور سلاحا نووياً. نقطة». وكرر هايغل موقفه بأن إسرائيل هي من يقرر إذا كانت ستهاجم إيران أم لا بمنعها من امتلاك قنبلة نووية، فضلاً عن أن الولايات المتحدة لا تلغي الخيار العسكري.

ورفض يعلون الإجابة عن سؤال حول الجدول الزمني لتطوير القنبلة النووية الإيرانية والخلاف مع أميركا بهذا الشأن، وقال «إن المقاربة الإسرائيلية واضحة: ينبغي بطريقة أو بأخرى وقف المشروع النووي العسكري الإيراني. والخيار العسكري ملاذ أخير. هناك أدوات أخرى ينبغي استنفادها مثل العقوبات ودعم المعارضة. ولكن من دون خيار عسكري شديد لن يقتنع النظام بوقف المشروع. ونحن نحافظ على حقنا في الدفاع عن أنفسنا بأنفسنا».

وأشار يعلون إلى ما يجري في سوريا بالقول «لقد وضعنا ثلاثة خطوط حمراء أمام النظام السوري – عدم نقل أسلحة لجهات راديكالية أو لحزب الله، ونحن عملنا عندما تجاوز هذا الخط الأحمر». واعتبر هذا التصريح أول اعتراف ضمني إسرائيلي باستهداف قافلة سلاح سورية على مقربة من الحدود مع لبنان بغارة جوية إسرائيلية. وأضاف أن «الخط الأحمر الثاني هو الحفاظ على أمن هضبة الجولان ونحن نرد حتى إذا كانت الإطلاقات مقصودة أو غير مقصودة. والخط الأحمر الثالث هو منع جهات مزعزعة من الحصول على السلاح الكيميائي في سوريا، ونحن مستعدون للعمل في هذا الشأن».

وربما في محاولة للتأثير أكثر على هايغل، اصطحب يعلون ضيفه إلى جولة في المروحية فوق هضبة الجولان المحتلة، حيث تم تزويد الطاقم المرافق بكتيب يشير إلى أن «ولاية نبراسكا في الولايات المتحدة أكبر تسع مرات من إسرائيل». ولم تقتصر الجولة على الجولان، بل تعدتها إلى مناطق أخرى من بينها القدس المحتلة.

  • فريق ماسة
  • 2013-04-22
  • 11647
  • من الأرشيف

هايغل ويعلون: حب متبادل بشأن إيران .. وفوق الجولان!

بادلت إسرائيل وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هايغل حباً بحب، وأكرمت وفادته بأن أعلن وزير دفاعها الجنرال موشي يعلون أنه يفضل الحل الديبلوماسي للخطر الإيراني. وبدا أن إسرائيل الرسمية، التي طالما هددت بالانفراد بتوجيه ضربة عسكرية لإيران - الأمر الذي أثار خلافاً مع الإدارة الأميركية - تعدّل موقفها من إيران ليتناسب أكثر مع موقف إدارة باراك أوباما. وليس صدفة أن ذلك تم بعد إثبات أميركا احتضانها لإسرائيل ليس فقط بمنحها أكثر الأسلحة تطوراً، وإنما كذلك بتوفير الغطاء السياسي الأعمق لها بإعلان أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها من دون استئذان واشنطن. وعقد هايغل ويعلون مؤتمراً صحافياً في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب تبادلا فيه العبارات الحميمية كـ«صديقي الحميم». عموماً، شكر يعلون أميركا على مساعداتها، وخصوصاً في مشروع القبة الحديدية التي تعبّر عن التزام أميركا بأمن إسرائيل. وقال إن المباحثات مع هايغل كانت متنوعة. من جهته، شكر هايغل نظيره الإسرائيلي على الاستقبال، وقال «كانت متعة شخصية لي أن أكون هنا في إسرائيل لأجدد الصداقة ولبناء علاقات عمل جديدة مع يعلون». وأضاف أن «دولتينا تتشاركان القيم والمصالح المتشابهة وبينها شرق أوسط هادئ. والولايات المتحدة أوضحت أننا ملتزمون بأن نزوّد إسرائيل بما تحتاج كي تحافظ على تفوقها الأمني... ومن أجل تمكين إسرائيل من امتلاك القدرات لمواجهة الواقع المتغير، بما في ذلك القبة الحديدية، حيتس وعصا الساحر»، موضحاً «أننا خطونا خطوة مهمة اليوم، فيعلون وأنا اتفقنا على تسليم إسرائيل راداراً للطائرات الحربية، وطائرات تزويد بالوقود في الجو، وطائرات v-22 (أوسفري) للشحن، التي لم تتزود بها أي دولة أخرى حتى الآن. وهذا يضمن لإسرائيل تفوقاً جوياً في المستقبل ويسمح لسلاحها الجوي بإمكانيات بعيدة المدى». وأشار إلى أن «صفقة السلاح تثبت أن الشراكة الأمنية بين إسرائيل وأميركا أقوى من أي وقت مضى». وشدد على التزام بلاده بأمن إسرائيل، كما أعلن أوباما خلال زيارته الشهر الماضي. وزير الدفاع الإسرائيلي اعتبر أن إسرائيل وأميركا تواجهان تحديات مشتركة على رأسها إيران، وبحسب رأيه فإن «إيران لا تهدد فقط أمن الشرق الأوسط واستقراره، بل العالم بأسره. وهي تهدد إسرائيل وتدعم حماس، حزب الله والنظام السوري. وإيران تتدخل في العراق وأفغانستان والسودان واليمن، وتطور سلاحاً نووياً. والحوار حول مواجهة هذه التحديات يتواصل. وإسرائيل تفضل الحل الديبلوماسي، ولكن، كما قال الرئيس أوباما، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها». وسُئل هايغل عن مواقفه السابقة ضد الهجوم العسكري على إيران، فأجاب «قلت على الدوام إن كل الخيارات يجب أن تبقى أيضاً على الطاولة بشأن إيران. وأنا أؤيد موقف الرئيس من إيران وهو موقف بسيط جداً: غير مسموح لإيران أن تطور سلاحا نووياً. نقطة». وكرر هايغل موقفه بأن إسرائيل هي من يقرر إذا كانت ستهاجم إيران أم لا بمنعها من امتلاك قنبلة نووية، فضلاً عن أن الولايات المتحدة لا تلغي الخيار العسكري. ورفض يعلون الإجابة عن سؤال حول الجدول الزمني لتطوير القنبلة النووية الإيرانية والخلاف مع أميركا بهذا الشأن، وقال «إن المقاربة الإسرائيلية واضحة: ينبغي بطريقة أو بأخرى وقف المشروع النووي العسكري الإيراني. والخيار العسكري ملاذ أخير. هناك أدوات أخرى ينبغي استنفادها مثل العقوبات ودعم المعارضة. ولكن من دون خيار عسكري شديد لن يقتنع النظام بوقف المشروع. ونحن نحافظ على حقنا في الدفاع عن أنفسنا بأنفسنا». وأشار يعلون إلى ما يجري في سوريا بالقول «لقد وضعنا ثلاثة خطوط حمراء أمام النظام السوري – عدم نقل أسلحة لجهات راديكالية أو لحزب الله، ونحن عملنا عندما تجاوز هذا الخط الأحمر». واعتبر هذا التصريح أول اعتراف ضمني إسرائيلي باستهداف قافلة سلاح سورية على مقربة من الحدود مع لبنان بغارة جوية إسرائيلية. وأضاف أن «الخط الأحمر الثاني هو الحفاظ على أمن هضبة الجولان ونحن نرد حتى إذا كانت الإطلاقات مقصودة أو غير مقصودة. والخط الأحمر الثالث هو منع جهات مزعزعة من الحصول على السلاح الكيميائي في سوريا، ونحن مستعدون للعمل في هذا الشأن». وربما في محاولة للتأثير أكثر على هايغل، اصطحب يعلون ضيفه إلى جولة في المروحية فوق هضبة الجولان المحتلة، حيث تم تزويد الطاقم المرافق بكتيب يشير إلى أن «ولاية نبراسكا في الولايات المتحدة أكبر تسع مرات من إسرائيل». ولم تقتصر الجولة على الجولان، بل تعدتها إلى مناطق أخرى من بينها القدس المحتلة.

المصدر : حلمي موسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة