دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أطلَّ مروان البرغوثي، القيادي الفلسطيني والنائب الأسير من زنزانته أمس، ليوجه ثلاث رسائل أساسية للشعب الفلسطيني. ويطالب فيها بإعلان فشل طريق المفاوضات لا سيما وأن حكومة بنيامين نتنياهو لا تريد السلام، وبإطلاق مقاومة فلسطينية شاملة، وبذل المزيد من الجهد للإفراج عن الأسرى.
وفي رسالة نشرتها «الحملة الشعبية للدفاع عن البرغوثي»، لمناسبة مرور 11 عاماً على اعتقاله أمس، وتلقت «السفير» نسخة عنها، طالب القيادي الفلسطيني بوقف المفاوضات مع إسرائيل فوراً، وعدم المراهنة على الحكومة الإسرائيلية. وقال إن «نتنياهو يصر على مواصلة الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس، ورفض الانسحاب لحدود العام 1967، فضلاً عن رفض عودة اللاجئين وتحرير الأسرى، فأي اختبار تحتاج له هذه الحكومة وهذه المواقف؟».
وأضاف البرغوثي أن المفاوضات لم تتمكن على مدار 20 عاماً من إنهاء الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى وعودة اللاجئين وإقامة الدولة، وبالتالي «لا حاجة لمفاوضات جديدة تشكل إضاعة للوقت وغطاء للعدوان والاحتلال والاستيطان».
وقلل القيادي الفلسطيني من أهمية الجهود الأميركية التي يقودها وزير الخارجية جون كيري لإطلاق عملية السلام. وأشار إلى أنه «قبل كيري، عُقدت مئات الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات تحت يافطة ما يسمى بعملية السلام، من دون أن يقود ذلك لإنهاء الاحتلال. جهود كيري وجولاته لن تختلف عن سابقاتها، والعودة إلى نفس التجربة تفتقد للحكمة».
كذلك، هاجم البرغوثي زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية، على اعتبار أن هدفها «تحسين صورته ومخاطبة الرأي العام الإسرائيلي، وتأكيد التحالف الإستراتيجي الأميركي الإسرائيلي، بالإضافة إلى تنسيق موقف مشترك ضد إيران وحول سوريا». وأضاف أن «الزيارة لم تسفر عن نتائج بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولاحظنا تراجع موقف أوباما عن المطالبة بوقف الاستيطان والانسحاب لحدود العام 1967، والزيارة تشكل دعماً للموقف الإسرائيلي العدواني الاستيطاني».
وطالب البرغوثي، الذي حكمت عليه سلطات الاحتلال بالسجن المؤبد خمس مرات وأربعين عاماً إضافية بداعي مسؤوليته عن مقتل وجرح إسرائيليين، الشعب الفلسطيني ببدء مقاومة شاملة ضد الاحتلال و«في كل المجالات طبقا لما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني».
وكان البرغوثي مع مجموعة من قيادات الحركة الأسيرة أطلقوا وثيقة «الوفاق الوطني» في شهر أيار العام 2006 لإنهاء الانقسام الفلسطيني، ووضع إستراتيجية فلسطينية مقاومة للتخلص من الاحتلال.
والتمسك بهذه الوثيقة، بالنسبة للبرغوثي، «هو السبيل لإنهاء الانقسام وبدء مقاومة شاملة إن توفرت الإرادة السياسية»، حيث أن «المقاومة يجب أن تكون في إطار خطة إستراتيجية شاملة، وليس في إطار عمل انتقائي وخطوات متفرقة، لتشمل خوض معركة سياسية وديبلوماسية متواصلة في الأمم المتحدة ووكالاتها، ومن خلال المحاكم الدولية والدعوة لمقاطعة إسرائيل وعزلها ومعاقبتها رسمياً وشعبياً وفي كل المجالات، ووقف شامل لكافة أشكال التنسيق الأمني والإداري والتفاوضي مع الاحتلال، وتنظيم مقاطعة رسمية وشعبية شاملة لكافة البضائع والمنتجات الإسرائيلية، وتوسيع دائرة المقاومة الشعبية والانخراط فيها على أوسع نطاق، وتوفير الدعم اللازم لها، والكف عن محاولات حصرها وزجها في نطاق محدود».
واستغرب البرغوثي ما وصفه بـ«الصمت الرسمي والدولي» على اعتقال أكثر من 20 نائباً فلسطينياً في سجون الاحتلال. وطالب القيادي الأسير «كتائب شهداء الأقصى» الجناح العسكري لحركة فتح، ببذل المزيد من الجهود الرسمية والشعبية لإطلاق سراح نحو 5000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، لا سيما المرضى منهم، فضلاً عن المعتقلين قبل اتفاق أوسلو، ومضى عليهم أكثر من 30 عاماً في الأسر.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة