أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن المحاولات الخارجية للتشكيك بشرعية السلطات السورية تقلل من فرص الحل السلمي للأزمة في سورية.

وقال لافروف عقب مباحثاته مع نظيره السويسرى ديديه بوركهالتر اليوم فى مدينة نيوشاتل بسويسرا "إننا نشاهد محاولات لإحباط أى فرصة للتوصل إلى تسوية سلمية في سورية كما أننا نرى محاولات فرض المنظمات الدولية الحلول التي هي غير قانونية وتهدف إلى نزع الشرعية من القيادة السورية وهي لن تؤدي إلى أى شيء مفيد" محذرا من أن مثل هذه المحاولات قد تساعد مختلف المجموعات المتطرفة في الوصول إلى السلطة.

وشدد لافروف على ضرورة حل الأزمة في سورية عبر الحوار والمفاوضات محذرا من أنه كلما تأخر الحوار كان الثمن أكبر فى أرواح السوريين.

دبلوماسيون روس: بعض المعارضين لا يدركون جوهر الأمور بسورية وليس لديهم برامج محددة

في سياق آخر، دعا أندريه باكلانوف نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس إلى وقف تدخل اللاعبين الدوليين والإقليميين في الشأن السوري والعنف المسلح في سورية نظرا لاستحالة إجراء أي نوع من الإصلاحات بدون وقف العنف.

وحذر باكلانوف في سياق مؤتمر صحفي وطاولة مستديرة حول الأزمة في سورية.. من أن "الوضع في سورية يتفاقم أكثر فأكثر ويشكل خطرا على مجمل المنطقة تحت تأثير العوامل الخارجية ما يزيد من عرقلة أي جهود بناءة في اتجاه وقف العنف وسفك الدماء".

 

وأشار باكلانوف إلى أن سورية تقع في قلب العالم العربي واستمرار الحرب وتفاقم الأعمال الإرهابية فيها سيؤدي إلى امتدادها إلى أراض مجاورة ما يزيد من مخاطر الأوضاع بالنسبة للمنطقة بمجملها.

وشدد باكلانوف على أن الوساطة الدولية لم تثبت فاعليتها سواء في العراق أو في أماكن أخرى سابقا وينبغي إعادة الثقة اليها عبر وقف العنف والمواجهات منبها إلى أن "استمرار العنف والمواجهات سيعمل على تقويض فرص التوصل إلى حل سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة".

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن الدبلوماسيين الروس يبذلون جهودا كبيرة مع الأطراف كافة في سورية بما في ذلك قوى المعارضة المتشددة التي كانت في الأمس القريب ترفض أي حوار معهم إلا أنها في الأيام الأخيرة تقدمت إليهم بتقرير موسع يزيد حجمه على الثلاثمئة صفحة عن خططها في هذا المجال لافتا إلى استعداد الدبلوماسيين الروس لمتابعة العمل معها.

وحول تشكيل لجنة تحقيق أممية بشأن استخدام المجموعات الإرهابية للسلاح الكيميائي في ريف حلب قال السفير الروسي السابق إن الأمم المتحدة أثبتت عجزها مرة أخرى ودلت على أنها واقعة تحت تأثير قوى دولية مختلفة لذا جاءت تصريحات بان كي مون بتوسيع التحقيق في الأراضي السورية لتفشل نتائج الموضوع الرئيسي للجنة.

بدوره أكد كيم كوشيف نائب رئيس منظمة التضامن مع بلدان آسيا وأفريقيا أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية جعلوا العالم سوقا لتجاراتهم بما ينتجون من أدوات ووسائل للحرب حيث تشكل الأزمة في سورية جزءا منها معتبرا أنه لا علاقة للإسلام إطلاقا بما يجري في المنطقة.

وقال كوشيف في المؤتمر المخصص لبحث المسألة في سورية "لقد استقبلت ثلاثة وفود من المعارضة السورية وتبين لي أن هؤلاء المعارضين هم أناس غير مطلعين وغير مثقفين ولا يدركون جوهر الأمور الدائرة في بلادهم إذ أن أحدهم قدم من لندن والآخر من واشنطن والثالث من فيينا ولا يوجد لديهم أي برامج سياسية لما ينوون فعله في سورية" متسائلا عن إمكانية الثقة بهكذا معارضة لا تحمل برنامجا ولا شيء لديها سوى بعض الشعارات.

وأوضح المستشرق الروسي إن لدى روسيا اتفاقية صداقة وتعاون ودفاع مشترك مع سورية لافتا إلى أن مهمة روسيا الأولى هي وقف الحرب والعنف الدموي الدائر في سورية.

وأشار الخبير في الشؤون العربية إلى أنه على اطلاع كامل بأنه لو أن الخلاف في سورية مع المعارضة الداخلية لاستطاعت الحكومة السورية حله خلال شهرين أو ثلاثة ولكن المجموعات المسلحة التي تختبئ في الجحور والأوكار لا يمكن القضاء عليها بسرعة وسهولة.

 

من جهة أخرى تطرق رسلان كوربانوف رئيس صندوق دعم المبادرات الإنسانية في روسيا إلى تأثير ما يحدث في سورية على روسيا وعلى الشباب في شمال القوقاز الروسي الذين وقفوا نتيجة الدعوات الدينية المتطرفة في المساجد الروسية إلى جانب التدخل في دعم الحرب غير المعلنة على سورية.

وقال كوربانوف في المؤتمر الصحفي المخصص لبحث المسألة السورية وتأثيرها على روسيا إن الجيل الأكبر من سكان شمال القوقاز وفي جميع الجمهوريات الإسلامية الأخرى يقف إلى جانب الحكومة السورية الشرعية وإلى جانب وقف العنف وحل النزاع بالطرق السلمية ويوءيد الموقف الرسمي للحكومة الروسية مشيرا إلى أن ذوي الاتجاهات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسهم "السلفيون والوهابيون والمتصوفون" الذين أنهوا دراساتهم الدينية في البلدان العربية يسعون لزيادة تأثيرهم الاجتماعي في أوساط الأجيال الشابة ليدفعون بهم إلى القتال في سورية.

وأكد كوربانوف إن هذا الجيل من "النشطاء الأصوليين" يقف كليا إلى جانب "المعارضة السورية المتشددة" وهم ينتقدون سياسة السلطات الروسية الداعمة للنظام في سورية مشيرا إلى أن مواقفهم تتجلى بالدعم المادي والإعلامي عبر وسائل التواصل الإجتماعي وفي الخطب الدينية في المساجد.

ومن جانبه حذر ليونيد سيوكيانين الباحث العلمي في المدرسة العليا للإقتصاد في روسيا من إن عدد "المتطرفين الإسلاميين" الذين يقاتلون في سورية اليوم يفوق عددهم في أوج حضورهم في الحرب الأفغانية لافتا إلى أن عسكرة الوضع في سورية شكل أكبر قناة لدفع الوضع نحو تطرف وراديكالية مقارنا ذلك بحروب الشيشان التي كانت دليلا واضحا على هذا التوجه الذي انتهى بتراكم المجموعات الإرهابية السلفية وإلى الإعلان عن تأسيس إمارة القوقاز.

وقال سيوكيانين إن روسيا نبهت الى ذلك منذ فترة بعيدة وتحدثت عن تهديدات الإرهاب.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-04-12
  • 5601
  • من الأرشيف

لافروف: محاولة التشكيك بشرعية السلطات السورية تقوض فرص الحل السلمي

أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن المحاولات الخارجية للتشكيك بشرعية السلطات السورية تقلل من فرص الحل السلمي للأزمة في سورية. وقال لافروف عقب مباحثاته مع نظيره السويسرى ديديه بوركهالتر اليوم فى مدينة نيوشاتل بسويسرا "إننا نشاهد محاولات لإحباط أى فرصة للتوصل إلى تسوية سلمية في سورية كما أننا نرى محاولات فرض المنظمات الدولية الحلول التي هي غير قانونية وتهدف إلى نزع الشرعية من القيادة السورية وهي لن تؤدي إلى أى شيء مفيد" محذرا من أن مثل هذه المحاولات قد تساعد مختلف المجموعات المتطرفة في الوصول إلى السلطة. وشدد لافروف على ضرورة حل الأزمة في سورية عبر الحوار والمفاوضات محذرا من أنه كلما تأخر الحوار كان الثمن أكبر فى أرواح السوريين. دبلوماسيون روس: بعض المعارضين لا يدركون جوهر الأمور بسورية وليس لديهم برامج محددة في سياق آخر، دعا أندريه باكلانوف نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس إلى وقف تدخل اللاعبين الدوليين والإقليميين في الشأن السوري والعنف المسلح في سورية نظرا لاستحالة إجراء أي نوع من الإصلاحات بدون وقف العنف. وحذر باكلانوف في سياق مؤتمر صحفي وطاولة مستديرة حول الأزمة في سورية.. من أن "الوضع في سورية يتفاقم أكثر فأكثر ويشكل خطرا على مجمل المنطقة تحت تأثير العوامل الخارجية ما يزيد من عرقلة أي جهود بناءة في اتجاه وقف العنف وسفك الدماء".   وأشار باكلانوف إلى أن سورية تقع في قلب العالم العربي واستمرار الحرب وتفاقم الأعمال الإرهابية فيها سيؤدي إلى امتدادها إلى أراض مجاورة ما يزيد من مخاطر الأوضاع بالنسبة للمنطقة بمجملها. وشدد باكلانوف على أن الوساطة الدولية لم تثبت فاعليتها سواء في العراق أو في أماكن أخرى سابقا وينبغي إعادة الثقة اليها عبر وقف العنف والمواجهات منبها إلى أن "استمرار العنف والمواجهات سيعمل على تقويض فرص التوصل إلى حل سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة". وأوضح الدبلوماسي الروسي أن الدبلوماسيين الروس يبذلون جهودا كبيرة مع الأطراف كافة في سورية بما في ذلك قوى المعارضة المتشددة التي كانت في الأمس القريب ترفض أي حوار معهم إلا أنها في الأيام الأخيرة تقدمت إليهم بتقرير موسع يزيد حجمه على الثلاثمئة صفحة عن خططها في هذا المجال لافتا إلى استعداد الدبلوماسيين الروس لمتابعة العمل معها. وحول تشكيل لجنة تحقيق أممية بشأن استخدام المجموعات الإرهابية للسلاح الكيميائي في ريف حلب قال السفير الروسي السابق إن الأمم المتحدة أثبتت عجزها مرة أخرى ودلت على أنها واقعة تحت تأثير قوى دولية مختلفة لذا جاءت تصريحات بان كي مون بتوسيع التحقيق في الأراضي السورية لتفشل نتائج الموضوع الرئيسي للجنة. بدوره أكد كيم كوشيف نائب رئيس منظمة التضامن مع بلدان آسيا وأفريقيا أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية جعلوا العالم سوقا لتجاراتهم بما ينتجون من أدوات ووسائل للحرب حيث تشكل الأزمة في سورية جزءا منها معتبرا أنه لا علاقة للإسلام إطلاقا بما يجري في المنطقة. وقال كوشيف في المؤتمر المخصص لبحث المسألة في سورية "لقد استقبلت ثلاثة وفود من المعارضة السورية وتبين لي أن هؤلاء المعارضين هم أناس غير مطلعين وغير مثقفين ولا يدركون جوهر الأمور الدائرة في بلادهم إذ أن أحدهم قدم من لندن والآخر من واشنطن والثالث من فيينا ولا يوجد لديهم أي برامج سياسية لما ينوون فعله في سورية" متسائلا عن إمكانية الثقة بهكذا معارضة لا تحمل برنامجا ولا شيء لديها سوى بعض الشعارات. وأوضح المستشرق الروسي إن لدى روسيا اتفاقية صداقة وتعاون ودفاع مشترك مع سورية لافتا إلى أن مهمة روسيا الأولى هي وقف الحرب والعنف الدموي الدائر في سورية. وأشار الخبير في الشؤون العربية إلى أنه على اطلاع كامل بأنه لو أن الخلاف في سورية مع المعارضة الداخلية لاستطاعت الحكومة السورية حله خلال شهرين أو ثلاثة ولكن المجموعات المسلحة التي تختبئ في الجحور والأوكار لا يمكن القضاء عليها بسرعة وسهولة.   من جهة أخرى تطرق رسلان كوربانوف رئيس صندوق دعم المبادرات الإنسانية في روسيا إلى تأثير ما يحدث في سورية على روسيا وعلى الشباب في شمال القوقاز الروسي الذين وقفوا نتيجة الدعوات الدينية المتطرفة في المساجد الروسية إلى جانب التدخل في دعم الحرب غير المعلنة على سورية. وقال كوربانوف في المؤتمر الصحفي المخصص لبحث المسألة السورية وتأثيرها على روسيا إن الجيل الأكبر من سكان شمال القوقاز وفي جميع الجمهوريات الإسلامية الأخرى يقف إلى جانب الحكومة السورية الشرعية وإلى جانب وقف العنف وحل النزاع بالطرق السلمية ويوءيد الموقف الرسمي للحكومة الروسية مشيرا إلى أن ذوي الاتجاهات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسهم "السلفيون والوهابيون والمتصوفون" الذين أنهوا دراساتهم الدينية في البلدان العربية يسعون لزيادة تأثيرهم الاجتماعي في أوساط الأجيال الشابة ليدفعون بهم إلى القتال في سورية. وأكد كوربانوف إن هذا الجيل من "النشطاء الأصوليين" يقف كليا إلى جانب "المعارضة السورية المتشددة" وهم ينتقدون سياسة السلطات الروسية الداعمة للنظام في سورية مشيرا إلى أن مواقفهم تتجلى بالدعم المادي والإعلامي عبر وسائل التواصل الإجتماعي وفي الخطب الدينية في المساجد. ومن جانبه حذر ليونيد سيوكيانين الباحث العلمي في المدرسة العليا للإقتصاد في روسيا من إن عدد "المتطرفين الإسلاميين" الذين يقاتلون في سورية اليوم يفوق عددهم في أوج حضورهم في الحرب الأفغانية لافتا إلى أن عسكرة الوضع في سورية شكل أكبر قناة لدفع الوضع نحو تطرف وراديكالية مقارنا ذلك بحروب الشيشان التي كانت دليلا واضحا على هذا التوجه الذي انتهى بتراكم المجموعات الإرهابية السلفية وإلى الإعلان عن تأسيس إمارة القوقاز. وقال سيوكيانين إن روسيا نبهت الى ذلك منذ فترة بعيدة وتحدثت عن تهديدات الإرهاب.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة