بعد ظهور التسجيلات الصوتية لكل من مايسمى أمير دولة العراق الإسلامية والمسؤول العام لـ"جبهة النصرة"، مع ما شاب هذه التسجيلات من مواقف متناقضة تفيد بوجود خلاف بين الطرفين، فقد تركز الاهتمام على المليشيات المسلحة الناشطة على الأراضي السورية لمعرفة موقفها من موضوع الوحدة بين فرعي القاعدة من جهة وموضوع مبايعة الجولاني لأيمن الظواهري من جهة أخرى.

فقد أعلنت ماتسمى  الجبهة السورية الاسلامية وهي من أضخم الجبهات المسلحة وتضم عشرات الألوية والكتائب ذات التوجه السلفي "الجهادي" وعلى رأسها "حركة أحرار الشام الاسلامية"، وعلى لسان قائدها الشيخ أبو عبدالله الحموي الذي تربطه علاقات قوية مع الجولاني في تغريدة له على تويتر منذ ساعات: " لم نر من جبهة النصرة الا الصدق في التعامل ولن يبدل السوريون موقفهم معها مالم تبدل" بحسب ما قاله الحموي. ورغم أن هذه العبارات لا تتطرق إلى مواضيع الخلاف كدولة الوحدة وبيعة الظواهري ولكن يبدو واضحاً أن الحموي زعيم الجيهة الاسلامية لا مشكلة لديه في أيّ منهما طالما أن "جبهة النصرة" مستمرة في القتال والتعامل عل نهج السلفية "الجهادية" الذي اعتاده منها وحقق بسببه الكثير من الانجازات جراء قتاله إلى جانب جبهة النصرة في معظم معاركها الكبيرة.

كذلك فإن تجمع مايسمى ألوية شهداء سوريا والذي يضم أيضاً عشرات الألوية الموزعة على عدد من المحافظات السورية ويقوده جمال معروف، رغم أنه أعلن رفضه لما سماه "الاعلان الذي صدر عن دولة العراق الإسلامية والمتفرد بهذا الدور واقصاء الفصائل المقاتلة من الواقع السوري ونرى ان السياسة في العراق لا تتوافق مع واقعنا السوري".

 

ولكن البيان أكد وقوفه إلى جانب جبهة النصرة وأنه ما زال يعتبرها جزءاً من مااسماها بـ"الثورة " حتى بعد مبايعتها لتنظيم القاعدة، حيث قال البيان: "موقف جبهة النصرة هو الموقف الاقرب الى الصواب لأنها لم تقصي اي من الفصائل المقاتلة على الساحة السورية ولم تنفرد بمصير "الثورة" واوضحت انها فصيل من فصائل الثورة فنحن والفصائل الموجودة وجبهة النصرة في خندق واحد متماسكين لا فرقة بيننا في اسقاط هذا النظام" بحسب ما جاء في البيان مع الإشارة إلى أن هذا التجمع رغم استقلاليته عن الجبهات الأخرى إلا أنه يتلبّس كل حين بلبوس يناسبه ويحقق مصالحه ويبدو أنه قرر في هذه المرحلة أن يتزين بلباس جبهة النصرة ذات القوة والنفوذ على الأرض.

وفي المقابل تفردت ماتسمى جبهة تحرير سوريا الإسلامية وتضم عشرات الألوية والكتائب من بينها كتائب الفاروق ولواء التوحيد ويعتقد أنها قريبة من الإخوان المسلمين دون أن يثبت ذلك بشكل قاطع، بموقف شاجب لبيعة الجولاني ورافض لدولة الوحدة، حيث أصدرت جبهة تحرير سوريا بياناً قاسياً أعلنت فيه عن "استغرابها واستهجانها للخطاب الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي, وما ورد فيه من إعلان إقامة دولة العراق والشام, وكأن إعلان إنشاء الدول يكون عبر وسائل الاعلام, ومن مجاهيل لايعرفون" بحسب ما ورد في البيان.

وفي انتقاد واضح لإعلان الجولاني مبايعته للظواهري قال البيان:" لن يخدم شعبنا وأمتنا مبايعة من لا يعرفون شيئاً عن واقعنا".

هذا ويذكر أن هذا البيان يأتي رغم أن عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد أحد أبرز الفصائل التي تتكون منها "جبهة تحرير سوريا" تربطه علاقات جيدة بقيادة "جبهة النصرة" وسبق له التصريح بأنه لولا جبهة النصرة لما كان أحد يعرف كيف تستخدم البندقية؟ كما أنه رفض في مقابلة صحفية منذ ايام وصف "جبهة النصرة" بأنها إرهابية واعتبرها جزءاً من "الثورة" السورية بحسب قوله.

مما يطرح تساؤلات حول مصير العلاقة بين "جبهة تحرير سوريا والنصرة" وهل سيكون بمقدور صالح الحفاظ على هذه العلاقة وسويتها الجيدة بعد البيان الذي صدر عن جبهة تحرير سوريا التي ينتمي إليها؟.

وبذلك يبدو واضحاً أن "جبهة تحرير سوريا "مع هيئة أركان ميليشيا الجيش الحر هي وحدها من اتخذت موقفاً واضحاً يستنكر بيعة الظواهري ويرفض ما جاء في إعلان البغدادي حول دولة الوحدة، وربما سوف يكون لهذا الموقف دور كبير في إعادة تظهير صورة جديدة للعلاقة بين جبهة النصرة من جهة وميليشيا الحر وجبهة تحرير سوريا من جهة ثانية، لا سيما وأن العديد من أنصار جبهة النصرة لم يكونوا يخفون شكوكهم تجاه جبهة تحرير سوريا وينظرون إليها على أنها مشروع الصحوات القادم.

  • فريق ماسة
  • 2013-04-12
  • 14003
  • من الأرشيف

انقسام الميليشيات المسلحة حول "جبهة النصرة"

بعد ظهور التسجيلات الصوتية لكل من مايسمى أمير دولة العراق الإسلامية والمسؤول العام لـ"جبهة النصرة"، مع ما شاب هذه التسجيلات من مواقف متناقضة تفيد بوجود خلاف بين الطرفين، فقد تركز الاهتمام على المليشيات المسلحة الناشطة على الأراضي السورية لمعرفة موقفها من موضوع الوحدة بين فرعي القاعدة من جهة وموضوع مبايعة الجولاني لأيمن الظواهري من جهة أخرى. فقد أعلنت ماتسمى  الجبهة السورية الاسلامية وهي من أضخم الجبهات المسلحة وتضم عشرات الألوية والكتائب ذات التوجه السلفي "الجهادي" وعلى رأسها "حركة أحرار الشام الاسلامية"، وعلى لسان قائدها الشيخ أبو عبدالله الحموي الذي تربطه علاقات قوية مع الجولاني في تغريدة له على تويتر منذ ساعات: " لم نر من جبهة النصرة الا الصدق في التعامل ولن يبدل السوريون موقفهم معها مالم تبدل" بحسب ما قاله الحموي. ورغم أن هذه العبارات لا تتطرق إلى مواضيع الخلاف كدولة الوحدة وبيعة الظواهري ولكن يبدو واضحاً أن الحموي زعيم الجيهة الاسلامية لا مشكلة لديه في أيّ منهما طالما أن "جبهة النصرة" مستمرة في القتال والتعامل عل نهج السلفية "الجهادية" الذي اعتاده منها وحقق بسببه الكثير من الانجازات جراء قتاله إلى جانب جبهة النصرة في معظم معاركها الكبيرة. كذلك فإن تجمع مايسمى ألوية شهداء سوريا والذي يضم أيضاً عشرات الألوية الموزعة على عدد من المحافظات السورية ويقوده جمال معروف، رغم أنه أعلن رفضه لما سماه "الاعلان الذي صدر عن دولة العراق الإسلامية والمتفرد بهذا الدور واقصاء الفصائل المقاتلة من الواقع السوري ونرى ان السياسة في العراق لا تتوافق مع واقعنا السوري".   ولكن البيان أكد وقوفه إلى جانب جبهة النصرة وأنه ما زال يعتبرها جزءاً من مااسماها بـ"الثورة " حتى بعد مبايعتها لتنظيم القاعدة، حيث قال البيان: "موقف جبهة النصرة هو الموقف الاقرب الى الصواب لأنها لم تقصي اي من الفصائل المقاتلة على الساحة السورية ولم تنفرد بمصير "الثورة" واوضحت انها فصيل من فصائل الثورة فنحن والفصائل الموجودة وجبهة النصرة في خندق واحد متماسكين لا فرقة بيننا في اسقاط هذا النظام" بحسب ما جاء في البيان مع الإشارة إلى أن هذا التجمع رغم استقلاليته عن الجبهات الأخرى إلا أنه يتلبّس كل حين بلبوس يناسبه ويحقق مصالحه ويبدو أنه قرر في هذه المرحلة أن يتزين بلباس جبهة النصرة ذات القوة والنفوذ على الأرض. وفي المقابل تفردت ماتسمى جبهة تحرير سوريا الإسلامية وتضم عشرات الألوية والكتائب من بينها كتائب الفاروق ولواء التوحيد ويعتقد أنها قريبة من الإخوان المسلمين دون أن يثبت ذلك بشكل قاطع، بموقف شاجب لبيعة الجولاني ورافض لدولة الوحدة، حيث أصدرت جبهة تحرير سوريا بياناً قاسياً أعلنت فيه عن "استغرابها واستهجانها للخطاب الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي, وما ورد فيه من إعلان إقامة دولة العراق والشام, وكأن إعلان إنشاء الدول يكون عبر وسائل الاعلام, ومن مجاهيل لايعرفون" بحسب ما ورد في البيان. وفي انتقاد واضح لإعلان الجولاني مبايعته للظواهري قال البيان:" لن يخدم شعبنا وأمتنا مبايعة من لا يعرفون شيئاً عن واقعنا". هذا ويذكر أن هذا البيان يأتي رغم أن عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد أحد أبرز الفصائل التي تتكون منها "جبهة تحرير سوريا" تربطه علاقات جيدة بقيادة "جبهة النصرة" وسبق له التصريح بأنه لولا جبهة النصرة لما كان أحد يعرف كيف تستخدم البندقية؟ كما أنه رفض في مقابلة صحفية منذ ايام وصف "جبهة النصرة" بأنها إرهابية واعتبرها جزءاً من "الثورة" السورية بحسب قوله. مما يطرح تساؤلات حول مصير العلاقة بين "جبهة تحرير سوريا والنصرة" وهل سيكون بمقدور صالح الحفاظ على هذه العلاقة وسويتها الجيدة بعد البيان الذي صدر عن جبهة تحرير سوريا التي ينتمي إليها؟. وبذلك يبدو واضحاً أن "جبهة تحرير سوريا "مع هيئة أركان ميليشيا الجيش الحر هي وحدها من اتخذت موقفاً واضحاً يستنكر بيعة الظواهري ويرفض ما جاء في إعلان البغدادي حول دولة الوحدة، وربما سوف يكون لهذا الموقف دور كبير في إعادة تظهير صورة جديدة للعلاقة بين جبهة النصرة من جهة وميليشيا الحر وجبهة تحرير سوريا من جهة ثانية، لا سيما وأن العديد من أنصار جبهة النصرة لم يكونوا يخفون شكوكهم تجاه جبهة تحرير سوريا وينظرون إليها على أنها مشروع الصحوات القادم.

المصدر : انباءآسيا\ الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة