من أجمل وأعظم وأبلغ ما قاله الرئيس الحكيم الدكتور بشار حافظ الأسد خلال الأزمة :

" إننا نعاني أزمة ثقافة "

أجل سيدي الرئيس  إننا نعاني أزمة ثقافة ، فالثقافة ليست جدول ضرب وجمع وطرح ، بل إن أسمى أبجديات الثقافة هي ثقافة التعامل مع الآخر .

وانطلاقاً من أزمة الثقافة التي نعاني منها ألج إلى ثقافة محافظ  حمص السيد أحمد منير محمد ، ثقافة مسح المواطن وصولاً إلى مسح الوطن من قلب المواطن وفكره ، هذا المحافظ الذي يفترض أنه يمثل السيد الرئيس في محافظته .

وإيضاحاً " لثقافة المسح "  التي يجيدها السيد المحافظ وربما لا يجيد سواها أروي لكم التالي :

بعد عدة اتصالات مع مكتب السيد المحافظ لتأمين موعد للقائه بخصوص بعض القضايا الخدمية في المحافظة حصلت على موعد بتاريخ 8/4/2013 الساعة الثانية عشرة ظهراً.

واحتراماً لموعدي حضرت إلى مكتب المحافظ في تمام الساعة الثانية عشرة إلا ربع ، قدَّمتُ نفسي لمدير المكتب وانتظرت حلول الموعد .

كان المكتب مكتظاً بالمراجعين ،وكان مدير المكتب يحلُّ ويربط ويوقع رفضاً وإيجاباً ، تمعنتُ وجهه في محاولةٍ لاستقرائه ، حاولتُ استحضار نظرية ما من علم النفس تسعفني في معرفة فيما إذا كان هذا المتغطرس المتجهِّم يعكس النهج القويم والمثالي الذي يعكسه رب مكتبه المحافظ - فقط - على شاشات التلفزة وفي الإعلام عموماً ، وأُأكِّد فقط في الإعلام .

ورغم أنني أؤمن بالمثل القائل " المكتوب يُقرأ من عنوانه" فقد حاولت التحلّي بالصبر .

حان الموعد فالساعة الثانية عشرة تماماً ، رمقتُ الوجه المُتغطرس الذي تجاهلني ، رحت أوزِّعُ الزَّمن الثقيل بين العدِّ إلى المائة وبين المتغطرس علَّه يأذن لي بالدخول على مقام " والي حمص الأكرم " .

تجاوزت الساعة الثانية عشرة والنصف ، حضر رجل يرتدي زيّاً عربياً توشحهُ عباءة باهظة الثمن ، ومنذ دخوله مكتب المدير أجرى اتصالاً أمام جميع المواطنين الذين ينتظرون لقاء مقام المحافظ ، وهم عُراةً من أيّ عباءة ، لا رخيصة ولا ثمينة .

سمعتُ هذا الشخص يقول لمن يكلمه : أنا الآن في مكتب مديره فقل له لا يؤخرني وفجأة طلبه المحافظ للدخول فدخل بزهوّ المُنتصرِ على العُراةِ من العباءات .

نظرت إلى مدير المكتب نظرة احتجاج على المحسوبيَّات التي قضمت دوري وأنهكت كبريائي وجرحت أشقائي المواطنين المنتظرين والذي يوحدني مهم عريُ العباءةِ وفقدان المُتوسّط الوسيط لدى صاحب المقام المحافظ ، ولأنَّني ككلّ مواطنٍ يفخرُ عروبةً ويشمخُ إباءً فلم تكن نظراتي تحملُ أيَّ توسُّل فلم يُقم المتغطرس لنظراتي أي اعتبار .

رحتُ أراقب المستخدم وهو يدخل بأصناف الضيافة إلى صاحب العباءة الثمينة ،

نفذ صبري ، رفعت صوتي مُعترضاً ، فتجمع عناصر أمن المحافظ صاحب السموّ والمقام ، ودونَ تردُّد عكسَ هؤلاء سلوك محافظهم وحاولوا قمعي بأسوأ أنواع الثقافات وهي " ثقافة المسح " التي يُجيدها مولاهم صاحب السمو ، وعندما هممت بالخروج تدخل شخص قال إنه مستشار المحافظ وبكل أخلاقية طلب مني التريّث ريثما يُكلّم المحافظ .

وعلى الأثر دخلتُ على مثلتُ بين يديّ سموّ المُحافظ فكان الحوار التالي الذي بدأته قائلاً :

-       كنتُ قد حضرتُ إليكم لأشتكي لكم ، ولكنني الآن أشتكي عليكم .

-       عرفني عن نفسك

-       قد حضرت عندكم بناءً على موعد والمفروض أنكم تعرفون من تواعدون .    

ومع ذلك قدمت نفسي :المحامي منير العباس شاعر وروائي .

فقال :

-       وأنا محام وكاتب .

-       حضرت إليك بصفتك محافظ ، واحترمت موعدي ولم تحترم موعدك وقد خرقته خضوعاً للوساطة التي أتتك عبر الهاتف ، وأنا أعترض على ثقافة المحسوبيَّات هذه .

أجابني بعذر ليس كاذباً فقط بل إنه كذلكَ  أقبح من ذنب وقال :

-       أتعلم من هذا الشخص ؟ هذا الشخص من دير الزور وقد سرق كمية /75000/ ليرة مازوت فأحضرته إلى هنا ومسحتُ فيه الأرض ، وما كان عليك أن ترفع صوتك وأنت محام وشاعر وروائي ؟ .

حينها فقدت كل ما أملك من صبر ، وعذرتُ أبناء حمص في رأيهم بهذا المُحافظِ على ( كِبْرِهِ ) و الفاقدِ ( لكِبريائه ) وقلت لهُ :

-       تعيب عليَّ أنّي رفعت صوتي ، فهل يليق بك وأنت محام وكاتب ومُحافظ  أن تقولَ أنك مسحتَ المواطن بالأرض ؟ ، فإن كان هذا المواطن قد أخطأ فعليك إحالته إلى القضاء ، لا أن " تمسح به الأرض " ، فثقافة المسح هذه هي التي أوصلتنا إلى الأزمة ، وإن كنتَ تقصدني وتُهدِّدني بهذه القصة الملفقة التي تُكذَّبها أنواع الشراب التي قدَّمتَها لهذا المواطن والوقت الذي أخذته معه ، وإن كنت ستمارس ثقافة المسح معي فأنا سأقول لك باسم أبناء سورية عموماً وأبناء حمص خصوصاً : "إن كنت ستمسحنا بالأرض فنحن سنمسحك بياسمين دمشق وثقافتها العربية " وأبسط الأمور إن صحَّ ما تقول يا سيادة المحافظ كان عليك أن تطلب من مدير مكتبك أن يؤجل أو يلغي المواعيد .

فانتفض سموّهُ ورفع سوط "المسح " في وجهي قائلاً :

-       أتعلمني كيف أتصرف ؟ .

-       لو كنت أعلم أنكَ أهلاً للتعلم لعلَّمتكَ على الأقل " ثقافة التعامل مع الآخر واحترام المواعيد " لذا لن أعلّمكَ  بل سأمسح من ذاكرتك ثقافة "المسح"

وبدون انتظار تركت بين يديه أوراقاً كنت أحملها له وكتبت على المغلف العبارة التالية :

" عندما تدركون الفرق بين الكِبْرِ وبينَ الكِبرياءِ يتعافى الوطن ، ولكن – وللأسف - لا أظنكم ستدركون " .

ثمَّ خرجتُ وأنا أشير إلى هذه العبارة قائلاً :

" هذا رأي أبناء حمص بكَ ، وإن فكَّرتَ أن تمسحً أبناء حمص بجهلكَ فسيمسحونكَ بثقافتهم ، وثقافة أبناء حمص قوامها الكِبرياء وليس الكِبْر "

  • فريق ماسة
  • 2013-04-09
  • 14305
  • من الأرشيف

محافظ حمص وثقافة " المَسْح "

من أجمل وأعظم وأبلغ ما قاله الرئيس الحكيم الدكتور بشار حافظ الأسد خلال الأزمة : " إننا نعاني أزمة ثقافة " أجل سيدي الرئيس  إننا نعاني أزمة ثقافة ، فالثقافة ليست جدول ضرب وجمع وطرح ، بل إن أسمى أبجديات الثقافة هي ثقافة التعامل مع الآخر . وانطلاقاً من أزمة الثقافة التي نعاني منها ألج إلى ثقافة محافظ  حمص السيد أحمد منير محمد ، ثقافة مسح المواطن وصولاً إلى مسح الوطن من قلب المواطن وفكره ، هذا المحافظ الذي يفترض أنه يمثل السيد الرئيس في محافظته . وإيضاحاً " لثقافة المسح "  التي يجيدها السيد المحافظ وربما لا يجيد سواها أروي لكم التالي : بعد عدة اتصالات مع مكتب السيد المحافظ لتأمين موعد للقائه بخصوص بعض القضايا الخدمية في المحافظة حصلت على موعد بتاريخ 8/4/2013 الساعة الثانية عشرة ظهراً. واحتراماً لموعدي حضرت إلى مكتب المحافظ في تمام الساعة الثانية عشرة إلا ربع ، قدَّمتُ نفسي لمدير المكتب وانتظرت حلول الموعد . كان المكتب مكتظاً بالمراجعين ،وكان مدير المكتب يحلُّ ويربط ويوقع رفضاً وإيجاباً ، تمعنتُ وجهه في محاولةٍ لاستقرائه ، حاولتُ استحضار نظرية ما من علم النفس تسعفني في معرفة فيما إذا كان هذا المتغطرس المتجهِّم يعكس النهج القويم والمثالي الذي يعكسه رب مكتبه المحافظ - فقط - على شاشات التلفزة وفي الإعلام عموماً ، وأُأكِّد فقط في الإعلام . ورغم أنني أؤمن بالمثل القائل " المكتوب يُقرأ من عنوانه" فقد حاولت التحلّي بالصبر . حان الموعد فالساعة الثانية عشرة تماماً ، رمقتُ الوجه المُتغطرس الذي تجاهلني ، رحت أوزِّعُ الزَّمن الثقيل بين العدِّ إلى المائة وبين المتغطرس علَّه يأذن لي بالدخول على مقام " والي حمص الأكرم " . تجاوزت الساعة الثانية عشرة والنصف ، حضر رجل يرتدي زيّاً عربياً توشحهُ عباءة باهظة الثمن ، ومنذ دخوله مكتب المدير أجرى اتصالاً أمام جميع المواطنين الذين ينتظرون لقاء مقام المحافظ ، وهم عُراةً من أيّ عباءة ، لا رخيصة ولا ثمينة . سمعتُ هذا الشخص يقول لمن يكلمه : أنا الآن في مكتب مديره فقل له لا يؤخرني وفجأة طلبه المحافظ للدخول فدخل بزهوّ المُنتصرِ على العُراةِ من العباءات . نظرت إلى مدير المكتب نظرة احتجاج على المحسوبيَّات التي قضمت دوري وأنهكت كبريائي وجرحت أشقائي المواطنين المنتظرين والذي يوحدني مهم عريُ العباءةِ وفقدان المُتوسّط الوسيط لدى صاحب المقام المحافظ ، ولأنَّني ككلّ مواطنٍ يفخرُ عروبةً ويشمخُ إباءً فلم تكن نظراتي تحملُ أيَّ توسُّل فلم يُقم المتغطرس لنظراتي أي اعتبار . رحتُ أراقب المستخدم وهو يدخل بأصناف الضيافة إلى صاحب العباءة الثمينة ، نفذ صبري ، رفعت صوتي مُعترضاً ، فتجمع عناصر أمن المحافظ صاحب السموّ والمقام ، ودونَ تردُّد عكسَ هؤلاء سلوك محافظهم وحاولوا قمعي بأسوأ أنواع الثقافات وهي " ثقافة المسح " التي يُجيدها مولاهم صاحب السمو ، وعندما هممت بالخروج تدخل شخص قال إنه مستشار المحافظ وبكل أخلاقية طلب مني التريّث ريثما يُكلّم المحافظ . وعلى الأثر دخلتُ على مثلتُ بين يديّ سموّ المُحافظ فكان الحوار التالي الذي بدأته قائلاً : -       كنتُ قد حضرتُ إليكم لأشتكي لكم ، ولكنني الآن أشتكي عليكم . -       عرفني عن نفسك -       قد حضرت عندكم بناءً على موعد والمفروض أنكم تعرفون من تواعدون .     ومع ذلك قدمت نفسي :المحامي منير العباس شاعر وروائي . فقال : -       وأنا محام وكاتب . -       حضرت إليك بصفتك محافظ ، واحترمت موعدي ولم تحترم موعدك وقد خرقته خضوعاً للوساطة التي أتتك عبر الهاتف ، وأنا أعترض على ثقافة المحسوبيَّات هذه . أجابني بعذر ليس كاذباً فقط بل إنه كذلكَ  أقبح من ذنب وقال : -       أتعلم من هذا الشخص ؟ هذا الشخص من دير الزور وقد سرق كمية /75000/ ليرة مازوت فأحضرته إلى هنا ومسحتُ فيه الأرض ، وما كان عليك أن ترفع صوتك وأنت محام وشاعر وروائي ؟ . حينها فقدت كل ما أملك من صبر ، وعذرتُ أبناء حمص في رأيهم بهذا المُحافظِ على ( كِبْرِهِ ) و الفاقدِ ( لكِبريائه ) وقلت لهُ : -       تعيب عليَّ أنّي رفعت صوتي ، فهل يليق بك وأنت محام وكاتب ومُحافظ  أن تقولَ أنك مسحتَ المواطن بالأرض ؟ ، فإن كان هذا المواطن قد أخطأ فعليك إحالته إلى القضاء ، لا أن " تمسح به الأرض " ، فثقافة المسح هذه هي التي أوصلتنا إلى الأزمة ، وإن كنتَ تقصدني وتُهدِّدني بهذه القصة الملفقة التي تُكذَّبها أنواع الشراب التي قدَّمتَها لهذا المواطن والوقت الذي أخذته معه ، وإن كنت ستمارس ثقافة المسح معي فأنا سأقول لك باسم أبناء سورية عموماً وأبناء حمص خصوصاً : "إن كنت ستمسحنا بالأرض فنحن سنمسحك بياسمين دمشق وثقافتها العربية " وأبسط الأمور إن صحَّ ما تقول يا سيادة المحافظ كان عليك أن تطلب من مدير مكتبك أن يؤجل أو يلغي المواعيد . فانتفض سموّهُ ورفع سوط "المسح " في وجهي قائلاً : -       أتعلمني كيف أتصرف ؟ . -       لو كنت أعلم أنكَ أهلاً للتعلم لعلَّمتكَ على الأقل " ثقافة التعامل مع الآخر واحترام المواعيد " لذا لن أعلّمكَ  بل سأمسح من ذاكرتك ثقافة "المسح" وبدون انتظار تركت بين يديه أوراقاً كنت أحملها له وكتبت على المغلف العبارة التالية : " عندما تدركون الفرق بين الكِبْرِ وبينَ الكِبرياءِ يتعافى الوطن ، ولكن – وللأسف - لا أظنكم ستدركون " . ثمَّ خرجتُ وأنا أشير إلى هذه العبارة قائلاً : " هذا رأي أبناء حمص بكَ ، وإن فكَّرتَ أن تمسحً أبناء حمص بجهلكَ فسيمسحونكَ بثقافتهم ، وثقافة أبناء حمص قوامها الكِبرياء وليس الكِبْر "

المصدر : المحامي منير العباس/ أمين عام حزب التوحيد العربي الديمقراطي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة