بدأت في مدينة دوربان بجنوب افريقيا أمس قمة قادة دول مجموعة البريكس الخامسة تحت شعار "مجموعة البريكس وافريقيا شراكة من أجل التنمية والتكامل والتصنيع" وسط تأكيدات بتمسك دول المجموعة بالمبادىء الأساسية التي قامت عليها والمستندة أساساً على احترام القانون والشرعية الدولية.

وتأتي هذه القمة التي تستمر يومين وفق الكثير من المراقبين وسط ظهور واضح لمعالم رسم خريطة جديدة للسياسة الدولية فرضها الحضور السياسي والاقتصادي الواضح لدول المجموعة بعيداً عن القطبية والهيمنة الاحادية التي رسمت معالم الخريطة الدولية على مدى السنوات العشرين الماضية.

ويشير المراقبون إلى أن مواقف دول المجموعة ستؤكد الرفض القاطع للهيمنة الأحادية على القرار الدولي وضرورة احترام مبادىء القانون الدولي وسيادة الدول في التعاطي مع كل المشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وغيرها.

ويلفت المراقبون إلى أن القمة الخامسة ستجدد التأكيد على المواقف الأساسية التي تبنتها دول المجموعة تجاه الكثير من القضايا الدولية وخصوصا الازمة في سورية حيث سبق وأعلنت دولها رفضها القاطع لأي تدخل خارجي في الشؤءون الداخلية للدول وذلك وفقاً للقانون والشرعية الدولية كما ستجدد الدعوة إلى الحوار الوطني كسبيل وحيد لحل الأزمة في سورية.

وتهدف هذه القمة إلى تعزيز المصالح الوطنية للدول المشاركة ودعم الأجندة الأفريقية وإعادة تنظيم البنية المالية والسياسية والتجارية على مستوى العالم وتشمل هذه الأجندة أهدافاً من القمم السابقة إضافة إلى أنها تعكس هدف جنوب أفريقيا المتمثل بتسخير عضويتها في المجموعة لخدمة القارة الأفريقية بأكملها.

وذكر مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط أن إنشاء بنك التنمية لمجموعة البريكس يمثل أهم البنود التي ستتم مناقشتها ضمن جدول أعمال القمة.. ورغم أن هذا البند لم يشهد أي تقدم خلال القمم السابقة غير أنه من المتوقع هذه المرة أن يشهد بعض الإنجاز لاسيما بعد قيام وزراء مالية مجموعة البريكس الخمس بإعداد دراسة الجدوى خاصة بالمشروع.

 

وأشارت بعض المصادر إلى أنه من المتوقع أن تضع المجموعة في احتياطيات هذا البنك قسما من احتياطها من العملات والذي يقدر بنحو 4400 مليار دولار لمساعدة اي دولة اذا دعت الحاجة وعدم الاستعانة بصندوق النقد الدولي الذي يضطلع بهذا الدور.

وفي هذا السياق أوضحت جنوب افريقيا التي انضمت إلى المجموعة عام 2010 أنها تتوقع الكثير من هذا البنك لتمويل برنامجها الطموح لإنشاء بنى تحتية ومشاريع تنموية لافريقيا جنوب الصحراء لاستثمار 500 مليار دولار خلال 15 سنة كما سيتم بحث إقامة كابل تحت البحر يسمح بنقل معطيات من البرازيل الى روسيا عبر جنوب افريقيا والهند والصين وهو مشروع تقدر كلفته بـ2ر1مليار دولار إضافة إلى مباحثات ثنائية حيث تأمل البرازيل في توقيع اتفاق مع الصين لتتم المبادلات بينهما بالعملات الوطنية وليس بالدولار.

ومن المقرر أن تشهد القمة انطلاق مجلس أعمال "البريكس" الذي كانت روسيا قد تقدمت بفكرة إنشائه خلال القمة الثالثة للمجموعة التي عقدت بالصين في عام2011 ويشمل جدول أعمال القمة أيضا مناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإيران وأفغانستان إضافة إلى القضايا الرئيسية للاقتصاد العالمي والأمن الدولي والإقليمي.

يذكر أن مجموعة دول البريكس والتي اخذت اسمها من الدول الأعضاء فيها وهي "البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا" عقدت أول قمة لها عام 2008 في اليابان تحت اسم مجموعة البريك قبل انضمام جنوب افريقيا إليها عام 2011 على هامش قمة الثماني الكبار وهي القمة التي شهدت أول تنسيق عملي بين الدول الأربع حول أهم القضايا الاقتصادية العالمية وبعد هذه القمة شكلت المجموعة نواة لمنظمة اقتصادية ستكون الأقوى في تاريخ الاقتصاد العالمي وخصوصا أنها تضم نحو 40 بالمئة من سكان العالم وتنتج ربع اجمالي الناتج العالمي وهو ما يؤهلها للعب هذا الدور البارز

مستشار الرئيس الروسي: مباحثات بوتين ورئيس حكومة الهند على هامش قمة بريكس ستركز على الوضع في سورية

وأعلن يوري أوشاكوف مستشار الرئيس الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الهندية مانموهان سينغ سيركزان خلال مباحثاتهما في مدينة دوربان جنوب أفريقيا على الأوضاع في سورية وفي أفغانستان.

وشدد أوشاكوف خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس على أهمية الحفاظ على اتصالات وثيقة بين قادة البريكس واغتنام كل فرصة لعقد الاجتماعات لافتا إلى اللقاء الذي تم بين الرئيس بوتين والرئيس الصيني في موسكو قبل أيام في موسكو وزيارة الرئيسة البرازيلية ديلماروسيف لروسيا قبل ذلك ولقاء الرئيس بوتين برئيس الوزراء الهندي خلال الزيارة الأخيرة في كانون الأول الماضي إلى نيودلهي.

وأوضح أوشاكوف أن "مباحثات الرئيس بوتين ورئيس الحكومة الهندية ستتطرق إلى تطور الأوضاع في أفغانستان خاصة في ضوء انسحاب القوات الدولية منها العام المقبل إضافة إلى الوضع في سورية وستركز على آفاق التعاون اللاحق للعلاقات الروسية الهندية على قاعدة الشراكة الاستراتيجية المتميزة" .

وأكد أوشاكوف أن روسيا والهند تنسقان بشكل وثيق نهجيهما ومواقفهما في مجلس الأمن الدولي وفي مجموعة العشرين التي من المنتظر أن يشارك رئيس الحكومة الهندية في قمتها المزمع عقدها في مطلع أيلول القادم في بطرسبورغ اضافة الى منظمة البريكس ومنظمة شوس وغيرها من الأطر الدولية.

ولفت مستشار الرئيس الروسي إلى تواصل العلاقات الثنائية بين البلدين على مستوى وزارتي الخارجية وغيرهما من الوزارات والمؤسسات المختلفة في البلدين مشيرا في هذا الصدد إلى زيارة رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين المزمع القيام بها في الخريف القادم إلى العاصمة الهندية.

يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند بلغ ذروته في العام الماضي حيث وصل إلى 11 مليار دولار.

  • فريق ماسة
  • 2013-03-26
  • 11296
  • من الأرشيف

مع انطلاق قمة دول مجموعة البريكس.. معالم لرسم خريطة جديدة للسياسات الدولية بعيداً عن القطبية الأحادية

بدأت في مدينة دوربان بجنوب افريقيا أمس قمة قادة دول مجموعة البريكس الخامسة تحت شعار "مجموعة البريكس وافريقيا شراكة من أجل التنمية والتكامل والتصنيع" وسط تأكيدات بتمسك دول المجموعة بالمبادىء الأساسية التي قامت عليها والمستندة أساساً على احترام القانون والشرعية الدولية. وتأتي هذه القمة التي تستمر يومين وفق الكثير من المراقبين وسط ظهور واضح لمعالم رسم خريطة جديدة للسياسة الدولية فرضها الحضور السياسي والاقتصادي الواضح لدول المجموعة بعيداً عن القطبية والهيمنة الاحادية التي رسمت معالم الخريطة الدولية على مدى السنوات العشرين الماضية. ويشير المراقبون إلى أن مواقف دول المجموعة ستؤكد الرفض القاطع للهيمنة الأحادية على القرار الدولي وضرورة احترام مبادىء القانون الدولي وسيادة الدول في التعاطي مع كل المشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وغيرها. ويلفت المراقبون إلى أن القمة الخامسة ستجدد التأكيد على المواقف الأساسية التي تبنتها دول المجموعة تجاه الكثير من القضايا الدولية وخصوصا الازمة في سورية حيث سبق وأعلنت دولها رفضها القاطع لأي تدخل خارجي في الشؤءون الداخلية للدول وذلك وفقاً للقانون والشرعية الدولية كما ستجدد الدعوة إلى الحوار الوطني كسبيل وحيد لحل الأزمة في سورية. وتهدف هذه القمة إلى تعزيز المصالح الوطنية للدول المشاركة ودعم الأجندة الأفريقية وإعادة تنظيم البنية المالية والسياسية والتجارية على مستوى العالم وتشمل هذه الأجندة أهدافاً من القمم السابقة إضافة إلى أنها تعكس هدف جنوب أفريقيا المتمثل بتسخير عضويتها في المجموعة لخدمة القارة الأفريقية بأكملها. وذكر مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط أن إنشاء بنك التنمية لمجموعة البريكس يمثل أهم البنود التي ستتم مناقشتها ضمن جدول أعمال القمة.. ورغم أن هذا البند لم يشهد أي تقدم خلال القمم السابقة غير أنه من المتوقع هذه المرة أن يشهد بعض الإنجاز لاسيما بعد قيام وزراء مالية مجموعة البريكس الخمس بإعداد دراسة الجدوى خاصة بالمشروع.   وأشارت بعض المصادر إلى أنه من المتوقع أن تضع المجموعة في احتياطيات هذا البنك قسما من احتياطها من العملات والذي يقدر بنحو 4400 مليار دولار لمساعدة اي دولة اذا دعت الحاجة وعدم الاستعانة بصندوق النقد الدولي الذي يضطلع بهذا الدور. وفي هذا السياق أوضحت جنوب افريقيا التي انضمت إلى المجموعة عام 2010 أنها تتوقع الكثير من هذا البنك لتمويل برنامجها الطموح لإنشاء بنى تحتية ومشاريع تنموية لافريقيا جنوب الصحراء لاستثمار 500 مليار دولار خلال 15 سنة كما سيتم بحث إقامة كابل تحت البحر يسمح بنقل معطيات من البرازيل الى روسيا عبر جنوب افريقيا والهند والصين وهو مشروع تقدر كلفته بـ2ر1مليار دولار إضافة إلى مباحثات ثنائية حيث تأمل البرازيل في توقيع اتفاق مع الصين لتتم المبادلات بينهما بالعملات الوطنية وليس بالدولار. ومن المقرر أن تشهد القمة انطلاق مجلس أعمال "البريكس" الذي كانت روسيا قد تقدمت بفكرة إنشائه خلال القمة الثالثة للمجموعة التي عقدت بالصين في عام2011 ويشمل جدول أعمال القمة أيضا مناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإيران وأفغانستان إضافة إلى القضايا الرئيسية للاقتصاد العالمي والأمن الدولي والإقليمي. يذكر أن مجموعة دول البريكس والتي اخذت اسمها من الدول الأعضاء فيها وهي "البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا" عقدت أول قمة لها عام 2008 في اليابان تحت اسم مجموعة البريك قبل انضمام جنوب افريقيا إليها عام 2011 على هامش قمة الثماني الكبار وهي القمة التي شهدت أول تنسيق عملي بين الدول الأربع حول أهم القضايا الاقتصادية العالمية وبعد هذه القمة شكلت المجموعة نواة لمنظمة اقتصادية ستكون الأقوى في تاريخ الاقتصاد العالمي وخصوصا أنها تضم نحو 40 بالمئة من سكان العالم وتنتج ربع اجمالي الناتج العالمي وهو ما يؤهلها للعب هذا الدور البارز مستشار الرئيس الروسي: مباحثات بوتين ورئيس حكومة الهند على هامش قمة بريكس ستركز على الوضع في سورية وأعلن يوري أوشاكوف مستشار الرئيس الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الهندية مانموهان سينغ سيركزان خلال مباحثاتهما في مدينة دوربان جنوب أفريقيا على الأوضاع في سورية وفي أفغانستان. وشدد أوشاكوف خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس على أهمية الحفاظ على اتصالات وثيقة بين قادة البريكس واغتنام كل فرصة لعقد الاجتماعات لافتا إلى اللقاء الذي تم بين الرئيس بوتين والرئيس الصيني في موسكو قبل أيام في موسكو وزيارة الرئيسة البرازيلية ديلماروسيف لروسيا قبل ذلك ولقاء الرئيس بوتين برئيس الوزراء الهندي خلال الزيارة الأخيرة في كانون الأول الماضي إلى نيودلهي. وأوضح أوشاكوف أن "مباحثات الرئيس بوتين ورئيس الحكومة الهندية ستتطرق إلى تطور الأوضاع في أفغانستان خاصة في ضوء انسحاب القوات الدولية منها العام المقبل إضافة إلى الوضع في سورية وستركز على آفاق التعاون اللاحق للعلاقات الروسية الهندية على قاعدة الشراكة الاستراتيجية المتميزة" . وأكد أوشاكوف أن روسيا والهند تنسقان بشكل وثيق نهجيهما ومواقفهما في مجلس الأمن الدولي وفي مجموعة العشرين التي من المنتظر أن يشارك رئيس الحكومة الهندية في قمتها المزمع عقدها في مطلع أيلول القادم في بطرسبورغ اضافة الى منظمة البريكس ومنظمة شوس وغيرها من الأطر الدولية. ولفت مستشار الرئيس الروسي إلى تواصل العلاقات الثنائية بين البلدين على مستوى وزارتي الخارجية وغيرهما من الوزارات والمؤسسات المختلفة في البلدين مشيرا في هذا الصدد إلى زيارة رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين المزمع القيام بها في الخريف القادم إلى العاصمة الهندية. يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند بلغ ذروته في العام الماضي حيث وصل إلى 11 مليار دولار.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة