قالت صحيفة السفير إن ديميتري بونتيك يتصفح يومياً مئات الصور للمقاتلين الأجانب في سورية. حسم أمره، سيذهب إلى هناك. لكن رحلة هذا الرجل لن تكون قصة جديدة عن "الجهاد" في سورية. قصته احتلت واجهة الأخبار في الإعلام البلجيكي الفلمنكي (الناطق بالهولندية). إنه ذاهب لإنقاذ ابنه الذي علق هناك، بعدما صارت طريقه إلى العودة عن "جهاد" النظام السوري... مقفلة.

ديميتري ذاهب في رحلة شاقة ليبحث عن ابنه يايون. هذا الشاب بلغ للتو 18 سنة، وغادر في أواخر شباط "للجهاد" في سورية. لم يقل ذلك لأهله. أخبرهم أنه ذاهب في عطلة، ثم قال إنه سيغيب لدراسة العربية في مصر. بعدها عرفوا أنه متزوج من شابة مسلمة، وهي من أخبرته أنه صار على إحدى الجبهات التي يقودها المتطرفون الإسلاميون. يايون واحد من الشباب الذين استطاعت استقطابهم الجماعة المتطرفة "شريعة من أجل بلجيكا". كان يائساً بعد فشل "حب حياته"، وتولى زميل في صفه تحويله إلى مسلم ثم إلى متطرف. طريق لم يحمل عواقب جدية. نجومية الوقوف خلف مؤسس الجماعة، في فيديوهات خطاباته البلاغية. ولم يكن سيئاً "التميّز" الذي يوحي به مظهر الشاب الذي أطال لحيته وصار يلبس جلابية، ومثله مغامرة الزواج بالخفية ليكون "مسلماً جيداً". لكن الأمر لم يعد نزهة، بعدما أصبح في جبهات قتال دموي.

وأضافت الصحيفة قبل أيام تلقى ديميتري اتصالاً من رقم غريب. سمع صوت بكاء ابنه، الذي تمالك نفسه ليخبره أن طريق العودة عن "الجهاد" أغلقت أمامه. يايون أخبر والده أن الجماعة التي يقاتل معها في سورية جرّدته من كل شيء، وتحتجز أوراقه الرسمية ونقوده وجهازه الخلوي.

لن ينفع الأب أن يجول في الجبهات ويقول "هل رأيتم يايون؟". فهناك لا أحد يعرفه بهذا الاسم. تلقى تدريباً سريعاً في معسكر "للمجاهدين"، قبل أن يُرسل إلى القتال، ويعمّدوه مجاهداً تحت اسم: "سيف الله أهل السنة". هذا ما روته زوجته لأهله المصدومين. كان والده يجهش مثل طفل أمام الكاميرا، وهو ينادي على ابنه أن يجد أية منظمة دولية ويطلب منها مساعدته على العودة.

الأمن البلجيكي يقدّر عدد الشبان البلجيكيين الذين ذهبوا إلى القتال في سورية بالعشرات. وفي تشرين الأول الماضي، أعلن مدير الاستخبارات البلجيكية أن السلفيين باتوا يشكلون "الخطر الأكبر" على بلاده. كرر وقتها، قبل أن يفعل الشيء ذاته وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ، أن الخطر هو في عودة المقاتلين الأجانب إلى أوروبا، بعدما تحوّلوا إلى متمرسين في القتال.

اتهام أطراف من المعارضة السورية للإعلام الغربي بالتهويل في هذه القضية، لا يغيّر في أنها صارت من أبرز عناوين تغطية في الصراع السوري. قصة كالتي تجري مع ديميتري تحتل واجهة تغطية الحدث السوري. احتجاج معارضين بأن هناك "مبالغات" لن يغير في طبيعة التغطية الإعلامية. فالصراع السوري بحد ذاته صار حدثاً مكرراً بالنسبة إلى الإعلام الغربي، والذي ينتظر حدثاً بارزاً داخل الصراع. هكذا تصير قضية مثل قضية "المجاهدين" الأجانب، إحدى الوجهات التي يرى عبرها الرأي العام الغربي الصراع.

وبحسب الصحيفة إن قواعد المنافسة تفرض نفسها، وقصة ديميتري وابنه ليست الوحيدة. فقبل أيام عرضت قناة "في تي إم"، في برنامج التحقيقات "تلفاكس"، قصة برايان دا ميلدر. عمره 19 عاماً، من أب بلجيكي وأم برازيلية. ذهب أيضا للقتال في سورية، وهو الآخر أعلن "مجاهداً" وصار اسمه "أبو القاسم البرازيلي". نفس حكاية التحول إلى الإسلام المتطرف، والعودة إلى مقت وانتقاد العائلة التي تربى فيها وعاداتها. كانت والدته تبوح بشكوكها أمام الكاميرا "عمره فقط 19 سنة. قد يقول أنا هنا في جحيم، لمَ لا أعود إلى أمي. لا يزال طفلاً، لكن ربما لا يمكنه الرجوع".

  • فريق ماسة
  • 2013-03-24
  • 9688
  • من الأرشيف

"الجهاد في سورية": ممنوع الخروج ... واسألوا ديميتري!

قالت صحيفة السفير إن ديميتري بونتيك يتصفح يومياً مئات الصور للمقاتلين الأجانب في سورية. حسم أمره، سيذهب إلى هناك. لكن رحلة هذا الرجل لن تكون قصة جديدة عن "الجهاد" في سورية. قصته احتلت واجهة الأخبار في الإعلام البلجيكي الفلمنكي (الناطق بالهولندية). إنه ذاهب لإنقاذ ابنه الذي علق هناك، بعدما صارت طريقه إلى العودة عن "جهاد" النظام السوري... مقفلة. ديميتري ذاهب في رحلة شاقة ليبحث عن ابنه يايون. هذا الشاب بلغ للتو 18 سنة، وغادر في أواخر شباط "للجهاد" في سورية. لم يقل ذلك لأهله. أخبرهم أنه ذاهب في عطلة، ثم قال إنه سيغيب لدراسة العربية في مصر. بعدها عرفوا أنه متزوج من شابة مسلمة، وهي من أخبرته أنه صار على إحدى الجبهات التي يقودها المتطرفون الإسلاميون. يايون واحد من الشباب الذين استطاعت استقطابهم الجماعة المتطرفة "شريعة من أجل بلجيكا". كان يائساً بعد فشل "حب حياته"، وتولى زميل في صفه تحويله إلى مسلم ثم إلى متطرف. طريق لم يحمل عواقب جدية. نجومية الوقوف خلف مؤسس الجماعة، في فيديوهات خطاباته البلاغية. ولم يكن سيئاً "التميّز" الذي يوحي به مظهر الشاب الذي أطال لحيته وصار يلبس جلابية، ومثله مغامرة الزواج بالخفية ليكون "مسلماً جيداً". لكن الأمر لم يعد نزهة، بعدما أصبح في جبهات قتال دموي. وأضافت الصحيفة قبل أيام تلقى ديميتري اتصالاً من رقم غريب. سمع صوت بكاء ابنه، الذي تمالك نفسه ليخبره أن طريق العودة عن "الجهاد" أغلقت أمامه. يايون أخبر والده أن الجماعة التي يقاتل معها في سورية جرّدته من كل شيء، وتحتجز أوراقه الرسمية ونقوده وجهازه الخلوي. لن ينفع الأب أن يجول في الجبهات ويقول "هل رأيتم يايون؟". فهناك لا أحد يعرفه بهذا الاسم. تلقى تدريباً سريعاً في معسكر "للمجاهدين"، قبل أن يُرسل إلى القتال، ويعمّدوه مجاهداً تحت اسم: "سيف الله أهل السنة". هذا ما روته زوجته لأهله المصدومين. كان والده يجهش مثل طفل أمام الكاميرا، وهو ينادي على ابنه أن يجد أية منظمة دولية ويطلب منها مساعدته على العودة. الأمن البلجيكي يقدّر عدد الشبان البلجيكيين الذين ذهبوا إلى القتال في سورية بالعشرات. وفي تشرين الأول الماضي، أعلن مدير الاستخبارات البلجيكية أن السلفيين باتوا يشكلون "الخطر الأكبر" على بلاده. كرر وقتها، قبل أن يفعل الشيء ذاته وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ، أن الخطر هو في عودة المقاتلين الأجانب إلى أوروبا، بعدما تحوّلوا إلى متمرسين في القتال. اتهام أطراف من المعارضة السورية للإعلام الغربي بالتهويل في هذه القضية، لا يغيّر في أنها صارت من أبرز عناوين تغطية في الصراع السوري. قصة كالتي تجري مع ديميتري تحتل واجهة تغطية الحدث السوري. احتجاج معارضين بأن هناك "مبالغات" لن يغير في طبيعة التغطية الإعلامية. فالصراع السوري بحد ذاته صار حدثاً مكرراً بالنسبة إلى الإعلام الغربي، والذي ينتظر حدثاً بارزاً داخل الصراع. هكذا تصير قضية مثل قضية "المجاهدين" الأجانب، إحدى الوجهات التي يرى عبرها الرأي العام الغربي الصراع. وبحسب الصحيفة إن قواعد المنافسة تفرض نفسها، وقصة ديميتري وابنه ليست الوحيدة. فقبل أيام عرضت قناة "في تي إم"، في برنامج التحقيقات "تلفاكس"، قصة برايان دا ميلدر. عمره 19 عاماً، من أب بلجيكي وأم برازيلية. ذهب أيضا للقتال في سورية، وهو الآخر أعلن "مجاهداً" وصار اسمه "أبو القاسم البرازيلي". نفس حكاية التحول إلى الإسلام المتطرف، والعودة إلى مقت وانتقاد العائلة التي تربى فيها وعاداتها. كانت والدته تبوح بشكوكها أمام الكاميرا "عمره فقط 19 سنة. قد يقول أنا هنا في جحيم، لمَ لا أعود إلى أمي. لا يزال طفلاً، لكن ربما لا يمكنه الرجوع".

المصدر : الماسة السورية/ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة